بدء هدنة «شلل الأطفال» المحارق
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
مجازر مروعة فى غزة وغليان فى الضفة المحتلة
تبدأ اليوم هدنة شلل الأطفال لتطعيم نحو 640 ألف طفل فى مناطق محددة من قطاع غزة فى حملة للأمم المتحدة تعتمد على فترات توقف لمدة ثمانى ساعات يومياً للقتال على وقع المحارق الصهيونية وحمامات الدم المسفوح من الأجساد النحيلة ضحية الإبادة الجماعية التى دخلت يومها الـ330 بحصيلة تتجاوز مئات الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين والنازحين.
وتأتى الحملة المعقدة التى تستهدف الأطفال دون سن العاشرة بعد تأكيد صدر الأسبوع الماضى أن طفلاً أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهى أول حالة من نوعها فى القطاع منذ 25 عاماً.
وأكد مدير جمعية الإغاثة الطبية فى قطاع غزة، الدكتور بسام زقوت أن التحديات التى تواجه حملات تطعيم الأطفال فى القطاع تتطلب إجراءات حماية شاملة ووقف الحرب.
وأشار إلى ضرورة توفير بيئة آمنة، وتسهيل دخول المساعدات والتطعيمات، والالتزام بالمعاهدات الدولية، لضمان صحة وسلامة الأطفال فى ظل الأزمات الصحية والإنسانية الحالية وقال «إن إسرائيل تتجاهل المعاهدات الدولية وحقوق الإنسان، وتستمر فى ارتكاب جرائم القتل دون توقف منذ عشرة أشهر» .. مشيرا إلى استشهاد أكثر من 10 آلاف طفل خلال منذ أكتوبر وحتى الآن، مما يجعل الفكرة ليست فقط فى التطعيم، بل فى كيفية حماية الأطفال وإعادة حياتهم الطبيعية.
ودخلت حرب الإبادة الجماعية التى يشنها العدو الإسرائيلى على القطاع شهرها الحادى عشر على التوالي، تزامنا مع استمرار استهدافه للمنازل المأهولة بالمدنيين وتجمعات المواطنين والنازحين، مرتكباً مزيداً من المجازر فى مختلف مناطق القطاع.
وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 40602 شهيد، و93855 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفق آخر معطيات لوزارة الصحة الفلسطينية. ووصل 3 شهداء وعدد من الجرحى إلى مستشفى المعمداني، جراء قصف طائرات الاحتلال منزل عائلة حجاج قرب مسجد النور بحى الزيتون بمدينة غزة. كما ارتقى 3 شهداء وأصيب آخرون، فى قصف إسرائيلى استهدف شقة سكنية فى لعائلة الشطلى بمخيم النصيرات. وشنت طائرات الاحتلال غارة غرب مخيم النصيرات وأطلقت آليات الاحتلال النار والقذائف بشكل متواصل شمال غربى المخيم، كما قصفت مدفعية الاحتلال موقعاً فى بلوك 12 بمخيم البريج وسط القطاع. والمناطق الشمالية الغربية لمدينة رفح جنوبى القطاع، وقصف طيران الاحتلال غرب مدينة رفح. واستشهد طفلان وأصيب عدد آخر جراء استهداف منزل يعود لعائلة كردية فى مخيم المغازى وسط القطاع، والشهيدان هما الطفلان يامن رشاد كردية وعصام محمد الصلحات.
وأعلن الدفاع المدنى بغزة عن استشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين فى قصف على مجموعة من المواطنين فى شارع العجارمة وسط مخيم جباليا. وقصفت مدفعية الاحتلال منطقة حى الزيتون فى محيط دولة جنوب شرق غزة.
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة قائد لواء مستوطنة «غوش عتصيون» ومقاتل وعدد من المستوطنين، إثر عملية مزدوجة استهدفت مستوطنتين بالضفة المحتلة ووقع انفجار عند مفرق «غوش عتصيون»، المستوطنة الواقعة شمال الخليل جنوبى الضفة الغربية، أعقبه هجوم على مدخل مستوطنة «كرمى تسور» القريبة. وقال الاحتلال الإسرائيلى فى بيان إن «حدثين أمنيين وقعا فى لواء «غوش عتصيون»، وقتلنا منفذى الهجومين».
وأضاف أنه «فى هذه المرحلة لا يمكن تحديد ما إذا كانت هناك صلة بين الحدثين». فرض الاحتلال حصاراً على الخليل بعد العمليتين.
وزعمت الإذاعة الإسرائيلية أن قائد «لواء غوش عتصيون» - وهو ضابط برتبة عقيد- أصيب هو وأحد الجنود برصاص زملائهم خلال إطلاق النار على منفذ العملية. وكان الاحتلال قد أكد أن سيارة انفجرت فى محطة وقود بمفرق «غوش عتصيون»، وأن قوات وصلت إلى المكان وقتلت المهاجم. وأضاف أن محاولة دهس استهدفت حارس أمن قرب مستوطنة «كرمى تسور» وأن القوات قتلت منفذ الهجوم.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أجهزة أمن الاحتلال، أن المنفذين قادا سيارتين فى شارع (60) ثم اتجه الأول إلى محطة الوقود، والآخر نحو «كرمى تسور».
وتأتى العملية المزدوجة بعد شن قوات الاحتلال عدواناً عسكرياً، على مدن شمالى الضفة المحتلة فى عملية تُوصف بأنها الأوسع منذ عملية «السور الواقي» عام 2002، وأطلق عليها العملية اسم «مخيمات الصيف»، فى حين تتصدى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب «القسام» الجناح العسكرى لحركة «حماس»، و«سرايا القدس» الجناح العسكرى لحركة الجهاد.
ويخوض المقاومون فى حارة الدمج اشتباكات ضارية فى مخيم جنين، بالضفة المحتلة لاصطياد عناصر الاحتلال تزامناً مع ضربيتن نوعيتين فى مستعمرتى.
وهذه ليست المرة الأولى التى تتصدر فيها حارة الدمج فى مخيم جنين، ثقل كمائن المقاومة فى المخيم، بل شهدت اشتباكات وكمائن شديدة فى عملية «السور الواقي» خلال الاجتياح عام 2002، و2014، و2023. وركزت صحف ومواقع عالمية فى تغطيتها لتداعيات العدوان الإسرائيلى على القطاع والضفة المحتلة على المأساة الإنسانية فى غزة وعلى إغلاق حسابات بنكية لمنظمات إنسانية تعمل بالقطاع، وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى غزة، جورجيوس بيتروبولوس، لصحيفة «واشنطن بوست» إن نظام ما يسمى بالمنطقة الإنسانية التابعة للاحتلال الإسرائيلى قد مات تماماً، ولم يعد بإمكانهم تقديم المساعدات فيها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قطاع غزة تطعيم الأطفال حماية الأطفال حملة للأمم المتحدة وزارة الصحة الفلسطينية قصف طائرات الاحتلال غوش عتصیون
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يواصل خرق وقف إطلاق النار.. قصف وعمليات نسف متواصلة في غزة
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، قصفا جويا داخل المناطق الخاضعة لسيطرته شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، بالتزامن مع عمليات نسف طالت مباني ومنشآت في مناطق مختلفة شمالي القطاع.
وذكر شهود عيان للأناضول أن قصفا مدفعيا استهدف مناطق شرقي خانيونس، فيما أطلقت مروحية عسكرية إسرائيلية النار بشكل مكثف شمالي وشرقي رفح جنوبي القطاع.
وإلى الشمال من غزة، نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف لمبان ومنشآت في مناطق انتشاره ببلدة بيت لاهيا، بينما شهد حيا الشجاعية والزيتون شرقي مدينة غزة، في وقت سابق من الثلاثاء، تفجيرات مماثلة داخل المناطق التي يسيطر عليها الجيش، وفق مصادر محلية.
وفي وسط القطاع، أصيب طفل بجروح متوسطة في منطقة أبراج القسطل شرقي دير البلح جراء إطلاق نار من آليات عسكرية إسرائيلية، بحسب مصدر طبي للأناضول.
وجاء هذا العدوان رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس ودولة الاحتلال منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، غير أن الأخيرة تواصل خرق الاتفاق عبر استهداف فلسطينيين خارج المناطق التي انسحبت منها بموجب التفاهمات، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
وكان الاتفاق يفترض أن يضع حدا للإبادة الجماعية التي بدأت في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار واسع قدّرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.
وفي سياق متصل، أكد قيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" أن الحركة تشترط وقف الخروقات الإسرائيلية قبل بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع دعوتها الوسطاء للضغط على دولة الاحتلال.
وقال عضو المكتب السياسي في حماس حسام بدران لوكالة فرانس برس "أي نقاش حول بدء المرحلة الثانية يجب أن يسبقه بشكل واضح ضغط من الوسطاء والضامنين بما في ذلك الولايات المتحدة، لضمان التطبيق الكامل من الاحتلال لكل بنود المرحلة الأولى".