صدى البلد:
2025-05-20@13:32:53 GMT

منال الشرقاوي تكتب: شواطئ الماضي وأمواج المستقبل

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

عندما نرسم خطوط الذكريات على شاطئ الوجدان، نجد أن للماضي نكهته الخاصة، والتي تختلف عن نكهة المستقبل، ولكن يبقى لكل منهما جماله الفريد ، فالماضي هو القوة الدافعة التي توجه خطانا نحو الغد، والحقيقة المؤكدة أن كلا منا يحمل في قلبه شاطئًا من الماضي، حيث تلعب الذكريات على أطرافه كأمواج البحر، بعضها هادئ وبعضها الآخر عاتي، فتتساقط ذكرياتنا كحبات الرمال التي تتداخل معًا لتشكيل شاطئ الحياة.

 


فشاطئ الماضي هو ذلك الشاطئ الذي نستريح عليه بعد غروب الشمس، لنستعيد فيه ذكريات الأيام الجميلة واللحظات الرائعة، هو مكان اللقاءات الأولى، والوعود التي تُعقد وربما تُنسى.


ومع كل نسمة هواء، تأتينا روائح الماضي، تلك التي لا تُنسى، رائحة الكتب القديمة التي قرأناها في شبابنا، ورائحة الطعام التي كانت تُعده جدتنا في منزل العائلة القديم، كل شيء في الماضي يحمل في ثناياه عبقًا خاصًا.


ولكن، ما الذي يجعلنا نتمسك بتلك الذكريات؟ 
ربما هو الشوق إلى أوقات كانت أبسط، أو رغبة في استعادة لحظات لن تتكرر، أو ربما هو الخوف من المستقبل وما يحمله من مجهول، ولكن في الحقيقة، الماضي مهما كان جميلًا فهو لن يعود، والمستقبل مهما كان مجهولًا فهو يستحق الاستقبال.


والآن، ألا يحق للمستقبل أن يحمل في جعبته وعودًا جديدة؟
إن أمواج المستقبل ليست مثل أي أمواج، فهي تتحدى الشواطئ بقوة وشجاعة، تحمل في طياتها أحلام الغد وآماله الجديدة، "المستقبل هو بحر واسع وغامض، لا نعرف ماذا يخفي لنا، ولكننا نحلم بأن يكون جميلًا ومشرقًا".


ففي المستقبل، نرى أنفسنا نحقق أحلامنا ونطمح لأكثر، نرغب في أن نكون أفضل، في أن نعيش حياة مليئة بالسعادة والنجاح، ولكن الأمواج ليست دائمًا هادئة، فهي تتحدى الشواطئ بقوتها وشجاعتها، وتختبر قوتنا وتصميمنا.


فيبدو لنا المستقبل كبحر لا نهاية له، حيث الأمواج الجديدة ، والتي تأتي دون توقف، ورغم أننا قد نشعر بالخوف والقلق من مواجهة هذا البحر المجهول، ندرك أيضاً أن الخبرات التي اكتسبناها في الماضي ستكون دليلنا وقوتنا لمواجهة كل تلك التحديات، ومع كل تحدٍ يأتينا، يُظهر لنا البحر جانبًا جديدًا من الحياة، يعلمنا الصبر والاستمرارية والأمل في مستقبل أفضل.


وبين شواطئ الماضي وأمواج المستقبل، نجد أنفسنا نعيش في الحاضر، فالحاضر هو ذلك الزمان الذي يجمع بين ما مضى وما هو آت، الحاضر هو الوقت المثالي للتأمل والتفكير والاستعداد لما سيأتي.


وهنا تأتي أهمية فهم وتقدير اللحظة الحالية، تلك اللحظة التي نعيشها الآن، والتي هي بمثابة جسر بين الماضي والمستقبل، فبدلاً من الانغماس في بحر الذكريات والحنين إلى الماضي، أو القلق من المستقبل، علينا أن نحيا اللحظة ونستمتع بها.

ونذكر أنفسنا بأنه، لا يمكننا تغيير الماضي ولكننا نستطيع تشكيل المستقبل.
وبينما نتأمل في بحار الذكريات، دعونا نتذكر دائمًا أن الحياة، رحلة مستمرة من الاكتشاف والتعلم، ومع كل شروق شمس ، نحصل على فرصة لكتابة فصل جديد في قصتنا، فصل يجمع بين حكمة الماضي وأمل المستقبل. 


وبينما نسير في هذه الرحلة، علينا أن نتذكر دائمًا أن الحياة هي هبة، وأن الأمواج، سواء كانت أمواج الذكريات أو أمواج المستقبل، هي جزء من هذه الهبة الرائعة التي نحملها في قلوبنا.
فبحار الذكريات ليست فقط للتأمل في الماضي، بل هي دعوة لنعيش الحاضر بكل حب وشغف، ولنحلم بمستقبل مشرق وواعد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

إلهام أبو الفتح تكتب: الاستباق أهم

انتشرت مؤخرًا شائعة أثارت القلق عن وجود إصابات واسعة في مزارع الدواجن، وحالات نفوق كبيرة، وتحدث البعض عن انتشار أمراض ونقص في التحصينات. ومع سرعة تداول الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، زاد القلق لدى الجميع، المربين، والتجار  والمستهلكين.

ولكن  الرد الرسمي جاء سريعًا من وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية .. لتكذيب هذه الشائعة، واعلنوا أنه لم يتم تسجيل أي حالات نفوق غير طبيعية، وأن جميع التحصينات البيطرية متوفرة في مختلف المحافظات.

وأن فرق الرصد البيطري تقوم بمتابعة يومية لحالة المزارع، ولم يتم اكتشاف أي بؤر وبائية،

الرد السريع جاء في وقته  ليطمئن الجميع، ويقضي علي الشائعة المغرضة .. وهذا شيء جيد بلا شك. لكن وسط هذه التطمينات، يبقى السؤال: كيف نمنع تكرار هذه المخاوف؟ ومتى ننتقل من رد الفعل إلى التخطيط المسبق؟

 صناعة الدواجن في مصر حققت خطوات كبيرة خلال السنوات الماضية، ووصلنا إلى الاكتفاء الذاتي. بل إن هناك صادرات إلى الأسواق العربية والأفريقية. لكن حتى الآن، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام المربين، مثل ارتفاع التكاليف، وصعوبة الوصول إلى التحصينات أحيانًا، ونقص التوعية في بعض المناطق.

من المهم ان نسعي لتحقيق  اكتفاء ذاتي قوي ومستقر من الثروة الداجنة،

بدعم صغار المربين، حيث ان 80%  من الإنتاج يأتي منهم.

وتطوير أنظمة التربية لتكون أكثر أمانًا وإنتاجية.

وضمان توفر الأعلاف والتحصينات بأسعار مناسبة.

وان تكون هناك  شفافية، وأن نعلن فورا عن أي مشكلة صحية تظهر في أي منطقة.

والتنسيق بين كل الجهات المسؤولة، وعدم ترك المربي في مواجهة التحديات وحده.

الشائعة تم نفيها، والتطمينات جاءت في وقتها، لكن العمل الحقيقي يجب ان يبدأ لتطوير هذه الصناعة التي تمثل ركن أساسي للأمن الغذائي، والمطلوب ليس فقط الرد على الأزمات، بل الاستعداد لها قبل أن تبدأ، والعمل على تحقيق اكتفاء ذاتي قوي، يشعر به كل مربٍ وكل مستهلك.

طباعة شارك الدواجن مزارع الدواجن الثروة الداجنة

مقالات مشابهة

  • تجديد حبس المتهم بإنهاء حياة الشاب أحمد الشرقاوي رميا بالخرطوش بالمحلة 15 يوما
  • منال الشرقاوي تكتب: فيلم Delicious.. مذاق الصراع الطبقي تحت سطح الهدوء
  • هند عصام تكتب: أصل النرجسية
  • 15 كيلو ذهب وملايين.. جدل في مصر بعد سرقة منزل منال الدجوي
  • بنك ظفار يستعرض الإنجازات في "تقرير الاستدامة" للعام الماضي
  • مراسل عسكري: فرار الآلاف من شواطئ تل أبيب بعد صواريخ الحوثيين صورة انتصار مضاعفة
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • أمواج عالية ورياح قوية على هذه السواحل اليوم
  • رئيس الشيوخ: الشباب هم شركاء حقيقيون في بناء الحاضر.. وليسوا فقط أمل المستقبل
  • إلهام أبو الفتح تكتب: الاستباق أهم