بوابة الفجر:
2025-08-03@04:37:36 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: " نافخِى القرَبْ" المثقوبة !! "

تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT


 

مثل شعبى تعلمناه من " الفولكلور المصرى " وهو حينما ينفخ أحد فى "قربة " أو 
" بالونة " مثقوبة النتيجة لاشىء !! على الإطلاق.
لاأعرف لماذا كان شعورى حينما جلست لأكتب عن معاناه كتاب أعمدة الرأى  وخاصة حينما تنصب أرائهم على عوار فى البنية الأساسية فى المجتمع سواء كان هذا العوار فى سلوك بشر أو فى إدارة مرفق أو فى سياسات متبعة ولكنها سياسات غير ذات جدوى فى تنفيذها أو فى مشاكل تواجة المصريين وتودى بحياتهم – وفى الإمكان تلافى تلك المشاكل ببعض القرارات الإدارية أو التنفيذية إلا أن هناك " ودن من طين وودن من عجين " وهذا أيضاَ مثل شعبى !!

ولا أحد يقرأ ولا أحد يسمع وإن قرأ أحد فهو واثق شديد الثقة بأن لاأحد سيحاسبة عما قرأ أو سيؤاخذه عن أنه لايقرأ وخاصة كما أعتقد أن المسئول من أهم أدوات إدارته من يقرأ له ويترجم ماهو مكتوب فى سطر أو سطرين  ومفادهم أن هناك رأى فى قصور فى الأداء وأن المطلوب شيىء ليس بكثير فى مجال تخصص البيك المسئول لكى يأخذ بقلمة ويضع قراره لإنهاء مشكلة !! ولكن للأسف هذه الأدوات تعطلت جداَ وأصبحت معدومة وغير موجودة فى أجندة السادة المسئولين بداية من السيد رئيس مجلس الوزراء إلى أصغر مسئول فى محافظة من محافظات مصر النائية فى الوادى الجديد أو فى البحر الأحمر.

..

وكنت قد كتبت عن أعمدة الرأى وأهميتها ودللت على ماكتبت بمناقشة دارت بينى وبين كاتب عمود رأى شهير فى المحروسة وهو الأستاذ جلال دويدار (رحمه الله ) وأقترحت أن يتبنى كتاب الرأى فكرة مثيرة لكى ينتبة السادة المسئولين على أننا " لاننفخ فى قربة مقطوعة " بأننا نخرج يومياَ بعمود أبيض لعلهم يتسائلون ماذا حدث لهؤلاء القوم من " نافخى القرب " لعل وعسى يتفضلوا ويناشدونا بأن نكتب أرائنا وأنهم سيرفضونها أو سيأخذون ببعضها ولكن ليس بهذا القدر من التجاهل ومن الإستهتار والأهمال والذى يتسبب عنه غرق العبارات وقتل الناس فى سكك حديد وسقوط القتلى ونزف الدماء على أسفلت الطرق وهروب الشباب فى مراكب خشبية فى عرض البحار – وسرقة وأهدار المال العام على أشكال مختلفة وسياسات تعليم مهترئة وأعلانات عن تدخل فى وزارة تعليم من جهات أجنبية تحت أعين المسئولين وزيادة فى ترويج المخدرات بين الأطفال وسوء أخلاق الشارع المصرى وإفتقادنا لنظام مرورى حازم  وإشارات ضوئية فى تقاطعات الطرق أسوة بدول صغيرة جداَ ونائمة جداَ وأحترام لأثارنا وحماية لها والحفاظ على حدائقنا وشوارعنا من العبث والعشوائيات والدخول إلى سياسات فى الطاقة تمنعنا من أهدار أكثر من أربعين مليار جنية سنوياَ دعمًا غير مستحق لصناعات غير مستحقة لهذا الدعم وأشياء كثيرة جداَ، جداَ، جداَ لكن " لا حياة لمن تنادى " فالقربة مخرومة " !!

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

اسماعيل الشيخ يكتب: صناعة المحتوى في زمن الفقاعة

في زمن صاخب بالصوت والضوء واللاشيء باتت التريندات سيدة المشهد تقود المزاج العام وتفرض ما يجب أن نراه ونناقشه ونضحك عليه وربما نغضب منه أيضًا ولو ليوم واحد فقط.

صار من المعتاد أن نستيقظ كل يوم على قصة جديدة لا نعرف هل هي حقيقية أم مختلقة هل تعكس أزمة مجتمع أم مجرد عرض جانبي لزيف الشهرة أسماء تتكرر وسيناريوهات تتشابه والنتيجة واحدة تصدر من لا يستحق وتجاهل من يستحق

أم فلانة التي تبكي على لا شيء والرحالة التي تتنقل من شاشة لأخرى والسيدة المثيرة للجدل التي تهدد وتتوعد وتدعي ما لا يصدق كلهم صاروا أبطال المشهد في وقت يعاني فيه المحتوى الهادف من العزلة ويكافح فيه المبدع الحقيقي ليصل إلى جمهور شتته الضجيج

ما يحدث ليس مجرد هزار على السوشيال بل تحول ثقافي خطير نحن أمام جيل يتشكل وعيه على يد شخصيات غير مؤهلة ترسم له ملامح الشهرة وتقدم له النجاح في قوالب من التفاهة والاستفزاز حتى أصبحت السخافة مسارًا وظيفيًا والجدل المصطنع وسيلة لاقتناص الإعلانات والعقود والظهور الإعلامي

وللأسف لا تلام المنصات وحدها نحن كجمهور نشارك في إعادة تدوير هذه الفقاعات نمنحها مشاهدات ونتبادلها في الجروبات ونحولها إلى مادة يومية للنقاش في حين أن المحتوى الحقيقي لا يجد موطئ قدم إلا بشق الأنفس

السؤال الحقيقي ليس من المسؤول بل إلى متى إلى متى سنسمح للتريند أن يتحول إلى سلطة فوق المعنى وإلى متى سنظل نكافئ الضجيج على حساب القيمة

ربما آن الأوان لأن نستعيد المعنى وسط هذا الركام أن نمنح صوتًا لمن يصنع شيئًا حقيقيًا ولو بصمت فالتريند لا يعبر عنا بل يشكلنا من حيث لا ندري

طباعة شارك زيف الشهرة السوشيال ميديا التيك توك

مقالات مشابهة

  • عادل الباز يكتب: تحالف الهاربين.. من خيباتهم!!
  • اسماعيل الشيخ يكتب: صناعة المحتوى في زمن الفقاعة
  • المجالي يكتب : من هو معالي ابو الحسن يوسف العيسوي
  • ترامب يراهن على سمعته كصانع صفقات بأخطاء سياسات التعريفات الجمركية
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: مثل شجرة سقطت في غابة
  • وزير أردني سابق: سياسات حماس أسفرت عن تدمير غزة اقتصاديا واجتماعيا وعمرانيا
  • حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الفاشر تحتضر ..!
  • “فرسان الحق” .. حينما تتجلى الأخلاق في عقيدة المخابرات الأردنية
  • د. هاني العدوان يكتب ..