عربي21:
2025-06-13@12:07:14 GMT

حزب الله وإسرائيل.. هل يجوز الحياد؟!

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

لا يمكنني توجيه اللوم لسوري، أسعدته الضربات الإسرائيلية لحزب الله، على نحو أظهر ضعف الحزب وهوانه، وقلة حيلته، وقد اختفت التهديدات القديمة من خطاب نصر الله عن الرد المزلزل، وتحديد قواعد الاشتباك من خلال وضعه للخطوط الحمر، وإن ضربت إسرائيل عاصمتنا سنضرب تل أبيب!

ولا تثريب على أي سوري، إن اعتبر في المعركة الأخيرة إنه فخار يكسر بعضه بعضا، وقد يكون استجابة لدعوة صالح لو أقسم على الله لأبره، بأن يسلط الظالمين على الظالمين وأن يخرجنا من بينهم سالمين!

فالحزب استخدم سلاحه من قبل لهزيمة الثورة السورية، وكان المدد لبشار الأسد في التخريب والتدمير، والحرق والإبادة، فكيف لمشرد في بلاد الله الواسعة أن ينسى ما جرى له، وأن يتجاوز عن تدمير سوريا للحفاظ على الأسد، وقتل الشعب السوري لهذا السبب، وإجباره على ترك بلده وأهله ومجتمعه؟ وهل بقي بسبب الدعم الإيراني وحضور قوات حزب الله لسوريا، حجر على حجر، ليتخذه السوري وطنا، وقد تهدم الوطن ليبقى الحاكم؟!

الحزب استخدم سلاحه من قبل لهزيمة الثورة السورية، وكان المدد لبشار الأسد في التخريب والتدمير، والحرق والإبادة، فكيف لمشرد في بلاد الله الواسعة أن ينسى ما جرى له، وأن يتجاوز عن تدمير سوريا للحفاظ على الأسد، وقتل الشعب السوري لهذا السبب، وإجباره على ترك بلده وأهله ومجتمعه
ولو تمعنا في الأمر لوقفنا على أننا إزاء إشكالية، فهل كان من المنطق أن يترك حزب الله حليفه في سوريا يسقط، مع المخاطر التي سيتعرض لها الحزب لسقوط هذا الحليف؟

انتهازية حزب الله:

لقد تصرف حزب الله بانتهازية، وفي سبيل مصالحه المرسلة، لم يبال بشعب أو بثورة، ووقف بجانب الديكتاتور الطاغية، وكان حليفا لطغيانه، فهل يلام السوريون إن هم لم يجدوا بأسا في تدميره، ولو كان من يقوم بذلك هو العدو الإسرائيلي، وما دامت الثورة السورية لا تستطيع ذلك، فالمشكلة في قيام ظالم بتصفية ظالم مثله، أليست هذه ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد؟!

مع التأكيد على حق الإخوة السوريين، ونصر الله يظهر بهذا الشكل ثم يغيب ليظهر نائبه، ينبغي ألا تدفعنا الشماتة حد أننا لا ننظر إلا من هذه الزاوية، مع تسليمي بأن من يده في الماء مثلي، ليس كمن يده في النار مثلهم!

موقفي من الثورة السورية واضح منذ البداية، فهي امتداد للربيع العربي، وأذكر أنهم في قناة "العالم" الإيرانية كانوا على تواصل معي لمداخلات قبل الثورة المصرية وبعدها، ودُعيت من جانبهم للمشاركة في برنامج قبل الثورة من مكتبهم في بيروت، واستمرت المداخلات الهاتفية، إلى أن كان الحديث عن الثورة السورية، وقلت لمن تواصل معي إنني أرى أنكم ضدها وهذا مفهوم، لكني معها وهذا أيضا ينبغي أن يكون مفهوما، فلن أتماهى معكم في موقفكم، فإن كان الاتصال بي لأنني أمثل "الرأي الآخر" فأنا جاهز، وتعطلت لغة الكلام، وانقطع الاتصال تماما إلى الآن.

ولا أعرف كيف كان أداؤهم في أيام الانقلاب العسكري، وأعلم انحياز إيران له، عوضا، وربما انتقاما، لابتعاد الإخوان عنهم، وعدم رغبة الرئيس محمد مرسي في فتح صفحة جديدة مع طهران، لكن هل لم يعرضوا كذلك "الرأي الآخر" في هذه أيضا؟!

حزب الله، لو وضع رأسه وسط الرؤوس، واكتفى بالتنديد والإدانة للجرائم الإسرائيلية في غزة، لما تجرأ عليه العدو الإسرائيلي، ولما كشف ضعفه وهوانه على الناس، ومنذ الأسبوع الأول لعملية طوفان الأقصى أعلن الحزب دخوله على خط النار، وإن كان في رأينا يقوم بنوع من المساندة الضعيفة، لكن من الواضح أن هذا كان بسبب علمه بحاله، وليس لافتقداه الإرادة للمساندة الفعالة
ما علينا، "فأول هام"؛ ينبغي الإقرار بأن ما يصيب حزب الله الآن لم يكن لموقفه في سوريا، والذي بات من الواضح أن هناك توافقا دوليا عليه، فحتى إسرائيل نفسها لم تكن راغبة في تغييره، فأين البديل لحاكم لا يعرف إلا الخطاب الحماسي، وهو عاجز أن يكيد عدوا، أو يسعد صديقا، أو يحرر أرضا، فلا يعرف إلا زخرف القول غرورا؟!

إن حزب الله، لو وضع رأسه وسط الرؤوس، واكتفى بالتنديد والإدانة للجرائم الإسرائيلية في غزة، لما تجرأ عليه العدو الإسرائيلي، ولما كشف ضعفه وهوانه على الناس، ومنذ الأسبوع الأول لعملية طوفان الأقصى أعلن الحزب دخوله على خط النار، وإن كان في رأينا يقوم بنوع من المساندة الضعيفة، لكن من الواضح أن هذا كان بسبب علمه بحاله، وليس لافتقداه الإرادة للمساندة الفعالة!

ومن الواضح أن الجانب الإسرائيلي لم يشأ أن يفتح جبهة أخرى للحرب، لعل حزب الله يتذكر أو يخشى، وهو الذي اخترق منظومة اتصالاته على مدى سنوات، وكان في حالة انكشاف أمامه، فلما ضرب ضربته تبدى ضعف الحزب للناظرين!

إن تدخل الحزب في سوريا كان سببا في إنهاكه، وإضعاف قواته، فكان من السهل اختراقه، وصار ألعوبة للموساد، فيشتري شحنة من أجهزة النداء الآلي المخترقة، ليس من الشركة الأم، ولكن من فرع، فمن المسؤول عن هذه الصفقة؟ وهل هي الخيبة أم العمالة للموساد، الذي لا نعرف حدود اختراقه لحزب الله، لكن حدود ما نعلم أمكن به أن يجعل قدرات الحزب ريشة في مهب الريح؟!

ما اعتبرناه شغبا محدودا من جانب حزب الله، ومناوشات لا قيمة لها، تبين إنها مؤثرة حد استفزاز إسرائيل، فيكون رد فعلها كشفا عن مخطط اختراق الحزب، والاختراق في جوهره يمكن أن يطمئن إسرائيل من ناحية الحزب تماما، وعدم تشكيله خطرا في المستقبل عليها
السنة والشيعة:

فلولا اشتباك الحزب مع إسرائيل لما حدث له ما حدث، ولا بد من التسليم هنا بأمرين:

الأول إن ما اعتبرناه شغبا محدودا من جانب حزب الله، ومناوشات لا قيمة لها، تبين إنها مؤثرة حد استفزاز إسرائيل، فيكون رد فعلها كشفا عن مخطط اختراق الحزب، والاختراق في جوهره يمكن أن يطمئن إسرائيل من ناحية الحزب تماما، وعدم تشكيله خطرا في المستقبل عليها، أو تهديدا جادا لها، لكن من الواضح أن ضرباته أوجعت نتنياهو فكان ما كان!

الأمر الثاني أنه يضع حدا للخطاب الشعبوي الذي يقول إن إيران وحزب الله أدوات غربية، وأن كل ما يحدث أمامنا تمثيل، يستهدف إدخال الغش والتدليس علينا، فالعداء هو للسنّة، مع أن الحليف السني أسقط للغرب الاتحاد السوفييتي وساهم في تفكيكه، لكنها أولوياته، وليس فرضه للحصار على إيران من باب التمثيل على المسرح العائم!

الغرب استغل الشيعة في ضرب السنة، كما استغل السنة في هزيمة الاتحاد السوفييتي، لكن في النهاية لا هم عملاء ولا هؤلاء عملاء، ولكن الأزمة مردها إلى غياب النظرة الاستراتيجية لدى الأطراف كافة.

وليس هذا موضوعنا، ومع تفهمي لسعادة السعداء، إلا أنه لا يجوز لنا السعادة في تدمير حزب الله على يد إسرائيل، لأن انتصارها على أي كائن من كان هو قوة لها في مواجهتنا، فماذا بقي للمقاومة الفلسطينية من حليف.. الرئيس قيس سعيد؟!

"اعدلوا هو أقرب للتقوى"!

x.com/selimazouz1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية سوريا الإيراني حزب الله إيران سوريا إسرائيل حزب الله مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثورة السوریة من الواضح أن حزب الله لکن من

إقرأ أيضاً:

عدم الحياد هو أساس التشكيل!

**
*بالنسبة لـ”تقدم” تأسيسها نفسه ليس عملاً محايداً لأنه قام على أسس “غير حيادية”، ولأداء أغراض غير حيادية. فقد تشكلت لتوفير الدعم السياسي والإعلامي للميليشيا ولداعمها الأجنبي، بتجميع كل القوى المدنية والمسلحة التي تتخذ هذه المواقف الأساسية الثمانية (التي لا يستطيع أحد أن ينفي أنها شكلت معيار التشكيل). هذه المواقف ــ إضافة لمواقف أخرى شبيهة ظهرت بعد التشكيل ــ لا يمكن أن تكون أساساً لتشكيل كيان محايد، إلا إذا كانت كلمة الحياد قد تعرضت لخسارة دلالية كاملة أفقدتها معناها تماماً، وأعطتها معنىً معاكساً.*:
١. تناويء الجيش وتقف ضد كل داعميه.
٢. تبرئ الميليشيا من إشعال الحرب ومن أي تهمة سياسية.
٣. تتبنى التأسيس الأيديولوجي للحرب كما تطرحه الميليشيا (جذور الحرب/ المظالم التاريخية التي تعرضت لها الميليشيا ومن تدعي أنها تنطق باسمهم).
٤. تصمت عن داعمي الميليشيا الأجانب، وتهاجم من لا يصمتون عنهم.
٥. تفصل بين إجرام الميليشيا وموقفها السياسي الإيجابي منها.
٦. تجرِّم مقاومة المواطنين لعدوان الميليشيا.
٧. تدعم موقف الميليشيا التفاوضي.
٨. وتشكل محطة مؤقتة للعابرين الراغبين في الالتحاق بالميليشيا.
▪️ *الحياد تجاه ميليشيا تحارب المواطنين قصداً، وتمارس التخريب المتعمد، وتشكل ذراعاً لمطامع أجنبية، حتى إن كان حياداً حقيقياً، لن يشكل ستاراً للمتغطين به:*
١. لأنه بمثابة (إعلان) لعدم الانحياز الكامل للوطن وللمواطنين في مواجهة الميليشيا ومرتزقتها وداعمها الأجنبي.
٢. لأن المواطنين ليسوا محايدين تجاه الميليشيا ومرتزقتها وداعمها الأجنبي، وبالتالي فإن موقف الحياد، حتى إن كان حقيقياً، لا يعبر عنهم، بل يشكل اختلافاً جوهرياً ــ لصالح الميليشيا ــ مع موقفهم.
٣. لأنه لا يستطيع أي كيان أن يهندس مواقفه (العلنية) بحيث تلتقط الإمارات والميليشيا ما فيها من انحياز لهما يجلب رضاهما، دون أن يلتقطه الضحايا قبلهما، ودون أن يعتبروا أن هذا الانحياز كان ضدهم، وأن هذا الرضا كان على حسابهم.
٤. لأنه لا توجد فروقات جوهرية بين تحالفي “تأسيس” و”صمود”. وأحد الأدلة هو السهولة التي يجمع بها حزب الأمة القومي بين عضوية التحالفين، واستمراره في هذا الجمع، دون توجس أو اعتراض من أي من التحالفين!
*الحياد ــ إذا كان حقيقياً ــ بين المواطن وجلاده، والوطن والطامع الأجنبي فيه، ليس حياداً بقدر ما هو استقالة أخلاقية وسياسية من الوطنية، فما بالكم بالحياد المزيف!*
إبراهيم عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل يجوز إمامة المرأة للنساء وأين تقف في الصلاة؟ اعرف الطريقة
  • استمرار الافتراء كذبا على الحزب الشيوعي بعد الحرب «2/ 2»
  • هل يجوز للعائد من الحج ترك صلاة الجماعة عدة أيام للراحة
  • هل يجوز الاستغفار بنية طلب قضاء حاجة معينة؟ .. أمين الفتوى يحسم الجدل
  • استمرار الافتراء كذباً على الحزب الشيوعي بعد الحرب «1/ 2»
  • هل يجوز صيام رابع أيام التشريق إذا صادف أول الأيام البيض؟
  • الجميل استقبل لودريان: لضرورة انسحاب إسرائيل وسحب سلاح الحزب لضبط سيادة لبنان
  • هل يجوز احتساب الأضحية من مال الزكاة؟.. الإفتاء توضح
  • عدم الحياد هو أساس التشكيل!
  • أهالي حمص يحيون ذكرى رحيل حارس الثورة السورية عبد الباسط الساروت في مدينة حمص لأول مرة بعد تحرير المدينة