عربي21:
2025-12-15@04:24:43 GMT

الطوفان الذي هز عرش الاحتلال.. 365 يوما من الصمود

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

بعد أيام قليلة يمر عام كامل على انطلاق عملية طوفان الأقصى، تلك العملية التي هزت أركان الكيان الصهيوني وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي.

نستعرض أبرز ما حققته المقاومة الفلسطينية من مكاسب، وما واجهته من تحديات وعقبات، ونناقش فرص انتصارها وهزيمة الاحتلال في المستقبل.

ما اكتسبته فلسطين:

أولا: إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية

نجحت عملية طوفان الأقصى في كسر حالة الجمود التي كانت تعيشها القضية الفلسطينية، فعادت فلسطين لتتصدر عناوين الأخبار العالمية وتشغل الرأي العام الدولي.

هذا الاهتمام المتجدد فتح الباب أمام نقاشات جادة حول حقوق الفلسطينيين وشرعية المقاومة، وفضح المشروع الصهيوني أو توقفه وتعطيله في هذه البقعة من الأرض.

ثانيا: توحيد الصف الفلسطيني

شكلت العملية نقطة تحول في مسار الانقسام الفلسطيني. فقد التحمت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مما أظهر إمكانية تجاوز الخلافات الداخلية في سبيل القضية الأم.

ثالثا: كشف هشاشة منظومة الأمن الإسرائيلية:

أثبت طوفان الأقصى أن "جيش الاحتلال الذي لا يقهر" هو مجرد أسطورة. فقد تمكنت المقاومة من اختراق أكثر المناطق تحصينا وهي مركز التجسس في منطقة ريعيم وإلحاق خسائر فادحة بالعدو وأسر أكثر من 250 أسيرا، منهم شخصيات كبيرة داخل جيش الاحتلال، مما زعزع ثقة المجتمع الإسرائيلي بقدرات جيشه وأجهزته الأمنية.

رابعا: تعزيز الدعم الشعبي العربي والعالمي:

شهدت الساحة العربية والدولية موجة غير مسبوقة من التضامن مع الشعب الفلسطيني. تجلى ذلك في المظاهرات الحاشدة التي عمت العواصم العالمية، وحملات المقاطعة التي استهدفت الشركات الداعمة للاحتلال.

خامسا: إحياء روح المقاومة في الأراضي المحتلة:

انتشرت شرارة المقاومة من غزة إلى الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948. هذا التصاعد في العمليات والمواجهات الشعبية أربك حسابات الاحتلال وأثبت أن المقاومة خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني، فليس معنى السكون في فترة زمنية أن القضية قد ماتت بل هي حالة هدوء ما قبل التسونامي الفلسطيني.

التحديات والعقبات:

أولا: العدوان الإسرائيلي الوحشي:

واجهت المقاومة والشعب الفلسطيني عدوانا إسرائيليا غير مسبوق في وحشيته. استهدف هذا العدوان المدنيين بشكل ممنهج، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ودمارا هائلا في البنية السكنية والتحتية حتى قال بعض الخبراء إن الركام في غزة يحتاج أعواما لإزالته، وهذا يرجع الى الهجمة البربرية على غزة.

ثانيا: الحصار الخانق على غزة:

منذ عام 2006 شدد الاحتلال حصاره على قطاع غزة، فمن دخول الشاحنات المحملة بالطعام والاحتياجات الأساسية إلى حالة مماثلة من شِعب أبي طالب، مانعا دخول الغذاء والدواء والوقود. هذا الحصار فاقم من المعاناة الإنسانية وشكل تحديا كبيرا أمام صمود الشعب الفلسطيني.

ثالثا: التواطؤ الدولي مع الاحتلال:

واجهت المقاومة موقفا دوليا منحازا للاحتلال، خاصة من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية. هذا الانحياز تجلى في الدعم العسكري والسياسي اللامحدود لإسرائيل، وفي عرقلة أي جهود دولية لوقف العدوان.

رابعا: محاولات تشويه صورة المقاومة:

منذ اللحظة الأولى في الحرب شنّت وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية حملة تشويه ممنهجة ضد المقاومة الفلسطينية، محاولة نزع الشرعية عن نضالها وتصويرها كحركة إرهابية.

خامسا: استنزاف القدرات البشرية والمادية:

أدى العدوان المتواصل إلى استنزاف كبير في صفوف المقاومة، سواء على مستوى الكوادر البشرية أو الإمكانيات المادية والعسكرية.

فرص انتصار المقاومة وهزيمة الاحتلال:

أولا: تنامي الوعي العالمي:

شهدت الحرب الأخيرة على غزة تزايدا ملحوظا في الوعي بحقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في أصقاع الأرض. هذا الوعي المتنامي يشكل فرصة ذهبية للمقاومة لكسب المزيد من التأييد الدولي وفضح ممارسات الاحتلال.

ثانيا: تصدع الجبهة الداخلية الإسرائيلية:

لطالما أظهر الإعلام قوة الاحتلال التي لا تقهر وتماسك المجتمع الداخلي، فأظهرت الأحداث الأخيرة هشاشة التماسك الداخلي في المجتمع الإسرائيلي. الانقسامات السياسية والاجتماعية المتزايدة تضعف قدرة إسرائيل على مواصلة احتلالها على المدى الطويل.

ثالثا: تطور قدرات المقاومة:

أثبتت المقاومة أنها تملك القدرة على تطوير قدرتها العسكرية والسياسية وأساليب التكتيك والاستراتيجيات، ورغم بعض الخسائر إلا أن هذا التطور المستمر يجعل من الصعب على الاحتلال التنبؤ بخطواتها القادمة أو احتوائها.

رابعا: تعزيز التضامن الدولي والعربي والإسلامي:

يجب على المقاومة الاستفادة من حالة التضامن المتزايدة من العالم عامة والعالمين العربي والإسلامي خاصة. هذا التضامن يجب الدفع به إلى أن يترجم إلى دعم سياسي واقتصادي أكبر للقضية الفلسطينية.

خامسا: تغيرات في النظام العالمي:

أصبحت التحولات الجيوسياسية العالمية تدفع إلى تصغير حجم الهيمنة الأمريكية مما يفتح آفاقا جديدة للقضية الفلسطينية، وينعكس على الدعم الدولي اللامشروط لإسرائيل.

سادسا: استمرار الصمود الشعبي:

يشكل صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وحقوقه عاملا حاسما في إطالة أمد المقاومة وإرهاق الاحتلال.

سابعا: تزايد الضغوط الاقتصادية على إسرائيل:

أخفق الاقتصاد الداخلي للاحتلال على مدار ما يقرب من العام الآن في النهوض مما خسره في الشهور الماضية منذ بداية الطوفان، كما تحقق حركات المقاطعة العالمية والدعوة إلى سحب الاستثمارات ضغطا اقتصاديا متزايدا على إسرائيل، مما قد يدفعها للتراجع عن سياساتها القمعية والمدمرة لشعب فلسطين.

رغم التحديات الهائلة، تظل فرص انتصار المقاومة الفلسطينية قائمة. يتطلب تحقيق هذا الانتصار استراتيجية شاملة تجمع بين الصمود الميداني، والعمل الدبلوماسي، وكسب التأييد الشعبي العالمي.

إن عاما على طوفان الأقصى قد أثبت أن إرادة الشعب الفلسطيني لا تلين، وأن المقاومة قادرة على تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلا بالأمس.

لقد أعاد طوفان الأقصى رسم خريطة الصراع، وفتح صفحة جديدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية. وبينما يستمر الصراع، يبقى الأمل في تحقيق الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني حيا، مدفوعا بإرادة شعب لا يعرف الاستسلام، ومقاومة تواصل الكفاح رغم كل الصعاب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الفلسطينية المقاومة الإسرائيلي غزة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة طوفان الاقصي مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

المجاهدين الفلسطينية”: المقاومة والوحدة الجهادية هما السبيل لانتزاع كل الأرض والحقوق

 

الثورة نت/

أكدت حركة المجاهدين الفلسطينية، اليوم السبت، الذكرى الـ38 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن المقاومة والوحدة الجهادية هما السبيل لانتزاع كل الارض وكل الحقوق.

وتقدمت حركة المجاهدين الفلسطينية، وجناحها العسكري (كتائب المجاهدين)، في بيان اطلعت عليه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، بخالص التهاني والتبريكات القلبية للمجاهدين في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وجناحها العسكري (كتائب القسام) وكافة أطرها القيادية والتنظيمية بمناسبة الذكرى الـ38 لانطلاقتها المباركة.

وقالت الحركة: “في هذه المناسبة المباركة نستذكر السجل الحافل من التضحيات التي قدمتها “حماس” في تاريخ النضال الفلسطيني لا سيما في معركة طوفان الأقصى فقد أضافت زخماً جهادياً وشكلت إضافة نوعية للعمل الإسلامي والمقاوم في فلسطين والأمة”.

وأضافت: “إننا في حركة المجاهدين إذ نعبر عن خالص اعتزازنا بعمق العلاقة المتينة مع إخوان الدرب والسلاح في حركة حماس وكتائب القسام واللحمة الميدانية التي تجسدت في محطات المقاومة والنضال لاسيما انتفاضة الأقصى وماتلاها من جولات نضالية وصولا إلى معركة طوفان الأقصى نؤكد على ان خيار المقاومة والوحدة المبنية على أسس متينة هو الطريق لاستعادة كل ارضنا وحقوقنا”.

ودعت حركة المجاهدين، الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة لمزيد من رص الصف وتعزيز الوحدة الحقيقية للتصدي لكل مؤامرات العدو وأذنابه خاصة في ظل استمرار حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة بصورة مختلفة.

وأكملت: “إن حركة المجاهدين الفلسطينية اذ تعاهد الله ومن ثم شهداء شعبنا على المضي في طريق ذات الشوكة مهما عظمت الجراح وبلغت التضحيات، تدعو الله العلي القدير ان يعود العام القادم وقد تطهرت بلادنا من دنس الاحتلال المجرم وأن نحتفل سوية في ساحات القدس المباركة إنه نعم المولى ونعم النصير”.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: التحرك المصري أنقذ القضية الفلسطينية من سيناريو التصفية وفرض التهجير
  • الأحرار الفلسطينية”: انطلاقة حركة “حماس” شكلت علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية
  • المجاهدين الفلسطينية”: المقاومة والوحدة الجهادية هما السبيل لانتزاع كل الأرض والحقوق
  • خليل الحية: طوفان الأقصى كسر الردع الإسرائيلي وأعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة
  • حماس : طوفان الأقصى محطة شامخة في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال
  • حزب الله: الدولة معنيّة بتثبيت السيادة والمقاومة أدّت دورها في مساندتها
  • عبد العاطي يؤكد لوزير الخارجية الفلسطيني الأسبق دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: أطفال غزة يواجهون خطرًا حقيقيًا مع البرد وجرف آلاف الخيام
  • سنابل الصمود .. كيف حول الشعب اليمني ’’الزراعة’’ إلى سلاح لمواجهة العدوان والحصار
  • «الهيئة الدولية لدعم فلسطين»: حماية «الأونروا» في غزة واجب للحفاظ على القضية الفلسطينية