سواليف:
2025-07-06@06:33:15 GMT

الحقيقة العارية

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

#الحقيقة_عارية

د. #هاشم_غرايبه

يقع كثيرون من ابناء أمتنا في خديعة توهّم أن هنالك فارق بين سياسة الغرب عموما وأمريكا كقائدة له من جهة، وبين سياسة الكيان اللقيط، وهؤلاء الواهمون يأملون في ان اختلاف المصالح على المدى البعيد سيوقع بين الطرفين أو سيدفع الغرب الى التخلي عن رعاية ذلك الكيان، والذي من المؤكد أنه لو تم ذلك حقيقة فسينهار خلال ايام قليلة.


من رسخ هذا الوهم هم الأنظمة السياسية العربية، وذلك لتبرير انقيادهم وتبعيتهم له، بحجة أقبح من الذنب ذاته، وهي القول بأن اثبات ولائهم المجاني لأمريكا، سيقنعها بأنهم أكثر نفعا لها من الكيان اللقيط العالي المكلف.
يجب أن نعي الحقيقة الجلية، وهي أن حلم الغرب التاريخي منذ القدم كان بالسيطرة على أقليم حوض المتوسط ، شرقه وجنوبه، لمناخه المعتدل الذي يفتقده الأوروبيون في بلادهم، ولموقعه الاستراتيجي الذي يتيح التحكم التجاري، ولغناه بموارده الطبيعية، ومنذ نهضة أوروبا وشعور أممها بالعظمة، نشأ التنافس بينها لاحتلال بقاع منه، لكن وجود الدولة العثمانية كان حائلا دون ذلك، لذلك تركز جهدهم العسكري على مهاجمتها، وكان انتصار الأنجلو سكسونيين منهم في الحرب العالمية الأولى على دول المحور (الذي كان العثمانيون جزءا منه) فرصة ذهبية للقضاء عليها.
لم يشأ الأوروبيون إضاعة تلك الفرصة فقاموا بتقسيم هذه الدولة لشرذمتها ومنع عودتها دولة قوية مرة أخرى، ولإدامة هذه الحالة أنشأوا الكيان اللقيط.
من هنا نفهم معنى قول كل من يصل الى السلطة في أمريكا أنه لو لم يوجد هذا الكيان لأوجدوه، فهو الضمانة الأنجح لإبقاء هذا الإقليم مفككا غير قادر على الوحدة، فلا يمكنه أن يشكل مصدر قوة تخرجه من دائرة التبعية الكاملة للغرب.
لذلك ومنذ انشاء هذا الكيان، لم تنعم المنطقة بأي استقرار، ففي كل عام أو عامين، يفتعل مشكلة ليشن عدوانا، وهو يفعل ذلك لمصلحته، لأنه قلق على الدوام من نوايا أصحاب الأرض باستعادة أرضهم، فيسعى لإبقاء الفارق العسكري بينه وبين عمقهم الاستراتيجي (الأقطار العربية) هائلا.
لكن المستفيد الأكبر من إدامة تلك الحالة هو القوة العظمى زعيمة الغرب، فمصالحها مؤمنة بلا احتلال، وسيطرتها المستتبة على هذه المنطقة تؤمن سيطرتها على العالم، شرقا وغربا، والأكبر من كل ذلك هو استعمارها غير المعلن لأوروبا، فهي مهيمنة عليها اقتصاديا وسياسيا، وبصورة لا تقل عن الهيمنة على بلدان الشرق الأوسط.
هكذا تؤمن زعيمة الغرب مكانتها التي لم تبلغها أية قوة عظمى في التاريخ، وهذه الحالة لا يمكنها التفريط بها، لذلك فدعم هذا الكيان بسخاء وبلا حدود استثمار مربح لأمريكا، وتستغله لمنفعتها، وليس العكس كما يتوهم البعض، فهنالك من يقاتل بالنيابة عنها، فلا تخسر من مواردها البشرية كما كانت أيام استعمارها المباشر، ومثال عليها الحروب الفيتنامية والأفغانية والعراقية، وأما الأموال فسيعوضها تحولها من الاستعمار الى الاستحمار، وذلك يوفر لها الأموال التي تجبيها من الأنظمة الفاسدة، التي هي مجبرة على الدفع لضمان بقائها على الكرسي، فهي لإيغالها في الفساد تفتقر الى ولاء شعبها، فلا يبقيها غير الحماية الأمريكية.
من هنا يمكن تفسير الأحداث بشكل أقرب الى الحقيقة.
العدوان على القطاع والإيغال بدماء المدنيين لم يكن بسبب الحكومة المتطرفة كما تحاول الأنظمة العربية القول، بهدف تبرئة ولي أمرها (أمريكا)، وإظهارها بمظهر المحايد، وأنها مغلوبة على أمرها بسبب سيطرة (الأيباك)، بل هذا العدوان بتحريض ودفع أمريكي، بسبب صدمتهم من اكتتشاف قدرات المقاومين وعزيمتهم في موقعة الطوفان، فأرادوا أن يكون هذا العدوان بأقسى ما يمكن ليخيف المقاومين من عاقبة رفض الخنوع كما خنعت الأنظمة، وكان استهداف المدنيين مقصودا لأجل الايقاع بينهم وبين المقاومة فينفضوا عنها، مثلما كان لإرعاب كل الشعوب العربية ودفعهم الى القنوط والتخلي عن منهج الجهاد الذي تبين أنه الوحيد القادر على قلب معادلة التفوق العسكري.
كما ان استهداف حزب الله والتصعيد باستعمال القنابل الهائلة التدمير في الأحياء السكنية، جاء بتحريض أمريكي، ودعم بالمعلومات الاستخبارية، وليس صحيحا عدم علمها بالأمر، بل أرادته لتخويف الأمة من عاقبة دعم المقاومين أو التعرض لكيانهم الكريه بسوء.
لكن ذلك لن ينفعهم إلا بتأجيل موعد سقوطه، فالباطل زهوق، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة أين الترسانة الأخطر في الحرب؟ 2024/09/28

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحقيقة عارية هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

الشعب الفلسطيني باق والاحتلال إلى زوال

مرّ على المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية مائة وثمانية وعشرون عاماً خلت؛ وقد أسس لإنشاء الدولة العصابة إسرائيل في ايار/ مايو عام 1948 بدعم النظم الغربية وفي المقدمة منها بريطانيا وفرنسا وتالياً أمريكا. وقبل ذلك رحلت احتلالات عديدة عن الوطن الفلسطيني وبقي الشعب الفلسطيني وسيزول الاحتلال الإسرائيلي بكفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته وتشبثه بأرض الأباء الأجداد.

المفسدون بالأرض

أنشأت أنظمة الغرب الاستعماري الكيان الصهيوني (العصابة المسماة إسرائيل) في قلب الوطن العربي، في فلسطين، عام 1948، ليعيث في الأرض فساداً وقتلاً واعتقالاً وتدميراً، ويكون خنجراً مغروساً في خاصرة الأمة، يخدم مصالح الغرب في نهب خيرات العرب بعد تجويعهم وتجهيلهم.

ورغم درب الآلام الطويل، ما زال الشعب الفلسطيني من جنبات وطنه التاريخي، الذي تبلغ مساحته 27,009 كيلومترات مربعة، يوجّه رسالته للمستعمرين الصهاينة: لقد زرعكم الغرب في قلب العالم العربي لتفسدوا وتعتدوا، لكن الأرض لأهلها، والمحتل إلى زوال.

نتيجة الزيادة الطبيعية العالية بين الفلسطينيين، ارتفع مجموعهم، ليصل إلى (15) مليون فلسطيني خلال منتصف العام الحالي 2025، في مقابل مليون وأربعمائة ألف فلسطيني عشية نكبة الفلسطينيين الكبرى في شهر أيار/مايو من عام 1948.ولترسيخ العصابة إسرائيل؛ تشكل الجيش الصهيوني في عام 1948 من العصابات الصهيونية الإجرامية، الهاغانا والأرغون والايتسل؛ تلك العصابات التي ارتكبت مجازر وعمليات إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني؛ الأمر الذي أدى إلى تهجير (850) ألف فلسطيني بدعم مطلق  من المحتل البريطاني؛  ليصبحوا لاجئين في فيافي الأرض.

مجازر مستمرة ومعطيات مثيرة

لم تتوقف المجازر الصهيونية بعد عام 1948؛ حيث استمر الجيش الصهيوني بارتكاب المجاز وعمليات الإبادة الجماعية بعد العام المذكور؛ وسقط نتيجة ذلك أكثر من (200) ألف شهيد فلسطيني ثلثهم سقط في قطاع غزة العزة حتى اللحظة تموز / يوليو 2025؛ كما جرح مئات الآلاف، فضلاً عن أسر أكثر من مليون ومائتي ألف فلسطيني منذ عام 1948 قتل المئات منهم تحت تعذيب السجان الصهيوني وبقي عشرة الاف يقبعون في زنازين المحتل الصهيوني حتى اللحظة الراهنة، وما تزال عمليات التقتيل والإبادة الجماعية مستمرة من قبل العصابة المنقلتة إسرائيل التي صنعتها نظم الغرب وتستمر في دعمها للقيام بتلك العمليات، وكأن شريعة الغاب هي السائدة في ظل استمرار عمل المنظمات الدولية التي ترفع شعار حقوق الإنسان والعدالة، وهي بكل تأكيد غائبة وتتحكم بها نظم الغرب وخاصة أمريكا.

كفاح حتى النصر

ستُصبح إسرائيل ـ هذه العصابة ـ عبئاً على شعوب الغرب، وبالتالي سيزداد الضغط على الحكومات الغربية للتخلّي عن دعمها للكيان الذي أنشأته قبل 77 عاماً. لم يتوقف كفاح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والضفة الغربية، والداخل المحتل، وظلّ مستمراً بكل السبل المتاحة. وكأن لسان حال الفلسطينيين، أصحاب الحق، يقول للمستعمرين الصهاينة: ارحلوا عن وطننا، فلسطين، التي تبلغ مساحتها 27,009 كيلومترات مربعة، وعودوا إلى بلدانكم، فأنتم تنتمون إلى 110 دول في العالم، أما نحن فأصحاب الأرض الحقيقيون.

نتيجة الزيادة الطبيعية العالية بين الفلسطينيين، ارتفع مجموعهم، ليصل إلى (15) مليون  فلسطيني خلال منتصف العام الحالي 2025، في مقابل مليون وأربعمائة ألف فلسطيني عشية نكبة الفلسطينيين الكبرى في شهر أيار/مايو من عام 1948.

أنشأت أنظمة الغرب الاستعماري الكيان الصهيوني (العصابة المسماة إسرائيل) في قلب الوطن العربي، في فلسطين، عام 1948، ليعيث في الأرض فساداً وقتلاً واعتقالاً وتدميراً، ويكون خنجراً مغروساً في خاصرة الأمة، يخدم مصالح الغرب في نهب خيرات العرب بعد تجويعهم وتجهيلهم.والثابت أنه على الرغم من السياسات الإسرائيلية التي أدت إلى عمليات التهجير الكبيرة التي طالت نحو (70) في المائة من الشعب الفلسطيني خلال عامي 1948 و1967 والسنوات اللاحقة، فإن (80)  في المائة من  الفلسطينيين يتمركزون في حدود فلسطين التاريخية والدول العربية المجاورة.

يقطن نحو خمسين في المائة من مجموع الفلسطينيين داخل فلسطين التاريخية، التي تبلغ مساحتها 27,009 كيلومترات مربعة، أي في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، والداخل المحتل. ووفقاً للإسقاطات السكانية، يتضاعف عدد الشعب الفلسطيني كل عشرين عاماً، حيث يُتوقّع أن يبلغ عددهم نحو 30 مليوناً بحلول عام 2050، غالبيتهم من الأطفال.

في المقابل، بلغ عدد المستوطنين اليهود الصهاينة في فلسطين والمستعمرات القائمة خلال العام الجاري نحو سبعة ملايين ومئتي ألف، وتنحدر أصولهم من 110 دول حول العالم. هؤلاء لا ينتمون إلى هذه الأرض، ويجب أن يعودوا إلى بلدانهم الأصلية. أما كفاح الشعب الفلسطيني، فماضٍ حتى النصر والتحرير."

*كاتب فلسطيني مقيم في هولندا

مقالات مشابهة

  • انفجارت في عمق الكيان عقب اطلاق صاروخ من اليمن
  • في انتظار الدور!
  • تظاهرة في هولندا تضامناً مع غزة وتنديداً بدعم الكيان الصهيوني
  • تغيرات البحر المتوسط تثير الجدل .. خبير مناخ يوضح الحقيقة|فيديو
  • أقل من أسبوع.. متى تنتهي امتحانات الثانوية العامة 2025 لكافة الأنظمة
  • إطلاق أول مهمة في العالم لالتحام الأقمار الصناعية باستخدام نظام GPS فقط
  • الشعب الفلسطيني باق والاحتلال إلى زوال
  • الخارجية الإيرانية: الخزي والعار على الكيان الصهيوني وحماته بسبب عدوانه على المدنيين الايرانيين
  • الحظر اليمني  يدفع الشركات مواصلة الغاء رحلاتها الى الكيان
  • قواعد الاستبداد لإخضاع العباد