◄ النحوي: التربية الحديثة توفر بيئة تعليمية أكثر شمولية

◄ البحرية: التغيرات العالمية المتسارعة تتطلب إعادة تقييم أساليب التربية

◄ الكلبانية: مفهوم التربية الحديثة يشمل جميع المتغيرات التي شهدتها السنوات الماضية

الرؤية- براءة القرنية

يُؤكد عدد من أولياء الأمور والمواطنين أن أساليب التربية الحديثة باتت أمرا ضروريا في ظل التطور الرقمي الذي يشهده العالم، واستخدام كثير من الأبناء لمنصات التواصل الاجتماعي وقضاء ساعات طويلة في تصفحها، مشددين على ضرورة تبني وسائل تساهم في تعزيز مهارات الأبناء حتى يكونوا قادرين على مُواجهة تحديات المستقبل.

ويرى سعيد النحوي أن مفهوم التربية الحديثة يقصد به القيم التربوية التي تلبي متطلبات الحياة في القرن الحادي والعشرين ومهارات المستقبل، مثل التفكير النقدي والابتكار والاستقلالية والمهارات الخاصة بالتطوير الرقمي والاجتماعي، إذ تختلف أساليب التربية الحديثة عن التربية التقليدية كونها تعتمد على التعلم النشط بدلاً من التلقين.

ويوضح أن الأساليب الحديثة في المجتمع العماني قد بدأت تجد لها مكانًا واهتمامًا كبيرًا من أولياء الأمور والباحثين والجهات الحكومية بشكل عام، والمعلمين بشكل خاص، كما ركزت وزارة التربية والتعليم بشكل فعال على تكثيف الدورات والبرامج الاستراتيجية التي تعزز من مهارات المعلمين في مجال التعلم النشط، وهنا ستصبح هذه المهارات سمة للطلبة بشكل عام، مما ينمي هذه المهارات في المستقبل.

ويذكر النحوي أن التربية الحديثة توفر بيئة تعليمية أكثر شمولية وملائمة للعصر الحالي، مقارنة بالتربية التقليدية التي كانت تعتمد على التلقين والحفظ، سواء في سلطنة عُمان أو في العالم، وذلك نظرا للحاجة إلى التفكير الإبداعي وحل المشكلات وتحمل المسؤولية والمهارات الرقمية التي تتناسب مع رؤية عمان 2040.

ويتابع قائلاً: "شخصيًا، أوصي جميع أولياء الأمور بانتهاج أساليب التربية الحديثة والاطلاع عليها من خلال المصادر المتنوعة، لتساعدهم في تنشئة الأبناء وأفراد الأسرة ليكونوا أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل والمهارات الضرورية القادمة، ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل القيم الإيجابية في التربية التقليدية، مثل الانضباط واحترام القيم المجتمعية والإسلامية والتقاليد الأصيلة، التي أرى أنها أسس تكمل عليها التربية الحديثة وليست بديلة عنها".

 

وتوضح آصال البحرية أنَّ التربية الحديثة تُعد محورا أساسيا من محاور الاهتمام في مجتمعاتنا المعاصرة، إذ تقتضي التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم بإعادة تقييم أساليب التربية والتعليم، لافتة إلى أن التربية ليست مجرد عملية نقل للمعرفة بل هي عملية شاملة تهدف إلى تطوير الفرد في جميع أبعاده.

وتضيف أنَّ أهمية التربية الحديثة تبرز في عدة جوانب، منها مواكبة متطلبات العصر، إذ إن العالم اليوم يعيش في عصرٍ يتسم بالمعلوماتية والتكنولوجيا، مما يستدعي تجهيز الأفراد بمهارات جديدة تواكب متطلبات سوق العمل المتجددة، ولذلك يجب أن تركز أساليب التربية الحديثة على تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداع والتعاون وتعزيز القيم الإنسانية، بحيث لا تقتصر هذه الأساليب على الجانب الأكاديمي فحسب، بل تشمل أيضا غرس القيم الإنسانية السامية كالتسامح والاحترام والمساواة، والتي تساهم في بناء مجتمع متماسك ومتسامح.

وتلفت البحرية إلى أن أساليب التربية الحديثة في المجتمع تواجه عدة تحديات تؤثر على فعالية التعليم وتشكيل شخصية الأجيال الجديدة مثل التكنولوجيا، إذ إنه رغم أهمية التقنيات الحديثة إلا أنها تفرض تحديات تتعلق بالإدمان والتشتت، كما أنها تسبب نوعا من الانفتاح الثقافي الكبير، كما تواجه أساليب التربية الحديثة تحديات في الحفاظ على القيم والمبادئ التقليدية وسط تأثيرات ثقافية مختلفة قد تتعارض مع العادات والتقاليد المحلية، إلى جانب الضغوط الأكاديمية المتزايدة التي تزيد من تعقيد المشهد التربوي، مبينة: "الفجوة بين الأجيال ونقص الدعم الأسري والضغوط الاقتصادية تشكل عوائق أمام تحقيق أهداف التربية الحديثة، وكل هذه التحديات تتطلب من المعلمين والآباء والمجتمع ككل بذل جهود مضاعفة لتطوير أنظمة تعليمية فعالة قادرة على مواجهة متطلبات العصر".

وتقول البحرية: "التربية الحديثة تمثل ضرورة ملحة في عالم يتغير بسرعة، فمن خلال التركيز على تطوير المهارات الحياتية وتعزيز القيم الإنسانية يمكن أن نساهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، ويتطلب ذلك تعاون جميع الأطراف المعنية من معلمين وأولياء أمور ومجتمعات لتحقيق أهداف التربية الحديثة".

من جهتها، تبيّن ليلى الكلبانية أن مفهوم التربية الحديثة يتشعب ويتوسع ليشمل جميع المتغيرات التي طرأت في الآونة الأخيرة، بعكس التربية التقليدية والتي كانت محصورة بسلوكيات معينة تشمل الأسرة والمدرسة والحارة فقط.

وتضيف: "التربية الحديثة تتأرجح ما بين الدين والعادات ورياح التكنولوجيا المتغيرة والمتجددة بمختلف وسائلها وأشكالها، ولقد أضافت وسائل التواصل الحديثة الكثير من الناحية التعليمية فقد سهلت بشكل كبير الحصول على المعلومة وقربت المسافات وفتحت العقول أمام كم هائل من البحوث والدراسات والفرضيات والنظريات، ولكنها تعتبر مصدر إرباك لولي الأمر، كما أن هذه التقنيات لديها جوانب سلبية مثل الإنترنت المظلم والألعاب الإلكترونية التي يقضي أمامها الطفل ساعات نهاره مما يؤثر على قدراته العقلية والسلوكية فيميل للانطواء والانزواء مما يؤدي إلى خلخلة علاقاته الاجتماعية بأسرته وبأقرانه".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المراكز الصيفية بمحافظة مسندم .. فعاليات متنوعة لتنمية المهارات

شهد البرنامج الصيفي في مراكز محافظة مسندم تنوعًا ثريًا حافلا بالأنشطة والبرامج الهادفة والمتنوعة المصحوبة بالحماس والإبداع والتي ساهمت في صقل المهارات وتنمية القدرات الشخصية والمعرفية للطلبة المشاركين.

ونُفذ البرنامج الصيفي للعام الدراسي ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥م تحت عنوان «صيفي تواصل ونماء» ضمن إطار حرص وزارة التربية والتعليم على استثمار أوقات الطلبة خلال الإجازة الصيفية بما يعزز من قدراتهم المعرفية والمهارية والاجتماعية.

وأكد القائمون على البرنامج بأن الهدف الأساسي من هذه الأنشطة المتنوعة هو صقل شخصية الطالب وتنمية مهاراته العقلية والاجتماعية والجسدية والتقنية وتهيئته ليكون فردًا فاعلًا في مجتمعه يمتلك القدرة على الإبداع.

وقال خالد بن علي الشحي مدير مساعد دائرة التوجيه المهني والإرشاد الطلابي: البرنامج أقيم في ثلاثة مراكز هي: مركز السمو بمدرسة جوهرة عمان بولاية خصب وقد أُقيم في المجمع الرياضي بالمحافظة وبلغ عدد المشاركات فيه (60) طالبة، وتميز بتقديم برامج متنوعة هدفت إلى تنمية المهارات الحياتية والفنية والثقافية والرياضية لدى الطالبات، ومركز الأفق في ولاية دبا وأُقيم في مدرسة عمرو بن العاص وشارك فيه (30) طالبا وركز على الأنشطة الرياضية والتقنية إلى جانب الحلقات التي تعزز من قيم المواطنة والتواصل الإيجابي بين الطلبة، ومركز الريادة بنيابة ليما وأُقيم في مدرسة حمزة بن عبد المطلب للتعليم الأساسي وضم (30) طالبا وتنوعت فعالياته بين الجانب الترفيهي والتعليمي مع التركيز على تطوير مهارات التفكير والإبداع لدى المشاركين.

عمل جماعي

وقالت الدكتورة عذاري بنت مسعود الشحية رئيسة مركز السمو: تم في البرنامج الصيفي تقديم برامج في المهارات الذهنية التي ركزت على تنشيط التفكير وتعزيز التركيز والقدرة على حل المشكلات بطرق مبتكرة كما ساهمت حلقات تصميم الوسائط في تنمية الحس الفني والذوق الجمالي لدى الطلبة ما أتاح لهم التعبير عن أفكارهم بأساليب مرئية إبداعية ولم يغفل البرنامج الجانب المهني والحياتي حيث تعلم الطلبة من خلاله برامج الطبخ والمهارات الأساسية في إعداد الأطعمة الصحية ما ساهم في تعزيز روح الاعتماد على النفس والعمل الجماعي وتم تخصيص وقت للجانب الرياضي من خلال برامج اللياقة البدنية والسباحة التي هدفت إلى تعزيز نمط الحياة الصحية وتنمية مهارات التوازن البدني والانضباط.

وأضافت: من أجل ترسيخ الهوية الوطنية تم تقديم حلقات عمل إثرائية بالتراث العُماني الأصيل تعرف من خلالها الطلبة على الحرف التقليدية والعادات والتقاليد مما عزز من ارتباطهم بجذورهم الثقافية وقيمهم المجتمعية، أما في الجانب التقني فقد خُصصت حصص مميزة في البرمجة والدرون (الطائرات المسيّرة) حيث تعلّم الطلبة أساسيات البرمجة بلغة سهلة ومبسطة إضافة إلى فهم آلية عمل الطائرات المسيّرة واستخداماتها الحديثة مما فتح أمامهم آفاقًا واعدة في مجالات المستقبل الرقمي والتقني ولإثراء التجربة التعليمية بشكل تطبيقي نُظمت رحلات تعليمية هادفة تعرف فيها الطلبة على بيئات الحياة المختلفة مما ساعدهم على ربط المعرفة النظرية بالواقع العملي وزاد من وعيهم بأهمية الاستكشاف والملاحظة.

مهارات متنوعة

وقالت الطالبة سرى بنت عبد الله الفليتية: مشاركتي في المركز الصيفي تجربة لا تُنسى تعلمت من خلالها مهارات كثيرة مثل الطباعة بالاستنسل وتصميم الوسائط كما أن حلقات عمل البرمجة والدرون فتحت لي أفقًا جديدًا للتفكير في تخصصات المستقبل شعرت بأن وقتي استُثمر في شيء مفيد وممتع في آنٍ واحد.

أما الطالبة ردينا بنت عبدالله الشحية، فقالت: أكثر ما أعجبني في برامج المركز الصيفي هو التنوع بين المهارات اليدوية مثل الطبخ والفنون والمهارات الذهنية مثل التفكير الإبداعي إلى جانب الأنشطة الرياضية والسباحة التي ساعدتنا على تنشيط أجسامنا وعقولنا، كانت الأجواء رائعة وتعلمت كيف أعمل مع الآخرين وأعبر عن أفكاري بثقة.

مقالات مشابهة

  • ما الذي تعانيه منظومة التربية من تحديات؟
  • المراكز الصيفية بمحافظة مسندم .. فعاليات متنوعة لتنمية المهارات
  • وزير الأوقاف يفتتح دورة تدريبية لتنمية مهارات المحفظين وغرس القيم الوطنية في الكتاتيب
  • ما هي النفقات التي يحصل عليها الأبناء وفق قانون الأحوال الشخصية؟
  • 8 عوامل تحفز استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة
  • كفارة من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية .. عليك 4 أمور واجبة
  • «التربية» تنظم معسكرين دوليين لتعزيز مهارات الطلبة في الجوجيتسو
  • الشورى يدعو في جنيف إلى تفعيل دور البرلمانات في صون القيم الإنسانية
  • «التربية والتعليم» تنظم معسكرات الجوجيتسو في روسيا والبرتغال
  • السوداني يوجه بإزالة جميع المعوقات التي تعترض مشاريع الطاقة