الأمم المتحدة:
في اجتماع وزاري حول السودان بمقر الأمم المتحدة، حثت مسؤولة أممية الدول الأعضاء على استخدام نفوذها "لإنهاء الانتهاكات المروعة للقانون الدولي الإنساني وانتهاكات قانون حقوق الإنسان".

عُقد الاجتماع على هامش المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحت عنوان "تكلفة التقاعس: الدعم العاجل والجماعي لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة".

نظمت الفعالية الأمم المتحدة ومصر والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحادان الأفريقي والأوروبي للدعوة إلى إنهاء الحرب ودعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة.

جويس مسويا القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة أكدت الحاجة إلى دفعة دبلوماسية متضافرة لإحداث تغيير جذري في وصول المساعدات الإنسانية، من أجل توصيل الإغاثة بشكل آمن ومبسط وسريع من خلال جميع الطرق الممكنة، سواء عبر الحدود أو خطوط الصراع ولتيسير العمل اليومي للمنظمات الإنسانية على الأرض لإنقاذ الأرواح.

وحثت المسؤولة الأممية الدول الأعضاء على دعم الجهود الرامية إلى زيادة حجم المساعدات عبر معبر أدري من تشاد وتمديد العمل بهذا الطريق الحيوي إلى ما بعد فترة الأشهر الثلاثة الأولية المسموح لها.

وقالت: "نحتاج إلى تحسينات كبيرة للغاية في قدرتنا على نقل الإمدادات والأفراد على طول الطرق التي تعبر خطوط الصراع".

وفي ظل نقص التمويل وأثره على تقويض جهود الاستجابة داخل السودان وفي البلدان المجاورة، أعلنت المسؤولة الأممية تخصيص 25 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ لمعالجة ظروف المجاعة وانعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان.

هدن إنسانية
السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد، التي شاركت بلادها في تنظيم الاجتماع، شددت على ضرورة قبول الأطراف المتحاربة فترات توقف إنسانية للقتال في الفاشر والخرطوم وغيرهما من المناطق المتضررة بشدة للسماح بتدفق المساعدات وفرار المدنيين.

وقالت: "يجب على قوات الدعم السريع أن توقف على الفور هجومها المميت على الفاشر. إن المسؤولية تقع على الطرفين، ويجب عليهما إزالة الحواجز أمام الوصول الإنساني على جميع الطرق، ويشمل ذلك فتح معبر أدري بشكل دائم، وضمان حماية وسلامة العاملين الإنسانيين الشجعان".

وأعلنت السفيرة الأمريكية مساهمة بلادها بمبلغ إضافي قدره 424 مليون دولار للاستجابة الإنسانية الطارئة في السودان والدول المجاورة. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ساهمت بملياري دولار منذ بداية هذا الصراع.

الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يشارك في اجتماع حول السودان، يعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
UN News الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يشارك في اجتماع حول السودان، يعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية شارك في الاجتماع وتحدث عن دعم المملكة العربية السعودية للسودان "والمقدر بأكثر من 3 مليارات دولار".

وقال إن المركز، ضاعف جهوده بعد نشوب الحرب حيث نفذ أكثر من 70 مشروعا إنسانيا بتكلفة تجاوزت 73 مليون دولار بالتعاون من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى.

وأضاف أن التحديات وتبعات الأزمة السودانية تستوجب تضافر الجميع لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون قيود مع تنفيذ استجابة مستدامة ومنسقة ووصول آمن وغير مقيد إلى المناطق المتأثرة بالنزاع.

وشدد على ضرورة تعامل المجتمع الإنساني مع الأزمة الإنسانية التي يشهدها السودان بعيدا عن الاعتبارات السياسية، "فهي مأساة إنسانية تستوجب تجاوز الانقسامات". وأكد إمكانية إحداث تغيير حقيقي يضمن تمتع جميع الشعب السوداني بفرص متساوية لإعادة بناء حياته.

عبيدة الدندراوي مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون الأمم المتحدة، يشارك في اجتماع وزاري حول السودان بمقر الأمم المتحدة.
UN News عبيدة الدندراوي مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون الأمم المتحدة، يشارك في اجتماع وزاري حول السودان بمقر الأمم المتحدة.
عبيدة الدندراوي مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون الأمم المتحدة أشار إلى أن الأزمة في السودان مستمرة رغم كافة المبادرات المطروحة لتحقيق الاستقرار، لتودي بحياة آلاف المدنيين وتدمر المرافق الحيوية.

وقال إن دول جوار السودان تقوم بجهود مضنية للتعامل مع تداعيات الأزمة، "من خلال استقبال الملايين من الأشقاء السودانيين ومشاركة مواردها المحدودة في ظل وضع اقتصادي عالمي بالغ الصعوبة".

وقال إن مصر استقبلت، منذ اندلاع الحرب، 1.2 مليون مواطن سوداني انضموا إلى نحو خمسة ملايين سوداني يعيشون في مصر. وذكر أن الحكومة المصرية تقدم لهم مساعدات إغاثية عاجلة ومستلزمات طبية وخدمات أساسية.

وأضاف أن مصر ودول الجوار الأخرى لن تتمكن من الاستمرار في تحمل كافة هذه الأعباء بمفردها. وأكد أهمية وفاء المجتمع الدولي بتعهداته وضرورة أن تتحمل الدول والمنظمات المانحة مسؤولياتها الإنسانية "وأن توجه الدعم والمساندة لمصر وبقية دول الجوار الأخرى لتتمكن من مواصلة القيام بهذه الجهود المضنية".

المسؤولة في الاتحاد الأفريقي ميناتا ساماتي سيسوما ناشدت الطرفين في السودان وقف القتال وقالت: "لا يمكن أن يكون هناك فائزون في هذه الحرب". وأضافت أن النساء والأطفال هم أول ضحايا الصراع.

وشددت على ضرورة وضع حد للقتال وأن يجلس الطرفان على طاولة المفاوضات لإيجاد حل. وقالت: "يجب أن تتوقف الأعمال العدائية، وقبل كل شيء، يجب احترام القانون الدولي والقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وتوفير الوصول الإنساني إلى الضحايا، وخاصة النساء والأطفال".

المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أشار إلى أنه زار السودان مرتين خلال العام الحالي. وقال مناشدا تعزيز الدعم للجهود الإنسانية في السودان: "إن النازحين داخل السودان، الذين لا يجدون الرعاية والإغاثة، سوف يصبحون لاجئين (في دول أخرى). وقد عبر أكثر من مليوني شخص بالفعل إلى البلدان المجاورة، إلى مصر وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، وهي بلدان تواجه أوضاعها الخاصة من عدم الاستقرار والهشاشة والتحديات الأخرى".

بعد ما يقرب من ثمانية عشر شهرا من اندلاع الصراع، يشهد السودان أزمة إنسانية ذات أبعاد مدمرة. يحتاج نصف السكان إلى مساعدات إنسانية ونزح أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم، إما داخل البلاد أو إلى البلدان المجاورة. ويعاني ما يقرب من 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد كما ظهرت المجاعة في شمال دارفور.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: بمقر الأمم المتحدة یشارک فی اجتماع حول السودان فی السودان

إقرأ أيضاً:

وكالات إغاثة أممية: غزة في رعب بعد ليلة أخرى من الغارات الدامية والحصار

وسط تقارير تفيد بأن الغارات الإسرائيلية على غزة خلال الليل وحتى فجر اليوم، الجمعة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 64 شخصا، ردت فرق الإغاثة مرة أخرى بقوة على مزاعم تحويل المساعدات إلى حركة حماس، مطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي.

وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم، من أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إسرائيل في غزة - وتحديدًا الضربات الإسرائيلية على المستشفيات واستمرار منع المساعدات الإنسانية "ترقى إلى التطهير العرقي".

وقبل الغارات التي وقعت في 13 مايو على اثنين من أكبر المستشفيات في جنوب غزة، كان هناك بالفعل دمار واسع النطاق، حيث قُتل 53 ألف فلسطيني، وفقًا للسلطات المحلية، ويواجه جميع المدنيين الباقين

وقال تورك "إن قتل المرضى أو الأشخاص الذين يزورون أحباءهم الجرحى أو المرضى، أو عمال الطوارئ أو غيرهم من المدنيين الذين يبحثون عن مأوى، أمر مأساوي بقدر ما هو بغيض.. يجب أن تتوقف هذه الهجمات".

وذكّر تورك إسرائيل بأنها ملزمة بالقانون الدولي الذي "يضمن اتخاذ العناية المستمرة لإنقاذ أرواح المدنيين"، وهو ما قال إنه لم يكن واضحًا في ضربات المستشفيات في 13 مايو.

وفي إحاطة للصحفيين بجنيف، وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارجريت هاريس، ليلة أخرى من الرعب في الجيب الذي مزقته الحرب، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

وقالت إن بعض المصابين في الهجمات طلبوا المساعدة من المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، على الرغم من أنه أصبح الآن "مجرد هيكل" بعد 19 شهرا من الحرب، مؤكدة "لقد بذلنا قصارى جهدنا لإعادته إلى وضعه السابق وهم يبذلون قصارى جهدهم لعلاج الجميع، لكن الفرق الطبية تفتقر إلى كل ما هو مطلوب".

ورفضت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية اتهامات بتسليم إمدادات الإغاثة إلى /حماس/، قائلة إنه "في القطاع الصحي، لم نر ذلك.. كل ما نراه هو حاجة ماسة في جميع الأوقات".

بدوره، أوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن نظامًا صارمًا من الفحوص والتقارير المقدمة إلى المانحين يعني أن جميع إمدادات الإغاثة تخضع لتتبع دقيق في الوقت الفعلي، مما يجعل التحويل أمرًا مستبعدًا للغاية.

وحتى لو كان ذلك يحدث، "فإنه ليس على نطاق يبرر إغلاق عملية إغاثة منقذة للحياة بأكملها"، كما قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركي. وأضاف: "لو كنت في غيبوبة لمدة السنوات الثلاث الماضية واستيقظت ورأيت هذا للمرة الأولى، فإن أي شخص يتمتع بالفطرة السليمة سيقول إن هذا جنون".

ويأتي هذا التطور بعد أكثر من 10 أسابيع من امتناع السلطات الإسرائيلية عن السماح بدخول جميع المواد الغذائية والوقود والأدوية وغيرها إلى غزة.

وحتى الآن، لم يتم تنفيذ اقتراحهم بإنشاء منصة بديلة لتوزيع المساعدات تتجاوز وكالات الأمم المتحدة القائمة - والذي تعرض لانتقادات واسعة من قبل المجتمع الإنساني.

وقد أدى ذلك إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية، التي لم تكن معروفة في غزة قبل الحرب، والمجاعة الوشيكة.

وفي آخر تحديث لها، قالت (أوتشا) إن الأمم المتحدة وشركاءها لديهم 9000 شاحنة محملة بإمدادات حيوية جاهزة للدخول إلى غزة.

ويحتوي أكثر من نصفها على مساعدات غذائية يمكن أن توفر أشهرًا من الغذاء لسكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة.

مقالات مشابهة

  • من غزة إلى السودان واليمن ومالي.. الأمم المتحدة تكشف أرقاماً مفزعة حول الجوع
  • جوتيرش: الأمم المتحدة لا تملك القوة لوقف الحرب فى قطاع غزة
  • الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية يجددون التزامهم بوحدة السودان وإنهاء الحرب
  • السيسي يطالب بخطوات حاسمة لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة
  • السودان: الأمم المتحدة ترحب باستمرار فتح معبر “أدري” وتحذر من مخاطر في دارفور
  • أبو الغيط: الحرب في السودان تسببت في أسوأ أزمة إنسانية على الأرض
  • كارثة إنسانية تلوح في الأفق: الأمم المتحدة تقلص مساعداتها لليمن والصومال بسبب نقص التمويل
  • وكالات إغاثة أممية: غزة في رعب بعد ليلة أخرى من الغارات الدامية والحصار
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي بالسكرتير العام للأمم المتحدة
  • خلال فعالية لأحياء ذكرى النكبة بالأمم المتحدة.. عباس يدعو لإنهاء الحرب بغزة