سودانايل:
2025-12-13@22:29:32 GMT

القيم المهدرة .. والتناقض الوقح

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

عادل محجوب على

[email protected]

• قيم الشعوب هى تمائم حفظ الأوطان ، من الوقوع فى متاهات التردى ،وشر الإنحطاط ..، تستمد جذوتها من الدين والأخلاق والعرف ، و تسرى فى النفوس كسريان الدم فى الشرايين والأوردة والكهرباء فى الأسلاك .
• والقيم الكريمة هى أساس الدين القيم يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم إن ما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .

والدين المعاملة .
• فالنفاق والفتنة والشقاق وكل سىء الأخلاق جراثيم داء عضال أصابت مجتمعنا فى مقتل وسرت فى شرايين دولتنا و أصابت جسد الوطن بالوهن ، وضعف التيار الأخلاقي القويم عطل تدوير حركة النماء واستقامة صيرورة الحياة بالسودان .
• و مصيبتنا الكبرى أننا جميعا ندرك ذلك وتلوكه الألسن ، وتعج به كتاباتنا ويقدم حتى فى مسميات و زاراتنا ، فكلمة التربية تسبق التعليم ، وفى هذا إقرار عظيم لكن ينقصه التطبيق العملى بواقعنا الأليم .
• وواجب الحكومات فى إصلاح شأن المجتمعات هو صميم عملها ، وهو ترمومتر قياس نجاحها وفشلها ، ويقول الحكماء أن القدوة الحسنة خير من الوصية وان حسن الخلق أحد مراكب النجاة، حسن خلق الحكام قبل المحكومين .
• ومن الواضح أن فقدان وطننا على مر تاريخه المعاصر للحاكم القدوة ، والرئيس الملهم له دور كبير فى تخلف ركبه عن رصفائه بالمعمورة ، والذى يراه الحاكمين وكبار التنفيذيين بسفرهم الدائم بدول العالم بالمبانى و المعانى باديس و نيروبي و كيجالى و كمبالا دعك عن مدن دول الخليج والدول العربية الأخرى التى بلغت بالتقدم والرفاهية بكافة مناحى الحياة شأوا بعيدا ويبدو أن ما يشاهدونه، بيوروهات ما أستقطع من عملة الشعب الحرة الشحيحة ،لم يثير فيهم حمية ولم يدفعهم إلى تجويد أداء بالشأن العام .
• حيث ظل الكثيرين منهم همه مصلحة الذات ، والحزب والنفخ فى أوردة غرورهما لأجل البقاء الأطول بالمنصب ،لذا يستغفلون البسطاء بالحشد وتبديد المال العام و إبتكار أساليب الفساد لتحويله لمال خاص ، مع الهتاف النموذج.. السد السد الرد الرد ، كتجسيد حى للشوفونية المتعفنة ، والرياء الذى يحبط العمل ،و المغارز الخواء .. وما أكثر الأمثلة النظيرة .
• وقد أحدث التناقض الوقح المشاهد، بين الأقوال والأفعال ، للحكام وقادة العمل العام بالسودان ، خلال العقود الاربعة الأخيرة، والتى عاصرها جيلنا بكامل وعيه ، ربكة مدمرة للقيم ، ومسوح دين سمجة أحدثت شرخا عميقا فى الحياة العامة بالسودان ، تضميده يحتاج لجهود وعقود .
• فقد كان البون الشاسع بين نظرية المشروع الحضارى التى تستند على قيم الإسلام وتطبيق النقيض على أرض الواقع ، خلال سنوات حكم الإنقاذ ،وهى اكبر فترة حكم مرت بتاريخ السودان منذ الاستقلال ، توضحها الحقائق المجسمة التى تمشى بين الناس ، وتضج بها الحكايات ، و تبكى خطلها النكات المضحكات .وهذا الأمر لايحتاج توضيحه للأسرار الكبرى التى بثتها القنوات ،ولا حديث عرابها د. الترابى وشهادته بقناة الجزيرة الفضائية ،ولا تنتطح فى ما أحدثته تجربتها بالحكم من تشويه كبير لقيم الاسلام الذى كانت تدعيه عنزان . من واقع ما طفح بالسطح من ممارسات الفساد والمحسوبية والظلم التى سادت وتعج بها المجلدات ووشمت بذاكرة السودانين . وكانت نتيجتها الفشل المريع بكافة المجالات ، والتى تضافرت مع الظلم و التخبطات العسكرية والأمنية والتهور السياسى و أحدثت الفجيعة الراهنة و أشعلت الحرب الطاحنة بينهم ووليد طموح حماية الذات الفانية ، وتطلعات النفوس المتباينة .
• وسعى قادة التجربة الإنقاذية للعودة للحكم على جثة الوطن ، رغم العوار البين الذى أصاب ممارستهم للحكم والثورة الشعبية التى إقتلعتهم ، محيرة وجديرة بالدراسة و ستظل معضلة كبيرة أمام فكاك الوطن من براثن القعود ، ومثال حى لأسباب التردى الناتجة عن ضعف القيم الدينية الحقة والأخلاقية السوية .
• فحب الذات والتعصب للإنتماءات ،على حساب سلامة الوطن و إستقراره ، حتما يتناقض مع قيم الدين التى يدعون، والتى تحرم الجلوس على كرسى حكم مغموس بالدماء وبين الأشلاء وفوق رماد الوطن ، وهذا الأمر تعافه النفوس السوية ، ومن يسعى إليه لاشك فى ما يعتريه من سوء الطوية .
• فعلى العقلاء من الحركة الإسلامية بالسودان بمسمياتها المختلفة وتنظيماتها وتشكيلاتها التى ظلت تتلون مثل الحرباء فى كل زمان ومكان ، وتقدم فى سبيل وصولها لغاياتها نماذج من المراوغة والمداهنة والنفاق والتدليس ما يدهش أبليس ، أن يتقوا الله فى حق هذا الوطن ، وان يراجعوا تجربة حكمهم الطويلة ،ويتركوا الوطن يرتاح قليلا من صراعهم العدمى على ظهره المدمر ، فهم يدركون أنهم قادة بكل أطراف الصراع ، ولن ينفع الخداع . فرفقا بشعب وصل قمة العذاب ووطن على وشك الضياع.
بتق رأس الشجرة القلعوا الشارع
بقى رأسين تتصارع
والكل فلول يازول يا ضايع
والعين بتشوف بالضوء النابع
من نبضات القلب الخاشع
كل خبايا الزيف الطامع
وحزن الوطن إتمدد شاسع
هد مدارك العصب السابع

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تعرف على شرح حديث "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"

حديث "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر يتحدث الشيخ هشام البنا من علماء ا لازهر الشريف ويقول فى شرح هذا الحديث يعني أن الكبر (التعالي على الناس، رد الحق، واحتقار الآخرين) يمنع صاحبه من دخول الجنة ابتداءً، أو يمنعه من دخولها مع أول زمرة، ولا يعني الكفر إلا إن كان كبر إبليس، وأن أقل القليل منه يوجب العقوبة، لكن الإيمان ولو كان قليلاً يشفع للمؤمن ويخرجه من النار، وقد أتى رجل يسأل عن حب لبس الثياب الحسنة، فأجاب النبي بأن الله جميل يحب الجمال، والكبر الحقيقي هو احتقار الحق واستصغار الناس. 

الكبر: هو استعظام الذات، ورؤية النفس فوق الآخرين، واستحقار الناس، وإباء الحق، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}.

مثقال ذرة: أي أقل القليل، فالذرة هي النملة الصغيرة أو الغبار الدقيق، ومعناه أن أدنى درجة من الكبر تمنع من دخول الجنة.لا يدخل الجنة: المقصود به لا يدخل الجنة ابتداءً (مع أول الداخلين)، وقد يُعذَّب عليه في النار ثم يخرج، وليس كفراً يخلد صاحبه، إلا إن كان كبر إبليس الذي أدى إلى الإعراض عن الحق.

الفرق بين الكبر المحرَّم والتجمل المباح:

سؤال الرجل: "إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة، أفمن الكبر؟".جواب النبي: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس".التوضيح: حب الجمال في الملبس والمظهر أمر مباح بل محبوب، لأنه من التجمل الذي يحبه الله، أما الكبر فهو رد الحق وعدم قبوله، واحتقار الناس واستصغارهم.

الخلاصة:
الحديث تحذير شديد من الكبر، وبيان أن الإيمان ولو كان قليلاً ينجي من الخلود في النار، بينما الكبر ولو كان يسيراً يمنع من دخول الجنة أول وهلة، وأن الكبر الحقيقي هو استعظام الذات واحتقار الخلق ورفض الحق، لا حب التجمل والمظهر الحسن. 

الكبر: هو استعظام الذات، ورؤية النفس فوق الآخرين، واستحقار الناس، وإباء الحق، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}.

مقالات مشابهة

  • مقتل 6 مدنيين في قصف استهدف مبنى للأمم المتحدة بالسودان
  • نهم السؤال وظمأ الذات
  • تعرف على شرح حديث "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"
  • تأجيل طعن هدير عبد الرازق على نص القيم الأسرية في جرائم تقنية المعلومات
  • تأجيل نظر طعن هدير عبد الرازق على نص «القيم الأسرية» لـ 28 مارس
  • اليوم.. نظر دعوى هدير عبد الرازق على نص «القيم الأسرية» في جرائم تقنية المعلومات
  • وداعًا الكمسارى
  • "صحح مفاهيمك".. ثقافة القاهرة تنظم لقاءات توعوية متنوعة
  • وقفة قبلية مسلحة في بني منصور بالحيمة تعلن النفير العام وتؤكد الجهوزية الكاملة لمواجهة العدو
  • أكاديمية الشرطة تنظم محاضرتين للإحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان