حوالي 812 ألف طالب وطالبة يبدأون العام الدراسي الجديد.. غداً
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
ـ مديحة الشيبانية: تطبيق تدريجي للخطة الدراسية المطورة والتركيز على المهارات
ـ عبدالله أمبوسعيدي: تقليل عدد المواد إلى 10 واستحداث مادة الهوية والمواطنة
ـ ماجد البحري: تعيين 3237 معلمًا ومعلمة واستلام 16 مدرسة جديدة
ينتظم غداً (811679) طالبًا وطالبة في مختلف المدارس بالمديريات التعليمية بمحافظات سلطنة عمان لبدء عامهم الدراسي الجديد، منهم (409122) طالبا، و(402557) طالبة.
وبلغ عدد طلبة الصفوف (1-4) (307765) طالبًا وطالبة منهم: (155449) طالبا و(152316) طالبة، في حين وصل عدد طلبة الصفوف (5-8) إلى (275953) طالبًا وطالبة، منهم (138621) طالبًا، و(137332) طالبة، وفي الصفوف (9-12) وصل عدد الطلبة إلى (227961) طالبًا وطالبة، منهم: (115052) طالبا، و(112909) طالبات، بينما بلغ إجمالي عدد الطلبة المستجدين في الصف الأول (74078) طالبًا وطالبة، كما بلغ إجمالي عدد طلبة التربية الخاصة (2080) طالبًا وطالبة.
وينتظم هؤلاء الطلبة في (1287) مدرسة، منها: (359) مدرسة للصفوف (1-4)، و(328) مدرسة للصفوف (5-9)، و(53) مدرسة للصفوف (9-12)، (77) مدرسة للصفوف (10-12)، و(20) مدرسة للصفين (11-12)، و(450) مدرسة من المدارس المستمرة، فيما بلغ إجمالي عدد المدارس التي تعمل في الفترة المسائية (127) مدرسة، بينما بلغ إجمالي عدد المدارس الجديدة (23) مدرسة.
ووصل إجمالي عدد الهيئات التعليمية في المدارس الحكومية للعام الدراسي الحالي (63648) معلمًا ومعلمة، و(10987) إداريًا وفنيًا، منهم: (4362) إداريًا وفنيًا من الذكور، و(6625) إدارية وفنية من الإناث، بينما بلغ عدد المعلمين في مدارس التربية الخاصة (219) معلمًا ومعلمة، كما بلغ إجمالي أعداد الإداريين في مدارس التربية الخاصة (29) إداريًا وإدارية.
شكر وامتنان
وفي كلمتها بمناسبة بدء العام الدراسي ثمنت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم ما حظي به قطاع التعليم من تطور وإنجازات، قائلة: يشرفني أن أرفع إلى المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- باسم أبنائه الطلبة، وأعضاء الهيئة التعليمية، وجميع منتسبي وزارة التربية والتعليم أسمى آيات الشكر، وأجلّ عبارات الامتنان على ما أولاه من رعاية خاصة وعناية فائقة لقطاع التعليم المدرسي، كما هنأت معالي الوزيرة أبناءها الطلبة في جميع المدارس الحكومية والمدارس الخاصة ومدارس التربية الخاصـة، وأعضــاء الهيئة التعليميـــة، داعية لهم بالتوفيق في هذا العام الدراسي.
أكثر من (3000) معلم
وتطرقت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية إلى أعداد المعلمين العمانيين المعينين في العام الدراسي الحالي، قائلة: ضمن سعي وزارة التربية والتعليم للوفاء بمتطلبات المرحلة القادمة، والتوسع في برامج إعداد المعلمين العمانيين وتأهيلهم تمكنت الوزارة خلال هذا العام من تعيين أكثر من (3000) معلـم ومعلمة، ليبلغ مجمل من تم تعيينهم منذ بداية سنوات الخطة الخمسية الحالية قرابة (15000) معلم ومعلمة؛ وإيمانا بالدور الفاعل الذي يبذله المعلمون لتنشئة الطلبة، وتعزيز مهاراتهم الأساسية، تواصل الوزارة كذلك رفع مستوى برامجها التدريبية الاستراتيجية؛ بهدف تطوير كفاءة أداء المعلمين وتمكينهم من مواكبة أحدث الأساليب والممارسات التربوية العالمية، ومن منطلق التزام الوزارة بمعايير الجودة المنشودة في برامج المعلمين النوعية، حصل المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين على المصادقة والاعتراف لعدد من برامجه التدريبية المتخصصة من كلية لندن الدولية.
خطة دراسية مطورة
وحول تطوير منظومة التعليم أشارت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم بقولها: يعد تطوير المناهج الدراسية من الأولويات التي اهتمت بها الوزارة باعتبارها ركائز أساسية؛ لتعزيز قدرات الطلبة في مواكبة التطورات العالمية، وعليه ستبدأ الوزارة في التطبيق التدريجي للخطة الدراسية المطورة، التي تقوم على تصنيف المواد الدراسية لصفوف الحلقة الأولى إلى مواد أساسية ومواد مصاحبة، مع تقليل عدد المواد الدراسية من أجل التركيز على المهارات الأساسية: القراءة والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية والحساب، ورفع زمن التعلم المخصص لها، بالإضافة إلى الاستمرار في تطوير بقية المناهج الدراسية.
وأضافت: استمرارًا لخطة تطوير التعليم المهني والتقني بالصفين الحادي عشر والثاني عشر ستبدأ الوزارة خلال هذا العام بتطبيق تخصصات هندسية وصناعية على طلبة بعض المدارس في محافظتي مسقط وشمال الباطنة بالمؤسسات التدريبية الخاصة المعتمدة، وذلك بالتعاون مع الجمعية العمانية للطاقة (أوبال)، مع استمرار العمل على التوسع التدريجي في هذا المسار التعليمي وفق متطلبات سوق العمل واحتياجاته المستقبلية.
وأكملت: واستمرارًا لخطة الوزارة في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي سيتم تنفيذ المرحلة الثانية من المشاريع التي تضمن تشغيل منظومات وخدمات إلكترونية تعليمية متطورة تنسجم مع المواصفات الرقمية الحديثة، إلى جانب الاستمرار في تنفيذ مبادرات البرنامج التنفيذي للذكاء الاصطناعي في التعليم المدرسي.
تحسين البيئة المدرسية
وأشارت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم إلى أن هذا العام الدراسي شهد افتتاح (16) مبنى مدرسيًا جديدًا في عدد من المحافظات؛ بهدف استيعاب النمو في عدد الطلبة، وتقليل عدد المدارس المسائية، واستجابة لمستهدفات رؤية «عمان 2040» حول تشجيع الاستثمار في التعليم الخاص حققت الوزارة نموًا ملحوظًا في عدد المدارس الخاصة وتنوعًا في البرامج المطبقة فيها، وقد بلغ عدد الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة أكثر من مليون طالب وطالبة.
وبينت معاليها أن الوزارة تعمل على تحسين البيئة المدرسية؛ لضمان جودة الخدمات المقدمة لأبنائنا الطلبة من خلال توفير الاحتياجات الإنشائية كإضافات المباني المدرسية وصيانتها، والإحلال التدريجي للحافلات المدرسية بالتعاقد مع شركة (كروة)؛ لتوفير حافلات جديدة، تراعي اشتراطات ومعايير الأمن والسلامة.
الأنشطة
من جهته، أوضح سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم أن الخطة الدراسية للعام الدراسي الجديد تتضمن عددًا من المستجدات، أبرزها: التطبيق التدريجي للخطة الدراسية المطورة للصفوف (1-4)، التي اعتمدها مجلس الوزراء في فبراير 2023م، إذ تضمنت تصنيف المواد الدراسية لهذه الصفوف إلى مواد أساسية ومواد مصاحبة، وتقليل عددها إلى (10) مواد دراسية، واستحداث مادة الهوية والمواطنة، وتعديل مسمى مواد المهارات الفردية؛ لتكون منسجمة مع التوجهات العالمية، ورفع زمن التعلم لمواد اللغة العربية، وتقنية المعلومات في الصفين (3-4)، ومادة العلوم في الصف الثالث.
الإطار الوطني للطلبة الموهوبين
وأكد سعادته أنه سيُستكمل تطبيق تخصصات إدارة الأعمال وتقنية المعلومات للصفين (11-12) في المدارس المطبِّقة بمحافظتي مسقط وشمال الباطنة، وتطبيق التخصصات الهندسية والصناعية في بعض المدارس في المحافظتين نفسيهما، كما سيُدشّن الإطار الوطني للكشف عن الطلبة الموهوبين ورعايتهم في التعليم المدرسي، وسيتضمن خطة وطنية شاملة بعيدة المدى؛ لاكتشافهم ورعايتهم، من خلال تنفيذ عدد من البرامج الخاصة لهم، وتطبيق المرحلة الثانية لهذا البرنامج، إضافة إلى تصميم برامج إثرائية؛ لدعمهم، وتعزيز تعلمهم.
طلبات النقل والتعيين
وأشار سعادة ماجد بن سعيد البحري وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والمالية في كلمته إلى أن إجمالي طلبات النقل الخارجي من الهيئات التعليمية بلغت (7082) طلبًا، وبلغ إجمالي عدد المنقولين (2975) من الذكور والإناث بنسبة (42%) من إجمالي هذه الطلبات، إذ بلغ عدد المنقولين من الذكور (390) معلمًا بنسبة (13 %)، وعدد المنقولات من الإناث (2585) معلمة بنسبة (87%).
وأضاف: استكملت الوزارة إجراءات شغل وظائف الإدارة المدرسية والإشراف التربوي (مدير مدرسة، مساعد مدير مدرسة، معلم أول، مشرف مادة) لـ(1132)، وندب (683) لوظيفة معلم أول، و(254) لوظيفة مساعد مدير مدرسة، و(127) لوظيفة مدير مدرسة، و(68) لوظيفة مشرف مادة، واستكمال إجراءات تعيين (3237) معلمًا ومعلمة، منهم (695) معلمًا بنسبة (21,3%) تقريبًا، و(2542) معلمة بنسبة (79%) من إجمالي المعينين.
الأبنية المدرسية
وأوضح سعادته: بأنه تم استلام (16) مبنى مدرسيًا؛ لتشغيلها مع بداية العام الدراسي الجديد، والبدء في تشييد (15) مبنى مدرسيًا، وطرح مناقصات لـ(20) مبنى مدرسيًا جديدًا، والالتزام بالتكلفة الفعلية للإضافات في (25) مدرسة، بمبلغ (5 ملايين ريال عماني)، وتنفيذ الإضافات في (75) مدرسة بمبلغ (15 مليون ريال عماني)، إلى جانب تخصيص (7 ملايين ريال) للمديريات العامة للتربية والتعليم في المحافظات؛ لترميم مدارسها. كما ورّد ورُكّب (24,000) جهاز تكييف في المرحلة الثانية بمبلغ (6 ملايين ريال عماني)، وتوريد وتركيب (44,000) جهاز تكييف بمبلغ (11 مليونا) في المرحلتين الثالثة والرابعة، وأكد أنه خُصصت مبالغ مالية لمخصصات سلف المدارس، التي بلغت (7,000,000) ريال؛ وتخصيص (4,800,000) ريال؛ لتشغيل (800) حافلة مدرسية جديدة؛ وتخصيص مبلغ (-/14,121,851) ريالا؛ لعقود النظافة للمباني المدرسية والإدارية، ومبلغ (-/ 8,438,404) ريالات؛ لمناقصات توفير الكتب المدرسية والوسائل التعليمية، والأجهزة والمعدات التعليمية، وطباعة (36) كتابًا دراسيًا جديدًا لمختلف الصفوف الدراسية، و(22) كتاب نشاط للطلبة، و(34) دليلًا للمعلم، وإعادة طباعة (180) كتابًا دراسيًا، و(78) كتاب نشاط للطلبة.
وأكد سعادته أنه يجري حاليًا تنفيذ مشروع إحلال وسائل النقل المدرسية بواقع (5000) وسيلة نقل مدرسية لمدة (5) سنوات، منها: (1000) حافلة؛ لإحلالها خلال العام الدراسي الجديد 2024/2025م، بالتنسيق مع بنك التنمية، وشركة كروة للسيارات، لتشتمل على أنظمة الأمن والسلامة الحديثة، وأجهزة التتبع والاستشعار.
التحول الرقمي
وأشار سعادة ماجد البحري وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والمالية إلى أنه سيتم إحلال أجهزة الحاسب الآلي (أجهزة مكتبية ومحمولة) بالمدارس الحكومية- كمرحلة أولى- بإجمالي (43,917) جهاز حاسب آلي للإدارة المدرسية، ومراكز مصادر التعلم، ومختبرات الحاسوب، والفصول الدراسية، وفي المرحلة الثانية سيتم إحلال (6117) جهاز حاسب آلي لمراكز التوجيه المهني، ومختبرات العلوم، ومراكز التدريب، والتشغيل التجريبي الأول للمنصة التعليمية الجديدة، وتشغيل مشروعي رقمنة المناهج (المرحلة الأولى): مشروع «تجهيز السبورات التفاعلية للفصول»، وبدء تطبيقه للصف الأول، ومشروع «تجارب العلوم»، وتنفيذ مشاريع التحول الرقمي بالوزارة، وتدشين النسخة الجديدة لواجهة موقع الوزارة الرسمي، وترقية شبكات الإنترنت في جميع المدارس لـ(10) أضعاف السرعة السابقة، من (١٠٠) ميجابايت إلى (١) جيجابايت.
مناهج مطورة
وقالت الدكتورة سناء بنت سالم السنانية المديرة العامة المساعدة بالمديرية العامة لتطوير المناهج لشؤون المناهج: أصدرت المديرية (25) منهجًا دراسيًا مطورًا لتطبيقه في العام الدراسي الحالي، ومن أبرزها المناهج الدراسية الجديدة للصفوف (1-4): منهج الهوية والمواطنة، ومناهج الفنون البصرية، والفنون الموسيقية، والتربية البدنية والصحية، وفي الصفوف (5-12)، طُور منهج التربية الإسلامية «ديني قيمي» للصف الثامن، الذي انطلق من رؤية إسلامية وسطية؛ لتكوين إنسانًا مشاركًا اجتماعيًا، وفاعلًا، وذا عقلية ناقدة مرنة تسعى إلى التماس الحكمة والإفادة منها، كذلك منهج اللغة العربية «لغتي الجميلة» للصف الثامن، يتميز بتنوع النصوص، وإثراء المحتوى اللغوي والفكري لدى هؤلاء الطلبة، وتطبيق منهج التربية البدنية والصحية للصف الثامن، وكذلك منهج الدراسات الاجتماعية للصف السادس، وذلك لإكساب الطلبة المعارف، والمهارات، والقيم، والاتجاهات الإيجابية، وتنمية اعتزازهم بالهوية العُمانية الأصيلة.
وأضافت: سيتم استكمال تطبيق السلاسل العالمية لمادة اللغة الإنجليزية للصفين الخامس، والسادس، والسلاسل العالمية لمادة تقنية المعلومات للصفين الخامس، والحادي عشر، والبدء في السلاسل العالمية لمادة العلوم البيئية للصف الحادي عشر، إضافة إلى إعادة طباعة مجموعة كبيرة من المناهج الدراسية للصفوف الدراسية، بما فيها كتاب الطالب، ودليل المعلم، وكتب الأنشطة، وتم رفع جميع تلك المناهج على موقع مكتبة المناهج العمانية.
وسائل تعليمية مساندة
وذكر الدكتور سلطان بن محمد الكندي المدير العام المساعد بالمديرية العامة لتطوير المناهج أنه تم توفير مستلزمات المناهج الدراسية من الوسائل التعليمية المساندة، مثل: النماذج، والخرائط، والمصورات، والبطاقات، والحقائب التعليمية والأدوات، والمواد والخامات وغيرها، وتنفيذ المرحلة الثالثة من خطة إحلال الوسائل التعليمية لمادتي التربية البدنية والصحية، والفنون الموسيقية، ووضع المواصفات الفنية لحقائب خامات، وأدوات الفنون البصرية للحلقة الأولى، ووضع المواصفات الفنية لمناهج الهوية والمواطنة، وتصميم الحقائب التعليمية لمناهج الفيزياء والأحياء للصفوف (11-12)، وتحويل (34) كتابًا مدرسيًا إلى كتب رقمية تفاعلية، وإدراج رمز الاستجابة السريع (QR) لبعض الكتب الدراسية وأدلة المعلم، وتحديث المكتبة الصوتية لمناهج اللغة الإنجليزية ومكتبة المناهج العُمانية، وتحديث برنامج إدارة مراكز مصادر التعلم، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات التي تقدمها هذه المراكز، وتزويد مراكز مصادر التعلم بالمدارس الجديدة بالأثاث والأجهزة الحديثة ومصادر المعلومات اللازمة لدعم المناهج والبيئة التعليمية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التربیة والتعلیم المدارس الحکومیة المناهج الدراسیة المرحلة الثانیة الدراسی الجدید معالی الدکتورة بلغ إجمالی عدد العام الدراسی طالب ا وطالبة معلم ا ومعلمة مبنى مدرسی ا عدد المدارس مدیر مدرسة عدد الطلبة هذا العام الطلبة فی طالب ا بلغ عدد منهج ا کتاب ا
إقرأ أيضاً:
علينا أن نعلم الطلبة كيف يفكرون لا بماذا يؤمنون
لايتون وودهاوس - ترجمة: أحمد شافعي
حولت حرب غزة المناطق التعليمية في أنحاء كاليفورنيا كافة إلى ساحات معارك بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
فيبدو المعلمون والإداريون في منطقة الخليج بلوس أنجلوس ومقاطعة أورانج منحازين إلى حد كبير للجانب الفلسطيني، معتقدين أنه معرض للتهميش في المدارس منذ سنين.
في المقابل يعتقد كثير من أولياء الأمور اليهود أن أبناءهم تعرضوا ـ منذ مجزرة حماس في السابع من أكتوبر سنة 2023 ـ للتلقين لا للتعليم.
وردًا على ذلك قام أولياء الأمور أولئك ـ بعون من جماعات خارجيةـ بالضغط من أجل إصدار قانون في الولاية يزيد التعليم تسييسًا في الفصل الدراسي، وذلك بحدِّه مما يمكن أن يقوله المعلمون عن إسرائيل.
غير أن الغائب عن هذا الهرج كله هو الغرض الأساسي من التعليم: أي تدريب الطلبة على التفكير بأنفسهم.
في أوكلاند، بعد وقت غير كبير من هجمة السابع من أكتوبر، أصدر اتحاد المعلمين بيان تضامن مع الفلسطينيين، ونظم بعض المعلمين ندوة تثقيفية حول الصراع كان تصميمها راميا بوضوح إلى عرض السردية المناصرة للفلسطينيين.
ورفعت إحدى مدارس أوكلاند الثانوية العلم الفلسطيني على مدى أسابيع، وفي بيركلي بكاليفورنيا، شجع المعلمون الطلبة على المشاركة في إضرابات مدرسية للتظاهر ضد إسرائيل.
ولقد قالت لي مارلين ساكس، المحامية التي رفعت دعوى قضائية ضد منطقة أوكلاند التعليمية بتهمة التمييز المعادي للسامية إن «لدينا معلمين يستعملون جدران فصولهم الدراسية وقاعاتهم ومكتباتهم ومكاتبهم الإدارية؛ إذ باتت كل هذه الجدران مغطاة بهذه الملصقات السياسية».
ردا على ذلك، تقدم أولياء أمور بشكاوى رسمية، وكذلك محامون وجماعات خارجية، الأمر الذي أدى إلى إجراء تحقيقات، واجتماعات لا حصر لها لمجالس إدارات المدارس، وأوامر بإزالة الملصقات، وإنهاء عقود عمل معلمين. ثم حدث في أكتوبر أن قام حاكم الولاية جافين نيوصم بتوقيع قانون بإقامة مكتب للحقوق المدنية من أجل استئصال التمييز من مدارس الولاية العامة وتعيين منسق لمكافحة معاداة السامية.
ويمنح هذا التشريع ـ أي قانون الجمعية رقم 715 ـ للمسؤولين سلطة التحقيق في اتهامات معاداة السامية وإصدار الأوامر باتخاذ إجراءات تصحيحية من قبيل حظر بعض الأغراض التي تتبين معاداتها للسامية.
أندريا بريتشين، معلمة التاريخ الأمريكي في مدرسة إعدادية في بيركلي، هي المدعية الأساسية في قضية فيدرالية تطالب باعتبار هذا القانون انتهاكا لحرية التعبير، وقد قالت لي: «إنني أخشى من أن المعلمين سوف يجتنبون الحديث عن إسرائيل اجتناب الطاعون».
تم التحقيق مع أندريا بيرتشيت في الإدارة التعليمية منذ سنتين بعد درس عن استعمار أمريكا. وانتهى التحقيق إلى أن بيرتشيت ضربت للطلبة ما قالت إنها أمثلة للاستعمار في زماننا الحاضر تضمنت بورتو ريكو، وروسيا في أوكرانيا، والمستوطنات الإسرائيلية. واشتكى أولياء الأمور من أن بيرتشيت «تدرِّس جانبا واحدا من الرواية عن إسرائيل وفلسطين وهو جانب منحاز ضد إسرائيل». وانتهى التحقيق أيضا إلى أنها وضعت ملصق «فلسطين حرة» داخل الفصل، لكن التحقيق برَّأها في النهاية من تهمة التمييز. (وتقول المعلمة إن الطلبة هم الذين عرضوا مثال المستوطنات الإسرائيلية).
ينص قانون 715 على أن خطة 2023 الفيدرالية لمكافحة معاداة السامية «يجب أن تكون أساسا لتوجيه المدارس إلى كيفية تحديد المحتوى المعادي للسامية والرد عليه ومنعه». وتتبنى الخطة تعريف معاداة السامية لدى «التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست»، الذي ينص ضمن بنود كثيرة على أن «الزعم بأن وجود إسرائيل عمل عنصري» وأن «تطبيق معايير مزدوجة» على إسرائيل يعدان من الأفعال المعادية للسامية.
لكن كينيث شتيرن مدير مركز بارد لدراسة الكراهية من أبرز الأصوات التي تحذر من تبني القوانين المقيدة لحرية التعبير، وكان مشاركا أساسيا في كتابة تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست.
وقد قال لي: إن التعريف «يستعمل لكبت حرية التعبير وما يمكن أن يعلِّمه المعلم». وأشار شتيرن إلى أنه حينما كان العديد من أنصار قانون رقم 715 يعلقون على جهود ولايات من قبيل فلوريدا وتكساس للحد مما يقوله المعلمون عن الجندر والعرق فإنهم «يفهمون المشكلة حينما يرونها.
لكن حينما يتعلق الأمر بقضايا تهمهم، فهم يريدون منح السلطة نفسها للولاية كي تلاحق حرية التعبير».
يعد كل طرف سرديته عقيدة. وقد قالت لي لوري لوينثال ماركوس، المديرة القانونية لمشروع ديبورا، المنظمة التي تعارض التمييز ضد اليهود في المدارس، إنه ينبغي تجريم تعليم أن إسرائيل دولة أبارتيد؛ لأن هذه خطأ معلوماتيا حسبما تعتقد.
في المقابل، قالت ليندا خوري-أوميلي، وهي أم فلسطينية أمريكية من مقاطعة سان ماتيو، وإحدى المدعيات في الدعوى المرفوعة ضد القانون رقم 715، عكس ذلك تماما: إن قيام إسرائيل بممارسات أبارتيد في الضفة الغربية حقيقة بسيطة، ومعلومة لا نزاع فيها».
ينبغي التدقيق في هذه الفرضية داخل الفصل الدراسي، مع تقديم أدلة من كلا الجانبين. فقد يكون مغفورا لأولياء الأمور المناصرين لإسرائيل أن يرتابوا في أن بعض المعلمين لا يقدمون إلا جانبا واحدا من الحجة. لكن بموجب القانون الجديد، إذا اشتكى أي شخص حتى لو كان غير منتم إلى جماعات المصالح من كون مقارنة الأبارتيد معادية للسامية بموجب تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست، فقد يتم حظر التشبيه في الفصل الدراسي تماما.
غير أن الأرجح هو أن المعلمين سوف يجتنبون التعرض للخلافات الحساسة، في ظل جهلهم بما يعد محتوى تمييزيا أو لا يعد كذلك. ومن الصعب تصور هذا عمليا إلا باعتباره ضربا من الرقابة.
وبقدر ما يمثل القانون تهديدا لحرية التعبير في المدارس، فهو تعبير عن فشل كثير من مدارس كاليفورنيا في ترسيخ التفكير النقدي الذي أدى في المقام الأول إلى هذا القانون. ففيما بات بعض المعلمين يعدون أنفسهم ناشطين لا محض مدرسين، لجأ خصومهم إلى الأداة الصريحة الممثلة في سلطة الدولة للسيطرة عليهم. فالتلقين من طرف أفضى إلى قوانين تقييد التعبير من الطرف الآخر.
ولقد كنا في طريقنا إلى هذه اللحظة منذ بعض الوقت. ففي العقد الماضي على الأقل، أصبح التعبير السياسي أشد تفشيا في المدارس العامة. فبات من طبائع الأمور أن نرى رايات «الحياة السوداء مهمة» أو «الفخر بالمثلية» معلقة في فصول مدارس كاليفورنيا. وفي مدن مثل بيركلي وأوكلاند، ثمة ما يشبه الإجماع في التأييد بين أولياء الأمور والمعلمين على السواء في هذه القضايا، فهي نادرا ما تثير خلافا.
لكن موضوعا ينشأ في نهاية المطاف ولا يكون عليه إجماع. وفي هذه الحالة يكون الوقت قد فات من أجل اللجوء فجأة إلى مبدأ الحياد السياسي. فقد سمحت المدارس فعليا بدخول النشاط السياسي إلى المدارس ليصبح جزءا من المنهج حينما كان يسهل تجاهل الأمر. والآن لم يعد التجاهل بهذا القدر من السهولة. ولذلك فقد حان الوقت لإحياء فكرة أن التعليم والنشاط السياسي ليسا متباينين وحسب وإنما هما متناقضان.
مهما يكن رأيكم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو أي قضية خلافية أخرى، يجب ألا يقول المعلمون للطلبة ما ينبغي أن يؤمنوا به. فلا مكان في الفصل الدراسي للافتة «حرروا غزة» بقدر ما أنه لا ينبغي أن يكون فيه مكان للافتة «قفوا مع إسرائيل». وإذا منعت مدرسة عرض لافتة «لنجعل أمريكا عظيمة من جديد» في مكتبتها، فيجب بالقدر نفسه منع أي ملصق آخر. فالأمر لا يتعلق بأي الجانبين معه الحق، أو بأن تكون جميع الأطراف ممثلة بالقدر نفسه. إنما هي مسألة تتعلق بالتعليم الجيد.
لقد أخبرني شتيرن، وهو دارس لمعاداة السامية ومعارض للقوانين المقيدة للتعبير، أنه حينما يدرّس معاداة السامية في بارد يقول لطلبته: إن الطريقة المثلى للحصول على درجة سيئة هي ترديدهم كالببغاوات ما يعتقدون أنه يؤمن به. ويخبرهم أن فرصتهم تكون أكبر في النجاح إذا ما تحدَّوا آراءه.
وأضاف: «لا أمانع أن يقول أستاذ إن إسرائيل تمارس الأبارتيد، إنما أمانع أن يكون الأستاذ معلما سيئا».
لايتون وودهاوس صحفي مستقل وسينمائي وثائقي.
الترجمة عن ذي نيويورك تايمز