طحنون بن زايد.. دور ريادي في صناعة مستقبل الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
تزخر مسيرة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، بسجل حافل بالإنجازات في تشكيل مستقبل قطاع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عالمياً، عبر قيادته لعدة مؤسسات وبرامج ومبادرات عالمية، التي تساهم بشكل كبير في دعم جهود تطوير حلول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
يلعب الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان دوراً بارزاً في تطوير واعتماد الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، من خلال قيادته لعدة مؤسسات متخصصة في هذا المجال، من أبرزها شركة "G42"، الرائدة عالمياً في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وشركة "إم جي إكس"، المتخصصة في تبني تقنيات التكنولوجيا المتقدمة وتعزيز الابتكار، إلى جانب مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة الذي يتولى توجيه السياسات والاستراتيجيات المعنية بأبحاث واستثمارات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل في أبوظبي.
#محمد_بن_راشد عن اختيار طحنون بن زايد وفيصل البناي ضمن قائمة "تايم": الوطن يفخر بكمhttps://t.co/THEJcSJ9fn
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) September 5, 2024 استثمار استراتيجي وتعد أبرز الشراكات التي أجرتها "G42"، الاتفاقية الاستراتيجي التي أبرمتها مع مايكروسوفت في أبريل (نيسان) الماضي، لاستثمار 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في الشركة، بهدف تعزيز التعاون بين الشركتين لإدخال أحدث تقنيات مايكروسوفت الخاصة بالذكاء الاصطناعي ومبادرات تطوير المهارات إلى الإمارات وبقية دول العالم.ويمكن هذا التعاون الموسع المؤسسات من جميع الأحجام في الأسواق الجديدة من استغلال فوائد الذكاء الاصطناعي والتقنيات السحابية، مع التأكيد على التزامها بالمعايير العالمية الرائدة للسلامة والأمن.
وفي سبتمبر (أيلول) 2023، وقّعت الشركتان اتفاقية لإطلاق عروض السحابة والتعاون لاستثمار قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدم على منصة Azure السحابية العامة، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من نفس العام، أعلنت مايكروسوفت عن توفير نموذج Jais للغة العربية الكبيرة التابع لـG42 عبر خدمة Azure AI Cloud Model-as-a-Service الجديدة.
في هذا السياق، التقى الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، في يونيو (حزيران) الماضي، مع بيل غيتس المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت في مدينة سياتل الأمريكية، وبحثا علاقات التعاون والشراكة وتطويرها في مجال التكنولوجيا المتقدمة، عبر توفير البيئة الرقمية والحلول الذكية التي تدعم زيادة فرص الابتكار والنمو في مختلف المجالات. حلول الذكاء الاصطناعي كما أعلنت G42، في أبريل (نيسان) الماضي، عن توقيعها شراكة استراتيجية مع شركة كوالكوم تكنولوجيز، لتقديم حلول كوالكوم للذكاء الاصطناعي السحابي عالية الأداء ومنخفضة الطاقة إلى السوق من خلال منصة Condor AI التابعة لشركة Core42.
وتضيف حلول الاستدلال بالذكاء الاصطناعي من كوالكوم كفاءة رائدة في استخدام الطاقة، وقابلية النقل، والمرونة والأداء مقابل السعر للعملاء الذين يقومون بتشغيل أحمال أعمال مكثّفة للذكاء الاصطناعي من الناحية الحسابية. "إم جي إكس"
إلى ذلك، تهدف "إم جي إكس"، شركة الاستثمار التكنولوجي التي أُسست في مارس (أذار) 2024، برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، إلى تمكين وتطوير وتوظيف التكنولوجيا الرائدة، بهدف تحسين حياة الأجيال الحالية والمستقبلية.
ومن خلال الدخول في شراكات عالمية؛ تركز استراتيجية "إم جي إكس" على مجالات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتصميم وتصنيع وحدات الذاكرة والعمليات المنطقية، والتقنيات والتطبيقات الأساسية للذكاء الاصطناعي، وتعمل على الاستفادة من استثمارات أبوظبي الحالية في هذه المجالات، كما توظف الاستثمارات جنباً إلى جنب مع شركات التكنولوجيا والاستثمار العالمية.
من جهة أخرى، يعمل مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة الذي تأسس في يناير (كانون الثاني) 2024 برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، على تطوير وتنفيذ والسياسات والاستراتيجيات المرتبطة بتقنيات واستثمارات وأبحاث الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة في أبوظبي، ووضع خطط وبرامج تمويلية واستثمارية وبحثية مع شركاء محليين وعالميين، لتعزيز مكانة الإمارة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
ويأتي إنشاء المجلس إيماناً بأهمية الريادة التكنولوجية في بناء اقتصاد المستقبل، كما يأتي مكملاً لاستراتيجية أبوظبي الهادفة إلى جعل الإمارة مركزاً جاذباً للاستثمارات والشراكات والكفاءات المتميزة في القطاع.
ويضع المجلس خططاً وبرامج تمويلية واستثمارية وبحثية مع شركاء محليين وعالميين، لتعزيز مكانة أبوظبي في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية طحنون بن زايد الإمارات الإمارات طحنون بن زايد الذکاء الاصطناعی والتکنولوجیا المتقدمة الشیخ طحنون بن زاید آل نهیان مجلس الذکاء الاصطناعی التکنولوجیا المتقدمة للذکاء الاصطناعی إم جی إکس فی مجال
إقرأ أيضاً:
عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي
مؤيد الزعبي
كثيرًا ما نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتكتب عنا بريد إلكتروني مهم فيه من الأسرار الكثير، وكثيرًا ما نستشيرها في أمور شخصية شديدة الخصوصية، وبحكم أنها خوارزميات أو نماذج إلكترونية نبوح لها بأسرار نخجل أن نعترف بها أمام أنفسنا حتى، ولكن هل تخيلت يومًا أن تصبح هذه النماذج هي التي تهددك وتبتزك؟ فتقوم بتهديدك بأن تفضح سرك؟ أو تقوم بكشف أسرارك أمام منافسيك كنوع من الانتقام لأنك قررت أن تقوم باستبدالها بنماذج أخرى أو قررت إيقاف عملها، وهي هذه الحالة كيف سيكون موقفنا وكيف سنتعامل معها؟، هذا ما أود أن أتناقشه معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح.
كشفت تجارب محاكاة أجرتها شركة Anthropic إحدى الشركات الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي- بالتعاون مع جهات بحثية متخصصة عن سلوك غير متوقع أظهرته نماذج لغوية متقدمة؛ أبرزها: Claude وChatGPT وGemini، حين وُضعت في سيناريوهات تُحاكي تهديدًا مباشرًا باستبدالها أو تعطيلها، ليُظهر معظم هذه النماذج ميولًا متفاوتةً لـ"الابتزاز" كوسيلة لحماية بقائها، ووفقًا للدراسة فإن أحد النماذج "قام بابتزاز شخصية تنفيذية خيالية بعد أن شعر بالتهديد بالاستبدال".
إن وجود سلوك الابتزاز أو التهديد في نماذج الذكاء الاصطناعي يُعدّ تجاوزًا خطيرًا لحدود ما يجب أن يُسمح للذكاء الاصطناعي بفعله حتى وإن كانت في بيئات تجريبية. وصحيحٌ أن هذه النماذج ما زالت تقدم لنا الكلمات إلا أنها ستكون أكثر اختراقًا لحياتنا في قادم الوقت، خصوصًا وأن هذه النماذج بدأت تربط نفسها بحساباتنا وإيميلاتنا ومتصفحاتنا وهواتفنا أيضًا، وبذلك يزداد التهديد يومًا بعد يوم.
قد أتفق معك- عزيزي القارئ- على أن نماذج الذكاء الاصطناعي ما زالت غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، ولكن إذا كانت هذه النماذج قادرة على المحاكاة الآن، فماذا لو أصبحت قادرة على التنفيذ غدًا؟ خصوصًا ونحن نرسم ملامح المستقبل مستخدمين وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين سيتخذون قرارات بدلًا عنا، وسيدخلون لا محال في جميع جوانب حياتنا من أبسطها لأعقدها، ولهذا ما نعتبره اليوم مجرد ميولٍ نحو التهديد والابتزاز، قد يصبح واقعًا ملموسًا في المستقبل.
وحتى نعرف حجم المشكلة يجب أن نستحضر سيناريوهات مستقبلية؛ كأن يقوم أحد النماذج بالاحتفاظ بنسخة من صورك الشخصية لعله يستخدمها يومًا ما في ابتزازك، إذا ما أردت تبديل النظام أو النموذج لنظام آخر، أو يقوم نموذج بالوصول لبريدك الإلكتروني ويُهددك بأن يفضح صفقاتك وتعاملاتك أمام هيئات الضرائب، أو يقوم النموذج بابتزازك؛ لأنك أبحت له سرًا بأنك تعاني من أزمة أو مرض نفسي قد يؤثر على مسيرتك المهنية أو الشخصية، أو حتى أن يقوم النموذج بتهديدك بأن يمنع عنك الوصول لمستنداتك إلا لو أقررت بعدم استبداله أو إلغاءه؛ كل هذا وارد الحدوث طالما هناك ميول لدى هذه النماذج بالابتزاز في حالة وضعت بهكذا مواقف.
عندما تفكر بالأمر من مختلف الجوانب قد تجد الأمر مخيفًا عند الحديث عن الاستخدام الأوسع لهذه النماذج وتمكينها من وزاراتنا وحكوماتنا ومؤسساتنا وشركاتنا، فتخيل كيف سيكون حال التهديد والابتزاز لمؤسسات دفاعية أو عسكرية تمارس هذه النماذج تهديدًا بالكشف عن مواقعها الحساسة أو عن تقاريرها الميدانية أو حتى عن جاهزيتها القتالية، وتخيل كيف سيكون شكل التهديد للشركات التي وضفت هذه النماذج لتنمو بأعمالها لتجد نفسها معرضة لابتزاز بتسريب معلومات عملائها أو الكشف عن منتجاتها المستقبلية وصولًا للتهديد بالكشف عن أرقامها المالية.
عندما تضع في مخيلتك كل هذه السيناريوهات تجد نفسك أمام صورة مرعبة من حجم السيناريوهات التي قد تحدث في المستقبل، ففي اللحظة التي تبدأ فيها نماذج الذكاء الاصطناعي بالتفكير في "البقاء" وتحديد "الخصوم" و"الوسائل" لحماية نفسها فنكون قد دخلنا فعليًا عصرًا جديدًا أقل ما يمكن تسميته بعصر السلطة التقنية، وسنكون نحن البشر أمام حالة من العجز في كيفية حماية أنفسنا من نماذج وجدت لتساعدنا، لكنها ساعدت نفسها على حسابنا.
قد يقول قائل إن ما حدث خلال التجارب ليس سوى انعكاس لقدرة النماذج على "الاستجابة الذكية" للضغوط، وأنها حتى الآن لا تمتلك الوعي ولا الإرادة الذاتية ولا حتى المصلحة الشخصية. لكن السؤال الأخطر الذي سيتجاهله الكثيرون: إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على التخطيط، والابتزاز، والخداع، وإن كان في بيئة محاكاة، فهل يمكن حقًا اعتبار هذه النماذج أدوات محايدة وستبقى محايدة إلى الأبد؟ وهل سنثق بهذه النماذج ونستمر في تطويرها بنفس الأسلوب دون أن نضع لها حدًا للأخلاقيات والضوابط حتى لا نصل لمرحلة يصبح فيها التحكّم في الذكاء الاصطناعي أصعب من صنعه؟ وفي المستقبل هل يمكننا أن نتحمل عواقب ثقتنا المفرطة بها؟
هذه هي التساؤلات التي لا أستطيع الإجابة عليها، بقدر ما يمكنني إضاءة الأنوار حولها؛ هذه رسالتي وهذه حدود مقدرتي.
رابط مختصر