المحافظ صلاح : احتفالنا هذا العام كان أكثر تفاعلاً وحضوراً بفضل تنامي الوعي المجتمعي بأهمية الحدث النقيب : إحياء هذه المناسبة العظيمة تعبير عن حبنا وصدق ارتباطنا الوثيق برسول الله

اكتظت ساحات وشوارع مدينة إب بالحشود المليونية من أبناء المدينة والمناطق والارياف التي اقبلت من كل حدب وصوب احتفاءً بمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى اله وسلم ، وتعبيراً عن فرحتهم وسعادتهم وبهجتهم بذكرى مولده الذي يمثل محطة انطلاق للسير على نهجه فهو القدوة الحسنة والسراج المنير الذي يوجب على الجميع إحياء هذه الذكرى الدينية وبما يليق بمكانتها في قلوب أبناء اليمن.


صحيفة الثورة التي كانت حاضرة الاحتفال سلطت الضوء على هذا الحدث الكبير الذي شهدته المحافظة منذ انطلاق فعاليات المولد النبوي قبل عشرين يوما وما صاحبته من ابتهاجات فرائحية وصولا إلى الحدث الأبرز والفعالية المركزية التي احتضنتها المحافظة .
ورصدت “ الثورة “ آراء وأحاديث عدد من قيادات ومثقفي المحافظة الذين تحدثوا بشغف بالغ عن عظمة هذه المناسبة والاحتفال بها، إلى التفاصيل :

الثورة / محمد الرعوي

في البداية تحدث محافظ المحافظة اللواء/ عبدالواحد صلاح :
بداية ونحن نعيش ذكرى ميلاد الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى عليه وآله وسلم ، يسرنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقائد الثورة المباركة سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “حفظه الله “ والى فخامة الأخ المشير مهدي محمد حسين المشاط- رئيس المجلس السياسي الأعلى وكآفة أبناء شعبنا اليمني العظيم قيادة وحكومة وشعبا بهذه المناسبة الدينية العظيمة ، التي تجسد ارتباط شعبنا اليمني بالرسول الكريم. كما يعد هذا الاحتفال امتدادا للاحتفال بالنصر والتأييد الإلهي الذي حظي به شعبنا على امتداد ربوع الوطن ونسأله سبحانه أن تهل علينا مناسباتنا الدينية والوطنية وقد تحقق لشعبنا الصابر والصامد كل ما يصبو إليه من النصر والتمكين وتحرير كامل التراب اليمني من دنس الغزاة والمحتلين وأدواتهم الرخيصة في الداخل والخارج.
وأوضح المحافظ صلاح أن مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي مستمدة من القرآن الكريم لقوله تعالى ”قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون “ ومن ديننا الحنيف لما تجسده هذه المناسبة من مآثر خالدة تزكي نفوسنا وتطهرها ولنكن على العهد باقين متمسكين برسول الله وأخلاقه وأفعاله احتفاء برسول الله رغم العدوان والمحن التي يمر بها الشعب اليمني الصامد والصابر مع ذلك فنحن نبتهج ونحتفل بهذه المناسبة الخالدة محبة برسول الله وآل بيته الطاهرين ، بل بفضل الله وبفضل القيادة استطعنا أن ننتقل من الدولة الهشة والفقيرة إلى الدولة المتماسكة والمصنّعة للطيران المسيّر والقوة الصاروخية التي استطعنا بفضل الله وبفضل القيادة أن نلقن دول العدوان دروس كبيرة زلزلت عروشهم وتأكد للجميع أن هذا الشعب اليمني العظيم لا ولن يخضع إلا لله.
وأكد المحافظ أن هذا العام شهد أكثر تفاعلا وابتهاجا عن سابقية وذلك بفضل الوعي المجتمعي وتنامي الثقافة الدينية والقرآنية لدى كافة الأطياف وبهذا يرسلون رسالة للعالم اجمع انهم أمة القرآن والرسالة والاقتداء برسول الله محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم- والولاء له والامتثال بنهجه القويم وأن الشعب اليمني لن ينكسر طالما يسير على هذا المنهج القويم الذي نفخر وتحت قيادتنا السياسية الحكيمة والمخلصة ، حباً وتعظيما وإجلالا لرسولنا الكريم، وتجسيدا لقوة ارتباطنا به وتمسكنا بنهجه القويم .
حب متجذر
إلى ذلك أشار مساعد مدير عام مديرية يريم العقيد / جمال النقيب إلى أن هذا الاحتفال وإحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة يمثل دلالة كبيرة في تجسيد ارتباطنا برسولنا الحبيب محمد صلوات الله عليه وعلى آله، فالمناسبة تعيد وتحيي فينا روح الانتماء التي نعبر فيها في المولد و ارتباطنا الوثيق نحن اليمنيين في هذه المناسبة فهي تعبر عن حبنا وتمسكنا وصدق الارتباط برسول الله. ونحن ما نشاهده في بعض الدول العربية من سذاجة المواقف التي يقومون بها في الاحتفال بأعياد الحب والأعياد التي لا تمثل الانتماء الذي يعبرون عنه إنما هي من تفاهات تعبر عن عدم حبهم ورغبتهم في رسول الله، ونقول لمن يتشدوق ويتكلمون عن المولد هذا كلامكم يعبر عن نقص في إيمانكم وعدم حبكم لرسول الله ونحن اليمنيين لنا الفخر والعزة في إحياء المولد وحبنا لرسول الله بذلنا وسنبذل كل الجهود في إنجاح هذه الفعالية التي تعيد لنا روح الفخر و العزة والافتخار ورؤوسنا مرفوعة بحبنا وولائنا لسيد البشرية محمد صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين..
إلى ذلك تحدث الأخ / فضل عبدالله احمد بالقول:
اليمنيون يتميزون بتفردهم الكبير عن غيرهم من الشعوب الإسلامية عامة وفي محافظة إب خاصه في إحيائهم لذكرى المولد النبوي الشريف بفعل فوارق واضحة ومتغيرات متصاعدة كان لها إخراجها لهذه المواقف المشرفة التي جعلت اليمنيين في صدارة الشعوب الإسلامية تعاطيا مع مختلف الأحداث والمناسبات الدينية للمسلمين لما كان لهم من اثباتات لعظمه التمثيل في جعل أيام المسلمين ملحمة دينيه لها شواهدها التاريخية باهتمام ومواكبة وفخر واعتزاز , اليوم هو يوم استثنائي فارق ليس كمثله يوم حتى يرث الله الأرض ومن عليها , جاء لوضع الأمه جميعها في خيار طريق الصلاح ومنهج التقوى والرشاد واعتناق دين الواحد الأحد الإسلام , وما كان لهذا التفرد وجوده مؤخرا لدى الشعب اليمني إلا بفعل عوامل واضحة لها فوارقها الشاهدة على عظمه وجود قيادة دينية مؤمنة صادقة بالله, أخذت من كتاب الله منهجاً ودليلاً للاقتداء, وطريقاً ومسلكاً للرشد و الإرشاد بكل جوانب الدين ومعززات التوحيد واليقين ,فسخرت مختلف الجوانب الإيضاحية لبيان حقائق التمسك الصحيح بالدين وجعله تنويراً لأخذ المقاصد السالكة كمقومات في طريق إحياء ذاكرة الشعوب الإسلامية وفي مقدمتها الشعب اليمني المسلم العظيم , هذا الفارق تمثل بسماحه القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وبالخصوص من بعد قيام ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة 2014 ونجاحها التصاعدي في تحقيق أهدافها المعلنة والتي نجحت في مرحله وجيزة في تطبيق أهدافها على الواقع بوضوح رغم العدوان والحصار , فكان لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف حقه في جعله موضع هامة إسلامية عظيمة لذكر خصال وفضائل الرسول وتذكير العالم بنبي كريم هو افضل خلق الله أجمعين وهو نبي آخر الزمان , وهذا هو ما خاف منه أعداء الإسلام من اليهود والنصارى عند مشاهدتهم المسلمين يحيون ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطيبين.
منهج رباني
وأضاف : إن من العبر والدروس التي يجسدها الشعب اليمني وأبناء إب خصوصاً من خلال هذه المناسبة هو تنامي المعرفة الحقيقية بالتنوير والاسترشاد الصحيح بكل المفاهيم الإسلامية والمستوحاة من كتاب الله ومعرفة الله وهداه والاتباع بمنهاجه القويم ومعرفة الثقافات المظللة المغلوطة وتصحيحها بثقافة قرآنية وفق منهج رباني هو كتاب الله والمشي نحو مسلك ومسارات إسلامية إيمانية تقود إلى التلاحم والتوحد والاصطفاف والتكاتف لنصرة المستضعفين ومعرفة أعداء الدين من المستكبرين أمريكا والصهاينة قادت كلها إلى متغيرات متصاعدة عززت المعرفة الكاملة ونورت القلوب جميعها ووضعت طرقاً ودروباً نحو آفاق جديدة التحمت بها مشاعر الإيمان والاعتناق بالدين مع من أرسله الله للناس أجمعين ليجعل اليمنيون من يوم مولده يوما استثنائيا هاماً ليس كمثله يوم في تاريخ المسلمين والبشرية اجمع .
بدوره قال : مدير مكتب الزراعة بمديرية يريم المهندس / عبد القوي السالمي :
انه لمن أعلى درجات التوفيق أن يكون يمن الإيمان والحكمة متميزاً ومتصدِّراً للشعوب الإسلامية في مختلف أرجاء الدنيا، في احتفاله بذكرى مولد سيد الخلق ، معبرا عن فرحته وعن مدى اهتمامه بهذه المناسبة العظيمة تعبيراً عن الشكر لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” وتنفيذا لأمر الله الذي قال في القرآن الكريم: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} صدق الله العظيم.
وأشار إلى أن التعبير عن الفرحة هو استشعار لقدر هذه النعمة العظيمة، التي أدركها آباؤنا وأجدادنا الأوائل أنصار الله ورسوله وخرجوا مستقبلين رسول الله بكل حفاوة بأعلى درجات الحفاوة والمحبة والاستقبال، إنها لفرحة كبيرة وتقدير عظيم ، فأجدادنا وآباؤنا الذين سمَّاهم الله في كتابه الكريم بالأنصار، كانوا هم من آووا ونصروا، وضحوا وآثروا نبيهم على أنفسهم .
وأضاف: إننا كيمنيين نقابل هذه النعمة بالفرحة من باب استشعار عظمتها (نرى هذه الفرحة وبكل اعتقاد ويقين أنها تأتي من باب الشكر لله وتأتي طاعة لأمره – ونؤجر على ذلك بإذن الله ) ، ونرى أن الاحتفال بالمولد النبوي ( حق و واجب في آن واحد ) حق وواجب تاريخا وإيمانا وإرثا ودينا و جهادا وأخلاقا وقيما ولنا في كل الأحوال على ذلك الأجر والثواب العظيم بإذن الله .
ولفت إلى أن حشود محافظة إب دليل على حفاوة الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، فاليمنيون وفي مقدمتهم أبناء محافظة إب على بصيرة كاملة ويدركون حجم المؤامرة على البلاد وعلى الإسلام في ظل تحولات عالمية بالغة الخطورة وما ينتج عنها من تحديات وصعوبات ، فنحن أمه منهجها قرآني وقدوتها رسول الهدى نعتز برسوخ إيماننا وانتمائنا للرسول الأعظم و للقرآن وللإسلام .
فنحن أمة تصدَّرنا الأمم في كشف مخططات قوى الطاغوت الاستكبار وإفشال مخططها وإسقاط رهانها في محاولتها لإضلال الأمة ثقافيا وفكريا وأخلاقيا ومحاربتها سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
تفاعل كبير
ممثل اللجنة التنظيمية / أبو مجد الشامي :
أكد في حديثه أن الشعب اليمني كان له شرف التميز في تفاعله الكبير مع هذه المناسبة، نظراً لارتباطه الوثيق بالنبي الخاتم منذ عهد الأنصار وأحفاد الأوس والخزرج الذين يتوارثون الاحتفال بمولد خير الخلق جيلاً بعد جيل».
وأشار إلى أن اليمنيين يستمدون قوتهم وعزمهم من الإيمان الوثيق والارتباط القوي بخاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام وما الحشود التي تدفقت باتجاه ساحات الاحتفال إلا صورة من أبهى وأعظم صور العشق الأزلي الذي يكنه أبناء الأنصار وشعب الإيمان لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم..
وأضاف “الشامي” أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يمثل أبلغ الدروس والعبر للأمة ودلالة واضحة كمنطلق لتغيير واقع الأمة السيئ، فرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يريد لنا أن نكون أعزاء كما كان عزيزاً ، وها نحن شعب اليمن شعب الإيمان والحكمة قد اثبتنا للعالم اجمع بانه بفضل تمسكنا بديننا وبرسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم لن يستطيع الأعداء أن يحققوا ما يريدونه في أرضنا فنحن ندافع عن أرضنا وعرضنا بقوة وعزيمة وعقيدة قوية تحت راية السيد العلم قائد الثورة المباركة المجاهد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه ، بإمكانياتنا البسيطة وايماننا القوي بالله تعالى واستطعنا أن نصمد في مواجهة قوى العدوان والاستكبار وحققنا الانتصارات العظيمة في مختلف الجبهات خلال السنوات الماضية وسنواصل جهادنا حتى تحرير كافة أرضنا ووطننا الحبيب من دنس الغزاة والمحتلين ، ومن نصر إلى نصر بإذن الله تعالى .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خطبتي الجمعة من المسجد الحرام و المسجد النبوي

المناطق_واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري المسلمين بتقوى الله وأن من اتقاه وَقَاهُ، وَمَنْ حَفظَ حَدَّهُ حَفِظَهُ وَرَعَاه.

وأوضح الشيخ الدوسري أن من علامات القبول استمرار العمل في نيل المراد، وأن يكون الخير آخذًا في الازدياد، وأن من أعظم ما يُعينُ على الثبات، والاستمرار في الطاعات، أن يحفظ الله عبده في كل الأوقات، لينال حفظ الله في الحياة وبعد الممات، فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كنتُ خَلَفَ رسولُ اللهِ ﷺ يَوْمَا، فَقَالَ: يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهِ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهِ تَجِدُهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهِ، وَإِذَا اسْتَعْنَتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمُ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهَ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهَ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ.

أخبار قد تهمك خدمة “حالة إشغال المصليات” في المسجد النبوي تتيح لضيوف الرحمن والزوّار معرفة المواقع الشاغرة في أنحاء المسجد 13 يونيو 2025 - 10:48 صباحًا “رئاسة الشؤون الدينية” تستعد لموسم العمرة بحزمة من البرامج والمبادرات الإثرائية 12 يونيو 2025 - 9:56 مساءً

وقال: “إن أَهْمَ ما يَجِبُ حِفْظُهُ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ وحقوقه: حِفْظُ التَّوْحِيدِ، وتجريده من كل شوائب الشرك وَالتَّنْدِيدِ، فَالتَّوْحِيدُ هُوَ أَسَاسِ الدِّينِ وَقِوَامُهُ، فَلْا يرجى مَعَ اختلالِه ثواب عملٍ وَلاَ يَخْيَبُ مَعَ تحقيقه ظَّنِّ وَلاَ أَمَلَ، وأن من أهم ما يجبُ على العبد حفظه بعد توحيد الله: المحافظة على الصلاة، فهي عُمُودُ الإسلام، وأولُ ما يُحَاسبُ عليه الإنسان، وهي سِرُّالنجاح، ومفتاح الفلاح، قال تعالى:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوسطى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، ثم عليكم – عباد الله – بِسَائر أركان الإِسْلامِ، مِن زَكَاةٍ وَحُجِّ وَصَيَامٍ، فَأَرْعَوْهَا حَقًّ رَعايَتِهَا، وَقَوْمُوا بِحَقِّهَا خَيْرٌ قَيام”.

وأبان فضيلة الشيخ الدوسري أن حفظ الله للعبيد نوعين، وأشرف النوعين حِفْظُ الله للعبد في دينه وإيمانه، واتَّبَاعِهِ لِسُنَّةِ نَبِيِّهِ، فيحفظُهُ في حياتِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ المُضَلَّلَةِ وْمِنِ الشَّهَوَاتِ المُحَرَّمَةِ، ويَحُولُ بينه وبين ما يُفْسِدُ عليه دينه، ويحفظه عند موته فَيَتَوَفَّاهُ على الإيمانِ والسُّنَّةِ، فيما يكون الثاني حفظ الله في مصالح دنياه، كحفظه في نفسه وولده وأهله وماله، فلا يخلص إليه قذى، ولا يناله فيها أذى، مستشهدًا بقول الله عز وجل: (له معقباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفَظُونه من أمْرِ الله).

وشدد على أن قَدْرِ حَفِظَ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ هُوَ حَفِظَ اللَّهِ لَهُ، مستشهدًا بقَولَه- صلى الله عليه وسلم-: احْفَظُ اللَّهِ تَجِدُهُ تُجَاهَكَ، فَمَنْ حَفِظَ حَدَّ ٱللَّهِ وَرَاعِى حَقَّهُ وَجَدَ ٱللَّهُ مَعَهُ فِي كُلِّ أَحْوَالهِ، يَحُوطُهُ وَيَنَصُرُهُ وَيُوَفِّقُهُ وَيَسَدِّدُهُ، قَالَ ٱللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ اتَّقَوْا وَٱلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.

واختتم فضيلة الشيخ خطبته قائلًا: “واعلموا -رحمكم الله- أن مَن تعرَّف إلى الله في حال رخائِهِ، كَانَ اللهُ معهُ وحَفِظَهُ فِي كل أحوالِهِ، ودَفَعَ الضُّرَّ عنه عند حوادث الدهرِ إِذَا ادْلَهَمَّتْ، وَخُطُوبِ الزمانِ إِذَا أَلَمَّتْ”.

كما أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي المسلمين بتقوى الله تعالى، وشُكره سبحانه على نعمه التي لا تُعدّ ولا تُحصى، مستشدًا بقوله سبحانه: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).

وأوضح فضيلته، أن أعظم بُشرى من الله تعالى للخلق، أن العلاقة بين رب العالمين وبين خلقه هي الرحمة، مبينًا أن الرحمة العامة يرحم الله بها البر والفاجر، والمؤمن والكافر، في هذه الحياة الدنيا، مستشهدًا بقوله تعالى:( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا)، وأما في الآخرة فقد اختص الله المؤمنين برحمته، لعملهم بالطاعات واجتنابهم المحرمات، قال تعالى:( وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا).

وقال فضيلته: “الرحمة صفة الله تعالى حقيقة تختص بالله كما يليق بجلال الله تعالى وعظمته، نعلم معناها ونفهم هذا المعنى، وكيفيتها لله وحده العليم بحقائق صفاته على ما هي عليه، والخير في اتباع من سلف والشر في ابتداع من خلف، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن لله مئة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة)، رواه البخاري ومسلم”.

وأبان الدكتور الحذيفي أن الرحمة تطيب بها الحياة، وتصلح المجتمعات، ويعيش الضعفاء والفقراء والمظلومون في كنف الأقوياء والأغنياء والقادرين على العدل، فإذا فقدت الرحمة، فقد الناس بهجة الحياة وتعرضوا لقسوتها وويلاتها وأصابهم من الشرور بحسب ما فقدوا من الرحمة، فربكم الرحمن جل وعلا الموصوف بالرحمة أنزل الكتاب رحمة للناس، مستشهدًا بقوله تعالى:( هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).

وأضاف فضيلته: “إن الشريعة كلها رحمة وكمال، وأن أوامر الله جل وعلا رحمة وخير ورفعة بعمل الصالحات، وأن نواهيه رحمة تحجز عن الشرور والمهلكات، وأن سيد المرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أُرسل رحمة للناس، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، فهو -عليه الصلاة والسلام- رحمة للمؤمنين في الدنيا والآخرة، ورحمة للكافرين بتقليل وتخفيف شرورهم”.

وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي، أن من رحمة الله تعالى، وخيراته المتتابعة، تلك النعم والعطايا والنفحات الرحمانية التي أفاض بها على من حج بيته الحرام، ووقف على صعيد عرفات، وتضرع إلى الرب الجواد الكريم في تلك المشاعر المقدسة، مشيرًا إلى أن فضل الله تعالى قد عمَّ كل مسلم على وجه الأرض، من خلال الأجور المضاعفة، والخيرات المترادفة، بصيام يوم عرفة، والذكر في العشر والصلوات والدعوات، وقرابين الأضاحي التي يُعظِّم الله بها الأجر، ويدفع بها البلاء والشرور، مبينًا أن الناس بخير ما أقاموا شعائر الدين، وما دام الحج قائمًا، فالخير باقٍ، والرحمة واسعة.

وختم فضيلته الخطبة موصيًا المسلمين بالمحافظة على ما قدموا من الحسنات، والمداومة على الاستقامة، والابتعاد عن السيئات، والإكثار من الدعاء لأنفسهم، ولولاة أمورهم، ولجميع المسلمين بالهداية والصلاح، والاستقامة على هذا الدين، مستشهدًا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ).

مقالات مشابهة

  • دعاء زيارة قبر النبي.. ردد هذه الكلمات في المسجد النبوي
  • رئيس محكمة استئناف محافظة الحديدة لـ”الثورة ” : نجاح العمل يتطلب التكامل في العملية الإشرافية بين الجميع لتحقيق العدالة 
  • فعاليتان للهيئة النسائية في إب بذكرى يوم الولاية
  • الهيئة النسائية في محافظة صنعاء تحتفي بذكرى يوم الولاية
  • فعالية احتفالية في لحج بذكرى يوم الولاية
  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة بمناسبة يوم الولاية
  • محافظة إب تشهد فعالية احتفالية مركزية بذكرى يوم الولاية
  • قائد الثورة يهنئ الشعب اليمني والأمة بيوم الولاية ويؤكد تأييد اليمن للرد الإيراني على العدوان الصهيوني
  • الهيئة النسائية في محافظة صنعاء تنظم فعالية خطابية بذكرى يوم الولاية
  • خطبتي الجمعة من المسجد الحرام و المسجد النبوي