يمن مونيتور/ تعز/ خاص:

قالت مصادر لـ”يمن مونيتور” إن الوفيات في مدرسة غربي مدينة تعز وسط اليمن ليست بسبب قصف مباشر من المقاتلات الأمريكية.

وأضافت المصادر وشهود العيان أن فتاتين على الأقل قتلتا وأصيبت 9 أخريات بسبب تدافع الطالبات عقب قصف المقاتلات موقع عسكري للحوثيين في محيط مدرسة عائشة للبنات في الجند بمديرية التعزية في محافظة تعز

وأشارت المصادر إلى أن طالبات المدرسة شعرن بالهلع وفررن من الفصول الدراسية نحو السلالم ما أدى إلى التدافع.

والطالبتين اللتين توفيتا هما حماس عبدالله عبدالسلام في الصف السابع، وشجا أحمد دحان بالصف الخامس. وجرى نقل المصابات إلى اثنين من المستشفيات القريبة.

من جانبها، قالت جماعة الحوثي، إن قصف نسبته للولايات المتحدة وبريطانيا على مدرسة في محافظة تعز، أدى إلى مقتل طالبتين وجرح خمس أخريات.

في المقابل، أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، فجر اليوم، أنها نجحت في تدمير منظومتين صاروخيتين تابعتين لجماعة الحوثي، ومركبة دعم في مناطق سيطرتها (لم يذكرها)، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأضافت سنتكوم، في بيان على منصة إكس، أنها دمرت كذلك طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين في منطقة البحر الأحمر.

وقالت إن هذه الأنظمة كانت تمثل تهديدا وشيكا للولايات المتحدة وقوات التحالف (حارس الازدهار) والسفن التجارية في المنطقة.

وكان الحوثيون، قد أعلنوا في وقت سابق، أنهم نجحوا في إسقاط طائرة أميركية من طراز “إم كيو 9” في محافظة صعدة شمالي اليمن، مشيرين إلى أنها الثانية خلال 72 ساعة.

 

يمن مونيتور10 سبتمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام المحكمة الجزائية في تعز تبدأ أولى جلساتها بعد صدور قرار إنشائها في ذكرى تأسيسه.. "الإصلاح اليمني" يؤكد على الشراكة الجمهورية في إطار وطني جامع مقالات ذات صلة في ذكرى تأسيسه.. “الإصلاح اليمني” يؤكد على الشراكة الجمهورية في إطار وطني جامع 10 سبتمبر، 2024 المحكمة الجزائية في تعز تبدأ أولى جلساتها بعد صدور قرار إنشائها 10 سبتمبر، 2024 تقرير حقوقي يوثق مقتل أكثر من ألفي مزارعاً منذ بدء الحرب باليمن 10 سبتمبر، 2024 اتهامات لرئيس الوزراء اليمني برفض تسليم رواتب قوات الجيش وعلاج جرحاه 10 سبتمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية اتهامات لرئيس الوزراء اليمني برفض تسليم رواتب قوات الجيش وعلاج جرحاه 10 سبتمبر، 2024 الأخبار الرئيسية في ذكرى تأسيسه.. “الإصلاح اليمني” يؤكد على الشراكة الجمهورية في إطار وطني جامع 10 سبتمبر، 2024 رواية أخرى للغارة الأمريكية على مدرسة للبنات في تعز 10 سبتمبر، 2024 المحكمة الجزائية في تعز تبدأ أولى جلساتها بعد صدور قرار إنشائها 10 سبتمبر، 2024 تقرير حقوقي يوثق مقتل أكثر من ألفي مزارعاً منذ بدء الحرب باليمن 10 سبتمبر، 2024 اتهامات لرئيس الوزراء اليمني برفض تسليم رواتب قوات الجيش وعلاج جرحاه 10 سبتمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك في ذكرى تأسيسه.. “الإصلاح اليمني” يؤكد على الشراكة الجمهورية في إطار وطني جامع 10 سبتمبر، 2024 تقرير حقوقي يوثق مقتل أكثر من ألفي مزارعاً منذ بدء الحرب باليمن 10 سبتمبر، 2024 اتهامات لرئيس الوزراء اليمني برفض تسليم رواتب قوات الجيش وعلاج جرحاه 10 سبتمبر، 2024 “المولد النبوي في مناطق الحوثيين”.. إتاوات وتوظيف سياسي للطائفية بصورة دخيلة على اليمنيين 10 سبتمبر، 2024 قانون حوثي جديد يلغي نقابة المحامين ويقلص صلاحيات مجلس القضاء الأعلى 10 سبتمبر، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 22 ℃ 22º - 22º 28% 3.48 كيلومتر/ساعة 22℃ الثلاثاء 27℃ الأربعاء 27℃ الخميس 27℃ الجمعة 27℃ السبت تصفح إيضاً في ذكرى تأسيسه.. “الإصلاح اليمني” يؤكد على الشراكة الجمهورية في إطار وطني جامع 10 سبتمبر، 2024 رواية أخرى للغارة الأمريكية على مدرسة للبنات في تعز 10 سبتمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 27٬812 غير مصنف 24٬180 الأخبار الرئيسية 14٬500 اخترنا لكم 6٬976 عربي ودولي 6٬790 غزة 6 رياضة 2٬303 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬220 كتابات خاصة 2٬058 منوعات 1٬978 مجتمع 1٬828 تراجم وتحليلات 1٬744 ترجمة خاصة 33 تحليل 10 تقارير 1٬584 آراء ومواقف 1٬504 صحافة 1٬475 ميديا 1٬380 حقوق وحريات 1٬302 فكر وثقافة 885 تفاعل 811 فنون 474 الأرصاد 293 بورتريه 63 صورة وخبر 35 كاريكاتير 32 حصري 21 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات SALEH

تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...

محمد عبدالله هزاع

يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...

.

نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...

issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

عبدالجبارعلي عمر بالطيف

أريد تفسير للمقطع من اغنيه شل صوتك وأحكم المغنى ماذا يقصد ون...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الإصلاح الیمنی فی ذکرى تأسیسه فی محافظة

إقرأ أيضاً:

قصة رواية بلغت العشرين

فيما كنت منشغلا بكتابة روايتيّ الرابعة والخامسة، تحولت غرفة مكتبي من حولي على نحو غامض إلى دغل منزلي صغير. فأينما نظرت إذا بي أمام جبال متربة من الصفحات المكتوبة، وأبراج متداعية من الملفات.

غير أنني، في ربيع عام 2001، بدأت العمل على روايتي الجديدة بطاقة متجددة، وقد أعدت تجديد الغرفة بالكامل وفقا لمواصفاتي الدقيقة. فباتت لدي أرفف حسنة الترتيب، بالغة حتى السقف، وبات لديّ ما أردته لسنين، أعني مسطحين للكتابة يلتقيان في زاوية قائمة. بدا مكتبي أصغر مما كان عليه من قبل (وطالما راقت لي الكتابة في الغرف الصغيرة، موليا ظهري للإطلالة)، لكنني سررت به سرورا طاغيا. وقد أقول لمن يبالي بالسؤال إن الأمر أشبه بمن يأوي إلى مقصورة في قطار نوم فاخر من قطارات الماضي البعيد، فلم يكن عليَّ من جهد إلا أن أدير مقعدي لأجد بين يديّ ما أحتاج إليه.

وكان من الأشياء الواقعة في نطاق يدي بسهولة صندوق ملفات على الرف الواقع إلى يساري مكتوب عليه «رواية الطلبة»، وفيه ملاحظات مكتوبة بخط اليد، ومخططات عنكبوتية، وبعض الصفحات المطبوعة من محاولتين سابقتين - إحداهما في عام 1990 والأخرى في عام 1995 - لكتابة الرواية التي ستصبح في ما بعد «لا تدعني أرحل أبدا». وفي كلتا المرتين هجرت المشروع ومضيت لأكتب رواية لا علاقة لها ألبتة.

لا أقول إنني كنت كثيرا ما أرغب في إنزال الملف، فقد كنت أعرف ما فيه. ولم يكن لـ«طلبة» روايتي جامعة تقع على مقربة منهم في أي جهة، ولا كانوا يشبهون الشخصيات التي قد نصادفها في «التاريخ السري» مثلا أو «الروايات الجامعية» لمالكوم برادبيري وديفيد لودج. والأهم أنني كنت أعرف أنهم سوف يشتركون في مصير غريب من شأنه أن يقصف أعمارهم، ولكنه سوف يجعلهم أيضا يشعرون أنهم شديدو التميز، بل أنهم أرقى ممن عداهم.

ولكن أي مصير هو هذا «المصير الغريب»، وأي بُعد ذلك القادر على أن يمنح روايتي طابعها الفريد؟

ظلت الإجابة تراوغني طوال العقد السابق. خايلتني أفكار تتعلق بفيروس، أو بالتعرض لمواد نووية. بل إنني حلمت بواقعة سريالية لشاب يسافر متطفلا، في آخر الليل، على طريق سريع غارق في الضباب، يرفضه رتل مركبات ثم يجد نفسه في مقطورة تحمل صواريخ نووية في الريف الإنجليزي.

وبرغم هذه الزخارف، ظللت غير راض. وظلت كل حيلة أتوصل إليها تبدو أشد «مأساوية» مما ينبغي أو أشد ميلودرامية، أو تبدو ببساطة فكرة سخيفة. لم يتفتق ذهني عن شيء يضاهي ما تحتاج إليه الرواية التي شعرت أني أكاد أراها أمام عيني في ضباب خيالي.

لكنني، في عام 2001، رجعت إلى المشروع، وقد بت أشعر أن شيئا مهما تغير، ولم يكن ذلك الشيء غرفة مكتبي وحسب.

**

نشأت، قارئا وكاتبا، تحت تأثير برامج الأدب الجامعية في سبعينيات القرن العشرين والمشهد الروائي في لندن الثمانينيات. كانت فترة مثيرة لطموح أدبي كبير، سمتها الانفتاح على التيارات العالمية وما بعد الكولونيالية. لكنها أيضا كانت معادية، وفي أفضل الحالات متعالية على الأعمال التي يبدو فيها مظهر لاستلهامها من الأدب النوعي «الشعبي». بدا الخيال العلمي بصفة خاصة ملطخا بوصمة غامضة، فاقتصرت ممارسته إبداعا أو نشرا على عالمه الثقافي المغلق. وبناء على هذا، وشأن أندادي، كنت أنأى بنفسي دائما عن الخيال العلمي، موقنا أنه يفتقر إلى أي طرح يمكن أن يكون ذا صلة بطموحاتي الفنية.

ثم لاحظت في التسعينيات، متأخرا، أنني لم أعد «كاتبا شابا»، وأن جيلا جديدا، مثيرا للاهتمام ومتميزا، يظهر في بريطانيا، وهم في العادة يصغرونني بنحو خمسة عشر عاما. قرأت لبعض أولئك الكتاب فأعجبوني على بعد. وبعضهم صاروا أصدقاء.

على سبيل المثال، ألكس جارلاند (الذي كان آنذاك قد نشر حديثا رواية «الشاطئ») فبدأت وإياه نمطا -لا يزال مستمرا إلى اليوم- يقوم على اللقاء للتسكع وتناول غداء غير رسمي في مقاهي شمال لندن، وسرعان ما لاحظت أنه يستشهد دونما وعي أو تكلف بكتَّاب من أمثال جيه جي بالارد وأورسولا كيه لوجوين وجون ويندم. وكان ألكس هو الذي وضع لي قائمة بأهم الروايات المصورة التي ينبغي أن أقرأها، فعرّفني بأعمال شخصيات مهمة من أمثال آلان مور وجرانت موريسن. وكان ألكس يكتب آنذاك سيناريو فيلم سيصبح في 2002 من كلاسيكيات أفلام دستوبيا الزومبي وهو «بعد ثمانية وعشرين يوما». أطلعني على نسخة مبكرة منه وأصغيت في افتتان إليه وهو يناقش إيجابيات وسلبيات مسارات التقدم المختلفة.

وفي خريف عام 2000، خلال جولة ترويج كتب في الولايات المتحدة من المحيط إلى المحيط، تقاطع مسار رحلتي ثلاث مرات مع مسار رحلة كاتب إنجليزي شاب كان يروج روايته الأولى، وعنوان الرواية هو «بقلم كاتب شبح» والكاتب كان دفييد ميتشل، وكلاهما في ذلك الوقت كان مجهولا لدي. كنا نجد نفسينا جالسين في آخر الليل في أبهاء فنادق في منطقة الغرب الأوسط الأمريكية، شاعرين بالبرد القارس بعد فعالياتنا، متنافسين في اختيار الألحان ليعزفها لنا عازفو البيانو.

وبجانب الثرثرة عن ديكنز ودوستويفسكي، لاحظت أنه يذكر أورسولا كيه لوجوين وروزماري ساتكليف، وفيلم ماتريكس الحديث، وإتش بي لافكرافت، وقصص الأشباح القديمة المبتذلة، والأدب الفنتازي. ولما رجعت إلى الوطن قرأت «بقلم كاتب شبح» وأدركت أنني كنت أتواصل مع موهبة وحشية (وذلك تقدير شاع تماما حينما نشر «أطلس السحابة» بعد ثلاث سنوات).

زادت معرفتي بأولئك الزملاء الشبان فأثارتني وحررتني. فتحوا لي نوافذ لم أفكر في فتحها من قبل. لم يعلموني فقط ثقافة أوسع وأشد حيوية، بل لقد منحوا خيالي آفاقا جديدة.

ربما كانت عوامل آخرى من حولي آنذاك: النعجة دولي، وهي أول حيوان ثديي مستنسخ في التاريخ، وقد تصدرت الصحف في عام 1997، وتأليف روايتي السابقتين «من لا عزاء لهم» و«حين كنا يتامى» الذي لعله جعلني أرسخ قدما إذ أنحرف عن «الواقع» اليومي. وعلى أي حال، جاءت محاولتي الثالثة لـ«رواية الطلبة» مختلفة عن السابقتين.

بل إني مررت بلحظة «إلهام» كلحظة أرشميدس برغم أنني كنت تحت الدوش لا في الحوض. شعرت فجأة أني أرى أمام عيني القصة كاملة. مرقت بعقلي صور، ومشاهد مكثفة. والغريب أنني لم أشعر بالزهو أو حتى بإثارة خاصة. فكل ما أتذكره اليوم لا يعدو إحساسا بالارتياح إلى أن قطعة ناقصة قد استقرت أخيرا في موضعها، مصحوبا بشعور بالغم، مخلوطا مع ما يشبه الغثيان.

شرعت في الأمر بتجربة ثلاثة أصوات مختلفة للراوي، جاعلا كلا منهما يسرد الحدث نفسه في بضع صفحات. ولما أطلعت لورنا، زوجتي، على الأمثلة الثلاثة اختارت أحدها بلا تردد، وتوافق اختيارها مع اختياري.

عملت بعد ذلك بسرعة كبيرة، وفقا لمعاييري، في غرفة مكتبي المجددة، فانتهيت من المسوّدة الأولى (وإن في نثر أهوج شنيع) في غضون ثلاثة أشهر. ثم عملت على الرواية لسنتين تاليتين، متخليا عن قرابة ثمانين صفحة في نهايتها، ومعيدا بعض المقطاع مرارا وتكرارا.

**

في السنين العشرين المنصرمة منذ نشرها سنة 2005، أصبحت رواية «لا تدعني أرحل أبدا» أكثر أعمالي قراءة. (ومن حيث المبيعات الصرفة تجاوزت بسرعة رواية «بقايا اليوم» برغم أسبقية هذه عليها بستة عشر عاما، وفوزها بالبوكر، وفيلم جيمس أيفوري الشهير). لقيت الرواية دراسات واسعة في المدارس والجامعات، وترجمت إلى أكثر من خمسين لغة. وتحولت إلى فيلم (من بطولة كاري موليجان، وكيرا نايتلي، وأندرو جارفيلد في أدوار كاثي وروث وتومي، وسيناريو رائع، طبعا، لألكس جارلاند)، وعرض مسرحي في اليابان من إخراج العظيم يوكيو نيناجاوا، ومسلسل تليفزيوني ياباني من عشر حلقات من بطولة هاروكا أياسي، وتحولت حديثا جدا إلى عرض مسرحي بريطاني كتبته سوزانا هيثكوت.

يعني هذا أن قوبلت على مدار السنين بأسئلة عن الرواية، لا في نطاق القراء وحسب، وإنما من كتّاب ومخرجين وممثلين يكافحون مع مهمة تحويل هذه القصة إلى وسيط جديد. واليوم إذ أتأمل هذه الأسئلة، يخطر لي أن غالبية هذه الأسئلة يمكن إدراجها في فئتين عريضتين اثنتين.

فد توجز الأولى في هذا السؤال: في ضوء المصير الرهيب المخيم على أولئك الشباب، لماذا لم يهربوا، أو يظهروا على الأقل بعض بوادر التمرد؟

أما المجموعة الثانية من الأسئلة الأكثر طرحا فيصعب تحديدها بعض الشيء، لكنها تصفو جوهريا إلى هذا السؤال: هل هذه رواية مقبضة محزنة، أم رواية إيجابية محفزة؟

لا أعتزم أن أحاول إجابة أي من السؤالين، من ناحية لأنني لا أريد أن أحرق الرواية في المقدمة، وايضا لأنني أشعر بالرضا، بل وبالفخر، إذ تثير هذه الرواية مثل هذه الأسئلة في عقول قرائها. غير أني أقدم التأمل التالي، فقد يكون أوضح معنى بعد إنهائكم قراءة الرواية.

يبدو لي أن هذه الأسئلة الأكثر طرحا عن «لا تدعني أرحل أبدا» تنشأ بسبب التوترات المتعلقة بهويتها الاستعارية. فهل هذه الرواية هي بمنزلة استعارة لأنظمة بشرية الصنع شريرة موجودة اليوم بالفعل -أو هي موشكة على الوجود- نتيجة ابتكارات جامحة في العلم والتكنولوجيا؟ أم هل تطرح الرواية بدلا من ذلك استعارة للظرف البشري الإنساني، والحدود اللازمة لعمرنا الطبيعي، وحتمية الشيخوخة، والمرض، والموت، والاستراتيجيات العديدة التي نتبناها لنضفي على حياتنا معنى ولنملأ بالسعادة الوقت الممنوح لنا؟

قد يكون من قوة هذه الرواية وضعفها في الآن نفسه أنها راغبة غالبا في أن تكون كلا الشيئين المطروحين عاليه في الوقت نفسه، بما يضع بعض عناصر القصة في صراع.

*

أخيرا، دعوني أكتب كلمات عن عنوان الرواية، أي «لا تدعني أرحل أبدا» وهو عنوان أغنية شاعت في الخمسينيات لـ(نات كينج كول)، وهي من تأليف راي إيفانز. ولم أكن أعرفها عند كتابة الرواية. وتصادف أن رأيت العنوان مكتوبا على غلاف شريط جاز ـ هو شريط (وحيدا) لعازف البيانو بيل إيفانز، فانجذبت إليه على الفور.

بعيدا عن بلاغته البسيطة، كان ما أذهلني في هذا العنوان هو استحالة المطلوب أصلا. فالأقرب منه للمنطق هو «من فضلك عانقني طويلا». ولكن من يناشد قائلا: «لا تدعني أرحل أبدا»، لا يطلب المستحيل وحسب، فهو يعلم ولا بد، حتى وهو يطلب، أنه يطلب شيئا يفوق قدرة أي شخص على العطاء. ولهذا وجدت تلك الكلمات شديدة التأثير، وأردت أن أدمج حزنها في صميم روايتي. لأنه يحدث لنا نحن البشر في بعض الأحيان أن نرغب، من أعماق أرواحنا، في شيء نعلم علم اليقين أنه بعيد المنال على أي شخص.

على مدار السنين، بت أدرك أن هذه الأرض، هذه الأرض المشاع القائمة بين ما نتوق إليه أشد التوق وبين ما نعلم أنه حدود المحال، هي الأرض الأحب إليّ بوصفي كاتبا.

• هذه هي مقدمة طبعة الذكرى العشرين لصدور الرواية، وقد نشرت هذه المقدمة في يونيو 2025 بموقع (ليت هب)

• ولد الكاتب كازو إيشيجورو في نجازاكي باليابان سنة 1954 وانتقل إلى بريطانيا طفلا في الخامسة من العمر. حصل على جوائز عديدة منها نوبل في الأدب.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 9 ملايين ثلاجة وسيارة لكل 38 ثانية.. قفزة هائلة في إنتاج تركيا الصناعي
  • الخارجية الأمريكية تمول غزة بـ30 مليون دولار وتدعو دولاً أخرى للمساهمة
  • الدرعية تدخل قائمة أكثر 100 شركة تأثيرًا في العالم خلال 2025م لمجلة تايم الأمريكية
  • أكثر الدول إنفاقا على الأسلحة النووية في العام 2024 (إنفوغراف)
  • شباب قسنطينة يحتفل بذكرى تأسيسه الـ127
  • إسرائيل تقتل أكثر من 16 ألف طالب بغزة والضفة منذ بدء الإبادة
  • استشهاد أكثر من 16 ألف طالب بغزة والضفة منذ بدء الإبادة
  • قصة رواية بلغت العشرين
  • العدوان يقتل أكثر من 16 ألف طالب بغزة والضفة منذ بدء الإبادة
  • بوتين يوافق على سداد مصر لقروضها بالروبل