شكّل وصول رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، إلى محافظة تعز (جنوب غرب) للمرة الأولى منذ تقلده رئاسة المجلس عام 2022، لحظة أثارت تساؤلات عدة من قبيل، ما الذي يمكن أن تشكله لمحافظة تعاني الأمرين "التهميش من السلطات المعترف بها دوليا" و"الحصار المفروض عليها منذ 9 سنوات من قبل جماعة الحوثي".



وكان رشاد العليمي قد وصل مدينة تعز، الثلاثاء، في زيارة هي الأولى رفقة عضوي المجلس الرئاسي، عثمان مجلي وعبدالله باوزير العليمي، وعدد من المسؤولين الحكوميين بعد عامين تقريبا من تشكيل هذا الكيان الجديد.

"مهمة وتاريخية"

وفي السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي أن "هذه الزيارة مهمة وتاريخية"، مضيفا أن من شأنها أن تنقل تعز إلى وضعية جديدة تحتاج إلى أن تنتقل إليها وتغادر مربع التهميش والاستهداف السلبي متعدد المستويات اللذين عانت منهما طيلة السنوات الماضية.



وقال التميمي في حديثه لـ"عربي21" إن نتائج هذه الزيارة يمكن أن تجعل منها "محطة تاريخية في مسيرة الرئيس، وفي مسار انتقال تعز في زمن الحرب"، و"يمكن أن تتحول الزيارة إلى مجرد حدث عابر ومنسي".

وتابع الكاتب والمحلل السياسي اليمني بأن العليمي بحاجة إلى أن يحول زيارته إلى مدخل جوهري لتحسين حياة الناس واستعادة الأمل، مؤكدا أن هذا لن يتحقق إلا عبر "اعتماد حزمة من التدابير السياسية والاقتصادية والمعيشية التي تساعد تعز على التعافي وتقوي فرصها في مواجهة المخاطر العسكرية والأمنية التي تحيط بها".

"مدينة غابت عن الاهتمام"

من جانبه، قال الكاتب والباحث اليمني في شؤون العلاقات الدولية، مصطفى ناجي إن العليمي وصل إلى تعز، عاصمة المحافظة عبر فوج من العربات الخاصة لتأمين زيارة حذرة لا أظن أن الوحدات الأمنية والعسكرية في المحافظة قادرة بإمكانياتها القيام بهذه المهمة.

وتابع ناجي عبر حسابه بمنصة "إكس" : بمعنى أخر، أن وضع المؤسستين الأمنية والعسكرية لوجستيا وإداريا في حالة تستدعي الدعم والمراجعة.

وأشار: "سيمر موكبه بطرقات رثة تحتاج إلى صيانة وسيمر على مناطق عشوائية ومدن ثانوية بلا نظام صرف صحي تتكدس فيها القمامة.. وعلى مناطق بلا كهرباء ولا خدمات وفي حالة شبه انهيار للوضع التعليمي بسبب الافتقار للموارد وسوء الإدارة والهيمنة الإيديولوجية والانقسامات الحزبية التي تعصف بالمحافظة".

وقال الكاتب اليمني إن العليمي "سيدخل مدينة محاصرة بلا دعم ولا موارد ومنسية وغائبة عن رادار الاهتمام الدولي والإقليمي إلا من باب الرغبة في طموح مشاكلها وحقيقتها السياسية".



واعتبر زيارة العليمي لتعز أنها هي أقل ما يمكن فعله لرد الاعتبار لمحافظة قدمت تضحيات جسيمة من أجل الحفاظ على العلم الجمهوري وعلى يمنية اليمن وعروبته من دنس التفريس".

وأردف قائلا: "وهي أيضا، في الخط الأمامي في مواجهة مع عدو حشد كل أحقاد التاريخ الجيوسياسية والمذهبية والجهوية وأقذر الأساليب الأمنية والعسكرية والحصار والتجويع لاخضاعها ولم تخضع".

وخلال زيارته لتعز، قام رئيس المجلس الرئاسي بتدشين مشروع "ترميم المدينة الطبية والتعليمية في جامعة تعز"، والذي يشمل كليات الطب البشري والصيدلة والتمريض، بتمويل من البرنامج السعودي للتنمية وإعادة الإعمار.

وقد أعطى العليمي مهلة ستة أشهر، للسلطات المحلية للمضي في إصلاح أدائها الحكومي والارتقاء به، متوعدا بمحاسبة مسؤوليها من أصغر موظف وحتى أعلى هرمها. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية اليمن العليمي تعز السعودية اليمن تعز العليمي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

العليمي: أرسلنا الطائرة الرابعة للحوثيين بعد أن هددوا بقصف مطار عدن وبقية المطارات اليمنية

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، أن جماعة الحوثي هددت بقصف مطار عدن وبقية المطارات اليمنية، في حالة عدم عودة الطائرة الرابعة التابعة للخطوط الجوية اليمنية، والتي تعرضت للقصف المباشر والدمار من قبل طيران الاحتلال يوم الثلاثاء الماضي.

 

وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في حوار مع قناة "روسيا اليوم" إن جماعة الحوثي تسببت بتدمير 4 طائرات تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية من خلال اختطاف تلك الطائرات والاصرار على الاستمرار باحتجازها في مطار صنعاء، رغم ان القصف الاسرائيلي للمطار كان متوقعا.

 

وأضاف: "حاولنا التواصل مع المليشيات الحوثية عبر وسطاء من اجل إخراج هذه الطائرات، واقترحنا نقلها إلى عدن، او إلى المملكة العربية السعودية، او إلى عُمان او اي دولة اخرى، لكن المليشيات رفضت واستمرت باحتجازها في المطار، وفعلاً جاءت الهجمات الإسرائيلية، ودمرت ثلاث طائرات".

 

وأوضح أن الطائرة الرابعة التي تم تدميرها مؤخراً كانت في عمان، لكنهم أصروا على عودتها الى مطار صنعاء، بل أعطونا إنذارا، عبر وسطاء "إذا لم تتركوا الطائرة تعود إلى صنعاء، فسنقوم بضرب مطار عدن والمطارات الأخرى في حضرموت وشبوة والمخا ومناطق أخرى".

 

وتابع: "اضطررنا لكي نتجنب مزيداً من الدمار والحرب أن نسمح للطائرة بالعودة إلى صنعاء، وقد جاءت الغارات الإسرائيلية قبل يومين ودمرت الطائرة الرابعة" وفق وكالة سبأ الحكومية.

 

وجدد الرئيس، تمسك مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية بهذا القرار باعتباره خارطة طريق مثلى للحل الشامل في اليمن، مشيرا إلى أن المجلس الرئاسي والحكومة يدركان "أن الحل السياسي هو الخيار الأمثل لمصلحة اليمنيين، ولمصلحة الإقليم والعالم".

 

وأضاف "لكن كل المحاولات التي بذلناها وبذلتها الأمم المتحدة والوسطاء لم تفلح مع هذه الجماعة، لأنها جماعة لا تؤمن بالسلام".

 

واشار الى أن آخر المبادرات التي قوبلت برفض وتعنت هذه الجماعة، كانت خارطة الطريق التي تبناها السعودية، مؤكداً بأنه رغم موافقة مجلس القيادة الرئاسي عليها، استمرت جماعة الحوثي في تنفيذ هجماتها على المنشآت النفطية في مناطق الشرعية، وعلى الأحياء المدنية، وعلى جبهات التماس مع الجيش الوطني والتشكيلات العسكرية.

 

وأضاف: "لم تكتف بذلك بل انتقلت إلى البحر الأحمر، وهاجمت الملاحة الدولية، وهاهي تدعي أنها تدعم غزة اليوم، وترسل صواريخ في الهواء".

 

وقال "هي بذلك فقط، استدعت التدخل الخارجي، وتسببت بهذه الكارثة الكبرى في تدمير المنشآت اليمنية، من الموانئ والمطارات والمصانع، ومع ذلك تدعي أنها تحقق انتصارات".

 

وعبر العليمي، عن ثقته في مواصلة روسيا الاتحادية العمل مع المجتمع الدولي لدعم تطلعات الشعب اليمني في استعادة مؤسسات الدولة، وانهاء انقلاب مليشيات الحوثي واحلال السلام، والاستقرار وفقاً للمرجعيات المعترف بها دوليا، وفي مقدمتها قرار مجلس الامن 2216.

 

ونوه إلى أن جماعة الحوثي، هي "جماعة طائفية ثيوقراطية، لا تؤمن بالحقوق والحريات المدنية، ولا تعترف بالشراكة السياسية، بل بأنها خلقت لحكم البشر".

 

وأشاد العليمي، بمواقف روسيا في مجلس الأمن، منذ انقلاب الحوثيين على الدولة، قائلا "ان روسيا كانت دائماً مع الشرعية، وصوتت لصالح القرارات الدولية الداعمة لها وفي مقدمة ذلك القرار 2216، الذي يمثل خارطة الطريق لحل القضية اليمنية".

 

واعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي هذه الجماعة جماعة عدمية، وليست شريكة سلام، وقال "لذلك نحن مصممون على استعادة الدولة سلماً أو حربا".

 

وثمن العليمي، قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإدراج الحوثيين على قائمة الارهاب، قائلا انه "قرار إيجابي، ونحن ممتنون للولايات المتحدة وللرئيس ترامب لإصداره، لإنه يمثل تشخيصاً حقيقياً بان هذه الجماعة الإرهابية في سلوكياتها لا تختلف تماماً عن تنظيمي القاعدة وداعش".

 

واشار الرئيس، الى ان استسلام الحوثيين للولايات المتحدة، يؤكد ان هذه الجماعة لا تستسلم إلا للقوة.، لافتا إلى أنه عندما استهدفت الضربات الأمريكية قدراتهم العسكرية ومخازن الأسلحة فيها، وبدأت تطارد قياداتها، وافقوا على إيقاف الضربات على السفن الأمريكية.

 

واختتم بالقول: "هذا يرسل رسالة لنا في الداخل وللأشقاء في العالم العربي، وخاصة في الخليج، بأن هذه الجماعة لن ترضخ للسلام أبداً إلا بالقوة".

 


مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. شيبة ضرار يواصل إثارة الجدل.. يدخل في وصلة رقص مع مناصريه بقبيلة “البجا” ويهديها لرئيس مجلس السيادة
  • كيف قرأ اليمنيون تصريحات العليمي الأخيرة.. شجاعة أم ضعف؟
  • العليمي: أرسلنا الطائرة الرابعة للحوثيين بعد أن هددوا بقصف مطار عدن وبقية المطارات اليمنية
  • «مأساة الطائرات الأربع».. العليمي: الحوثيون رفضوا إخراجها فدمرتها إسرائيل
  • العليمي: اليمن عازم اليوم أكثر من أي وقت مضى لإسقاط مشروع الحوثيين
  • الرئيس الروسي يرحب بـ «العليمي».. والأخير يشكره على دعم اليمن
  • صحيفة عبرية: ” التهديد اليمني لا يمكن احتواءه بالردع الجوي”
  • رئيس مجلس القيادة اليمني يضع إكليلا من الزهور على ضريح الجندي الروسي المجهول
  • رئيس مجلس القيادة اليمني يعقد مباحثات ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
  • رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي: نواجه مشروعاً طائفيا لا يعترف بالدولة ولا القانون ويتبنى أفكار الولاية والحق الإلهي «فيديو»