الدكتور منجي على بدر يكتب: نتائج قمة «منتدى الصين»
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
انعقدت قمة منتدى التعاون الصينى الأفريقى لعام 2024 فى بكين، خلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر 2024، بنجاح كبير، وشارك فيها معظم زعماء الدول الأفريقية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، والأمين العام للأمم المتحدة، وممثلون عن أكثر من 30 منظمة دولية وأفريقية إقليمية.
وتوصَّل الجانبان الصينى والأفريقى إلى توافقات فى شأن تعزيز التعاون الشامل بين الصين وأفريقيا، واعتمدا بالإجماع وثيقتين مهمتين هما: إعلان بكين وبرنامج بكين.
وقد أسفرت الدورات المتعاقبة لهذا المنتدى منذ عام 2000 وحتى تاريخه عن نتائج إيجابية عديدة على المستويين الإقليمى والدولى، أهمها:- زيادة الاستثمارات الصينية فى أفريقيا فى العديد من القطاعات الحيوية مثل البنية التحتية، الطاقة، الزراعة، والتعدين.
وقد أسهم ذلك فى تحفيز النمو الاقتصادى وتوفير فرص عمل جديدة، كما حققت التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا رقماً قياسياً بلغ 282.1 مليار دولار فى عام 2023، بزيادة نحو 11% مقارنة مع عام 2021، وما زالت الصين أكبر شريك تجارى لأفريقيا لمدة 15 عاماً على التوالى.
- ساهمت الاستثمارات الصينية فى بناء العديد من المشاريع الضخمة للبنية التحتية فى أفريقيا مثل الطرق والسدود والموانئ، مما أسهم فى تحسين الاتصال والتواصل داخل القارة، وركز المنتدى على دعم التنمية المستدامة فى أفريقيا من خلال المشاريع التى تسهم فى حماية البيئة وتوفير الطاقة المتجددة.
- تبادل الخبرات والتكنولوجيا: استفادت الدول الأفريقية من الخبرات والتكنولوجيا الصينية فى العديد من المجالات، مما أسهم فى تطوير قدراتها الإنتاجية.هذا، وقد تعهّد الرئيس الصينى بتقديم دعم مالى لأفريقيا بقيمة 50 مليار دولار على مدار الأعوام الثلاث المقبلة، وتعزيز التعاون العسكرى فى إطار سعيه لتعميق علاقات الصين مع أفريقيا التى تُعد مفتاحاً لطموحاته الجيوسياسية، ويشمل التعاون المالى خط ائتمان بقيمة 30 مليار دولار، و10 مليارات دولار ضمن فئة المساعدات المتنوعة، بالإضافة إلى استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار.
كما تعهدت الصين بإعفاء الواردات القادمة من 33 دولة أفريقية تُعد من الاقتصادات الأقل نمواً من الرسوم الجمركية، فضلاً عن توسيع الوصول إلى سوق الصين، وتقديم مساعدات عسكرية لأفريقيا بقيمة مليار يوان لتدريب 6000 عسكرى و1000 ضابط شرطة ومسئول أمنى فى أفريقيا.
ومن الجدير بالذكر أنه مع تزايد الحروب التجارية بين الصين والدول الغربية أصبحت الصين بحاجة إلى شركاء جدد لفتح أسواق جديدة أمام صادراتها، ولكن أعرب بعض القادة الأفارقة خلال المنتدى عن مخاوفهم من استمرار اختلالات الميزان التجارى مع الصين.
وقد أشار الرئيس الصينى، خلال المنتدى، إلى أن الصين قامت بترقية علاقاتها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع 30 دولة أفريقية، وأن هناك 6 رؤى للجهود الصينية الأفريقية المشتركة لتحقيق التحديث الذى يتسم بالعدالة والإنصاف، والانفتاح والنفع للجميع، والتنوع والشمول، والسلام والأمن، ويضع الشعب فوق كل الاعتبارات، ويكون صديقاً للبيئة، وهو ما يحظى بتأييد واسع النطاق من القادة الأفارقة، وسيترك تأثيرات مهمة وعميقة على قيادة «الجنوب العالمى» لتسريع وتيرة التحديث فى العالم.
واستفادت الدول الأفريقية من مبادرة «الحزام والطريق» فى مجالات الطب والصحة، والحد من الفقر والتنمية الزراعية، وتعزيز التجارة والاستثمار، والابتكار الرقمى، والتنمية الخضراء وبناء القدرات، وخطوط السكك الحديدية، وشق الطرق وبناء المستشفيات ومراكز المؤتمرات والملاعب.
هذا، ومع تسارع الأحداث إقليمياً ودولياً، وتغيير موازين القوى العالمية وتوقع انتقال العالم من نظام أحادى القطبية إلى ثنائى القطبية وجهود الصين وروسيا معاً لحصار نفوذ الدولار عالمياً وتململ الدول النامية من الهيمنة والعنجهية الغربية، نشير لعدد من النقاط البحثية المهمة فى موقف الصين من الشأن الدولى:
أولاً: المعجزة الاقتصادية الصينية ومدى استمراريتها فى ظل تكشير الأنياب من قبَل الدول الغربية ضدها، وكيف تنتهى الحرب التجارية بخصوص الرقائق الإلكترونية (Chips)، وكذا مدى التنافس فى التقدم الحادث فى مجال الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات ومن سيحسمه فى النهاية.
ثانياً: استمرار التعاون الاستراتيجى بين الصين وروسيا الاتحادية وهل سيكون فى صالح العالم أم البلدين فقط أو سيكون تعاوناً لإلحاق الضرر بالقوى الغربية أو هو الخيار الأفضل للصين وروسيا لتحقيق مصالح شعبيهما.
ثالثاً: منتدى التعاون الصينى الأفريقى، هل سيساعد على ريادة الصين لدول الجنوب وموقف البرازيل ومصر وجنوب أفريقيا وإندونيسيا من التوجه الصينى.
رابعاً: هل تستمر الصين فى دعمها الإيجابى للدول الأفريقية وهل ستنجح فى إزاحة الغرب عن الريادة، وذلك بالتنسيق مع دول الجنوب وروسيا والهند، أم ستنجح الدول الغربية فى عرقلة مسيرة الصين الشاملة؟
خامساً: إذا نجحت الصين فى قيادة دول الجنوب، هل ينعكس ذلك على تجمع البريكس إيجاباً وينتقل «البريكس» من مجرد تجمع اقتصادى إلى منظمة دولية فاعلة مما يسرع بعملية ازدواج النظام العالمى وإزاحة الولايات المتحدة عن قيادة العالم بحيث تنتقل لتكون إحدى القوى العالمية فقط؟
سادساً: إذا انتقلت الريادة العالمية للشرق، هل ستستمر الصين فى سياسة المشاركة العادلة مع الدول أم ستحاكى نموذج السيطرة الغربية، وهل ستستمر اليابان فى المعسكر الغربى رغم وجودها فى الشرق؟
سابعاً: هل الحرب الروسية الغربية على أرض أوكرانيا هى آخر الحروب فى القارة العجوز أم تحضير لحرب عالمية جديدة، وهل أخطأ الغرب عندما أجبر روسيا على الارتماء فى أحضان الصين بموقفه من الصراع فى أوكرانيا وأيضاً هل يمكن للغرب التغلب على الصين ومعها روسيا، أم يعيد الغرب ترتيب أولوياته مع روسيا الاتحادية.وتدور الأيام دورتها وتفرض الأقدار سلطانها وتجتهد الشعوب فى المنافسة ومن يتخلف من الدول خرج من دائرة التاريخ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأمم المتحدة التعاون الاقتصادى فى أفریقیا بین الصین
إقرأ أيضاً:
«طيران الإمارات» تطلق رحلتها اليومية إلى هانغتشو الصينية
دبي (الاتحاد)
أطلقت طيران الإمارات رسمياً خدمتها اليومية الجديدة إلى هانغتشو، لتصبح البوابة الخامسة لها في البر الرئيس للصين، والثانية التي تضيفها خلال أقل من شهر بعد شينزن.
وحطّت الرحلة الافتتاحية «ئي كيه 310» في مطار هانغتشو شياوشان الدولي اليوم وسط ترحيب حار من كبار الشخصيات والمسؤولين في المطار، وتحية تقليدية برشاشات المياه وحصل ركاب الرحلة الافتتاحية القادمة من دبي على هدايا تذكارية بهذه المناسبة، شملت سلاسل مفاتيح وشهادات وعبوات من الشاي الصيني.
وضمّت الرحلة الافتتاحية مسافرين من مختلف أنحاء شبكة طيران الإمارات العالمية، من أسواق رئيسة مثل دولة الإمارات ونيجيريا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة العربية السعودية والبرازيل، بالإضافة إلى وفد رفيع المستوى من طيران الإمارات وعدد من ممثلي وسائل الإعلام الدولية.
وقال عدنان كاظم، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في طيران الإمارات: أصبحت الصين واحدة من أكبر أسواق الطيران في العالم، ونحن فخورون في طيران الإمارات بدورنا في دعم هذا النمو يمثل إطلاق وجهتين جديدتين خلال شهر واحد إنجازاً مهماً يعكس التزامنا العميق بالبر الرئيس للصين، ويعزز الزخم الذي اكتسبناه ضمن استراتيجيتنا للنمو في منطقة شرق وجنوب شرق آسيا على مدى العام الماضي.
وأضاف: مع تزايد الطلب، نحن متفائلون بأن شبكتنا العالمية ستواصل ربط الأفراد والشركات والاقتصادات في آسيا وما بعدها ونود أن نشكر الإدارة العامة للطيران المدني في الصين، ومطار هانغتشو شياوشان الدولي، وجميع شركائنا المحليين على دعمهم في إطلاق هذه الوجهة بنجاح.
وتُشغّل طيران الإمارات الرحلة على متن طائرتها البوينج ER300-777، حيث تغادر الرحلة «ئي كيه 310» من دبي الساعة 09:40 لتصل إلى هانغتشو الساعة 22:00. أما رحلة العودة «ئي كيه 311» فتغادر هانغتشو الساعة 00:10 بعد منتصف الليل، لتصل إلى دبي الساعة 04:55 فجراً.
وتوفّر الخدمة الجديدة توقيت مناسب لربط المسافرين القادمين من 40 وجهة في أوروبا، و21 في أفريقيا، و13 في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى البرازيل والأرجنتين، بهانغتشو عبر دبي، كما يمكن للمسافرين من هانغتشو الاستفادة من رحلات ربط مريحة إلى مدن رئيسة مثل إسطنبول وبرشلونة والقاهرة وجوهانسبرغ.
وتوفر طائرة البوينج 777 سعة شحن في عنبر الشحن السفلي تصل إلى 16 طناً لكل رحلة، ما يمكّن من نقل الشحنات الحساسة للوقت بكفاءة، مثل بضائع التجارة الإلكترونية والأدوية والأجهزة الذكية وغيرها من المنتجات عالية القيمة.
وتُعد هانغتشو واحدة من أكبر مراكز التجارة الإلكترونية العابرة للحدود في العالم، وتتميز بمنظومة رقمية متكاملة وبنية لوجستية متقدمة، ما يجعلها بوابة دولية رئيسة للعديد من العلامات الصينية.
وبفضل شبكة «الإمارات للشحن الجوي» التي تمتد عبر القارات الست، واتصالها السريع عبر مركزها في دبي، يمكن نقل البضائع من هانغتشو ومنطقة دلتا نهر يانغتسي إلى الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا وأميركا اللاتينية في وقت أقصر، ما يعزز أداء سلاسل التوريد ويقلل من وقت التسليم.
وتشغّل طيران الإمارات حالياً 49 رحلة أسبوعياً إلى خمس مدن رئيسية في الصين هي بكين، شنغهاي، قوانغتشو، شينزن، وهانغتشو.