موقع 24:
2025-06-03@22:02:29 GMT

الإعلام العِبْري..  و"دولة الدّم"

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

الإعلام العِبْري..  و'دولة الدّم'

الحرب الدائرة في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مكَّنتْنا من متابعة الإعلام العِبْرِي سواء من خلال استضافة محللين إسرائيليين في القنوات العربية، أو متابعة الآراء والتعليقات والتحليلات التي تبثها القنوات والمواقع الإسرائيلية، وأحسب أننا في هذه الحرب قد انتقلنا من الرفض المطلق للعدو، إلى الاستماع له، دون أن يخل ذلك بالمواقف الثابتة منه.

الحال تلك، قد تعدّ تطوراً ملحوظاً اًعلى مستوى تشكيل الرأي العام العربي بحقيقة إسرائيل وأهدافها ومستقبل السلام معها، وبالتالي توجهه نحو معرفة طبيعة الصراع الدائر، وقد نكون ـ عربيّاً ـ في وضع أفضل من إسرائيل التي لا تزال مغلقة عن نفسها لجهة التعامل الإعلامي مع العرب، حيث يقوم اختيارها للضيوف العرب، على قاعدة" الأقرب إليها في التوجه". 
متابعة الإعلام الإسرائيلي، خاصة القنوات الفضائية والصحف، تكشف لنا عن تصور إسرائيل الحالي والمستقبلي لصراعها مع الفلسطينيِّين ومع دول الجوار، خاصة لبنان وسوريا، من حيث إدارتها له عبر حرب ضروس لا تبقي ولا تذر، أي أن َّالحل لديها يكون من خلال تطويع الأعداء بقتلهم، الأمر الذي دفع ببعض الكتاب الإسرائيليين إلى تسميتها بـ" دولة الّدم"، انطلاقاً من مواقف بعض قادتها المتطرفين، وحفاظا على انتمائهم الحزبي، ومصالحهم الخاصَّة، كما ظاهر لدى رئيس الوزراء بن يامين نتنياهو سواء في الفعل أو ردّ الفعل.
وعلى صعيد الوصف، فقد تبيّن لنا أن الإعلام الإسرائيلي يتمتع بحرية عالية في النقد، لكنه لا يخلو من تشنج وميل وشفونية يصطف عبرها كثير من الكتاب والمحللين إلى جانب المواقف الخاطئة لصُنَّاع القرار، ومع هذا تطرح جملة من التساؤلات منبعها ليس الخوف فقط، ولكن أيضا الحرص على بقاء إسرائيل ديمقراطية، وامتداداً للغرب في المنطقة، ولكن يبدو أن هذا لن يتحقق لسببين:
 أولهما: أن زمن الحرب ـ كما في كل الدول التي خاضت حروباً خارجية أو متعلقة بوجودها ـ لا تقبل التعايش مع الممارسة الديمقراطية، لأن" العسكرة" تشمل كل المجالات بما فيها الإعلام.
وثانيها: أظهرت إسرائيل في هذه الحرب أنها جزء من العالم الثالث، وأنها بنت الجغرافيا، وهي ليست ـ ولن تكون ـ كما يصورّها الغرب أنموذجاً يقتدى به في الفضاء العربي.
أسئلة كثيرة يطرحُها الإعلام الإسرائيلي، علينا الوقوف أمامها لأنها تتعلق بمستقبل فلسطين ومصير المنطقة كلها، منها: متى ستضع هذه الحرب أوزراها؟، وهل الوصول إلى التفاوض والسلام يقتضي فتح عدة جبهات للحرب في وقت واحد؟، وماذا عن تغير الجبهة الداخلية وغياب الدولة الآمنة؟، وكيف ستخرج إسرائيل من حرب استنزاف طويلة المدى؟
الأسئلة السابقة وغيرها تحمل مخاوف مشروعة، نابعة من مواقف القيادة السياسية الإسرائيلية التي تصر على أن الحل في إبادة الفلسطينيين، للتقليل من عددهم أوّلاً، وللضغط على فصائل المقاومة ثانياً، وكذلك في القضاء على قوى الدعم والمساندة، خاصة على الجبهة اللبنانية، ما يعني عدم إقرار إسرائيل بالهزيمة، وهذا الموقف صعّب من مهمتها العسكرية.
مهما يكن، فإن الإعلام الإسرائيلي يتابع بشكل منتظم مجريات الحرب الدائرة، ويدرك أن قيادته السياسية، وحتى العسكرية، في أزمة، ومع ذلك يقود حرباً مساندة وموازية للعمل العسكري، غير أنه أحيانا يخطئ في التحليل نتيجة المعلومات المزورة الصادرة من مؤسسات الدولة الرسمية، وخاصة مكتب نتنياهو، كما يذهب بعيداً في الشطط من صحافيين وكتاب ولاءاتهم للأحزاب المتطرفة وللقيادة، أكثر منه للدولة.
من ناحية أخرى، يُسْهم الإعلام الإسرائيلي في دفاعه المستميت عن أخطاء قادته السياسيين في صناعة" دولة الدم" التي تحدث عنها كتاب إسرائيليّون ـ كما ذكرنا سابقاً ـ أبدوا قلقهم من المصير الذي ستؤول إليه دولتهم، في الغد القريب، وحتى في المستقبل البعيد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل الإعلام الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين من حجاج دولة فلسطين: الاستضافة أعظم الأعمال وأجلها التي تقدمها المملكة للشعب الفلسطيني

البلاد- مكة المكرمة
أكد عدد من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج من ذوي الشهداء والمصابين من قطاع غزة بدولة فلسطين، أن استضافة المملكة لهم لأداء مناسك الحج تعد من أعظم الأعمال وأجلها، لإخوانهم من الشعب الفلسطيني الشقيق.

وقالت الحاجة الفلسطينية كفا عبدالله: “إن هذه الاستضافة بلسم لأرواحنا وضماد لجروحنا وحلم تحقق بفضل الله”، بعد استشهاد ابنها وحفيدها، مقدمةً شكرها للقيادة الرشيدة -أيدها الله- لتسهيل أداء مناسك الحج بكل يسر واطمئنان.

من جانبها، أشادت الحاجة أم محمد، بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي قدمت لهم من وصولهم إلى بلاد الحرمين لأداء مناسك الشعيرة العظيمة، مبينةً أن المملكة لها دور بارز في تخفيف آلامهم، معربةً عن شكرها لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لتيسير وتوفير جميع الخدمات لهم.

فيما عبرت الحاجة أم عبدالله عن سعادتها لقدومها لحج هذا العام، مشيدةً بالخدمات النوعية التي قدمت لها منذ أن وطأت أقدامهم المملكة ووصولًا لمقر الاستضافة بمكة المكرمة, وأن هذه الاستضافة تجسد حرص قيادة المملكة على تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، وتسخير جميع الإمكانات في سبيل راحة حجاج بيت الله الحرام.

يذكر أن وزارة الشؤون الإسلامية تنفذ وتشرف على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة, والبالغ عددهم (2443) حاجًا وحاجة من (100) دولة حول العالم.

مقالات مشابهة

  • ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين من حجاج دولة فلسطين: الاستضافة أعظم الأعمال وأجلها التي تقدمها المملكة للشعب الفلسطيني
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • السفير الأمريكي في إسرائيل يهاجم أبرز وسائل الإعلام الأمريكية.. تقاريرهم متهورة
  • كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • وزير الخارجية: مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال دولة بنين
  • ضابط إسرائيلي سابق: إسرائيل تسير نحو الانتحار والمنبوذية
  • مصادر : إسرائيل لن ترسل وفدًا إلى قطر للمفاوضات حول غزة
  • إسرائيل تُصعّد عملياتها في غزة وتُصرّ على شروطها لوقف إطلاق النار
  • دس السم بالعسل.. كيف يعمل الإعلام الإسرائيلي الناطق بالعربية؟
  • الحوثيون : سنسقط طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف بلادنا