تشهد أسعار البنزين في نيجيريا تطوراتٍ جديدة، بالتزامن مع توقيع شركة النفط الحكومية النيجيرية (إن إن بي سي) اتفاقًا جديدًا مع مصفاة دانغوتي المحلية.

وتوقعت شركة النفط الحكومية ارتفاع أسعار البنزين بنسبة 11% في نيجيريا، مستهدفة تأمين إمدادات الوقود محليًا بما يتيح للبلاد تخليها عن الواردات، ووقف استيراد المشتقات المكررة.

وكان رئيس نيجيريا بولا تينوبو قد أعلن رفع الدعم عن الوقود، ضمن سلسلة إجراءات استهدفت تخفيف العبء عن كاهل الدولة، عقب توليه منصبه في مايو/أيار العام الماضي (2023).

وتستورد نيجيريا -التي تعد أكبر منتج للنفط في أفريقيا- جميع احتياجاتها من المنتجات النفطية؛ بسبب عدم كفاية إنتاج مصافي التكرير المحلية، وضعف أعمال الصيانة.

اتفاق مبادلة

رجّحت شركة النفط الحكومية (NNPC) ارتفاع أسعار البنزين في نيجيريا خلال الآونة المقبلة إلى 950.22 نايرا للتر الواحد (0.58 دولارًا أميركيًا)، مقارنة بالسعر السابق البالغ 855 نيرا للتر الواحد، وفق تفاصيل أوردها موقع بلومبرغ.

*(النايرا النيجيرية = 0.00061 دولارًا أميركيًا).

وبدأت شاحنات الوقود المملوكة لشركة النفط النيجيرية تحميل البنزين من مصفاة دانغوتي، يوم السبت الماضي 14 سبتمبر/ أيلول الجاري.

سيارة تتزود بالبنزين في نيجيريا – الصورة من nigerianeye

وجاءت هذه الخطوة بناءً على الاتفاق الموقع بين شركة النفط المملوكة للدولة، مع رجل الأعمال أليكو دانغوتي “مالك المصفاة” الذي يعد من أغنى رجال الأعمال في قارة أفريقيا.

ويتضمن الاتفاق مبادلة شركة النفط الوطنية النيجيرية الخام بكمية مكافئة من البنزين من مصفاة دانغوتي.

وتستهدف حكومة نيجيريا من الاتفاق تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات النفط المكررة، ومن ضمنها البنزين، بعد عقود من الاعتماد على الواردات لسد العجز في السوق المحلية.

ووفق تفاصيل اتفاق مُوقَّع بين شركة النفط الحكومية النيجيرية ورجل الأعمال “أليكو دانغوتي” عام 2021، تملك الشركة 20% من أسهم مصفاة دانغوتي، في حين يستحوذ رجل الأعمال على النسبة المتبقية.

خصومات سعرية

يقضي الاتفاق الجديد بأن تدفع شركة النفط النيجيرية لمصفاة دانغوتي قيمة البنزين بالدولار، خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

وتستكمل الشركة سداد أسعار البنزين في نيجيريا بالعملة المحلية (النايرا)، بدءًا من مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وتأمل الشركة تقديم المصفاة خصومات سعرية على الإمدادات في المستقبل؛ ما يمكن أن يؤدّي إلى تراجع أسعار البنزين في نيجيريا بالنسبة للمستهلك.

وافتُتحت مصفاة دانغوتي النيجيرية في شهر مايو/أيار العام الماضي (2023) بقدرة 650 ألف برميل يوميًا، لكنّ تشغيلها تأخر حتى مطلع العام الجاري؛ إذ أدى نقص إمدادات النفط الخام إلى تأخر إنتاج الوقود ومشتقاته من المصفاة، وفقًا لمتابعات منصة الطاقة المتخصصة.

واتصالًا بذلك، من المتوقع أن تدخل 4 مصافي نفط حكومية الخدمة بحلول نهاية العام الجاري (2024)، وتعوّل الحكومة على هذه الخطوة لتغطية احتياجات البلاد، وتعديل أسعار البنزين في نيجيريا في المدة المقبلة.

مرافق في مصفاة دانغوتي للتكرير – الصورة من رويترز تطورات التكرير

تتولى شركة النفط النيجيرية -بموجب الاتفاق مع مصفاة دانغوتي- تزويد المصفاة بقدرة إجمالية 650 ألف برميل يوميًا من الخام.

وتأمل الحكومة وضع حد أقصى لأسعار البنزين في نيجيريا بعدما تضاعف سعر الوقود 3 مرات منذ تولي الرئيس الحالي منصبه.

ومن المتوقع أن تزداد قيمة فاتورة دعم أسعار البنزين في نيجيريا بمعدل 50% على أساس سنوي، لتسجل 3.7 مليارات دولار في العام الجاري (2024).

وتوقّع وزير الدولة للموارد النفطية هاينكن لوكبوبيري، عودة إنتاج نيجيريا من النفط والمكثفات قريبًا إلى مستوياته السابقة البالغة 1.7 مليون برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: شرکة النفط الحکومیة مصفاة دانغوتی

إقرأ أيضاً:

تصعيد التوتر في الشرق الأوسط يهز الأسواق العالمية ويثير مخاوف من اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق

عواصم "وكالات": أكد الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج أن الوضع في الشرق الأوسط بات "ملحًا للغاية"، محذرًا من تداعيات تصعيد التوترات على الأسواق العالمية، في ظل الضربات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية، ومخاوف من رد انتقامي قد يشمل إغلاق مضيق هرمز الحيوي.

وأوضح لي خلال اجتماع مع كبار مساعديه اليوم أن الأسواق المالية أصبحت غير مستقرة؛ بفعل "تزايد حالة الضبابية" داعيًا جميع الوزارات - لا سيما مكتب الرئاسة- إلى الاستعداد بطوارئ متكاملة، مع إمكانية إدراج تدابير مالية إضافية في الميزانية الوطنية لمواجهة التداعيات. كما عبّر عن قلقه من أن ارتفاع أسعار النفط سيؤدي إلى زيادة التضخم، ما قد يؤثر سلبًا على مستوى معيشة المواطنين.

وتأتي هذه التصريحات وسط هبوط في مؤشرات الأسهم الآسيوية والأوروبية، وارتفاع حاد في أسعار النفط التي سجلت أعلى مستوياتها في ستة أشهر؛ فقد أغلق مؤشر نيكي في اليابان منخفضًا بنسبة 0.13%، بينما تراجع مؤشر توبكس 0.36%. وقال محللون: إن حالة "الانتظار والترقب" تسيطر على المستثمرين، مع تزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة.

أسواق النفط والعملات تهتز

شهدت الأسواق المالية الآسيوية تراجعًا عامًا في أسعار العملات والأسهم؛ حيث انخفض مؤشر بلومبرج للعملات الآسيوية بنسبة 0.3%، وتراجع الوون الكوري الجنوبي والروبية الإندونيسية وسط تدخلات من البنوك المركزية لتهدئة الأسواق.

وأشارت فيونا ليم كبيرة محللي أسواق العملات في بنك مالايان بيرهاد إلى أن الأسعار المرتفعة للنفط – مع اقتراب خام برنت من حاجز 80 دولارًا للبرميل – تزيد من ضغوط التضخم، وتضعف آفاق النمو في الاقتصادات الآسيوية المستوردة للنفط لا سيما كوريا الجنوبية، واليابان، والهند.

وفي الوقت ذاته حذر بنك ويلز فارجو الأمريكي من أن الروبية الهندية، إلى جانب الوون الكوري، والبات التايلندي، والبيزو الفلبيني هي الأكثر عرضة للانخفاض في حال تصاعد الأزمة.

أوروبا ليست بمنأى

في أوروبا تراجع المؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.3% إلى 535.11 نقطة متأثرًا بالمخاوف المتزايدة من تصعيد عسكري في الشرق الأوسط عقب انضمام الولايات المتحدة لإسرائيل في قصف منشآت نووية إيرانية. وقال محللون: إن التوترات قد تقود إلى شلل جزئي في التجارة النفطية العالمية إذا ما قامت طهران بالرد عبر تهديد الملاحة في مضيق هرمز.

وكانت أسهم قطاع النفط والغاز استثناء؛ حيث سجلت ارتفاعًا بلغ 0.7% مدعومة بارتفاع أسعار الخام. في المقابل؛ هبطت أسهم شركات السفر والترفيه بنسبة 0.8%؛ تأثرًا بمخاوف من تعطل الحركة التجارية والسياحية.

عمليات استحواذ رغم الأجواء المتوترة

ورغم أجواء التوتر أعلنت شركة الاستثمار المباشر البريطانية "أدفنت" عن صفقة استحواذ على شركة سبيكتريس، المورد البريطاني لأجهزة القياس الدقيقة، بقيمة 3.8 مليار جنيه إسترليني. وقفز سهم "سبيكتريس" بنسبة 14.6%، بعد الإعلان عن الصفقة التي من المتوقع إتمامها بحلول الربع الأول من عام 2026، في واحدة من أبرز عمليات الاستحواذ هذا العام في القطاع الصناعي.

خلفية التصعيد

وكانت الولايات المتحدة قد شنت السبت الماضي ضربات استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية في تطور خطير يُنذر بفتح جبهة جديدة في النزاع القائم بين إيران وإسرائيل، وأكدت طهران نيتها الرد على الهجمات دون الإفصاح عن طبيعة الرد، ما زاد من حالة الغموض والقلق في الأسواق الدولية.

وتُعد كوريا الجنوبية رابع أكبر اقتصاد آسيوي، وتعتمد بشكل كبير على واردات النفط من الشرق الأوسط، والتي شكّلت 72% من إجمالي وارداتها النفطية في عام 2023. وفي ضوء تطورات الأزمة قرر الرئيس الكوري عدم المشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) هذا الأسبوع في خطوة تعكس حجم القلق الرسمي من تداعيات الوضع الإقليمي على الأمن الاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • وقف التصعيد بين إيران وإسرائيل يهوي بأسعار النفط
  • أسعار النفط تنخفض مع انتهاء التهديد بإغلاق مضيق هرمز الحيوي
  • أسعار النفط تهوي لأدنى مستوى بعد إعلان ترامب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار
  • أسواق المال تلتقط أنفاسها بعد وقف الحرب بين إيران وإسرائيل
  • احذر.. هذا ما يحدث عند قيادة السيارة بعد إضاءة لمبة البنزين
  • الأسهم الأمريكية تفتتح الأسبوع على ارتفاع رغم التوترات الجيوسياسية ومخاوف النفط
  • دونالد ترامب يدعو إلى زيادة فورية في إنتاج النفط الأمريكي
  • تصعيد التوتر في الشرق الأوسط يهز الأسواق العالمية ويثير مخاوف من اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق
  • ضربات إيران ترفع أسعار النفط وتُهدد مضيق هرمز
  • هل يشعل قصف إيران شرارة أزمة نفطية عالمية جديدة؟