حكمة الفقد وأثر البقاء
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
سهام الحارثية
حين نفقد شخصًا عزيزًا، نمر بلحظة استثنائية لا تشبه أي شيء آخر، تلك اللحظة التي تترك فيها عزيزك في قبره وترحل هي اللحظة التي تعيد تشكيل رؤيتك للحياة بشكل جذري، تدرك فجأة أن الحياة ليست مضمونة، وأنها عابرة كمرور الرياح، وأن الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا مهرب منها.
في تلك اللحظة، يظهر نوع جديد من الوعي العميق.
حين تبتعد خطواتك عن القبر، يبدأ قلبك في استيعاب ما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه!! تدرك أن الفراق لا يعني النهاية، بل بداية لحياة جديدة تُعاش بشكل أعمق. في هذا الألم، تتعلم الحكمة: الحياة هدية قصيرة، وعلينا أن نقدر كل لحظة فيها، لا بالأشياء المادية أو النجاحات السطحية، بل بالعلاقات الإنسانية الحقيقية العميقة وبالطريقة التي نؤثر بها على الآخرين.
في لحظات الفقد، قد تجد نفسك تتغير داخليًا، تكتشف جوانب جديدة من شخصيتك.. الفقد يعيد ترتيب أولوياتك، فتدرك أن العلاقات الإنسانية والقيم الأخلاقية هي أثمن ما يمكن للإنسان أن يحافظ عليه، ما كان يبدو في السابق عاديًا ومتوفرا متى ما احتجته يصبح الآن ذا قيمة رغم غيابه وتبدأ في التفاعل مع الآخرين بوعي أكبر، محاولًا بناء ذكريات أكثر صدقًا ومعنى.
تكتشف أن الحياة تشبه رحلة قصيرة، وأننا جميعًا مسافرون فيها. ليس المهم ما نمتلكه من أشياء، بل ما نتركه من أثر في قلوب الآخرين، الحياة، مثل موجة في بحر الزمن، تظهر وتختفي، لكنها تترك تموجات تستمر في الامتداد بعد أن تنحسر!! كل منَّا يسير في هذا العالم تاركًا خلفه تموجات من الذكريات والتأثيرات التي لا تزول.
في أوقات الفقد، يلجأ الإنسان إلى الروحانية للبحث عن السلام الداخلي وتجد أن الإيمان يخفف من وطأة الألم، ويضفي طمأنينة على القلب وتدرك أن الفراق ليس نهاية للعلاقة، بل بداية لوجود روحاني جديد يستمر بالدعاء والذكرى فالشخص الذي ودعته يظل موجودًا في روحك من خلال الدعوات التي ترفعها له، ومن خلال الأعمال الخيّرة التي تقوم بها باسمه.
مع مرور الزمن، تدرك أن أعظم ما يمكن أن تتركه ليس ما جمعته من ممتلكات أو نجاحات مادية، بل الأثر الذي تتركه في قلوب الآخرين. الحب، والصدق، والرعاية التي قدمتها لمن حولك هي الإرث الحقيقي الذي يعيش بعدك. الشخص الذي رحل عنك ترك أثرًا في حياتك، وهذا الأثر سيتواصل في الأجيال القادمة من خلالك.
مثلما تتساقط الأوراق في الخريف وتزهر الأشجار في الربيع، كذلك هي حياتنا .. كل شيء في الحياة يخضع لدورة مستمرة من الفناء والتجدد، الموت، على الرغم من قسوته، هو جزء من هذه الدورة الطبيعية فيُذكّرنا بأن الحياة تستمر، وأن الأثر الذي نتركه يمكن أن يزهر في قلوب الآخرين كما تزهر الأشجار بعد شتاء طويل.
في النهاية، تأتي الحكمة الأكبر من التصالح مع الفقد. تدرك أن الحزن جزء طبيعي من الوجود الإنساني، وأن الألم يمكن أن يصبح مصدرًا للنمو الروحي والداخلي. الفراق ليس نهاية، بل هو تحول لوجود آخر، يتجاوز حدود الزمن والمكان. السلام الداخلي يأتي عندما تتحول الذكرى إلى طاقة إيجابية، تذكرنا بأننا لا نعيش لأنفسنا فقط، بل نترك أثرًا في حياة من نحب، تمامًا كما فعل من رحل.
سلام الى روحك الطاهرة.. أبي الغالي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تقارير.. ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي
ذكرت تقارير صحفية أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قرر البقاء في صفوف نادي إنتر ميامي الأميركي.
وكشفت إذاعة "راديو كتالونيا" الإسبانية أن الأرجنتيني سيجدد عقده مع فريق إنتر ميامي لثلاثة مواسم إضافية حتى سنة 2028.
وأوضحت الإذاعة، الخميس، أن نجم برشلونة وباريس سان جرمان السابق يرغب في البقاء في صفوف النادي الأميركي حتى بلوغه 41 عاما.
وكان النجم الأرجنتيني الفائز بثماني كرات ذهبية، قد لمح سابقا إلى أن إنتر ميامي سيكون ناديه الاحترافي الأخير قبل اعتزاله.
وأشارت الإذاعة إلى أن ميسي قرر البقاء رغم اهتمام عدد من الأندية بضمه، كما أنه يتطلع للوصول إلى الهدف رقم 1000 في مسيرته مع الفريق الأميركي.
وذكرت صحيفة "آس" الإسبانية أن إدارة إنتر ميامي تعمل على خطة لاستمرار ميسي مع الفريق، لكي يقود الإنتر في افتتاح الملعب الجديد للفريق سنة 2026.
وينتهي عقد ليونيل ميسي مع إنتر ميامي نهاية موسم 2025.
وكان غيابه عن مباراة النجوم في الدوري الأميركي قد أثار الشكوك حول مستقبله مع النادي.
يشار إلى أن ميسي كان قد انتقل إلى نادي إنتر ميامي في صيف 2023 قادما من باريس سان جرمان بصفقة انتقال حر.