موقع 24:
2025-06-24@18:11:52 GMT

الحرْب.. وسَيْطرة النٍّسيان

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

الحرْب.. وسَيْطرة النٍّسيان

ربما قد ينتهي الدعم الأمريكي والأوروبي لأوكرانيا إلى الانتصار على القوات الروسية


النِّسْيان أثناء الحرب، ليس هو كذلك في فترة السَّلام، والمقصود هنا تجاهل القوى الدولية المختلفة للطرفيْن المتقاتليْن لحين من الوقت بعد حماس ظاهر لتوقيف الحرب أو لدعم فريق على حساب آخر، في نصرة قد تؤدي إلى هزيمة أحد الطرفيْن، لكن ليس بالضرورة انتصار الطرف الغالب، والذي ينتهي في الغالب إلى فرض شروطه، ولكن إلى حين من الزمن.


لا يقصد بالنسيان هنا التّخلي عن المتصارعيْن من ناحية دعمهما العسكري، فهذا يمكن اعتباره في حكم المستحيل، بغض النظر عن حجمه وديمومته، وإنما يعني التخلي عن الأهداف والأسباب التي قامت لأجلها الحرب أو تجاهلها، بما قد يؤدي إلى تجدد استمراريتها، ويصبح الوصول إلى أيِّ سلام ـ مهما طال ـ هو استراحة ـ أقل من الهدنة ـ لحربٍ آتيةٍ، وهكذا يصبح المتصارعان في انتظار دائم للحرب، ويتملكهما خوف قاتل، يصل أحيانا إلى النظر للحياة بعبثية.
الحالُ تلك في السلم تجعل منها في مظهرها الخاص والعام تماما مثل الحال في الحرب، التي تدور فيها رحى المعارك لأجل انتصار وهمي أو حقيقي، وتثقل بأوزارها كاهل الشعوب والجماعات والأفراد، لتتّخذ طريقها في عمر الزمن متأثرةً بماض دموي، حتى يغدو النسيان نقمةً وليس نعمةً، منفرا وليس جاذباً، مفرقاً وليس جامعاً، مشكلة وليس حلاّ.
من الناحية الواقعيّة يصعب القول: أن النسيان ظاهر في تجارب الحرب، كتلك التي تدور اليوم في فلسطين، وخاصة غزة، وكذلك الأمر في أوكرانيا، ذلك لأن العالم يشهد اليوم دعماً غير مسبوق للأطراف المتقاتلة حيث الدعم النسبي لأوكرانيا باعتباره الطرف الأضعف، الذي يواجه روسيا من جهة، والدعم المطلق للإسرائيل ـ مع أنها الطرف الأقوى ــ في الحرب الدائرة ضد الفلسطينيين، والسؤال هنا: هل الدعم لكل من أوكرانيا وإسرائيل سيؤدي إلى انتصارهما؟
ربما قد ينتهي الدعم الأمريكي والأوروبي لأوكرانيا إلى الانتصار على القوات الروسية، أو على الأقل الحفاظ على وجودها كدولة، بغض النظر على وحدتها الترابية، لكن الأمر مختلف مع إسرائيل، فكل الدعم الغربي، وخاصة الأمريكي، لن يجعلها تنتصر في النهاية، وإن كانت في حرب الإبادة الراهنة قد تكسب جولة من جولات الحرب، وقد تحقق فكرتها العرقية، المتمثلة في افناء جزء من الشعب الفلسطيني، وعدد القتلى من المدنيين خلال الشهور العشر الماضية يدل على ذلك.
والقول بعدم انتصار إسرائيل في النهاية، ليس وشيجة عاطفية نحو ذوي القربى من الشعب الفلسطيني، وإنما آتٍ من أن الصراع الدموي في فلسطين هو حرب وجود للطرفين ـ الإسرائيلي والفلسطيني ـ وكلاهما لن يكون مصيره النهائي التسليم بالواقع، ولولا نسيان العالم لهما من الناحية الحقيقية، لاتّخذَا من التعايش حالة يرفضها الوجود.
لقد يبدو من الصخب الإعلامي، والقتل اليومي بين الفعل ورد الفعل، والمفاوضات المتعثرة، أن المعطيات والمؤشرات، والدلائل تؤكد على أن دول العالم لم تنس الحرب الدائرة في فلسطين، لكن حقيقة الأمر غير هذا، فهي حين تعمل على دعم متواصل هو في غالبيته لصالح إسرائيل، إنما تهدف إلى استمرارية الحرب بحيث تحمل أشكالا جديدة في المستقبل المنظور، وإن دعت إلى انهائها اليوم.
هنا تصبح سيطرة النسيان على مجريات الحرب الدائرة مخيفة، ومفزعة، بل وقاتلة، ذلك أن الاتجاه العام يشير إلى توقع استمرارية الحرب، رغم الادعاءات القائلة بتوقيفها، وفي تجربة الحرب الروسية ـ الأوكرانية ما يؤكد ذلك، فمن كان يتوقع أن تتواصل إلى اليوم، والأمر كذلك بالنسبة للحرب في غزة.. أيعقل أن تستمر لمدة 11 شهرا، وهي التي كانت في الصراع العربي الإسرائيلي ـ وعلى مدى عدة حروب ـ لا تتجاوز الأيام المعدودة، وبمشاركة معظم الدول العربية.
لن يكون النسيان نافعاُ للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، إلا إذا قرَّرَا العيش سويا، وهذا ما لا تودّه الدولة العبْريَّة.. إذن ما جدوى النسيان لديهما، والعالم يتجه بهما إلى نسيان أبدي حتى لو تواصلت الحرب بينهما عقودا أخرى، وكانت أشد بطشا وتنكيلاً؟!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح يوم المرأة الإماراتية أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية: خطر الإبادة الجماعية في السودان لا يزال مرتفعاً وسط هجمات عرقية تقودها للدعم السريع

المسؤولة الاممية قالت  أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن “ما يقلق تفويضي بشكل خاص هو الهجمات المستمرة التي تستهدف مجموعات عرقية معينة، لا سيما في منطقتي دارفور وكردفان”.

التغيير: وكالات

حذّرت مسؤولة  رفيعة في الأمم المتحدة اليوم الاثنين من أن خطر وقوع إبادة جماعية في الحرب الأهلية المدمرة في السودان لا يزال “مرتفعا جدا”، وسط استمرار الهجمات ذات الدوافع العرقية التي تشنّها قوات الدعم السريع.

واندلعت الحرب في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد 13 مليونا فر منهم أربعة ملايين إلى الخارج، وأزمة إنسانية تعدّ الأسوأ في العالم وفق الأمم المتحدة.

وقالت فرجينيا غامبا وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمستشارة الخاصة بالإنابة للأمين العام أنطونيو غوتيريش بشأن منع الإبادة الجماعية إن “الطرفين ارتكبا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.

وأضافت أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن “ما يقلق تفويضي بشكل خاص هو الهجمات المستمرة التي تستهدف مجموعات عرقية معينة، لا سيما في منطقتي دارفور وكردفان”.

وشددت على أن قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المسلحة المتحالفة معها “تواصل شن هجمات بدوافع عرقية ضد قبائل الزغاوة والمساليت والفور”.

وحذّرت غامبا من أن “خطر الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في السودان لا يزال مرتفعا جدا”.

وجاءت تصريحاتها بعدما رفضت محكمة العدل الدولية الشهر الماضي دعوى رفعها السودان ضد دولة الإمارات بتهمة التواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية لدعمها المفترض لقوات الدعم السريع في الحرب، وهي اتهامات نفتها الإمارات.

وقالت المحكمة إنها لا تتمتع بالاختصاص القضائي للبت القضية.

الوسومآثار الحرب في السودان إقليم دارفور الإبادة الجماعية جرائم وانتهاكات الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا في مؤتمر صحفي: بعد عملية أمنية استناداً إلى معلومات أولية وبتنسيق مشترك مع جهاز الاستخبارات العامة، نفذت وحداتنا الأمنية بريف دمشق عملية استهدفت مواقع الخلية الإرهابية التي نفذت تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدو
  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
  • الأمم المتحدة ترى أن خطر وقوع إبادة جماعية في السودان "مرتفع جدا"
  • نشرة المرأة والمنوعات| حظك اليوم الثلاثاء.. أسباب انخفاض الدورة الشهرية وطرق علاجها.. تدابير مهمة لتبريد منزلك بفاعلية في الصيف.. أغرب عصير لعلاج التهاب المعدة
  • السودان.. فرص نجاح الحكومة الجديدة في ظل التحديات الماثلة
  • مسؤولة أممية: خطر الإبادة الجماعية في السودان لا يزال مرتفعاً وسط هجمات عرقية تقودها للدعم السريع
  • حجيرة لـ"اليوم 24": علاقتنا التجارية مع تركيا استراتيجية وسنناقش معهم هذا الأسبوع اتفاقية التبادل الحر
  • الخارجية السودانية: تحالف “صمود” ساهم في اندلاع الحرب بالبلاد
  • كاتب إسرائيلي: الانسحاب من غزة ضرورة إستراتيجية لمواجهة إيران