لا ينضوى الفنان الكبير حلمى التونى تحت لواء مدرسة فنية بعينها، لكنه يملك أسلوباً خاصاً ظهر جلياً فى أعماله الفنية وفى أغلفة الكتب العديدة التى صممها والتى بلغت ما يزيد على ثلاثة آلاف كتاب، حيث تمكن خلالها من التعبير عن الهوية المصرية بتنوعها وثرائها، وعبّر بخطه وألوانه عن التراكم الحضارى للشخصية المصرية.
كما ركز فى لوحاته على تقديم شخصيات من النساء بمكياج وطريقة خاصة ومتحررة فى تصفيف الشعر، مع ملامح تتماشى مع الوجوه المستديرة والنضرة، عبر عنها بألوان مبهجة وزاهية.
يتضح فى أعمال حلمى التونى أيضاً التأثر بالحضارة المصرية القديمة والفن القبطى، كما استلهم ملابسه وأيقوناته من الفن الشعبى إلى جانب توظيف الرمز، لذلك تحفل لوحاته بعناصر تحمل دلالات الخصوبة والحرية والحب، مثل الأسماك والشموع والطيور وغيرها، إلى جانب الاحتفاء برموز الإبداع فى أعماله، مثل أم كلثوم وطه حسين.
تجربة ممتدة وثرية عاشها الفنان الراحل حلمى التونى المولود فى عام 1934، أثرى خلالها أيضاً الفن الصحفى، وعمل بدار الهلال مشرفاً فنياً على المجلات، كما كان أول مدير فنى فى الصحافة المصرية كما عمل فى تصميم أغلفة الكتب والإخراج الصحفى لعدد من دور النشر حتى بلغ عدد أغلفة الكتب التى رسمها أكثر من ثلاثة آلاف كتاب.
اهتم «التونى» اهتماماً خاصاً بكتب الأطفال، حيث ألف وصور العديد من كتب وملصقات الأطفال والتى نُشرت بعدة لغات بواسطة المنظمات التابعة للأمم المتحدة، رسم أيضاً أغلفة الأديب نجيب محفوظ وأبدع أغلفة كتب مبدعين واعدين، حيث تفيض أعماله بالبهجة والعذوبة والحياة، يحكمه الحس الوطنى والانتماء إلى مصر.
نظم «التونى» وشارك فى عشرات المعارض والمناسبات الفنية، كما حصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية، منها جائزة اليونيسف عن ملصقة العام الدولى للطفل 1979، جائزة معرض بيروت الدولى للكتاب لمدة ثلاث سنوات متتالية 1977، 1978، 1979، وفاز بميدالية معرض «ليبزج الدولى لفن الكتاب» الذى يقام مرة كل ست سنوات، جائزة معرض «بولونيا» لكتب الأطفال 2002.
وبعد مشوار حافل بالإبداع والعطاء، ترجل أمس حلمى التونى الذى يعد فارساً من فرسان الهوية المصرية وأحد أهم الفنانين التشكيليين المصريين عن عمر يناهز 90 عاماً، لكن أعماله ستبقى ملهمة للأجيال من بعده.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حلمي التوني وزير الثقافة الفنانين التشكيليين وزارة الثقافة
إقرأ أيضاً:
السوداني:حصر السلاح بيد الدولة ليس المقصود منه حل الحشد الشعبي بل عدم امتلاك المواطن أي قطعة سلاح!
آخر تحديث: 15 ماي 2025 - 10:10 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال رئيس الوزراء الإطاري محمد السوداني في مقابلة متلفزة، إن “العراق أرض بكر لكل الاستثمارات ولا يخلو يوم من استقبال الشركات للاستثمار في العراق”، مبينًا أننا “قطعناً كبيراً بخفض نسب الفقر بالعراق”.وأضاف إن “العراق مستمر في دوره الريادي في المنطقة ويساهم في صياغة موقف عربي موحد في مختلف القضايا”، موضًحا أن “لا نريد أن تكون مواقفنا عبارة عن ردود أفعال فقط بل نريد أن ننتقل إلى الأفعال”.وتابع السوداني أن “العراق وسيط ((نزيه)) بين إيران والدول العربية، بحكم ما يمتلكه من علاقات طيبة واحترام لسيادة الدول”، مشيرًا الى أن “أمن سوريا جزء لا يتجزأ من أمننا القومي وما يحدث فيها شبيه لما حدث في العراق عام 2003 وهو مع اي مسار يؤمن بالحوار في المنطقة “.ولفت الى أن “عدم توصل إيران وامريكا إلى اتفاق سينعكس اثره على كل دول المنطقة”، مؤكدًا أن “مبدأ ثنائية السلاح لا يتطابق مع مفهوم الدولة ولدى الحكومة خارطة طريق لحصره بيدها”.وأكد ان ” حصر السلاح بيد الدولة ليس المقصود منه حل الحشد الشعبي أو دمجه بل المقصود منه عدم امتلاك المواطن أي قطعة سلاح “!!.