مَن يتخذ مِن وضعه المالي السيئ حُجة؛ لكي يبتعدَ عن القراءة وعالم الكتب؛ فقد تُثبت له هذه القصة أنه على خطأ. ففي كولومبيا استغل “عامل نظافة” عَملَه في جَمع الكُتب- التي يُلقيها سُكان الأحياء الراقية بمدينته في القُمامة- لكي يقرأها، ثُمّ أسَّسَ بها مكتبةً عامةً حُرةً مفتوحة للجميع في منزله، وكانت تضم 25 ألف كتاب أنقذها من محارق مكبات القُمامة.
بدأت قصة تعلُّق “خوسيه ألبرتو غوتيريز” (Jose Alberto Gutierrez ) بالكُتب عندما عثر في القُمامة على نسخةٍ من رواية (آنا كارنينا) للكاتب الروسي ليو تولستوي، فقرر الاحتفاظ بها، ثم ما لبث بعد سنوات أن واصل هذه العادة؛ لكي يُنقذ أي كتاب يراه أثناء أداء عمله، وساعده زملاؤه في ذلك.
وبعد أن تجمعت لديه أعدادٌ كبيرة من الكتب افتتح “خوسيه” مكتبته عام 2000؛ لمساعدة الأطفال القريبين من سكنه بإعارتهم للكتب، أو توزيعها على الأحياء والمناطق الفقيرة.
كانت الظروف قد أجبرت هذا العاشق للكتب على ترك مقاعد الدراسة، لكنه عاد وواصل دراسته فيما بعد. ولأن الحي الذي يعيش فيه بجنوب بوغوتا يفتقر إلى مكتبة عامة بدأ جيرانه يزورونه لاستعارة الكتب من مكتبته، حتى غدا شخصًا معروفًا بهذا الأمر، وبعد ذلك بدأ يتلقى الدعوات لحضور المعارض الدولية للكتاب في دول أمريكا الجنوبية والمكسيك، ويُسمُّونه هناك (سيِّد الكُتب).
ورغم صغر مساحة منزله، فإنَّ عِشْقه للكتب جعله يُحوِّل الدور الأول إلى مكتبةٍ مساحتها 90 مترًا مربعًا أطلق عليها مع زوجته اسم (قوة الكلمات)، فكانت سببًا في تعلق كثيرين بالكتب، ودفعت بعضهم للتطوع للعمل فيها أوقات فراغهم، أو التبرع لها بالكتب، وهو أيضًا ما دفع زوجته لترك مهنة الخياطة التي كانت تعمل بها، لِتتجه إلى ترميم الكتب المُمَزّقة.
أما سِرُّ تعلُّق وعِشْق خوسيه للكتب- ونَنْقلُه هنا إلى الأمهات- فهو أُمّه؛ إذ قال إنها كانت تقرأ له ولإخوته كل مساء، ووصفها بقوله: “هي مَن أعطاني النور”.
والآن وصل خوسيه بكُتبه إلى 450 موقعًا في بلاده، وأكثرها مواقع مُهمَّشة ونائية، ما أسهم في تغيير مسار حياة الكثيرين في بلاده، وشجَّع صغار السن على مواصلة تعليمهم الجامعي.
بل إن تأثيره وصل إلى بعض أفراد المُعارضة المسلحة الكولومبية الذين اتصلوا به طالبينَ بعض الكتب لعدد منهم ممن يرغبون في العودة إلى الحياة المدنية. وقال:” لقد غيرتني الكتب، فقلت إنها قد تكون رمزًا للأمل والسلام”.
وصرَّح خوسيه لصحيفة https://www.dailygood.org) / ( (16 أكتوبر 2018) بأنه وزع ستة أطنان كتب في 2017، وأنه تلقى اتصالات من مواطنين في أنحاء كولومبيا يرغبون في التبرع بكتبهم؛ لذا كان عليه أن يستعير سيارة لأخذ الكتب منهم، حتى تبرع له أحدهم بسيارة لهذا الغرض.
ورغم أنه فقد وظيفته، فإنه واصل عمله هذا، ويحلم حاليًّا بإنشاء مصنع صغير لإعادة استخدام الخشب القديم لصناعة أرفف وطاولات لمكتبته، وحتى لمكتبات أخرى في البلاد.
إحدى الكاتبات- وهي (أنجيلا بيرك كونكل)- ألَّفت كتابًا للأطفال عنه، تحت عنوان (البحث عن الكلمات: خوسيه ألبرتو غوتيريز والمكتبة التي أسسها) (Digging for Words: José Alberto Gutiérrez and the Library He Built) ، تحدثت فيه بالكلمات والصور عن تجربته في حُب الكتب وإنقاذها من مصيرها السَّيِّئ في مكبات القُمامة.
@yousefalhasan
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
استجابة من محافظة الجيزة.. ولكن!
فى استجابة سريعة لما تم نشره بخصوص
حادث السير الذى ألم بى وأدى إلى تركيب شرائح ومسامير وأسلاك معدنية بتاريخ ٤/٤/٢٠٢٥ عن طريق التأمين الصحى تفضل وتكرم بابكم الموقر نشر استغاثتى وكانت ردود الفعل رائعة أرسل المحافظ عادل النجار إلى معالى اللواء رئيس هيئة نظافة وتجميل الجيزة الذى وافق مشكورا على الفور على ندبى الى الوحدة المحلية بالمتانية العياط لكن للأسف الشديد كان الرفض المطلق من شئون العاملين بمجلس مدينة العياط.. ثم حصلت على موافقة مركز شباب الجملة على الندب عامل خدمات معاونة ولكنهم طلبوا مرة ثانية موافقة معالى اللواء رئيس هيئة نظافة وتجميل الجيزة أولا ثم السير فى استكمال باقى الإجراءات بعد ذلك مراعاة لظروفى الصحية والمرضية.. أناشد معالى المهندس عادل النجار محافظ الجيزة وارجوه مساعدتى ومساندتى حتى تنتهى إجراءات ندبى لمركز شباب الجملة بالعياط رحمة بسنى ٥٢ وظروفى، وتفضلوا سيادتكم بقبول وافر التحية والتقدير والاحترام.
المريض أحمد محمد أحمد محمود
٠١١٢٣٤٢١٦٧٩