أعواد كثيرة من محصول القصب على حواف أرض زراعية في نطاق مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، زُرعت وتركها أصحابها إلى المارة كصدقة جارية، منتظرين الأجر والثواب من الله عز وجل، ودعوة من المارة.

منذ سنوات كثيرة زرع أحمد عطية الصاوي، صاحب الـ46 عاماً، وأفراد أسرته، «القصب» حول الأرض الزراعية، حتى يستفيد منه أفراد الأسرة، وأيضاً المارة من المزارعين المترددين على أراضيهم.

«الصاوي»: مش عايزين من الناس غير دعوة حلوة

«القصب المزروع ده كان عبارة عن تقاوي جاية من الصعيد صاحب ابن عمي بعتها له هدية»، من هنا بدأت الحكاية التي يرويها «الصاوي» لـ«الوطن»: «وزرعناها في الأرض، ومن وقت ما زرعنا القصب وبقى يطلع قررنا إننا مش هنبيعه وهيكون كله لله، يعني أي حد بيعدي من على الأرض ينزل ياكل وياخد كمان اللي هو عاوزه، ومش عايزين منه غير دعوة حلوة».

يحرص «الصاوي» على إهداء القصب إلى كل أصدقائه وأيضاً معارفه ومن يطلب: «دايماً بنهادي حبايبنا بالقصب، وأي حد عايز بييجي ياخد اللي هو عايزه، وبدون أي مقابل، رغم إنّ القصب سعره عالي، إلا إننا وهبنا ده لله، يكفي إنّ الناس تبقى سعيدة ومبسوطة وكمان الأطفال الصغيرين بيفرحوا جداً بالقصب».

عقب الانتهاء من إزالة القصب من حواف الأرض الزراعية تبدأ الاستعدادات لدورة جديدة من القصب: «لما القصب بيخلص والكل يتراضى منه، بنبدأ نستعد لدورة جديدة لأنه هو بيطلع كل سنة لوحده لأننا لما بنيجى نقطع العود من الأرض بنسيب الجدر في الأرض زى ما هو علشان يطلع تاني، وحقيقي الواحد بيكون فرحان وسعيد والقصب بيطلع علشان فرحة الناس اللي هتاكله».

منح الجوافة المجانية إلى المارة والمزارعين

بجانب القصب تحرص أسرة «الصاوى» أيضاً على منح الجوافة المجانية إلى المارة والمزارعين: «بخلاف القصب فيه كمان شجر جوافة مزروع حوالين الأرض، وبردو متاح لأي حد يقطف وياكل، ده رزق ربنا لعباده وإحنا مجرد أسباب، وربنا يتقبل مننا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كفر الشيخ بيلا محافظة كفر الشيخ القصب الجوافة محصول القصب زراعة القصب الأرض الزراعية

إقرأ أيضاً:

طنِّش تعِش!

 

 

د. ابراهيم بن سالم السيابي

في عالمنا اليوم، ومع تطوّر وسائل التواصل وتعدُّد قنوات الاتصال، أصبح التواصل في بعض الأحيان أمرًا شبه مستحيل! نعم، رغم كل هذه السهولة التقنية، صار الحديث مع الآخرين أكثر تعقيدًا. قد تراسل أحدهم في انتظار رد، ولكن لا يأتيك جواب. بل قد تضطر لملاحقته برسالة تلو أخرى، فقط لتسمع في داخلك صدى "التطنيش" يتردد. المكالمات تذهب سُدى، والرسائل لا تجد طريقًا إلى الرد، وكأنك لا تساوي شيئًا. هذا ليس استثناءً؛ بل واقعًا يعيشه كثيرون، حتى في تواصلنا مع من كنا نعتقد أنهم الأقرب إلينا، أصبحت اللامبالاة هي السائدة، وبدلًا من أن يكون التواصل وسيلة لتقريب المسافات، تحوّل "التطنيش" إلى أداة لبناء جدران بيننا وبين من حولنا. لكن السؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: ماذا يعني "التطنيش"؟ هل هو مجرد تجاهل؟ أم أنه بداية لتفكك علاقات كانت دافئة وأصبحت باردة فاترة؟ المشكلة الحقيقية تكمن في أن بعض الناس يظنون أن "التطنيش" نوعٌ من القوة أو التميّز، لكن، هل تكون قوة الإنسان في تجاهله للآخرين؟ وهل العلو يكون بأن ننسى من حولنا ونتصرّف وكأننا أفضل منهم؟ البعض يضع معايير يصنّف الناس بناءً عليها، والمشكلة أن هؤلاء المصنِّفين أنفسهم لا يملكون في كثير من الأحيان الأدوات لتعديل هذه التصنيفات، ولا حتى القدرة على تغيير تلك المعايير، التي تضع "المصلحة" في أعلى قائمتها. ويغفلون عن حقيقة بسيطة: نحن جميعًا بشر، نعم، كلنا لدينا احتياجات ومشاعر، وكل واحد منا قد يمر بلحظة يحتاج فيها إلى حتى مجرد كلمة طيبة، أو اهتمام صادق، أو حتى مجرد محادثة خفيفة من شخص يشعره بأنه مهتم بأمره. وأحيانًا، حين تتواصل مع أحدهم، يظن أنك تطلب منه مصلحة أو منفعة، لكن، ماذا يضيره لو ساعدك؟ أليس هذا من جوهر ما علّمنا إيّاه ديننا الحنيف؟ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحبُّ إليّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا"؟ فالمساعدة، إن كانت في حدود المقدرة، ليست عبئًا، بل فرصة لكسب الأجر وزيادة البركة في الحياة. ولكن، هل بدأنا بتقييم أنفسنا أولًا؟ هل تأمّلنا في طريقة تعاملنا مع الآخرين؟ هل نستحق فعلاً أن نتوقع منهم حسن الظن، بينما نحن من يبني الجدران بينهم وبيننا؟ هل تقييمنا لأنفسنا نابع من قيمنا وأخلاقنا، أم أننا فقط ننتظر من الآخرين أن يعطونا ما نريد دون أن نمنحهم ما يستحقون؟ فالثقة بالنفس ليست في التكبر أو التقليل من شأن الآخرين، بل في أن تكون واثقًا بمكانتك، قادرًا على التعامل مع الجميع بتواضع واحترام، وليس هناك أجمل من أن تترك أثرًا طيبًا في حياة الآخرين، لأن هذا الأثر هو ما سيبقى، بعد أن تزول الألقاب، وتفنى الأموال، وتغيب المكانة. هل فكّرنا يومًا أن تصرفاتنا قد تكون الفارق بين إنارة يوم شخص ما أو تحطيم معنوياته؟ أن كلمة طيبة، أو لمسة اهتمام بسيطة، قد تغيّر حياة إنسان؟ لهذا، علينا أن نعامل من حولنا بلطف، لا بدافع المصلحة؛ بل انطلاقًا من قيمنا التي نؤمن بها. في النهاية، الأثر الطيب هو ما يدوم، هو ما يُخلَّد في قلوب الناس، ويُذكَر عنا حين تتبدّل الأحوال أو نرحل للأبد عن هذا العالم، لكن هذا لا يعني أن نكون في خدمة الآخرين على حساب أنفسنا، بل أن نتصرف بأخلاق تُظهر احترامنا وإنسانيتنا، وكلما عاملنا الناس بهذه الروح، عشنا حياةً أكثر سعادة ودفئًا. ويجب أن ندرك أن "التطنيش" ليس مجرد تجاهل عابر؛ بل هو بداية لهدم جسر كان يربطنا بالآخرين، وإن لم ننتبه، قد نجد أنفسنا في عزلة، بلا أثر، ولا وحب ولا ود لذلك، أيها القارئ الكريم، ردّ على من يناديك، أو يحاول أن يتواصل معك، ولو بكلمة تُجبر الخاطر، ولا تتجاهل أحدًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • طيران مجاني ومكافأة مالية.. ترامب يطلق برنامجًا لمغادرة أمريكا طوعًا
  • طنِّش تعِش!
  • يسرا عن علاقة بوسي شلبي بـ محمود عبد العزيز: الحب اللي ما بيخلصش
  • مصرع شاب غرقا فى البحر المارة بقرية طنوب بالمنوفية
  • إنترنت مجاني في الحافلات العامة برأس الخيمة
  • شهادة حق.. زوجة خالد الصاوي تعلق على أزمة بوسي شلبي وأبناء محمود عبدالعزيز
  • انت فين من اللي بيحصل.. لاعب الزمالك السابق يهاجم شيكابالا
  • بعد إثبات طلاقها.. زوجة خالد الصاوي تكشف عن مفاجأة عن علاقة بوسي شلبي ومحمود عبد العزيز
  • هتان السيف: ناصر القصبي حز بخاطري بحركته اللي سواها بحفل جوي أواردذ .. فيديو
  • الفنان خالد الصاوي السر.. الكاتب عبدالرحمن هيبة يكشف حقيقة اسمه