أوراق إيران الرابحة وحماقة إسرائيل وأميركا
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
#سواليف
كتب .. #كريس_هيدجيز
لطالما حاولت إسرائيل وحلفاؤها من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة إشعال #حرب مع #إيران – حرب لا تستطيع إسرائيل ولا الولايات المتحدة الانتصار فيها، وستؤدي إلى ردود فعل انتقامية شرسة.
المحافظون الجدد الذين خططوا للحروب الكارثية في أفغانستان، والعراق، وسوريا، وليبيا – ولم يُحاسبوا قط على إهدار 8 تريليونات دولار من أموال دافعي الضرائب، إضافة إلى 69 مليار دولار أُهدرت في أوكرانيا – يبدو أنهم يستعدون لجرّنا إلى فشل عسكري آخر، هذه المرة مع إيران.
لكن إيران ليست العراق، ولا أفغانستان، ولا لبنان، ولا ليبيا، ولا سوريا، ولا اليمن. إيران هي الدولة السابعة عشرة في العالم من حيث المساحة، وتعادل مساحتها مساحة أوروبا الغربية. عدد سكانها يقارب 90 مليون نسمة – أي عشرة أضعاف سكان إسرائيل – وتملك موارد عسكرية وتحالفات مع #الصين وروسيا تجعلها خصمًا مخيفًا.
شنت إيران هجمات انتقامية على إسرائيل ردًا على موجات من #الضربات_الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وقتلت العديد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين وستة علماء نوويين. سُجلت #انفجارات فوق أفق تل أبيب والقدس وغيرهما، وتظهر لقطات مصورة على الأرض في تل أبيب انفجارًا هائلًا يُعتقد أنه ناتج عن صاروخ، مع تقارير عن انفجارات أخرى في نحو نصف دزينة من المواقع في محيط المدينة.
قال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز: “انتقامنا بدأ للتو، وسيدفعون ثمنًا باهظًا لقتل قادتنا وعلمائنا وشعبنا”. وأضاف أن “لا مكان سيكون آمنًا في إسرائيل”، وأن “انتقامنا سيكون مؤلمًا”.
قال أليستر كروك، الدبلوماسي البريطاني السابق وعضو الاستخبارات البريطانية (MI6)، في مقابلة أجريتها معه عن المحافظين الجدد: “يعتقدون أن الحرب ستكون سهلة. يريدون إعادة فرض القوة والقيادة الأميركية. يرون أن تحطيم بلد صغير من حين لآخر مفيد لذلك”.
وأضاف أن هؤلاء المحافظين الجدد، المتحالفين مع قيادة بنيامين #نتنياهو في إسرائيل، “لا يتسامحون مع أي قوة منافسة، أو أي تحدٍ للقيادة الأميركية وعظمتها”. وسيسعون لخلق “حقائق على الأرض” – أي حرب بين إسرائيل وإيران – من شأنها أن “تدفع ترامب نحو #الحرب مع #إيران”.
رغم ضعف سلاح الجو الإيراني، الذي يتألف من مقاتلات قديمة، فإن إيران مزودة جيدًا بأنظمة الدفاع الجوي الروسية، و #صواريخ_صينية مضادة للسفن، وألغام ومدفعية ساحلية. ويمكنها إغلاق #مضيق_هرمز، أهم نقطة عبور للنفط في العالم والتي يمر منها 20% من الإمدادات العالمية.
هذا قد يضاعف أو يثلّث أسعار النفط ويشل الاقتصاد العالمي. تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية يمكن أن تطلقها على إسرائيل، وكذلك على قواعد أميركية في المنطقة. ورغم إمكانية اعتراض الموجات الأولى، فإن الهجمات المتكررة ستستنزف سريعًا مخزون الدفاعات الجوية لدى إسرائيل والولايات المتحدة.
إسرائيل غير قادرة على تحمل حرب استنزاف، مثل الحرب التي استمرت ثماني سنوات بين إيران والعراق والتي انتهت – رغم الدعم الأميركي لنظام صدام حسين – بحالة جمود، أو مثل احتلالها جنوب لبنان لمدة 18 عامًا، والذي انتهى بانسحابها في مايو/ أيار 2000 بعد خسائر متكررة على يد حزب الله.
حين شنت إيران، ضمن عملية “الوعد الصادق”، أكثر من 300 صاروخ باليستي ومجنح على مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية في (13 و14 أبريل/ نيسان 2023)، ردًا على قصف إسرائيلي للسفارة الإيرانية في دمشق، اعترضت الولايات المتحدة معظمها.
قال جون ميرشايمر، الأستاذ في قسم العلوم السياسية بجامعة شيكاغو وخريج ويست بوينت: “إسرائيل لا تستطيع صد هجوم صاروخي إيراني”.
وأضاف: “نحن أمام وضع مثير للاهتمام، فإسرائيل لا تستطيع الانتصار في هذه الحروب، لكنها تجعلها حروبًا طويلة الأمد تكون فيها معتمدة بشدة على الولايات المتحدة”.
وأضاف: “لدينا أصول كثيرة في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك في إسرائيل نفسها والبحر الأحمر. هذه الأصول مصممة لمساعدة إسرائيل في حروبها. لا يقتصر الأمر على إيران فقط، بل يشمل الحوثيين وحزب الله أيضًا. نحن منخرطون بعمق في مساعدتهم في القتال، ولم يكن الأمر كذلك في 1973 أو في أي وقت قبل هذه الحرب”.
يعتقد الإسرائيليون وحلفاؤهم من المحافظين الجدد أنهم قادرون على القضاء على برنامج التخصيب النووي الإيراني بالقوة، وقطع رأس الحكومة الإيرانية لتركيب نظام عميل. هذا المنطق، الذي لا يستند إلى الواقع، فشل بالفعل في أفغانستان، والعراق، وسوريا، وليبيا، لكنهم لا يعترفون بذلك.
في الوقت نفسه، تريد إسرائيل صرف أنظار العالم عن الإبادة الجماعية والمجاعة الجماعية التي تنفذها في غزة، والتطهير العرقي المتسارع في الضفة الغربية. وقد قُطع الاتصال بالإنترنت تمامًا في غزة، وباتت الضفة الغربية تحت حصار شامل.
قال ميرشايمر: “يدرك الإسرائيليون أنه إذا حصل تصعيد عام، فلن ينتبه أحد كثيرًا للفلسطينيين”.
وأضاف: “سيكون الناس مستعدين لتبرير أكثر لإسرائيل مما لو كانت الأوضاع هادئة. لذا دعونا نصعد الأمور، لنخلق حالة صدام شاملة، والنتيجة أننا سنتمكن من تنفيذ تطهير واسع النطاق في غزة، وربما في الضفة أيضًا”.
سيؤدي الهجوم الإيراني، في نهاية المطاف، إلى مئات ثم آلاف القتلى. وستلجأ إيران إلى الشيعة في المنطقة في إطار ما ستقدمه كـ”حرب ضد التشيع”، ثاني أكبر طائفة في الإسلام. والتي ينتشر أفرادها في دول الخليج، وباكستان، وتركيا. أما في العراق، فيشكل الشيعة الأغلبية.
سيدعم النظام العراقي ذو الأغلبية الشيعية إيران. وسيتواصل تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر من اليمن، مع استهداف إسرائيل بهجمات بالطائرات المسيرة. وسيتجدد هجوم حزب الله على شمال إسرائيل، رغم الأضرار التي لحقت به. ومن المتوقع وقوع هجمات إرهابية على القواعد الأميركية في المنطقة، وربما حتى على الأراضي الأميركية، إلى جانب تخريب واسع في إنتاج النفط بالخليج.
ستمتلك إيران قريبًا ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي. وستكون الحرب دافعًا قويًا لصنع قنبلة، خاصة مع امتلاك إسرائيل مئات الأسلحة النووية. وإذا حصلت إيران على قنبلة، فستليها تركيا ودول عربية أخرى. وستنهار الجهود لمنع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
وكما يشير ميرشايمر، فإن الحرب ستعزز أيضًا التحالف بين إيران، وروسيا، والصين.
قال: “دفعت الولايات المتحدة كلًا من الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وإيران إلى التقارب الشديد”. وأضاف: “لقد شكلت كتلة مترابطة. وبفعل الحرب في أوكرانيا، تقاربت روسيا والصين، وبفعل ما يجري في الشرق الأوسط، تقاربت إيران وروسيا. الولايات المتحدة تساعد إسرائيل، لكن يجب أن ندرك أن روسيا تساعد إيران. ليس من مصلحة أميركا أن تتقارب الصين وروسيا ضد واشنطن. وليس من مصلحتها أن تتعاون إيران وروسيا ضد إسرائيل والولايات المتحدة”.
وتابع: “دائمًا ما توجد إمكانية أن تتورط روسيا في هذه الحرب، إذا تصاعدت بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، لأن روسيا أصبحت الآن تملك مصلحة حقيقية في دعم إيران”.
قد تستمر الحرب شهورًا، وربما سنوات. ستكون حربًا جوية في الأساس، بين الطائرات الإسرائيلية والصواريخ الإيرانية. لكن إخضاع إيران سيتطلب ربما نشر مليون جندي أميركي لغزو واحتلال البلاد. وسينتهي مثل هذا الاحتلال بهزيمة مذلة كما حدث في العراق، وأفغانستان.
الوهم الإسرائيلي المتمثل في قدرتهم على تدمير إيران بضربات جوية، نسخة محدّثة من “الصدمة والرعب” في العراق عام 2003. لكن كمية القنابل المطلوبة، خصوصًا لتدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض، ستكون هائلة. في عملية تصفية قيادة حزب الله في بيروت، بما في ذلك حسن نصر الله، استخدمت إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل من نوع JDAM.
قال كروك: “إذا كنت ستطلق طائرات “إف-35″ محملة بصواريخ JDAM، فكل واحدة منها تزن حوالي 14 طنًا”.
وأضاف: “المشكلة ليست فقط في الوزن، بل في الوقود الذي تستخدمه. يجب إعادة التزود بالوقود مرة أو مرتين، ثم خوض معركة جوية لقمع الدفاعات. نحن نتحدث عن عملية ضخمة. هل تستطيع أميركا فعل ذلك؟ الإيرانيون يملكون أنظمة دفاع جوي متعددة ورادارات قوية، بما في ذلك رادارات ما وراء الأفق”.
فلماذا إذن نذهب إلى الحرب مع إيران؟ لماذا ننسحب من اتفاق نووي لم تخرقه إيران؟ لماذا شيطنة حكومة تعادي طالبان وتنظيمات تكفيرية أخرى، منها القاعدة وتنظيم الدولة؟ لماذا نزعزع الاستقرار في منطقة شديدة الهشاشة أصلًا؟
الجنرالات والساسة وأجهزة الاستخبارات والمحافظون الجدد ومصانع الأسلحة والمحللون المزعومون والنجوم الإعلاميون ولوبي إسرائيل، لن يتحملوا المسؤولية عن عقدين من الفشل العسكري.
إنهم بحاجة إلى كبش فداء. هذا الكبش هو إيران. الهزائم المهينة في أفغانستان والعراق، وانهيار الدولة في سوريا وليبيا، وانتشار الجماعات المتطرفة والمليشيات التي دربناها وسلحناها، واستمرار الهجمات الإرهابية عالميًا – يجب أن يتحملها أحد.
الفوضى التي أطلقناها، خصوصًا في العراق وأفغانستان، جعلت من إيران القوة الإقليمية الكبرى. لقد مكّنا خصمنا، ولا نعرف كيف نغير هذا سوى بمهاجمته.
القانون الدولي، وحقوق ما يقرب من 90 مليون إنسان في إيران، يتم تجاهلهما، كما تم تجاهل حقوق شعوب أفغانستان والعراق وليبيا واليمن وسوريا.
الإيرانيون، بغض النظر عن موقفهم من حكومتهم، لا يرون في الولايات المتحدة حليفًا أو محررًا. لا يريدون أن يُهاجَموا أو يُحتلوا. وسيردّون. وسندفع نحن، وإسرائيل، الثمن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف كريس هيدجيز حرب إيران الصين الضربات الإسرائيلية انفجارات نتنياهو الحرب إيران صواريخ صينية مضيق هرمز الولایات المتحدة المحافظین الجدد فی العراق
إقرأ أيضاً:
إيران تردّ على لبنان.. إسرائيل توقف ضربة بعد وساطة أمريكية!
أعلن الجيش الإسرائيلي السبت عن تعليق غارة كان يعتزم تنفيذها على ما اعتبره بنية تحتية لحزب الله في قرية يانوح جنوب لبنان، وذلك بعد طلب الجيش اللبناني تفتيش المنزل المستهدف.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن التجميد جاء لإفساح المجال للجيش اللبناني للوصول إلى الموقع ومعالجة ما وصفه بخرق الاتفاق، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل مراقبة الهدف ولن يسمح لحزب الله بإعادة التموضع أو التسلح.
وأكد مصدر أمني لبناني أن الجيش اللبناني تمكن من دخول المنزل المستهدف وتفتيشه بالتنسيق مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وقوة اليونيفيل، بعد أن أخلى السكان المنزل خشية تعرضه لغارة.
وقالت المتحدثة باسم اليونيفيل كانديس آرديل إن القوة الأممية رافقت الجيش اللبناني دعماً لعملية التفتيش، مشيرة إلى أن أي عمل من هذا النوع من قبل إسرائيل يعد انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
وأبلغت إسرائيل لبنان عبر وسطاء أمريكيين بأن التعاون بين حزب الله والجيش اللبناني غير مقبول، بعد تلقيها معلومات عن تنسيق محتمل بين الطرفين، فيما تتواصل تل أبيب في نقل تحذيرات مشددة إلى بيروت عبر واشنطن بشأن نشاطات حزب الله.
ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي توم باراك إلى إسرائيل الاثنين للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محاولة لمنع التصعيد مع لبنان والتوصل لتفاهمات مع سوريا، في وقت تتلقى فيه الدولة اللبنانية ضغوطاً من الكونغرس الأمريكي لتشديد مراقبة شروط وقف إطلاق النار.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل منذ نوفمبر 2024، تواصل تل أبيب تنفيذ عمليات تستهدف البنية التحتية لحزب الله، معتبرة أن الجماعة تعيد التسلح، فيما تعمل الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا على مراقبة الوضع لمنع أي تصعيد عسكري في جنوب لبنان.
إيران تؤكد استمرارية علاقاتها مع لبنان وترد على تصريحات يوسف رجّي
ردّت وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد، على تصريحات وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي الأخيرة، التي اتهم فيها إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وعلى التقارير الإعلامية حول عرقلة بيروت لاعتماد السفير الإيراني الجديد لديها.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن العلاقات الدبلوماسية بين طهران وبيروت راسخة وتاريخية ومستمرة حتى الآن، مشيراً إلى أن إيران ما تزال تمتلك سفيراً معتمداً في لبنان، بينما بدأ السفير اللبناني الجديد مهامه في طهران مؤخراً.
وأوضح بقائي أن الإجراءات الرسمية لتعيين السفير الإيراني الجديد في بيروت انطلقت منذ فترة، وتم تقديم الطلبات اللازمة وفق المسارات المعتادة، معبراً عن أمله في أن تكتمل العملية بسلاسة ويبدأ السفير الجديد عمله قريباً.
وشدد المتحدث الإيراني على أن بلاده تتجنب عمدًا أي مواقف أو تصريحات قد تشتت لبنان عن أولوياته الأساسية في الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، أو تبعد الدولة والمجتمع اللبناني عن مواجهة الجرائم المستمرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
وأشار إلى أن إيران تحثّ أصدقاءها في لبنان على تعزيز الحوار والتفاهم بين كل مكونات المجتمع اللبناني لمواجهة التهديد الحقيقي الوحيد لسيادة لبنان وكرامته، والمتمثل في السياسات التوسعية والهيمنية للكيان الصهيوني.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن أنه سيزور بيروت قريباً، مشيراً إلى سعي طهران لفتح فصل جديد في العلاقات الثنائية مع لبنان، وأعرب عن استغرابه من موقف وزير الخارجية اللبناني الذي لم يرحّب بتجاوب إيران مع الدعوة الموجهة إليه، مؤكداً أن الدول التي تجمعها علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة لا تحتاج إلى مكان محايد لعقد لقاءات وزرائها.
من جانبه، أكّد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي أن الحوار مع إيران يبقى ممكناً، لكنه جدد اقتراح عقد لقاء في دولة ثالثة محايدة يتم الاتفاق عليها مسبقاً، مؤكداً استعداد لبنان لفتح صفحة جديدة من العلاقات البنّاءة مع إيران، شرط أن تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.