الاقتصاد نيوز - متابعة

أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن ثقته في آفاق التعاون مع منغوليا في مجال الغاز، وأعلن بوتين عقب مباحثاته مع نظيره المنغولي أوخناغين خورالسوخ، عن إجراء الاختبار الحكومي لمشروع خط أنابيب الغاز، الذي سيمتد من روسيا إلى الصين عبر منغوليا.

وقال بوتين: "نرى آفاقا جيدة للتعاون في مجال الغاز، تم الانتهاء من العمل بوثائق خط أنابيب الغاز "سويوز فوستوك" (اتحاد الشرق) بطول نحو ألف كيلو متر، وهو سيربط روسيا ومنغوليا والصين، يجري حاليا الاختبار الحكومي للمشروع وتقييم تأثيره على البيئة".

وأضاف الرئيس الروسي: "الحديث هنا ليس عن عبور الغاز الروسي عبر منغوليا فحسب، نحن ندرس إمكانية تقديم الغاز للمستهلك المنغولي أيضا، شركة "غازبروم" مستعدة لتقديم الدعم اللازم في المسائل العملية لنشر الغاز في البلاد".

يذكر أن شركة "غازبروم" وحكومة منغوليا وقَعتا في فبراير 2022، اتفاقا لتنفيذ أعمال التصميم والمسح في إطار مشروع بناء خط أنابيب الغاز سويوز فوستوك (تم الانتهاء من وثائق التصميم في ديسمبر 2023)، وسيصبح خط أنابيب الغاز استمراراً لخط أنابيب "قوة سيبيريا-2"، ما سيسمح بتوريد حوالي 50 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنوياً للصين.

وسيمتد خط أنابيب "سويوز فوستوك) عبر منغوليا بطول 960 كم، وكان بوتين قد قال قبيل زيارته إلى منغوليا في مقابلة مع صحيفة "أونودور" المنغولية، إن دراسة تجري حول إمكانية استخدام جزء من الغاز العابر لتطوير اقتصاد منغوليا.

روسيا ومنغوليا

من جهة أخرى، صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن حجم التبادل التجاري مع منغوليا سجل ارتفاعاً ملحوظاً، دون أن يستخدم الدولار واليورو في التعاملات تقريباً.

وقال بوتين عقب المحادثات مع نظيره المنغولي، أوخناغين خورالسوخ: "تعتبر روسيا أحد الشركاء الاقتصاديين الأجانب الرئيسيين لمنغوليا، ففي الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، ارتفع حجم التبادل التجاري بنسبة تزيد على 21%".

وأكد بوتين على أن "التسويات التجارية بين البلدين تتم بشكل شبه تام بعملات بديلة للدولار واليورو".

ووفقاً لبوتين، فإن العلاقات بين موسكو وأولان باتور "تتطور وتتعزز بشكل ديناميكي بما يتوافق تماماً مع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الدول التي تم توقيعها قبل 5 سنوات".

ونوّه بوتين إلى أنه خلال المحادثات الحالية تم بحث "مجموعة واسعة من قضايا التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية"، وأن رئيسي البلدين "تبادلا وجهات النظر حول القضايا الدولية الإقليمية الأكثر إلحاحاً"، مشيراً إلى أنه "تم إبرام عدد من الاتفاقيات الثنائية نتيجة لذلك".

وأشار إلى إيلاء اهتمام كبير خلال المحادثات "لبناء علاقات تجارية واستثمارية متبادلة المنفعة"، ووفقاً له: "إقامة اتصالات وثيقة بين منغوليا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي سيسهم في ارتفاع معدل عمليات التصدير والاستيراد المتبادلة"، وأشار بوتين إلى أن "روسيا أيدت فكرة إبرام اتفاقية تجارية بين منغوليا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار خط أنابیب الغاز

إقرأ أيضاً:

الاختبار الحاسم: كيف سيتصرّف المجتمع الإيراني؟

في غمرة التحليلات العسكرية للضربات الإسرائيلية لإيران، أو الحديث عن قدرة النخبة السياسية في طهران على إدارة هذه الأزمة الطاحنة، يتغافل كثيرون عن إحدى ركائز القوة في الحسابات العسكرية والسياسية لدولة في حالة حرب، ألا وهي "حالة المجتمع".

فهو إن كان متماسكًا ملتفًا حول القيادة الدينية والسياسية والعسكرية، أضاف الكثير إلى قدرة الدولة على الصد والصمود أو النصر، وإن كان غير ذلك، صار الجانب الرخو أو نقطة الضعف التي تُؤخذ في الاعتبار، دون شك، لدى من يصارع دولة ما أو يحاربها.

ولا يمكن لـ"إسرائيل"، ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية، التغافل عن هذه المسألة. وقد حاولتا من قبل إسقاط نظام الحكم في إيران عبر تغذية انتفاضتين داخليتين عارمتين، بتسليط كل أضواء الإعلام كي تنفخ فيهما، لتصلا إلى المستوى الذي تعجز معه السلطة عن التغلب عليهما، لكن هذا باء بالفشل.

ولأن "إسرائيل" تتحدث هذه المرة عن "حرب" وليست مجرد "عملية عسكرية"، فإن التفكير في إزاحة حكم الملالي في إيران لا بد أنه قد اختمر برأسها، أو راود أحلام بنيامين نتنياهو ومن معه، ووضعوا الخطة العملية لتنفيذه، ويعملون عليها الآن، لكنهم لن يتحدثوا عن ذلك إلا إذا وجدوا الفرصة متاحة لتحقيق هذا الهدف، بعد ضربات متواصلة تعتزم توجيهها لإيران، لا ليتصدع جيشها من حيث القدرات القتالية، إنما لتفقد السلطة الدينية والسياسية الهيبة في عيون الشعب الإيراني.

إعلان

يدرك القادة في إيران هذا بالطبع، لذا وجدناهم يتحدثون في الساعات الأولى عن "الحرب النفسية التي يشنها العدو"، ثم سمعناهم يطلبون من الشعب أن يثق في قيادته، ويؤمن بأنها قادرة على الرد أو الثأر، وبشكل بارح وجارح، يرضي كل الإيرانيين.

ابتداءً، فإن المجتمع الإيراني يفتقد إلى التجانس أو الانصهار الوطني، وكان يحقق الترابط الصوري بين فئاته وشرائحه بقوة السلطة، التي لم تُعنَ بترتيب البيت من الداخل قدر عنايتها بالتمدد الإقليمي، سواء ما أسمته طهران منذ عام 1979 بـ"تصدير الثورة"، أو نظرها إلى العالم العربي على أنه مجرد "مجال حيوي"، وكان تقديرها في هذا مبالغًا فيه.

ورث نظام الملالي مجتمعًا فسيفسائيًا من حيث التنوع الديني والمذهبي والعرقي. يمثل المسلمون الشيعة أغلبيته، وهناك مسلمون سنة وبهائيون وزرادشتيون ومسيحيون ويهود ومندائيون ويارسانيون، ومن زاوية العرق هناك الفرس والعرب والبلوش والأكراد والتركمان والأذر والأرمن والقشقائيون والشاهسونيون، والتالشيون واللور.

ولم تحظَ إيران بميزة جغرافية تجعل هذه العرقيات والأديان ذائبة في كل الأمكنة، إنما بعضها يتركز في مناطق بعينها، ما يزيد من أعباء السلطة المركزية في تحقيق "التكامل الوطني"، أو إيجاد "الدولة الوطنية" بمفهومها الحديث والمعاصر، لا سيما أنّ هناك تمييزًا يُمارس بوضوح ضد أقليات عرقية أو دينية أو مذهبية.

ورغم أن نظام الحكم اتخذ إجراءات للتخفيف من غلواء هذا الانقسام الاجتماعي، بتمثيل مختلف الفئات في الحياة السياسية الرسمية والشعبية، حيث تتمتع الأقليات الدينية بحماية قانونية، وتُمنح مقاعد محددة في البرلمان، ويكفل الدستور حقوق جميع الأعراق، فإن ذلك غلبت عليه الصورية، ولم يتعدَّ، في إدراك بعض أفراد العرقية الفارسية، أن يكون مجرد قلادة زينة، وليس تدبيرًا أصيلًا يستند إلى مبدأ "المواطنة"، ويُعلي من دور "الاستحقاق والجدارة" في تولي الوظائف العامة، وليس الانتماء العرقي أو المذهبي.

إعلان

ومع هذه الانقسامات الرأسية الثابتة، ظهرت في السنوات الأخيرة انقسامات أفقية، تقوم على عدة معايير، منها: التفاوت الطبقي، حيث يتركز أغلب الثروة في يد عُشر السكان، الذين يربو عددهم على ثمانين مليون نسمة، فيما لا يدفع هؤلاء سوى 3% من الضرائب.

ومنها تسارع وتيرة "العلمنة" في العقدين الأخيرين، الأمر الذي يشكل تحديًا كبيرًا لسلطة دينية تقوم على "ولاية الفقيه"، فيما ظهر جيل من الشباب لديه نزوع كبير للتمرد على التصورات التقليدية للملالي، في الأفكار والقيم وطرق الإدارة والعلاقة مع العالم. وساهمت العلمنة ومنظومة القيم التي يؤمن بها الجيل الجديد في ظهور تحدٍّ آخر للسلطة الحاكمة يدور حول الثقافة.

ولم تُفلح السلطة في إيران في تحويل التعدد الديني والعرقي إلى "تنوع خلاق"، رغم إجراءات وتدابير وخطابات حاولت التلطيف من غلواء تجربة تاريخية تُبرهن على أن هذا التعدد كان سببًا مباشرًا للتناحر والاقتتال في بعض الأحيان، رغم أن الطبيعة الجغرافية في إيران خلقت حواجز طبيعية حالت دون احتكاك طويل الأمد بين المختلفين عرقيًا ودينيًا.

فالأيديولوجية التي تتبناها السلطة الحالية، لم تسمح بإنهاء الإحن التاريخية، لا سيما أن السلطة التي بدأت بعد ثورة الخميني قبل ستة وأربعين عامًا، كانت تتصرف في بعض الأحيان بخشونة أو عنف مع أي اعتراضات أو تمردات تأتي من هنا أو هناك لأتباع أقلية ما.

اليوم سيكون هذا المجتمع في محل اختبار، فإما يقف خلف القيادة السياسية والعسكرية في هذه المحنة، ويُعلي "المصلحة الوطنية العامة" على ما عداها، وإما يغلب المصلحة الضيقة للقومية أو المذهب، ويعتقد أن الفرصة قد تسنح، إن تواصل ضرب إيران واغتيال مزيد من قياداته، وتزعزع نظام الحكم الحالي، لممارسة ضغوط تؤدي إلى إسقاطه، وترتيب الأوضاع بعده على أسس مغايرة، تحاول كل قومية أو أتباع دين أو مذهب تحسين شروط حياتهم مستقبلًا.

إعلان

في خاتمة المطاف، فإن الحرب إن تواصلت، وفقدت إيران القدرة على الردع، واهتزت هيبة قيادتها الدينية والسياسية والعسكرية، سينتقل خطاب الدعاية الإسرائيلية إلى إثارة الفوضى في المجتمع الإيراني. ونجاحه في هذا من عدمه، يتوقف على مدى صمود الجيش الإيراني من ناحية، وقدرته على إلحاق أذى بـ"إسرائيل" من جهة ثانية، يجبرها على وقف الحرب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • المفوضية الأوروبية تؤكد أن أوروبا لن تعود أبدًا إلى الغاز الروسي
  • خطوة حاسمة للاتحاد الأوروبي.. حظر كامل لواردات الغاز الروسي بحلول 2027
  • أوروبا تسعى لفرض حظر كامل على واردات الغاز الروسي
  • السفير الروسي في مصر: الغرب يستخدم أوكرانيا لضرب روسيا و”المنطقة العازلة” تحمي أمننا القومي
  • الاختبار الحاسم: كيف سيتصرّف المجتمع الإيراني؟
  • العدو الصهيوني يعترف بتضرر أنابيب وخطوط نقل نفط في حيفا ويوقف ضخ الغاز من حقلين
  • إلى وزارة التربية.. مع العتب!
  • تضرر خطوط أنابيب بمصافي النفط الإسرائيلية في حيفا
  • محافظ الدقهلية يستوقف سيارة أنابيب بوتاجاز للتأكد من معايرة الأنبوبة
  • استخراج ميزان من سيارته..محافظ الدقهلية يستوقف سيارة أنابيب بوتاجاز للتأكد من معايرة الأنبوبة بالميزان