بوابة الوفد:
2025-05-30@12:03:06 GMT

الزيتون.. حصاد البركة

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

تشتهر محافظة مطروح وعدد من مدنها خاصة سيوة بزراعة أشجار الزيتون، ويأتى هذا الانتشار فى المدن الصحراوية لأن أشجار الزيتون لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، لكنها تروى بشكل موسمى على مياه الأمطار، أو المياه الجوفية الموجودة فى باطن الأرض، لذلك كل المدن الصحراوية داخل وخارج مصر، تشتهر بزراعة الزيتون، فهى غير مكلفة بالمرة، ولذلك تجد أغلب منازل مطروح القديمة بها شجر زيتون، وفى مثل هذا الموعد من كل عام يبدأ الحصاد، تجد أهالى كل منزل لديه شجرة يجمعون أو يحصدون زيتونها ويقصدون أقرب معصرة زيتون وهى منتشرة فى مطروح، وتتم عملية العصر، ويحتفظ كل منزل بالكمية المناسبة له، ويقوم بتوزيع جزء منها على الجيران والأقارب، وأحياناً من حضر عملية العصر يحصل على زجاجة هدية من صاحب الثمار.

فى مطروح وسيوة وأغلب مدن الصحراء الغربية تنتشر أشجار الزيتون فى أغلب الشوارع القديمة والحارات الشعبية فى مطروح ومدنها، لدرجة أنك تشم رائحته عن بعد.

زيت الزيتون هو ضيف دائم على مائدة الطعام فى مطروح.

فى هذا التحقيق المصور نرصد عملية حصد الزيتون.

يبدأ هذه الأيام موسم حصاد ثمار الزيتون، التى تنتشر أفضل أنواعه فى صحراء مطروح وسيوة، وتنتج كميات كبيرة وأنواع متعددة منه، لإنتاج زيت الزيتون، وزيتون التخليل لطعام المائدة، وتمثل فترة حصاد الزيتون لأبناء مطروح وسيوة، موسماً للخير والبركة. 

ويعتبر الزيتون المحصول الرئيسى لمحافظة مطروح، حيث تتم زراعة أشجار الزيتون على مياه الأمطار، على طول الشريط الساحلى، فى المناطق المختلفة من الإسكندرية شرقاً حتى السلوم غرباً، وزراعته فى واحة سيوة على المياه الجوفية، المتوافرة بكميات كبيرة.

ويحتوى الزيتون وزيوته على قيمة غذائية وعلاجية كبيرة، إلى جانب الزيتون المخلل، الذى يستخدم كمقبلات مع الطعام، لما يحمله من عناصر غذائية متنوعة.

ويستخدم زيت الزيتون فى الطعام لاحتوائه على عناصر مفيدة للجسم والصحة العامة، لخلوه من الدهون والكولسترول، وينصح الأطباء كثيراً من المرضى باستخدامه، خاصة مرضى القلب والكبد وغير ذلك، كما يستخدم كدهان للجسم لعلاج الكثير من الحالات، ويدخل زيت الزيتون فى كثير من مستحضرات التجميل وكزيت للشعر، إضافة إلى الكثير من الاستخدامات الأخرى.

وتنتشر معاصر الزيتون الخاصة بالمواطنين فى مطروح وسيوة، إضافة وحدة التصنيع الزراعى بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، التابع لمركز بحوث الصحراء، التى تستقبل كميات كبيرة من الثمار من المزارعين، خلال موسم عصر الزيتون، لعصره واستخراج الزيت لصالح المزارعين والتجار مقابل تكاليف العصر.

وتمر عملية إنتاج زيت الزيتون، بعدة مراحل، بداية بمرحلة غسيل ثمار الزيتون، ثم مروره فى الهواية لنزع المخلفات وأوراق الشجرة، قبل فرم الثمار بماكينة لتصبح كالعجينة، وتليها مرحلة التقليب على حسب نسبة الزيت فى ثمار الزيتون، ليصل إلى المرحلة النهائية وهى مرحلة الطرد المركزى، وهى الأهم فى عملية فصل زيت الزيتون من العصير الناتج من الثمار.

وتتميز مطروح بزراعة الزيتون الشملالى، وهو من أجود الأنواع فى إنتاج الزيت، حيث يصل إنتاج الطن من الثماره إلى نحو 250 كيلوجراماً من الزيت، وتليه فى الإنتاجية ثمار زيتون البيكوال والكاروتينا والكاروناكى، والتى يتراوح إنتاج الطن منها ما بين 110 و150 كيلوجراماً من زيت الزيتون، ويتراوح سعر كيلو زيت الزيتون فى الأسواق بين 500 و600 جنيه، بالنسبة لزيت الزيتون المستخرج من أشجار، ويتميز زيت زيتون مطروح بانخفاض نسبة الملوحة، لأن الأشجار تروى بمياه الأمطار.

هناك أكثر من 125 نوعاً من الزيتون، وأشهر أنواع الزيتون المخلل هى الزيتون العزيزى الأخضر والأسود ويطلق عليه فى سيوة اسم الزيتون الحامض وسعر الكيلو المخلل، والزيتون التفاح وهو من النوعيات الجديدة فى سيوة، وهناك زيتون كلاماطا أو دولسى ومنه عدة أنواع مختلفة من حيث الحجم واللون والمذاق، ويعد زيتون الكلاماطا اليونانى أفضل الأنواع للتخليل من حيث الطعم أو الحجم.

هناك مصانع متخصصة لتخليل وتعبئة الزيتون فى سيوة، وتنتج أنواع فى عبوات متنوعة وبطرق مختلفة من بينها أنواع مخلية من النواة، وأنواع يتم حشوها جزر بعد نزع النواة.

كما يوجد عدد من المعاصر الخاصة بإنتاج زيت الزيتون فى سيوة، ويتم بيع المنتجات من الزيوت والزيتون المخلل فى الأسواق المحلية، إلى جانب التصدير إلى عدد من الدول العربية والأجنبية.

ويختلف زيت الزيتون المنتج فى سيوة، الذى تروى أشجاره من مياه العيون والآبار الجوفية، عن زيت زيتون مطروح، الذى يروى بمياه الأمطار، وهو غالبا ما يتم تعبئته فى جراكن صغيرة، بعد عصره وتنقيته فى معاصر الزيتون المختلفة، مشيراً إلى أن الزيت السيوى تزيد نسبة الحموضة فيه عن زيت مطروح بنسبة من 2 إلى 3% وذلك بسبب اختلاف مياه الرى للأشجار فى كل منهما، زيت الزيتون المنتج فى مطروح أجود من غيره بسبب انخفاض نسبة الحموضة به. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محافظة مطروح أشجار الزيتون داخل وخارج مصر زراعة الزيتون معصرة زيتون أشجار الزیتون میاه الأمطار فى مطروح فى سیوة

إقرأ أيضاً:

إدلب تنزف زيتونا وفستقا.. مزارعون يعودون إلى أرض بلا جذور

لم تكن صدمة إسماعيل عساف، المزارع الستيني العائد إلى بلدته "معصران"، محصورة في مشهد بيته المدمر، بل امتدت إلى الحقل المجاور، حيث كانت تقف أشجار الزيتون شامخة منذ عقود.

اليوم، لم يتبقَّ منها شيء، بعضها قُطع من الجذور، وبعضها الآخر أُحرق أو اقتُلِع بالكامل، ليخسر عساف مصدر رزقه وأمله الوحيد في إعادة بناء منزله عبر عائدات ما كان ينتظره من مائة "تنكة" زيت.

هذا المشهد لم يكن استثناء، فوفقا لما أكده مصطفى الموحّد، مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في إدلب، فإن تحرير ريفي إدلب الجنوبي والشرقي من سيطرة نظام الأسد المخلوع كشف عن كارثة اقتصادية حقيقية.

ويقول في حديث خاص للجزيرة نت "وجدنا خلف النظام دمارا هائلا، تمثّل بقطع وحرق واقتلاع أشجار الزيتون والفستق الحلبي والتين، وهي من أبرز مصادر الدخل لسكان المنطقة".

وبدأت فرق مديرية الزراعة فورا بإحصاء الأضرار، ليظهر أن:

أكثر ما تضرر كان أشجار الزيتون، حيث تم قطع وحرق مليون ونصف المليون شجرة زيتون. قطع 350 ألف شجرة فستق حلبي. قطع 100 ألف شجرة تين. قطع عشرات الآلاف من الأشجار المثمرة الأخرى.

وأضاف الموحد أن معظم هذه الأشجار يتراوح عمرها بين 20 و70 عاما، وبعضها يبلغ عمره قرنا من الزمن.

الكارثة الزراعية خلفت فراغا إنتاجيا طويل الأمد وصعوبات كبيرة في تأهيل الأراضي المتضررة (الجزيرة) خسائر زراعية ومشاريع إنقاذ خجولة

الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي لا تقتصر على الأشجار بحد ذاتها، بل تمتد لعقود قادمة، فالأشجار التي قُطعت تحتاج إلى 15 عاما على الأقل لتعود إلى مستوى إنتاج مقبول، فيما تبلغ تكلفة إعادة تأهيل كل شجرة نحو 75 دولارا أميركيا سنويا، ما يرفع إجمالي تكلفة التأهيل إلى 147 مليون دولار.

إعلان

ويضيف الموحد "إن خسارة هذه الأشجار لا تعني فقط انعدام موسم الزيت أو الفستق، بل هي ضربة قاصمة لمصدر رئيسي من مصادر القطع الأجنبي لسوريا (العملة الصعبة)، إذ إن صادرات الزيت والزيتون والفستق الحلبي كانت تشكّل أحد أعمدة الاقتصاد الزراعي للبلد".

ولم يكن أمام مديرية الزراعة سوى التحرك ضمن إمكانياتها المحدودة، حيث بدأت بتوفير 60 ألف غرسة زيتون و10 آلاف غرسة فستق حلبي، وهي كميات لا تغطي سوى جزء ضئيل من احتياجات ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وتعمل المديرية على إعادة تشغيل مشاتلها الزراعية بهدف زيادة إنتاج الغراس المحلية، استعدادا لموسم الخريف المقبل.

 وجع العودة

إسماعيل عساف، الذي لم يتمالك دموعه، يقول "ورثت أشجار الزيتون عن والدي، وهي أقدم من عمري. كنت أعتني بها منذ كنت طفلا. أحرثها، أقلمها، أسقيها، وكانت تعطيني إنتاجا وفيرا. كنت أعد محصولها لبناء منزلي المدمر".

وتتكرر القصة مع أحمد لخليف، مزارع أربعيني، عاد بعد سنوات من النزوح، ليجد قريته ومصدر رزقه وقد دُمِّرا بالكامل "بيتي يمكن أن أعيده يوما ما"، يقول لخليف، "لكن من يُعيد لي شجرة الزيتون التي نمت وكبرت في أرضي طوال 50 سنة؟".

ويضيف "الأشجار المثمرة كانت المورد الأساسي لنا. نبيع الزيت، الفستق، التين، العنب.. واليوم، لا شيء يُباع".

في المقابل، بدأت فرق مديرية الزراعة بتنظيم حملات توعية ميدانية للمزارعين، وعقد ندوات إرشادية حول التعامل مع الأشجار المحروقة، وطرق تأهيل الأرض، واختيار الغراس، خاصة أن لكل نوع من الأشجار متطلبات فنية خاصة، تختلف من الزيتون إلى الفستق إلى التين.

إبادة الفستق الحلبي

يؤكد المزارع الثمانيني سعد الحسن، من ريف إدلب الجنوبي، أن الفستق الحلبي تعرّض لإبادة مماثلة. "النظام البائد اقتلع بعض الأشجار من الجذور، وقصّ أخرى، وأحرق الباقي. وكانت هذه الأشجار في أوج عطائها، عمرها 50 عاما، إنتاجها لا يعوَّض".

جذر شجرة كبيرة بعد قلعه من قِبل قوات النظام البائد (الجزيرة)

ويشير الحسن إلى أن الأشجار الجديدة تحتاج إلى 7 سنوات فقط لبدء الإنتاج، لكنها لا تصل إلى نفس كمية ونوعية الإنتاج إلا بعد مرور أكثر من 10 سنوات. كما أن الفستق الحلبي تحديدا يتطلّب عناية دقيقة ومكافحة لأمراض خاصة، مما يرفع كلفة صيانته بشكل كبير.

إعلان

ويضيف "الدمار الزراعي الذي خلّفه النظام في ريف إدلب ليس فقط انتقاما من الأرض، بل هو محاولة لمنع الحياة من العودة إلى هذه القرى. الزراعة ليست شجرة فقط.. هي حياة كاملة، رزق، وأمان، واستقرار".

مقالات مشابهة

  • فضل الأضحية.. تغفر الذنوب وتجلب البركة للمسلم
  • أسعار السلع المدعومة لشهر يونيو 2025.. الزيت بـ30 جنيهًا
  • حماية المستهلك: ضبط منشآت تعيد تدوير الزيت وبيع منتجات مجهولة المصدر بالشرقية
  • كسر في خط المياه يغرق مستشفي سيوة المركزي
  • السيطرة على كسر في خط المياة بمستشفي سيوة المركزي
  • منسّق أزياء الثنائي ناصيف زيتون ودانييلا رحمة يكشف كواليس إطلالاتهما
  • احتفاء بمنتجين مغاربة توجوا بجوائز زيت الزيتون في مسابقات دولية لسنة 2025
  • طريقة عمل سلطة الزيتون بنكهات شرقية مميزة.. صور
  • بنك البركة يوقف شهادات الادخار إيليت بعائد 20%
  • إدلب تنزف زيتونا وفستقا.. مزارعون يعودون إلى أرض بلا جذور