وزارة العمل تطلق "سلامتك تهمنا" لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت بالجيزة
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
نظمت مديرية العمل بمحافظة الجيزة، ندوة للتوعية من خلال إدارة السلامة والصحة المهنية بالتعاون مع مكتب السلامة والصحة المهنية بمنطقة إمبابة، وذلك بمقر أكاديمية شركة غبور، بعنوان مخاطر بيئة العمل و خطط الطوارئ والإخلاء، بحضور أكثر من ١٠٠ عامل.
وتناولت المخاطر الموجودة في بيئة العمل ومسببات حوادثها، وكيفية التعامل معها والمواد القابلة للاشتعال والمواد القابلة للانفجار والحد الادني للاشتعال، ومناقشة القرار الوزارى رقم ١٣٤ لسنة 2003، وأنواع الحرائق وطرق الوقاية منها ومسبباتها والإجراءات الواجب اتخاذها في حالات الطوارئ المختلفة، وذلك تحت إشراف الإدارة المركزية للسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل بالوزارة، ضمن جهود المديرية وأجهزتها لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية واشتراطاتها بين العاملين بالمنشآت المختلفة للوقاية من الحوادث والأمراض وكذلك الحفاظ على الأرواح والممتلكات من المخاطر المختلفة الموجودة فى أماكن العمل.
كما تناولت الفعاليات دور مسؤولي السلامة في حماية المنشأة من مخاطر بيئة العمل ، وقواعد الحفاظ على الحياة، وأهمية السلامة والصحة المهنية وأهدافها واشتراطاتها الواجب توافرها فى أماكن العمل لحماية الأفراد والمنشآت من المخاطر المختلفة الموجودة فى بيئة العمل ، وأهمية الالتزام بأهداف ومبادئ السلامة والصحة المهنية.
وقال محمد رمضان مدير مديرية العمل بالجيزة، إن تلك الندوة التوعوية تأتي في ضوء تنفيذ توجيهات وزير العمل محمد جبران للمديريات بالمحافظات ، بضرورة الاهتمام بنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل داخل جميع المنشآت بمختلف القطاعات لحماية الأفراد والممتلكات والمنشآت من مخاطر بيئة العمل المختلفة ، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية ، وتكثيف الجهود لتطوير هذه المنظومة ،التى ترسخ ثقافة توافر وسائل السلامة والصحة المهنية ، وكيفية التعامل مع الأزمات الطارئة ، مع ضرورة الاهتمام بعمليات التوعية بأهمية تنفيذ اشتراطات السلامة والصحة المهنية فى كل مجالات الحياة للحفاظ على الموارد البشرية والمادية.
وأضاف مدير المديرية، أن الندوة ألقى محاضراتها الكيميائية اسماء طه مدير المكتب ، والمهندس أحمد أمين ، والدكتورة درية حسن مفتشي المكتب ، تحت إشراف الكيميائية أماني إسماعيل مدير إدارة السلامة والصحة المهنية بالجيزة ، ومؤكداً على الاستمرار فى تنظيم ندوات التوعية تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بحماية العنصر البشري و استمرارية عجلة الإنتاج وأهمية تطبيق معايير السلامة والصحة المهنية فى كافة المنشآت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة العمل سلامتك تهمنا ثقافة السلامة والصحة المهنية بيئة العمل وزير العمل محمد جبران السلامة والصحة المهنیة بیئة العمل
إقرأ أيضاً:
الصمت العقابي.. سلاح يُهدد بيئة العمل
راشد الفزاري
في بيئات العمل يتوقع الموظفون أن تكون العلاقات مبنية على الاحترام والتقدير، وأن يكون التواصل هو الجسر الذي يربط بين الأفكار والإنجازات، لكن في بعض الأحيان يتسلل الصمت العقابي إلى المشهد، ليصبح أداة يستخدمها بعض المسؤولين لمُعاقبة موظفيهم بطريقة غير مباشرة، إنه ليس مجرد غياب للكلمات؛ بل هو تجاهل متعمد يولّد شعورًا بالاغتراب والقلق ويترك آثارًا نفسية قد تدوم طويلًا.
الصمت العقابي هو نوع من العقاب النفسي والسلوك السلبي الذي يمارسه البعض كوسيلة لإظهار القوة أو الانتقام دون مواجهة مباشرة، ويتجسد هذا الصمت في تجاهل الموظف عمدًا وكأنَّ وجوده لا قيمة له، ويتوقف المسؤول عن التواصل اللفظي مع الموظف سواء في الاجتماعات أو في المحادثات اليومية، مما يخلق شعورًا بالنبذ وعدم التقدير، وبعض المسؤولين يعتقدون خطأً أن هذا الأسلوب يُعزز هيبتهم، متجاهلين أنَّ الصمت العقابي ليس فقط تصرفًا غير مهني، بل هو انتهاك لكرامة الموظف وحقه في بيئة عمل صحية.
قد لا يدرك الموظف في البداية أنه ضحية للصمت العقابي، لكن سرعان ما تتضح الأعراض التي تتراوح بين الانقطاع المفاجئ عن التواصل لأيام أو أسابيع أو حتى أشهر، والتجاهل المتعمد في الاجتماعات واللقاءات والمغادرة دون إبلاغ الآخرين، بالإضافة إلى عدم الاستجابة لمحاولات الحوار والتواصل، وقد يتحدث المسؤول مع الآخرين بينما يتجاهل الموظف بشكل واضح مما يضاعف الإحساس بالإقصاء، وهذه السلوكيات تزرع الشك في النفس وتغذي الشعور بعدم الأمان الوظيفي، مما يترك الموظف في حالة من الإحباط والتوتر المستمر.
تلجأ بعض القيادات إلى الصمت العقابي كرد فعل على تصرفات لا تتماشى مع توقعاتهم، قد يكون السبب تأخر في أداء المهام أو مواجهة علنية لتوجيهات المسؤول أو خلافات شخصية، أو حتى مجرد نقص في مهارات التواصل لدى القائد، وفي بعض الأحيان يكون الصمت العقابي ناتجًا عن نقص في النضج العاطفي لدى المسؤول، حيث يستخدم التجاهل كأداة للسيطرة بدلاً من حل المشكلات بشكل حضاري، ومن المثير للقلق أن بعض المسؤولين لا يدركون أن هذا التصرف يكشف عن ضعف في القيادة ويعكس عدم قدرتهم على التعامل مع المواقف المهنية بطريقة راقية.
وقد يترك الصمت العقابي آثارًا نفسية عميقة قد تمتد لتشمل الجانب المهني والشخصي للموظف، ليشعر الموظف تدريجيًا بأنه غير مرئي وغير مهم، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في الثقة بالنفس وتراجع في الأداء، وفي بيئة العمل قد ينتقل الشعور بعدم الأمان إلى باقي الفريق، مما يخلق بيئة عمل سامة لا تشجع على الإبداع أو الابتكار، وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات الاستقالة والبحث عن أماكن عمل أكثر دعمًا وتقديرًا، والأسوأ من ذلك أن الموظف يبدأ في التشكيك في كفاءته المهنية، مما يزيد من الضغوط النفسية ويؤثر سلبًا على جودة الحياة.
نصيحتي إذا كنت ضحية للصمت العقابي، فإن الخطوة الأولى هي فهم مشاعرك وتحديد مدى تأثير السلوك عليك. هل هو سلوك متكرر؟ وهل يستهدفك بشكل خاص؟ بعد ذلك، حاول التواصل بحكمة مع المسؤول في وقت مناسب، واختر كلماتك بعناية، على سبيل المثال يمكنك أن تقول: "لاحظ أن التواصل بيننا قل في الفترة الأخيرة، وأود أن أفهم السبب حتى أتمكن من تحسين تفاعلي".
وإن لم تجد استجابة حاول استخدام وسائل تواصل بديلة، سواء عبر البريد الإلكتروني أو من خلال زملاء آخرين، ومن المهم أن تحافظ على هدوئك وثقتك بنفسك، وأن تستمر في أداء مهامك بمهنية رغم الصعوبات، ولا تسمح لهذا السلوك بأن يؤثر على صحتك النفسية أو يعوق تطويرك المهني، لذا ركّز على تعزيز مهاراتك واستثمر وقتك في التعلم والنمو وتذكر أن الصمت العقابي مشكلة تتعلق بالمُعاقِب وليس بالمُعاقَب.
وأخيرًا.. ينبغي على القادة أن يدركوا أن التواصل الفعّال هو الأساس لبناء فرق عمل قوية، وأن استخدام الصمت كسلاح عقابي لا يُعبِّر عن قوة الشخصية؛ بل عن ضعف في إدارة العلاقات الإنسانية، ومن الضروري أن تُبنى العلاقات المهنية على الاحترام المتبادل والشفافية، وأن يُستبدل الصمت العقابي بأسلوب حواري يهدف إلى حل المشكلات بطرق حضارية، وتذكر أن صوتك له قيمة، فلا تترك الصمت يُعبِّر عنك، وتأكد أن الحوار البنّاء هو السبيل لتعزيز بيئة عمل صحية ومُحفِّزة.