جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-12@03:44:50 GMT

الباحثون عن عمل.. وتعديل "تقاعد" النساء

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

الباحثون عن عمل.. وتعديل 'تقاعد' النساء

 

مسعود الحمداني

[email protected]

 

في مُعظم البيوت يوجد "باحث عن عمل"، شاب في مقتبل العمر ينتظر فرصته في التوظيف، يحلم ليل نهار بأن يصنع مستقبله، ويشكّل حياته، ولا يكون عالة على أبيه وأمه، يُطالع هاتفه كل صباح علّه يتلقى اتصالًا أو رسالة من وزارة العمل، أو من جهة خاصة تطلبه للمقابلة الشخصية من أجل الوظيفة التي أصبحت حلمًا بعيد المنال، رغم محاولات "ترقيعية" لحلها من جهات التوظيف، ولكنها في الواقع تفاقم الأزمة بعد أن ينتهي العقد، مثل "التوظيف المؤقت" الذي أصبح عبئًا على الدولة، فيتحول الموظف إلى "مُسرَّح" من العمل، حين لا يتم تجديد عقده مع الجهة المعنية، إلّا حسب حاجة العمل، وتوفّر المخصصات المالية المعتمدة.

هذا الشاب الذي يضيع عمره بين "حانا ومانا"، هو ثروة هذا الوطن، وكنزه الثمين الذي يضيع هدرًا، وكلما طال أمد التوظيف، تخسر الدولة جزءًا من ثروتها البشرية. وبمرور الوقت، والسنين يصبح الشاب الباحث عن عمل، غير صالح للوظيفة بسبب كِبَر سِنّه، وضعف حماسه، وعدم قدرته على الإبداع في عمله، فيتحول إلى مجرد رقم في منظومة العمل، وهكذا يتحول الشباب إلى طاقات مهدرة تضيع وتتبخر كما الماء في البحر؛ بل ويصبح الباحثون عن عمل قنبلة اجتماعية خطيرة لا يمكن التنبؤ بنتائج انفجارها، حين يزيد الضغط عليها من كل مكان.

إنَّ من الغريب أن تكون مثل هذه المشكلة الكبيرة موجودة، وفي نفس الوقت يصدر قانون الحماية الاجتماعية وأخص بالذكر هنا مواد التقاعد، التي لم تراعِ مسألة "الخلل الوظيفي الاجتماعي"، فهو يرفع سنّ التقاعد إلى الستين عامًا، خاصة بالنسبة للنساء الموظفات، في ظل وجود هذا العدد الضخم من الشباب الباحثين عن عمل، وكان من الأجدى أن يُخفِّض سن التقاعد للموظفات الراغبات في التقاعد إلى سن أقل، ودون حسبة "لوغاريتماتية" لمعاشات التقاعد، وتلك "اللَفّة" الطويلة التي لا يُجيد حسابها غير موظف مالي مختص؛ فكثير من النساء الموظفات يرغبن في التقاعد قبل بلوغ سن الخامسة والخمسين أو الستين عامًا، فذلك أكثر منفعةً لهن، وللمجتمع ككل، مما يساهم في توظيف مجموعات جديدة من الشباب الباحثين عن عمل.

والمرونة في ضوابط التقاعد للنساء تعد واحداً من الحلول التي يجب وضعها في الحسبان؛ حيث تبلغ نسبة القوى العاملة النسائية في القطاع الحكومي أكثر من نصف مُجمل العاملين، وهناك الكثير من هؤلاء النساء قضين في وظائفهن أكثر من عشرين عامًا، ويرغب العديد منهن في التقاعد، ولكن يحول دون ذلك حسبة عجيبة وضعها قانون التقاعد، والتي تشترط خروج الموظفة عند سن الخامسة والخمسين عامًا بشروط مُعقَّدة، وبراتب ضئيل، وفي حالات أخرى لا تحصل على مكافأة نهاية الخدمة، أو أنَّ عليها انتظار وصولها إلى سن الستين، ثم "التمتع" بالتقاعد، وكل تلك الشروط المعقدة التي وضعها المشرّع تجعلها مُتردِّدة في اتخاذ قرار تقاعدها.

إنَّ معاناة الشباب الباحث عن عمل، لن تحل بتلك "العقود المؤقتة"، والتي لا تفي بمتطلبات الشباب، ولا تقيهم من تقلبات الوزارات، ومزاجات بعض المسؤولين، ويظل الموظف المؤقت في صراع نفسي دائم، فلا هو في سماء الأحلام، ولا هو على أرض الوظيفة، ولا تقبل أي جهة مصرفية إقراضه لأنها لا تعلم مصيره بعد حين، كما إن القطاع الخاص الذي تحاول جهات العمل رمي الكرة في ملعبه، لديه مشاكله الكثيرة التي قلّصت من دوره، فالضرائب تُثقل كاهله، والأعمال ليست بتلك الصورة التي يُحاول تبسيطها المسؤولون في الحكومة، وحتى الشركات الكبيرة و"العملاقة" لا تستطيع تحمُّل كل تركات وتراكمات مشكلة الباحثين عن عمل، ولا تتحمل إخفاق المسؤولين في حلها على مدى سنوات طويلة، وما تلك الأعمال البسيطة كـ"توصيل الطلبات" التي يحاول البعض الترويج لها على أنها تُدر دخلًا كبيرًا، لا تعدو كونها أوهامًا يتم تسويقها، في ظل وضع القوة الشرائية المتدنية بشكل عام، وقلة عدد السكان الذين يتوزعون على آلاف الكيلومترات في سلطنة عُمان؛ حيث لا توجد كثافة سكانية إلّا في محافظة مسقط، وبعض الولايات الرئيسة في محافظات أخرى؛ مما يعني أن تلك الأعمال لا يُمكن إلّا أن تحِل جزءًا محدودًا جدًا- وإلى حين- من القضية، وفي نطاق جغرافي ضيق للغاية.

لقد حان لوزارة العمل أن تبحث عن أفكار "خارج الصندوق" وأن لا تعتمد على أرقام التوظيف التي تعلن عنها، والتي لا تنظر إلى أعداد "الفاقد" من قوى العمل الشابة، ولا تذكر في إحصاءاتها عدد الذين لم يقبلوا أو تركوا العمل لعدم ملاءمته لطموحاتهم، وليكن ذلك بإعادة النظر في سن تقاعد النساء الموظفات، وطرق تحفيزهنّ لما بعد التقاعد، والذي سيتيح الآلاف من فرص العمل للشباب الذين ينتظرون لسنوات طويلة- في بيوت أهاليهم- "وظيفة ثابتة" تُلبِّي طموحاتهم، وتُنهي معاناتهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

برنامج تدريبي لتأهيل مُعلمّي التربية الخاصة على مهارات التخاطب وتعديل السلوك

تنفذ مديرية التربية والتعليم والتعليم الفني بمحافظة بني سويف برنامجاً تدريبيا، تحت رعاية المحافظ الدكتور محمد هاني غنيم، لتأهيل وتدريب معلمي ومعلمات التربية الخاصة على مهارات التخاطب وتعديل السلوك وعمل مقاييس الذكاء لذوي الاعاقة ، وذلك بالتعاون مع مؤسسة المنتصرين للتنمية وذوي الإعاقة.

وتابعت وكيل الوزارة  أمل الهواري _جانباً من التدريب الذي يُعقد بقاعة إدارة التدريب بالمديرية _ في حضور : غادة عبد الرؤوف مدير إدارة التدريب ، عماد فاروق حليم رئيس مجلس أمناء المؤسسة المنتصرين لذوي الإعاقة، تميم الحسيني مدير إدارة التربية الخاصة.

محافظ بني سويف: إزالة 83 مخالفة في أول أيام حملات الموجة الـ27مجلس جامعة بني سويف يناقش كافة الاستعدادات للعام الدراسي الجديدأخبار بني سويف| استلام 284.1 ألف طن قمح بالصوامع.. ودخول 36 مدرسة الخدمةمحافظ بني سويف :بدء حملات المرحلة الأولى من الموجة الــ 27 لإزالة التعديات

وخلال تفقدها قاعات التدريب حرصت وكيل الوزارة على التحاور مع المتدربين في محاور البرنامج التدريبي مستمعة لمقترحاتهم وآرائهم موجهة بضرورة الاستفادة من هذا البرنامج ولاسيما بأنه يدور حول فئة من فئات المجتمع التي توليه الدولة اهتماما كبيرا وتعمل على دمجهم في المجتمع.

وأشارت إلى حسن التنظيم والجهود الملموسة من مؤسسة المنتصرين لذوي الاعاقة وخاصة أن البرنامج التدريبي له أهمية منها تحسين الأداء الأكاديمي وتطوير مهارات المعلمين، وتحسين العلاقة بين المعلم والطالب.

من جهته وجه "فاروق" الشكر والتقدير لوكيل الوزارة على التعاون المثمر وتوفير كافة التيسيرات والمناخ الملائم للمتدربين وخروج التدريب بالشكل المطلوب وتحقيق الاستفادة منه والذي ينعكس بالايجاب على أبنائنا الطلاب من ذوي الإعاقة.

وأضاف أن البرنامج يتضمن عدة محاور (مهارات التخاطب ، اساسيات تعديل السلوك ، تقنيات تعديل السلوك ، وعمل مقياس الذكاء لذوي الاعاقة).

كما أضافت مدير إدارة التدريب أن البرنامج التدريبي بهدف إلى تدريب المعلمين على مهارات التخاطب وتعديل السلوك إلى جانب تزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل بفاعلية مع الطلاب ، سواء من خلال تحسين مهارات التواصل لديهم أو من خلال تعديل السلوكيات غير المرغوبة مع خلق بيئة تعليمية إيجابية ، مشيرة إلى أن البرنامج يستمر لمدة 15 يوما ويستهدف معلمي ومعلمات التربية الخاصة والاخصائيين النفسيين بمدارس التربية الخاصة تمهيدا لتعميم البرنامج على جميع المدارس

طباعة شارك بني سويف تعليم بني سويف المنتصرون

مقالات مشابهة

  • الإمارات تحتفي باليوم العالمي للشباب 2025
  • برج الميزان.. حظك اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025: كن صادقا في تعاملك
  • المرصد العمّالي يحذر من استمرار تفاقم معدلات البطالة بين الشباب
  • التعليم العالي والعمل يبحثان سبل تعزيز التعاون لتأهيل الشباب لسوق العمل
  • تصريح صحفي صادر عن “بيت العمال”بمناسبة اليوم العالمي للشباب
  • برنامج تدريبي لتأهيل مُعلمّي التربية الخاصة على مهارات التخاطب وتعديل السلوك
  • فتح حساب وإصدار بطاقات مجانية.. خدمات البنوك في مصر بمناسبة احتفالية الشباب
  • الباحثون والعمل
  • نوبات العمل المتواصلة تفتك بشباب الأطباء.. ماذا بعد وفاة سلمي واستقالة رنين؟
  • من الوظيفة لريادة الأعمال..«الهذلي» يستثمر خبرته بورشة بعد التقاعد