شراكة بين COP28 و”كورسيرا” لتوسيع نطاق الثقافة المناخية بين شباب العالم
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أعلنت رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 عن شراكتها مع “كورسيرا”، إحدى أكبر منصات التعليم عبر الإنترنت في العالم، من أجل توفير 5000 رخصة مجانية لبرنامج مُعد خصيصاً من دورات تدريبية عبر الإنترنت وبرامج الشهادات المتعلقة بالمناخ.
وتم الكشف عن هذه الشراكة، بمناسبة اليوم العالمي للشباب، والتي جاءت تماشياً مع رؤية وتوجيهات القيادة في دولة الإمارات بتمكين الشباب، والتزام رئاسة COP28 باحتواء الجميع بوصفه ركيزة أساسية من ركائز خطة عمل المؤتمر.
وتستهدف الشراكة مع “كورسيرا” إتاحة فرص التعليم وبناء القدرات أمام الشباب لتمكينهم من المساهمة الفعالة في عمليات صنع القرار المناخي.
يضم البرنامج أكثر من 100 دورة تغطي مجموعة من الموضوعات الأساسية لزيادة الوعي ومحو الأمية المناخية والبيئية عبر ركائز التخفيف، والتكيف، والتمويل، والخسائر والأضرار.
وسيتم تسهيل توزيع هذه الرخص من خلال مجموعات المنظمات غير الحكومية التي تحمل صفة مراقِب معتمَد من قبل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وشبكة المناخ الجامعية التي تضم 24 جامعة ومؤسسة للتعليم العالي في دولة الإمارات، ومختلف مجموعات الناشطين الشباب.
وقالت معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، رائدة المناخ للشباب في مؤتمر الأطراف COP28:” يرتكز العمل من أجل المناخ على مستوى وعي الأجيال الشابة بأهميتها، وهم الأقدر على ابتكار الحلول وصناعة الفرص للحد من تبعات التغير المناخي ودعم جهود حماية الكوكب. ونحن في دولة الإمارات وبتوجيه من قيادتنا الرشيدة حريصون على أن تكون النسخة القادمة من مؤتمر COP28 الأكثر شمولية للمجتمع والأكثر إشراكاً وإلهاماً للشباب الراغبين برد الجميل لمجتمعاتهم وأرضهم. شراكتنا مع كورسيرا اليوم هي جزء من التزامنا ببناء قدرات وتعزيز مهارات ورفع وعي الأجيال الشابة وزيادة إسهاماتهم في العمل المناخي سواء كان على مستوى ممارسات فردية أو من خلال العمل الجماعي والمؤسسي.”
من جهته قال جيف ماجيونكالدا، الرئيس التنفيذي لشركة “كورسيرا”: “نتشرف بالشراكة مع COP28 للمشاركة ضمن مساعي مكافحة تغير المناخ، حيث نهدف من خلال التثقيف والتعليم إلى تعريف آلاف الشباب بقضايا المناخ، وتمكينهم للإسهام في وضع حلول ملموسة ومستدامة، وتعكس هذه الشراكة التزامنا برفع الوعي المناخي للجميع، ورعاية جيل يقودنا نحو مستقبل مستدام”.
كانت رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف COP28 قد استحدثت دور “رائد المناخ للشباب”، سعياً إلى وضع إطار مؤسسي دائم لمشاركة الشباب والتعبير عن آرائهم في العملية التفاوضية لمؤتمر الأطراف، مع حشد المدخلات اللازمة لإقرار سياسات تخدم الشباب وتقود إلى نتائج واقعية ملموسة.
وضِمْنَ برنامج الموضوعات المتخصصة لـ COP28 الذي يمتد أسبوعين، تم تخصيص يوم 8 ديسمبر لـ “الشباب والأطفال والتعليم والمهارات”، والذي سيسلِّط الضوء على ضرورة تمكين الأطفال والشباب من خلال فرص واضحة ومحددة وميسرة ليكونوا جزءاً من الحلول المناخية المقترحة على كافة المستويات.
تستند استراتيجية رائدة المناخ للشباب لدعم مشاركة الشباب في العمل المناخي إلى أربع ركائز، وهي: تعزيز مشاركة الشباب، واحتوائهم وتمثيلهم ضمن عمليات المفاوضات الخاصة بتغير المناخ، وتمكينهم من المساهمة في صنع القرار من خلال إتاحة فرص التوعية والتثقيف، وإيصال أفكارهم ومقترحاتهم، وتحفيز القيام بمزيد من العمل المناخي تحت قيادة الشباب.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
من الحرارة الشديدة إلى تدهور الصحة النفسية.. كيف يؤثر تغيّر المناخ في بيئة العمل؟
أكثر من مليار عامل يتعرضون لموجات حرّ شديدة، فيما يعاني نحو ثلثهم آثارًا صحية سلبية.
مكان العمل يتحول بسرعة إلى الضحية التالية غير المتوقعة لتغير المناخ، إذ تهدد درجات الحرارة المرتفعة ملايين العاملين.
أحكمت الأحوال الجوية المتطرفة قبضتها القاتلة على أوروبا هذا الصيف، إذ غذّت درجات حرارة قياسية حرائق غابات غير مسبوقة وجفافا شديدا في أنحاء القارة.
وخلص علماء بارزون ومتخصصون في علم الأوبئة إلى أن تغير المناخ مسؤول عن مضاعفة عدد الوفيات الناجمة عن موجات الحر في أوروبا ثلاث مرات، ما أدى إلى 16,500 وفاة إضافية.
الحرارة الشديدة هي "عنف في مكان العمل"من بين نحو 24,400 وفيات مرتبطة بموجات الحر سُجلت في أوروبا هذا الصيف، كانت وفاة مونتسي أغويلار هي التي استحوذت على اهتمام العالم.
عاملة نظافة شوارع تبلغ من العمر 51 عاما انهارت في شوارع برشلونة في يونيو بعدما أدّت وردية منهكة تحت حرارة بلغت 35 درجة، فيما كانت المدينة تحت حالة تأهب قصوى.
أشعلت وفاة أغويلار احتجاجات محلية، إذ سار مئات من زملائها عمّال النظافة ومواطنين قلقين في وسط برشلونة حاملين لافتات كُتب عليها: "الحرارة الشديدة هي أيضا عنف في مكان العمل".
حتى قبل المسيرة، أصدر مجلس مدينة برشلونة قواعد جديدة تُلزم الشركات الأربع المتعاقدة على تنظيف شوارعها.
ويشمل ذلك تزويد العمال بزي مصنوع من مواد قابلة للتهوية، إلى جانب قبعة وكريم واق من الشمس، واعتماد فترات استراحة لشرب الماء كل ساعة. وسيُعلّق عمل التنظيف في المدينة عندما تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة.
مخاطر أساسية تهدد مكان العملخلص تقرير جديد صادر عن "International SOS" إلى أن موجات الحر الشديدة المدفوعة بتغير المناخ تُعد من المخاطر الأساسية التي تهدد مكان العمل.
ويستشهد بدراسة حديثة صادرة عن "The Lancet Countdown"، وجدت أن نحو نصف سكان العالم وأكثر من مليار عامل يتعرضون لموجات حر مرتفعة، وأن نحو ثلث جميع العمال المعرضين يعانون آثارا صحية سلبية.
ويجادل التقرير بأن قياس درجة الحرارة المحيطة (وهو يستبعد عوامل مثل الرياح والرطوبة التي قد تجعل الإحساس بالحرارة أعلى بكثير مما هو فعليا) لم يعد وسيلة كافية لتقييم المخاطر التي تواجه القوى العاملة. ويتوقع أن تُوضع مزيد من لوائح مكان العمل في المستقبل.
Related سحب دراسة حول التكلفة الكارثية لتغيّر المناخ.. لكن الأرقام المُعدَّلة ما تزال مثيرة للقلقالتغير المناخي يفاقم أزمة النبيذ في فرنسا.. فهل ينجح اقتلاع الكروم في إنقاذ القطاع؟"لن يستطيع أصحاب العمل الاعتماد على درجات حرارة الهواء وحدها لإرشادهم إلى توقيت تعديل أنشطة العمل"، يضيف التقرير.
"يجب أن تكون لديهم سياسات للتعامل مع الحرارة الشديدة وإجراءات مرافقة تمتثل لهذه اللوائح المتطورة".
غير أن التعديلات في بيئة العمل قد تكشف عن مجموعة خاصة بها من تحديات السلامة. فعلى سبيل المثال، قد يساعد العمل الليلي تحت الإضاءة في قطاعات مثل الزراعة العمال على تجنب الحرارة الشديدة، لكن انخفاض الرؤية والوهج الناتج عن الأضواء قد يصبحان خطيرين.
الحرارة الشديدة تؤثر في إنتاجية العمالحتى عندما لا تُهدد الحياة، يمكن لارتفاع درجات الحرارة أن يكون له أثر كبير على الموظفين.
وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، إنتاجية العمال تنخفض بمقدار اثنين إلى ثلاثة في المئة لكل درجة فوق 20 درجة.
وتحذر من أنه للحفاظ على وردية عمل من ثماني ساعات، ينبغي ألا تتجاوز حرارة الجسم، التي تتراوح عادة بين 36.5 درجة و37.5 درجة، 38 درجة.
وتضيف المنظمة: "إن الاضطرابات المحتملة في الإنتاجية تؤثر في ملايين الأشخاص في القطاعات الأكثر عرضة للحرارة مثل الزراعة والبناء، كما أنها تقوّض الإنتاج الأولي والتجارة، وتخلق آثارا ارتدادية كبيرة على الاقتصاد".
ويحذر الباحثون من أن هذا التراجع في عرض اليد العاملة والإنتاجية مرشح للتفاقم مع تغير المناخ في المستقبل في معظم أنحاء العالم، لكنه سيؤثر على نحو غير متناسب في البلدان منخفضة الدخل، حيث يُتوقع أن تكون آثار العمل مرتفعة.
تغير المناخ وتأثيره في الصحة النفسية للعاملينورغم أن الصلة بين الصحة النفسية وأزمة المناخ باتت راسخة، فإن ما يُعرف عن العلاقة بين الصحة النفسية وسلوكيات مكان العمل ضمن سياق بيئي لا يزال محدودا.
غير أن دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة Occupational Medicine تشير إلى أن التأثير النفسي للأحداث المتطرفة قد يؤدي إلى زيادة التوتر الوظيفي وارتفاع نوايا ترك العمل وعدائية في مكان العمل.
وتقول الدراسة: "قد يعيق الضغط النفسي المرتبط بالأحوال الجوية المتطرفة أيضا القدرة على اتخاذ قرارات أساسية تتعلق بالعمل، وبالنسبة لمن يعملون في القطاع البيئي، قد تؤدي المخاوف المناخية إلى الإفراط في الالتزام بالعمل".
وتخلص إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف كيفية دعم الموظفين وتعزيز القدرة على الصمود في ظل التهديد المتزايد لتغير المناخ.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة