"الهوية والمواطنة".. ركائز مجتمعية لمواجهة التحديات الفكرية وتحصين الأجيال الجديدة
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
الرؤية- حمود الهنائي
ركزت رؤية عُمان 2040 على تعزيز الهوية والمُواطنة لدى أفراد المُجتمع بأن يكون العُماني مؤمناً ومرتبطا ومتجذرا ومحافظا ومدركا وملتزما ومفتخرا بدينه ووطنه وثقافته وعاداته وتقاليده وحقه وواجبه ومسؤوليته، ولذلك حرصت وزارة التربية والتعليم على استحداث مادة "الهوية والمواطنة" لتعليم الأجيال الجديدة هذه المفاهيم المُهمة.
ويقول الدكتور يوسف محمد العطار استشاري تربوي ونفسي وأسري ورئيس المجلس الاستشاري الأسري في سلطنة عُمان والمدير التنفيذي لمركز توازن للخدمات التعليمية والاستشارات، إن العادات العمانية الأصيلة موروث ثمين يجب الحفاظ عليه والاعتناء به ونشره في المحافل والمجالس وإدراجه في المقررات والمناهج، والحث عليه في المساجد وعلى المنابر، لأنَّ غرس هذه العادات مسؤولية المجتمع بأكمله وليست مسؤولية الآباء وحدهم.
ويضيف: "لكي ينشأ الأطفال على القيم العمانية الأصيلة علينا نحن الآباء أن نكون قدوة حسنة لهم من خلال الحفاظ على تلك العادات، وعلينا أن نشركهم في الملتقيات والمناسبات والتجمعات التي ترفع من مستوى وعيهم وإدراكهم، وعلى الآباء أن يصبروا ويتحملوا مشقة غرس تلك القيم لأن المشتتات كبيرة والمُغريات كثيرة، وأن يحرصوا كل الحرص على التقرب من أبنائهم بكل الطرق المساعدة والمحببة لديهم".
ويُشير العطار إلى أنَّ من أبرز التحديات التي تهدد الهوية الوطنية فهي العولمة والتبادل الثقافي والانفتاح على العالم من خلال التقنيات الحديثة التي أتاحت مشاهدة ثقافات الآخرين وتأثر الأبناء بها، إلى جانب الفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة وانتشار الفساد والحروب والصراعات والاستبداد والقمع في العالم ، مشددا على ضرورة الاهتمام بالتعليم ومكافحة كافة أشكال التطرف والحرص على بناء مجتمع متماسك وقوي.
من جانبه، يوضح محمود بن حمد بن سعيد الخصيبي معلم بمدرسة أدم للتعليم الأساسي: "أن التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أكدت أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية العمانية، وترسيخ القيم الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة، والتركيز على العادات والتقاليد العمانية التي تعد ركيزة مُهمة لاستمرار هذا الترابط الاجتماعي العميق، وتعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي في مواجهة التحديات الحديثة".
ويتابع قائلا: "مع الانفتاح الثقافي والعولمة، أصبحت عملية تنشئة الأطفال على القيم العمانية من التحديات التي تواجه العائلة، لذلك من الضروري تعزيز هذه القيم من خلال توجيه برامج تربوية تُركز على الهوية الوطنية، واستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة لنقل الموروث الثقافي بشكل جذاب يتناسب مع اهتمامات الشباب، والاستفادة من تنظيم الأنشطة الثقافية والفنية يمكن أن يلعب دورًا في تعزيز الشعور بالفخر والاعتزاز بالتراث العماني".
ويؤكد الخصيبي أن الأسرة عليها دور محوري في غرس القيم الوطنية منذ الصغر، في حين تأتي المدرسة كمكمل أساسي في تعزيز هذه القيم عبر المناهج الدراسية والأنشطة الطلابية، مضيفا: "على المؤسسات الإعلامية أن تسهم في تشكيل وعي الأفراد حول مفاهيم المواطنة الصالحة من خلال تعزيز روح المسؤولية الاجتماعية والتأكيد على حقوق وواجبات المواطن تجاه وطنه".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محللان: نتنياهو يوظف التصعيد لإفشال اتفاق غزة وتحصين موقعه الانتخابي
تشي التطورات الميدانية في قطاع غزة بأن إسرائيل تعيد إنتاج نمط عملياتي مألوف تحت ذرائع أمنية، في محاولة -كما يرى محللون- لإعادة تعريف اتفاق وقف إطلاق النار بما ينسجم مع أهدافها العسكرية والسياسية.
وفي هذا السياق، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد الطناني أن السلوك الإسرائيلي بات مفهوما، إذ يتركز "بنك الأهداف" على العائلات المشردة في الخيام، في ظل رفض الاحتلال السماح لهم بالعودة إلى منازلهم.
ووفق حديث الطناني للجزيرة، فإن تل أبيب تحاول تحويل اتفاق وقف إطلاق النار إلى "اتفاق استسلام" يتيح لها مواصلة العدوان بدون ثمن ميداني أو كلفة دولية.
وميدانيا، أفاد مستشفى الكويت التخصصي (جنوبي قطاع غزة) باستشهاد 5 أشخاص، بينهم طفلان في قصف من مسيّرات إسرائيلية مساء الأربعاء على خيام نازحين في مواصي خان يونس.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الغارات على خان يونس تأتي في أعقاب حادثة رفح، التي أصيب فيها 4 جنود من لواء غولاني وفرقة غزة، جروح أحدهم خطيرة، في اشتباكات مع مقاومين في رفح جنوب قطاع غزة.
أما بشأن أهداف هذا التصعيد، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوظف الدم الفلسطيني في دعايته الانتخابية -حسب الطناني- ويسعى للانتقال للمرحلة الثانية فقط "إذا ضمنت نزع سلاح المقاومة وتفكيك بنيتها الوطنية".
لكن المقاومة الفلسطينية والوسطاء يدركون هذه الإستراتيجية، ويضغطون على الإدارة الأميركية لضمان وقف الانتهاكات اليومية والالتزام بالمسار المتفق عليه، بما يحول الاتفاق إلى وقف إطلاق نار حقيقي لا غطاء لعدوان جديد، كما يقول الطناني.
شهداء ومصابون جراء استهداف مسيرات إسرائيلية خيام نازحين في مواصي خان يونس بأربعة صواريخ.. مزيد من التفاصيل مع مراسل الجزيرة شادي شامية#الأخبار pic.twitter.com/feHOslne0W
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 3, 2025
من جانبه، يربط أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية رائد نعيرات التصعيد بالحسابات الشخصية لنتنياهو، لافتا إلى أن مكالمة الأخير مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملت "مقايضة واضحة": نتنياهو يريد ضغطا أميركيا لانتزاع عفو من الرئيس الإسرائيلي، في حين يصر ترامب على تثبيت وقف إطلاق النار.
إعلانويرى نعيرات أن رهانات نتنياهو على "صورة استسلام" مقاتلي رفح انقلبت ضده، كما عكست ذلك مقالات وتحليلات إسرائيلية اتهمته بأخذ أمن إسرائيل رهينة لصراعاته الداخلية.
وبشأن المقاربة الأميركية، يقول نعيرات إن واشنطن تريد اتفاقا صامدا، لكنها تفتقر للإرادة الكافية للضغط على نتنياهو لكبح تهديداته، على الرغم من التنسيق الظاهر بشأن ما وصفته تل أبيب بـ"حادثة رفح".
ويحذر من رهن مستقبل الاتفاق ودماء الفلسطينيين بالأزمات الداخلية الإسرائيلية، من محاكمة نتنياهو إلى معركة تجنيد اليهود المتشددين (الحريديم).
أما الطناني، فيؤكد التزام المقاومة "الكامل" ببنود الاتفاق، من تسليم الأسرى الأحياء إلى إنجاز ملف جثث القتلى المعقد على الرغم من عرقلة الاحتلال.
ويشير إلى أن المقاومة تعمل على مسارين متوازيين: ضبط النفس لعدم منح إسرائيل ذريعة للعودة إلى حرب الإبادة، والضغط عبر الوسطاء لتنفيذ المرحلة الثانية، وخاصة فتح معبر رفح وتسليم إدارة القطاع إلى لجنة فلسطينية مستقلة.
ويرى أن هذه الخطوات من شأنها نزع الورقة التي تلوّح بها تل أبيب وحرمانها من تحويل المرحلة المقبلة إلى عدوان جديد تحت غطاء قوة دولية "معتدية"، مؤكدا أن الحفاظ على الاتفاق يمثل مصلحة فلسطينية عليا ومنع فرض وقائع إستراتيجية خطيرة على غزة.
وميدانيا، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أمنية قولها إن الجيش الإسرائيلي يهاجم مخازن أسلحة ومراكز قيادة وورش تصنيع تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أنحاء مختلفة من غزة.
وفي سياق متصل، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن حادثة رفح تشكل "انتهاكا خطيرا"، مضيفا أن تل أبيب تنسق مع الإدارة الأميركية بشأن كيفية التعامل مع الحادث، وقد نقلت لها صورة "خطورة الوضع".