نقيب الفلاحين: المزارع أصبح مليونيرًا من أصحاب الأملاك بعدما كان فقيرًا ذليلاً
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
كتب- محمد نصار:
كشف حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن الرئيس السيسي هو صاحب الثورة الزراعية الحديثة في مصر، موضحا أن البلاد تعيبش عهد جديد.
وتابع خلال لقائه على قناة صدى البلد، أن التنمية باتت ترى على أرض الواقع.
وأكد أن الفلاح له حقوق وعليه واجبات يؤديها من أجل بلده، لافتا إلى أن الفلاح قبل 72 عاما كان فقيرا ذليلا أجيرا، واليوم أصبح مليونير من أصحاب الأملاك ورجل قادر ومعه كل شيء وتحول من النوم على الحصير إلى السرير وارتداء الحرير.
وأكد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن الفلاح يطالب الحكومة بحقوقه مثل الأسمدة التي تشهد أزمة كبيرة وارتفاع سعرها، مطالبا بخفض أسعار مستلزمات الإنتاج وعودة السماد لما كان عليه قبل الموسم الشتوي.
وأشار إلى أن السماد في السوق الحر يجب أن يكون سعره معقولا ويصل إلى 10 آلاف جنيه للطن، حتى يتمكن المزارع من تحقيق هامش ربح بدل من الخسارة التي يتعرض لها.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: بارالمبياد باريس 2024 حادث طابا هيكلة الثانوية العامة سعر الدولار إيران وإسرائيل أسعار الذهب الطقس زيادة البنزين والسولار التصالح في مخالفات البناء أكرم توفيق معبر رفح تنسيق الثانوية العامة 2024 سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان حسين أبو صدام نقيب الفلاحين
إقرأ أيضاً:
الزراعة القروية.. نبض الأرض وهمّ المزارع البسيط
صالح بن سعيد الحمداني
ضمن نقاشات بعض المهتمين بالشأن الزراعي، طُرحت فكرة تسليط الضوء على أهمية الزراعة القروية كمصدر غذائي استراتيجي، في ظل ما تحمله أرض هذا الوطن من خصوبة وإرث زراعي ضارب في القدم، ومن خلال ما طُرح من نقاط وما توفر من قراءة متواضعة، يمكننا أن نلخّص وجهة نظر حول هذا الموضوع المهم.
الزراعة القروية قديمًا وحديثًا تُعد حجر الأساس الذي يقوم عليه أمننا الغذائي، وكذلك تراثنا الحضاري، في خضم وسرعة وطفرة التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة. في حين أننا جميعًا تتجه أنظارنا إلى تلك المشاريع الزراعية الكبرى والتقنيات الحديثة التي تتبعها، يغيب عن ناظرنا في كثير من الأحيان صوت ذلك المزارع البسيط، الذي كان ولا يزال يحرث أرضه بيديه وعرقه على جبينه، ويستنبت الخير من أديمها، ليثبت أن الخير فيها أصيل رغم شح الموارد وتعدد التحديات.
الزراعة القروية تُعرف بالزراعة التقليدية أو الريفية، وهي تلك التي تُمارَس على سفوح الوديان، معتمدةً على طرق الري التقليدية كالأفلاج. كما إنها تعتمد بشكل أساسي على الجهد اليدوي للفلاح، حيث لا وجود للآلات الحديثة في معظم الأماكن الزراعية في القرى، وذلك يعود لطبيعة الأرض، وكذلك لمحدودية المساحة المزروعة لكل مزارع، وصعوبة التضاريس. فاليد العُمانية المزارعة والماهرة في استصلاح الأرض وزراعتها هي الأداة الأولى والأخيرة لتطور تلك الزراعة.
نجد أن الزراعة القروية جزء أصيل لا يمكن أن يتجزأ من هُوية المكان، وارتباطها بروح الإنسان العُماني، فهي ليست مجرد وسيلة لكسب الرزق والعيش، بل تمثل للإنسان مصدرًا غذائيًا مهمًا يُعزز الأمن الغذائي المحلي، كما إنها تُسهم في تقليل الاعتماد على الواردات، ولا سيما تلك المنتجات الموسمية كالرمان والعنب والمانجو والنخيل والخضراوات بأنواعها.
للزراعة دور حيوي تلعبه في جانب دعم السياحة الريفية، حيث يشكّل المشهد الزراعي عاملًا مهمًا وجاذبًا للزوار والسياح المهتمين بالتجربة الزراعية. فهناك كثير من البيوت الريفية القائمة في أماكن تُسحر الناظر، أو على ضفاف تلك الجداول المائية المنسابة من الأفلاج، تحكي لكل زائر قصة من قصص المكان والإنسان وأجيال تعاقبت وعاشت على هذه الأرض وأعطت وزرعت وباعت وساهمت في كثير من الإنجازات، فكانت الزراعة مصدر رزقها وكرامتها.
فعاليات ومواسم سياحية نُظّمت وتُنظّم تدل، وبشكل واضح، على التكامل والانسجام بين الزراعة والسياحة، حيث إن هذه الفعاليات توفر للمزارعين منصة لتسويق منتجاتهم، والتعريف بجودة المحصول وطرق إنتاجه التقليدية.
ورغم الجهود التي يبذلها المزارع البسيط، وبعض التسهيلات التي تقدمها الدولة له، وبعض الخطط الطموحة، إلا أن الزراعة القروية تواجه تحديات كبيرة في ذاتها ولدى المواطن والمزارع البسيط، نوجزها -حسب نظرة ذلك المزارع- فيما يلي:
الصعوبة في التوسّع بالمساحة الزراعية، حيث نجد، وبشكل كبير، أن المزارع القروية صغيرة المساحة، وبعضها قد لا يتجاوز نصف فدان، مما يحدّ من قدرة الفلاح على زيادة إنتاجه وتنويع محاصيله لتحقيق دخل مجزٍ. صعوبة تسويق المنتج، ويُعد من أبرز وأصعب التحديات؛ ويتمثل في صعوبة بيع المحصول، وذلك بسبب نظرة البعض إلى أن أسعار المزارعين مبالغ فيها، دون أن يأخذوا في الاعتبار محدودية الإنتاج، وحجم الجهد المبذول بدون استخدام معدات حديثة. المنتجات المستوردة، والتي تنافس المنتج المحلي رغم قلة جودتها أحيانًا، لكن بسعرها التنافسي تُغرق الأسواق، مما يُضعف قدرة المزارع على تسويق منتجاته، إضافةً إلى التكاليف العالية التي يتحملها مقابل الزراعة اليدوية. ضعف الإنتاج وعدم كفايته لدعم الصناعات المحلية، كمصانع العصائر والمربيات، وعدم إمكانية الاعتماد على المحاصيل القروية كمصدر رئيس، بسبب محدودية الكمية والتغليف والتعبئة. الظروف المناخية وتقلبات الطقس، مثل ارتفاع درجات الحرارة، وشح الأمطار، وانتشار الآفات، تؤثر سلبًا على كمية وجودة المحصول، في ظل افتقار المزارع في الغالب إلى أدوات الوقاية والعلاج. غياب الدعم الرسمي المتنوع، كالإرشاد الزراعي، والدعم المالي، وتسهيل إجراءات حفر الآبار، واستقدام القوى العاملة الزراعية، مع صعوبة الحصول على التصاريح، فضلًا عن ضعف التسويق الرسمي للمنتجات القروية. بعض الأنشطة السياحية غير المنظمة، والتي تتسبب أحيانًا بأضرار للمزارع، مثل قطف الثمار قبل أوانها، أو إتلاف المزروعات أثناء التجوال.إن المزارع البسيط يتطلع دائمًا إلى دعم مستدام يُسهّل له الصعاب ويُذلل له التحديات. فمن غير المنطقي أن نطالبه بالزراعة، ثم نُحمّله عبء التصنيع والتغليف والتسويق والبيع؛ فذلك يتطلب جهات مساندة، مثل: تعاونيات زراعية قوية، أو دعم حكومي حقيقي، أو شركات خاصة تتبنى فكرة الزراعة المستدامة. فالحل لا يكمن فقط في دعم الزراعة، بل في إنشاء منظومة متكاملة تبدأ من المزرعة وتنتهي في يد المستهلك.
الاكتفاء الذاتي ليس شعارًا نرفعه في المؤتمرات وننشره في الصحف، بل هو واقع يتم صناعته في السهول والوديان، على يد المزارع البسيط، الذي -ورغم كل التحديات- لا يزال يحمل على عاتقه همّ الأرض.
فلتكن هناك مبادرات حقيقية تدعم جهوده، وتحمي وتسوق إنتاجه ومحصوله، لأننا -وبكل يقين تام- نؤمن أن الزراعة القروية إرث حضاري وجذور ممتدة في تراب هذا الوطن، وليست فقط مصدرًا للغذاء.
رابط مختصر