موقع 24:
2025-06-01@09:40:46 GMT

صَوْمَلة غزَّة.. لِصَالح من؟

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

صَوْمَلة غزَّة.. لِصَالح من؟


في مؤتمر صحفي على الجانب المصري من معبر رفح، حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن "تتحول غزة إلى مقديشو أو هايتي بلا أمن وبلا نظام".. كان ذلك الاثنين الماضي (9 سبتمبر الجاري)، أي بعد أن دخلت حرب الإبادة في غزة شهرها الثاني عشر.
العبارة القائلة "تحول غزة إلى مقديشو" متداولة على نطاق واسع منذ الأيام الأولى للحرب الجارية في غزة، ولكنها تعمقت أكثر مع الأيام، نتيجة الدمار والخراب والقتل المتواصل.

. العبارة بدأت بتحذير أمريكي مبكر لإسرائيل ـ بعد أن دخلت الحرب شهرها الخامس ـ من "فوضى قد تحوّل القطاع إلى مقديشو جديدة"، نتيجة انتشار الفوضى والجوع بسبب منع إسرائيل قوافلَ المساعدات من الوصول إلى القطاع المحاصر، واستهداف الشرطة المسؤولة عن تأمين مرورها.
غير أن التحذير الأمريكي ـ والذي كان أقرب إلى النصيحة والرجاء ـ لم تأخذ به إسرائيل، بل أنها ذهبت إلى توسيع نطاق الحرب من خلال إطلاق النار على طالبي المساعدات، وقتل المئات، الأمر دفع مراسل أكسيوس السياسي باراك رافيد إلى القول: "كانت إدارة بايدن تحذّر إسرائيل، منذ أسابيع، من أن غزة تتحول إلى مقديشو. وما حدث اليوم، يظهر أنها بالفعل صارت كذلك".
ثم انتقل الأمر في الخطاب الإعلامي العالمي، إلى إقرار بـ" صوملة غزة"، في محاولة لاستحضار ماضي مدينة مقديشو، وهي تجربة أليمة بالنسبة لأهلها، وللبشرية أيضا بما فيها القوى الاستعمارية التي أسهمت في إذكاء الحرب هناك، كونها تحولت إلى واحدة من أخطر المدن في العالم، وكان من الضروري التفكير في النهايات التي ستؤول إليها غزة، وربما لهذا السبب، حذّر توماس فريدمان من أن مسار الحرب يهدد بخلق واحدٍ من سيناريوهين في غزة: "حكم ضعيف لحماس أو أرض عصابات شبيهة بالصومال على البحر الأبيض المتوسط".
إسرائيل، كما هو واضح، ترفض وجود حماس في غزة، حتى لو كانت مدنية ومسالمة، بل إنها بهجومها المتواصل على الضفة الغربية، لا تريد" "وجود السلطة الوطنية الفلسطينية"، أي أنها تتراجع على كل الاتفاقات الدولية السابقة، والسؤال هنا: هل هي قادرة على انهاء الوجود العسكري والسياسي والمدني للفلسطينيين على أرضهم المحتلة؟
كل المعطيات الراهنة تشير إلى أن إسرائيل بقيادة بنيامين نتانياهو تتجه نحو تحويل غزة إلى مقديشو، ولكن هذا لن يجعلها في أمان، ليس فقط لأن المقاومة لن تقبل بهذا الواقع، وإنما لأن الداخل الإسرائيلي يرفض تقديم الثمن لحرب وهمية تكلفتها عالية على المستويين المادي والبشري، ناهيك عن استنزاف للجيش في حرب تؤدي بإسرائيل إلى مزيد من العزلة، رغم الدعم الأمريكي.
وبعيداً عن التخويف، في وقت لا يقر فيه الغرب بمسؤوليته التاريخية نحو ما يحدث في فلسطين اليوم، فإنه من الظلم والتزييف مواصلة المقارنة بين ما يحدث في فلسطين ـ خاصة غزة ـ وما حدث في الصومال في تسعينيات القرن الماضي، ثم هايتي في وقت لاحق، للحكم على الدولة الفلسطينية قبل قيامها أو الاعتراف بحل الدولتين، لجهة الحديث عن تكرار" نموذج الدولة الفاشلة"، ومع ذلك فإن الفشل في غزة بوجود حماس، أفضل لإسرائيل، وربما لهذا قال الكاتب توماس فريدمان:" لو كنت مكان إسرائيل لفضلت حماس الضعيفة على الصومال".
من ناحية أخرى، فإن الغرب يحذر من "صوملة غزة"، لكن دون أن يُسْهم في منع ذلك أو التخفيف من حدتها بمواقف حاسمة، بل أن بعض دُوَله، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على" تمكين الفشل" لاعتقادها أن ذلك لصالح إسرائيل، وبالتأكيد أن هذه الأخيرة خاسرة لا محالة، مثلما أن صوملة غزة لن تقبل بها دول الجوار.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل رفح إلى مقدیشو فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل تنهار حماس بعد اغتيال قادتها؟.. تحليل إسرائيلي يجيب

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية في مقال تحليلي نشرته مساء يوم السبت، إن حركة حماس لن تنهار حتى بعد "السنوارين" في إشارة إلى يحيي السنوار وشقيقه محمد.

وقالت الصحيفة، إن محمد السنوار زعيم حماس في غزة قُتل في 13 أيار/ مايو وقد تأكدت وفاته الآن، وقد سادت شائعات على نطاق واسع خلال الأيام العشرة الماضية حول صحتها، ومع ذلك لم تبد حماس أي تغيير في سلوكها في غزة.

وأضافت أن الحركة لا تزال متمسكة بمنطقة المخيمات المركزية في النصيرات والمغازي والبريج ودير البلح، ولا يزال مقاتلوها في مدينة غزة، كما أنها تسيطر سيطرة محدودة على أجزاء أخرى من غزة.

وأوضحت الصحيفة أن حماس فقدت سلسلة قيادتها بأكملها في غزة وفي كثير من الأحيان، قتل قادة ألوية وكتائبها أكثر من مرة، حل محلهم آخرون وقتلوا.

كما تم القضاء على عدد كبير من قادة سرايا الحركة وفقا لتقارير جيش الاحتلال الإسرائيلي وتقييمات أخرى، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تكون التقارير إيجابية وأن حماس في وضع أفضل مما تبدو عليه.



وعلى سبيل المثال، أخطأت إسرائيل سابقا في تقدير نجاحها في غزة بحسب الصحيفة، فبعد اليوم الحادي عشر من عام 2021 انتشرت أنباء على نطاق واسع تفيد بأن أنفاق حماس في غزة تراجعت لسنوات، وكانت هذه التقارير خاطئة، يبدو أن  الأنفاق لم تتضرر كثيرا وقد أصلحتها حماس في الوقت المناسب لهجوم أكتوبر 2023.

ولطالما ازدادت حماس قوة بعد الحروب مع إسرائيل، كما غيرت العديد من قادتها في الماضي.

وعادت من ضربات موجعة مثل فقدان الشيخ أحمد ياسين في غارة جوية إسرائيلية، وعبد العزيز الرنتيسي، ومحمود عبد الرؤوف المبحوح الذي كان عنصرا أساسيا في توريد الأسلحة لحماس عام 2010، كما رحل عن الساحة عدد كبير من قادة حماس.

وأكدت الصحيفة أن السنوار ساعد في بناء حماس وتحويلها إلى القوة الجماعية التي برزت في السابع من أكتوبر 2023، ومع ذلك يبدو أن وفاتهم تأتي وتذهب دون تغيير كبير في سلوك الحركة.

وأشارت "جيروزاليم بوست"، إلى أن "يحيى السنوار قتل في تل السلطان قرب رفح في أكتوبر 2024 وكان وحيدا عند مقتله، وتشتت بعض من آخر رفاقه، مع حماس غير مستعدة للاستسلام وهذا هو ما يثير الحيرة في هذه الانتصارات التكتيكية على قادة حماس في غزة، وتتمتع إسرائيل ببراعة فائقة في مطاردة قادة حماس والقضاء عليهم ولكن يبدو أن الاستراتيجية الأوسع لم تحقق نجاحا تكتيكيا، وهذا يعني أنه مع فقدان حماس لقادتها لا يبدو أنها تستسلم فعليا".



وتابعت الصحيفة، "الآن، قد يتغير هذا مع تغير الأوضاع على الأرض في غزة.. من المفترض أن تركز خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة عربات جدعون على الهجوم المكثف والاستيلاء على الأراضي بدلا من استراتيجية الغارات التي طبقها عام 2024".

وبينت الصحيفة أن "غياب الانهيار بين كوادر حماس في المخيمات المركزية لا يزال ملفتا للنظر، حيث أن الحركة تجند العديد من الشباب غير المستعدين للصمود والقتال وترسانتها مستنفدة ويبدو أنها لم تتبق لها الكثير، ومع ذلك تحتجز 58 رهينة ويبدو أنها لا تزال قادرة على التواصل مع قادتها في الدوحة فيما يتعلق بصفقات الرهائن".

وفي الواقع، لا يبدو أن شروط حماس لهذه الصفقات ستتغير رغم خسائر قياداتها، حيث كانت صفقة يناير2025 مشابهة بشكل أساسي للصفقة التي سعت إليها حماس طوال عام 2024، والصفقة التي تناقش الآن مشابهة للصفقة التي عرضت على حماس في مارس، بحسب الصحيفة.

وفي ختام تحليلها تقول "جيروزاليم بوست": "لدى حماس ما تريده.. إنها تريد نهاية الحرب.. ومع ذلك لا يبدو أنها على وشك الانهيار.. وحتى لو كان كذلك لا يبدو أن إسرائيل تستغل مقتل قادتها بأي شكل من الأشكال على طريقة كلاوزفيتز (صاحب الرؤية الثاقبة بالعنف المتأصل والكراهية تصبح الحرب قوة طبيعية عمياء) بل تمضي قدما في نجاحاتها التكتيكية دون استراتيجية واضحة لما بعد الحرب، أو استراتيجية خروج من غزة، أو حتى وسيلة لاستبدال حماس بنوع آخر من السلطة المدنية.. تفترض حماس أن كل ما عليها فعله هو الانتظار وستحافظ على نوع من السيطرة.. حينها يمكنها إيجاد السنوار التالي ليحل محل من سبقوه".

مقالات مشابهة

  • هل تنهار حماس بعد اغتيال قادتها؟.. تحليل إسرائيلي يجيب
  • "جيروزاليم بوست": حماس لن تنهار حتى بعد مقتل "السنوارين"
  • عاجل|| حماس تسلّم ردها على المقترح الأميركي
  • حماس تسلم ردها على مقترح ويتكوف
  • ما لعبة إسرائيل وأميركا في مقترح ويتكوف؟ ولماذا لم توافق حماس حتى الآن؟
  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • إسرائيل تتهم ماكرون بشن "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية" بعد انتقاده الحرب على غزة
  • موقع عبري: مقترح ويتكوف الجديد يستجيب لمعظم طلبات إسرائيل ولا يضمن نهاية الحرب 
  • حماس: تسلمنا من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد وندرسه بمسؤولية
  • غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحرب