القهوة: تاريخها، أنواعها، وتأثيرها على الثقافة العالمية
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
القهوة، تُعد القهوة واحدة من أقدم المشروبات وأكثرها انتشارًا في العالم.
منذ اكتشافها، أصبحت القهوة جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس اليومية، وتمكنت من الانتشار عبر الثقافات المختلفة حتى أصبحت اليوم مشروبًا عالميًا يتمتع بمكانة خاصة لدى الكثيرين.
فيما يلي تستعرض بوابة الفجر الإلكترونية تاريخ القهوة، أنواعها المختلفة، وتأثيرها على الثقافة العالمية.
يعود اكتشاف القهوة إلى منطقة القرن الأفريقي، حيث يُعتقد أن الأثيوبيين كانوا أول من اكتشف خصائصها المنشطة.
وفقًا للأسطورة، اكتشف راعٍ يُدعى "خالد" أن ماعزه أصبحت أكثر نشاطًا بعد تناولها حبات معينة من الشجيرات.
هذا الاكتشاف أدى إلى بدء زراعة القهوة وتطورها عبر القرون.
انتقلت القهوة من إثيوبيا إلى اليمن، حيث ازدهرت زراعتها وتطور أسلوب تحضيرها في القرن الخامس عشر.
ومن اليمن، انتقلت القهوة إلى الشرق الأوسط، ومنها إلى أوروبا في القرن السابع عشر، حيث اكتسبت شعبية كبيرة وانتشرت بشكل واسع.
ومن هناك، وصلت إلى أمريكا اللاتينية، التي أصبحت فيما بعد واحدة من أكبر مناطق زراعة القهوة في العالم.
فوائد وأضرار مشروب القهوة علي الصحة أنواع القهوةتختلف أنواع القهوة بناءً على نوع الحبوب وطريقة التحضير. هناك نوعان رئيسيان من حبوب القهوة:
القهوة: تاريخها، أنواعها، وتأثيرها على الثقافة العالمية
- **أرابيكا:** وهي الحبوب الأكثر شهرة وانتشارًا. تمتاز بطعمها الناعم والمعتدل، وغالبًا ما تكون مفضلة لتحضير القهوة السوداء.
- **روبوستا:** تحتوي على نسبة أعلى من الكافيين مقارنة بأرابيكا، ولها طعم أقوى ومر. تُستخدم غالبًا في تحضير القهوة سريعة التحضير والإسبريسو.
هناك أيضًا أنواع عديدة من مشروبات القهوة التي يتم تحضيرها بطرق مختلفة، مثل:
- **الإسبريسو:** قهوة قوية تُحضَّر من حبوب القهوة المطحونة ناعمًا وتحتوي على نسبة عالية من الكافيين.
- **الكابتشينو:** مزيج من الإسبريسو مع الحليب الرغوي، ويُقدم غالبًا في الصباح.
- **القهوة التركية:** تُحضَّر بغلي القهوة المطحونة ناعمًا جدًا مع السكر والماء، وتُقدَّم في فنجان صغير.
- **القهوة الأمريكية:** نوع أخف من الإسبريسو، يتم تخفيفه بالماء الساخن.
سحر القهوة: فوائد وأضرار مشروب القهوة تأثير القهوة على الثقافة العالميةلا يُعتبر شرب القهوة مجرد عادة يومية، بل هو جزء من الثقافة والتقاليد في العديد من الدول.
على سبيل المثال:- **في الدول العربية:** تُعتبر القهوة جزءًا من الضيافة والكرم.
القهوة العربية التي تُقدَّم مع التمر، رمز للعادات والتقاليد في المجتمعات الخليجية.
فوائد وأضرار مشروب القهوة علي الصحة
- **في إيطاليا:** يُعد الكابتشينو جزءًا من الروتين الصباحي، بينما يُشرب الإسبريسو على مدار اليوم، ويُعتبر الجلوس في مقهى لتناول القهوة تجربة اجتماعية مهمة.
- **في أمريكا:** القهوة ليست مجرد مشروب، بل هي أيضًا رمز للإنتاجية، حيث أصبح من المعتاد أن يبدأ الناس يومهم بفنجان قهوة كبيرة خلال تنقلاتهم إلى العمل.
القهوة أيضًا لعبت دورًا مهمًا في تشجيع الحوارات الفكرية والاجتماعية.
في القرن الثامن عشر، كانت المقاهي تُعتبر مراكز للنقاشات السياسية والثقافية، وما زالت حتى اليوم مكانًا يجتمع فيه الأصدقاء والزملاء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: القهوة مشروب القهوة فوائد القهوة اضرار القهوة فوائد وأضرار مشروب القهوة تاريخ القهوة انواع القهوة مشروب ا
إقرأ أيضاً:
من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
صراحة نيوز ـ بقلم: جمعة الشوابكة
في العاشر من حزيران من كل عام، لا يمرّ اليوم على الأردنيين مرور الكرام، بل ينبض التاريخ في وجدانهم من جديد. إنه اليوم الذي تختصر فيه الأمة مسيرتها المجيدة بين سطرين خالدين: الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف الحسين بن علي عام 1916، ويوم الجيش العربي الأردني، حين توحّدت البندقية بالراية، والعقيدة بالوطن.
لم تكن الرصاصة الأولى التي انطلقت من شرفة قصر الشريف في مكة مجرد إعلان تمرّد على الحكم العثماني، بل كانت البيان التأسيسي للسيادة العربية الحديثة، وبداية مشروع تحرر قومي لا يعترف بالتبعية، ولا يرضى بأقل من الكرامة. قاد الشريف الحسين بن علي هذا المشروع بوعي تاريخي عميق، وسلّمه لابنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن الحسين آنذاك، الذي جاء إلى شرقي الأردن مؤمنًا بأن الثورة لا تكتمل إلا ببناء الدولة، وأن الدولة لا تنهض إلا بجيش عقائدي يحمل راية الأمة ويحميها. وهكذا، وُلد الجيش العربي، من رحم الثورة، ومن لبّ الحلم القومي، لا تابعًا ولا مستوردًا، بل متجذرًا في الأرض والهوية.
كان الجيش العربي الأردني منذ تأسيسه أكثر من مجرد تشكيل عسكري، كان المؤسسة التي اختزلت روح الوطن. شارك في معارك الشرف على ثرى فلسطين، في باب الواد والقدس واللطرون، ووقف سدًا منيعًا في وجه الأطماع والعدوان، حتى جاءت اللحظة المفصلية في معركة الكرامة عام 1968، حين وقف الجندي الأردني بصلابة الرجولة خلف متاريس الكرامة، وردّ العدوان، وسطّر أول نصر عربي بعد نكسة حزيران، بقيادة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – ليُثبت أن الكرامة لا تُستعاد بالخطب، بل تُنتزع بالدم. لقد كان هذا النصر عنوانًا حيًا للعقيدة القتالية الأردنية، القائمة على الانضباط، والولاء، والثبات، وفهم عميق للمعركة بين هويةٍ تُدافع، وقوةٍ تُهاجم.
وفي قلب هذه المسيرة، وقف الشهداء، الذين قدّموا دماءهم الزكية ليظل هذا الوطن حرًا شامخًا. شهداء الجيش العربي الأردني لم يكتبوا أسماءهم بالحبر، بل خلدوها بالدم، في فلسطين، والجولان، والكرامة، وفي كل ميدان شريف رفرف فيه العلم الأردني. لم يكونوا أرقامًا في تقارير، بل رسل مجدٍ وخلود، يعلّموننا أن السيادة لا تُمنح، بل تُحمى، وأن كل راية تُرفع، تحمل في طياتها روح شهيد.
ومن بين هؤلاء، كان جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – أول القادة الذين ارتدوا البزة العسكرية بإيمان وافتخار. تخرّج من الكلية العسكرية الملكية في ساندهيرست، وخدم جنديًا في صفوف جيشه، ووقف معهم في الخنادق، لا على المنصات. كان القائد الجندي، الذي يرى في الجيش رمزًا للسيادة، وركنًا من أركان الدولة، وظل يقول باعتزاز: “إنني أفخر بأنني خدمت في الجيش العربي… الجيش الذي لم يبدل تبديلا.” فارتقى بالجيش إلى مصاف الجيوش الحديثة، عقيدةً وعتادًا، قيادةً وانضباطًا، ليبقى المؤسسة التي لا تتبدل ولا تساوم.
واليوم، يواصل المسيرة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم – الملك الممكِّن والمعزّز – الذي تربّى في صفوف الجيش، وتخرّج من الميدان قبل أن يعتلي عرش البلاد. يرى جلالته في الجيش العربي الأردني شريكًا استراتيجيًا في بناء الدولة، لا مجرد مؤسسة تنفيذية. ولهذا، شهدت القوات المسلحة في عهده قفزة نوعية في الجاهزية القتالية، والتحديث، والتسليح، والتعليم العسكري، حتى أصبح الجيش الأردني عنوانًا للانضباط والسيادة الإقليمية والإنسانية، وصوت العقل في زمن الفوضى.
ويأتي تزامن يوم الجيش مع ذكرى الثورة العربية الكبرى تتويجًا لهذه المسيرة، ليس كمجرد مصادفة تاريخية، بل كتجسيد حي لوحدة الرسالة، واستمرارية المشروع الهاشمي، من الشريف الحسين بن علي، إلى الملك المؤسس عبد الله الأول، إلى الملك الباني الحسين بن طلال، إلى جلالة الملك الممكِّن والمعزّز عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم. فهذه ليست محطات منفصلة، بل خط سيادي واحد، يبدأ بالتحرر، ويُترجم بالجيش، ويُصان بالسيادة. لقد بقي الجيش العربي منذ نشأته على العهد، حاميًا للوطن، وحارسًا للهوية، ودرعًا للشرعية، لا يُبدّل قسمه، ولا يخون ميثاقه.
في العاشر من حزيران، لا نحتفل فقط، بل نُجدد القسم: أن هذا الوطن لا يُمس، وأن هذه الراية لا تُنكّس، وأن هذا الجيش لا يُكسر. من مكة إلى الكرامة، الرصاصة أصبحت جيشًا، والجيش أصبح عقيدة، والعقيدة أصبحت وطنًا لا يُساوم على كرامته، ولا يُفرّط بذرة من ترابه.