ما حكم ارتداء السلسلة الفضة للرجل وربط شعره ضفائر؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية على فتوى ورد إليها يتساءل فيها..هل ارتداء الرجال للسلسة الضفة حرام حتى لو كان متعارفًا عليها أنها للرجال؟ وهل ربط الرجل لشعره على هيئة ضفائر حرام؟ وهل فيه تشبه بالنساء ؟ مع أنه ورد في السنة؟ وهل هناك قواعد محددة لمعنى التشبه بالنساء؟
قائلة عبر فتوى تحمل رقم “8394”: ارتداء الرجال للسلسة الفضة محل خلاف بين الفقهاء، والذي نراه أنه يجوز للرجال لبس السلسلة الفضة، لكن هذا الجواز مقيدٌ بألا تكون في بلد اختص النساء فيه بلبس سلاسل الفضة، وألا تكون السلسلة نفسها مما صُنِع للنساء.
فالأمر في ذلك راجع إلى العادة والعرف.
والقواعد الضابطة لمعنى التشبه الممنوع بالنساء هي:
أولًا: أن يكون التشبُّه مقصودًا؛ بأن يتعمد الرجل فعل ما يكون من شأن النساء، وأن تتعمد المرأة فعل ما يكون من شأن الرجال، أما مجرد التوافق دون قصد وتعمد فلا حرج فيه، فالناس بأجناسها تتفق في أمور مشتركة؛ كاستعمال أدوات الأكل وركوب الطائرات وما إلى ذلك. فإذا انتفى القصد كان الفعل تشَابُهًا لا تشبُّهًا، ولا حَرج في التشابه فيما لم يُقصَد.
ثانيًا: أن يكون التشبه في شيء هو من خصائص الجنس الآخر، ومعيار ذلك الدين، أو الطَّبع والجِبِلَّة، أو العرف والعادة، وكثير من التشبه يكون في ذلك في أول الأمر، حيث يوجد القصد والتعمد والإعجاب، ثم بعد ذلك يصير شيئًا مألوفًا لا شذوذ فيه، ولا يُعَدُّ تشبهًا مذمومًا.
والأمران منتفيان في لبس الرجُل لسلسة الفضة، فإذا جرت عادة الناس بلبس الرجال لسلاسل الفضة، وكان ذلك من غير قصدِ التشبه بالنساء فلا مانع منه شرعًا؛ لتغير الأعراف بين الناس، ولانتفاء قصد التشبه بالنساء، إضافة إلى أنَّ القول بخصوص التَّشبُّه بالنساء في لبس السلسلة وكونها غير معتاد على اللبس- منقوضٌ باعتياد لبسها من جانب الرجال مع وجود مسميات رجالية لأصناف هذه السلاسل، فالتَّشبُّه بالنساء في لبسها منتفٍ لذلك.
ومن ثم لا يُتورَّك على هذا الجواز بأنَّ لبس الرًٌجُل لسلسلة الفضة فيه تَشبُّه مقصود بالنساء، وهو داخل في اللعن الوارد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرَّجُل يلبس لِبْسَة المرأة، والمرأة تلبس لِبْسَة الرجل". أخرجه أحمد في "المسند"، وأبو داود وابن ماجه في "السنن"، والنسائي في "السنن الكبرى"، وصَحَّحه ابن حبان والحاكم.
وكذلك الحال في ربط الرجل لشعره على هيئة ضفائر، مرَدُّ الأمر فيه إلى العادة والعرف، ولم يعتَدْ أهل مصر مثلًا على مثل هذا، وما ورد في السنة إنما كان ذلك لعادة العرب في هذا، وهذه العادة اختفت من غالب بلاد العرب.
ومما سبق يُعلم الجواب عما جاء بالسؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإفتاء المصرية السلسلة الفضة الفقهاء والنساء رسول الله صلى الله تشبه بالنساء ه بالنساء
إقرأ أيضاً:
خناجر الفضة .. تراث يلمع رغم غبار التحديات
رغم التحديات الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الخام، لا يزال الخنجر العُماني يحتفظ بمكانته في قلوب العمانيين، بوصفه رمزًا للهوية ومدعاة للاعتزاز والفخر، وتُظهر آراء عدد من أصحاب المتاجر والحرفيين المختصين أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تعزيز الإقبال على اقتناء هذا الرمز التقليدي، خاصة في موسم الأعياد، فيما تظل العقبات ماثلة في طريق استدامة هذه الحرفة الأصيلة.
قال حمير بن حمد العمري، مالك متجر "كنوز حرفية": إن الإقبال على الخناجر والفضيات خلال هذا العام كان أفضل مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرًا إلى أن الإقبال كان أقل بقليل فقط مقارنة بفترة عيد الفطر، وأرجع هذا التحسن الملحوظ إلى التأثير الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، التي ساهمت في تعزيز حب الشباب للزي العُماني التقليدي وزيادة الاهتمام بالخناجر.
وأوضح العمري أن أكثر المنتجات طلبًا هي الخناجر، خصوصًا "الخنجر السعيدي"، التي تُفضَّل لكونها جذابة الشكل وسعرها متوسط ومناسب، مشيرًا إلى أن أسعار الخناجر تختلف حسب نوع المواد المستخدمة، حيث تتصدر خناجر "زراف الإفريقي (وحيد القرن)"، تليها خناجر "عاج الفيل" بسعر 700 ريال عماني، ثم الجاموس الهندي بسعر 500 ريال عماني، والصندل الأصلي بـ400 ريال عماني، والعتم العماني بـ380 ريالًا عمانيًا، بينما تتراوح أسعار الخناجر المصنوعة من الأخشاب الأخرى والفايبر حوالي 250 ريالًا عمانيًا، وأرخصها للأطفال فوق سن الثامنة وتبدأ من 70 ريالًا فقط.
وأشار العمري إلى أن الأوضاع الاقتصادية أثرت سلبًا على حجم المبيعات، بسبب ارتفاع أسعار الفضة عالميًا منذ أكتوبر 2023 بسبب الأوضاع الجيوسياسية ، فضلًا عن شح المواد الخام نتيجة عدم وجود مصفاة محلية للذهب والفضة والاعتماد الكامل على الاستيراد.
وتحدث العمري عن تحديات أخرى تواجه هذا القطاع، من بينها ارتفاع أسعار الفضة وصعوبة توفيرها، بالإضافة إلى قلة الحرفيين والنقاشين المتخصصين؛ لأن العمل في هذا المجال يتطلب جهدًا كبيرًا مقابل منفعة مادية بسيطة.
ويرفض العمري إدخال التصاميم الحديثة في منتجاته، مفضِّلًا النقوش التقليدية الأصيلة، مشيرًا إلى أنه محافظ للهوية الوطنية العُمانية، فجميع أعماله تحمل النقوش التقليدية المعروفة، وهناك إقبال جيد على هذا النوع من الخناجر.
وقال خلفان بن سالم الحبسي، صاحب متجر "الحبسي للخناجر والفضيات" أن حركة الإقبال على شراء وصيانة الخناجر في عام 2025 كانت أفضل خلال شهر رمضان وقبيل عيد الفطر، مقارنة بعيد الأضحى، وأوضح الحبسي أن مبيعات الخناجر تشهد ذروتها في شهر رمضان من كل عام، موضحًا أن هذا النوع من المنتجات ليس استهلاكيًا، وإنما من المقتنيات الدائمة، ما يجعل الطلب عليها موسميًا ومحدودًا في بعض الفترات.
تحديات صياغة الخناجر
وبيّن الحبسي أن أكثر المنتجات طلبًا خلال هذه الفترة هي الخناجر، سواء للشراء أو الصيانة، بالإضافة إلى العصي العُمانية التقليدية، مشيرًا إلى أن أعلى سعر خنجر معروض حاليًا في متجره يصل إلى 980 ريالًا عمانيًا، ويعود السبب في ذلك إلى جودة المادة المستخدمة، حيث يتكون رأس الخنجر من قرن الجاموس، وتختلف الأسعار تبعًا لكمية الفضة ونوع الصناعة والملحقات المصاحبة للخنجر، مثل الحزام الفضي الذي تتفاوت جودته بين الدرجة الممتازة والأولى والثانية.
وأشار الحبسي إلى أن الأوضاع الاقتصادية الراهنة أثرت سلبًا على المبيعات، حيث أصبح الإقبال أقل مقارنة بالسابق، وأرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الفضة بنسبة تصل إلى 70% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على أسعار الخناجر وقلل من قدرة البعض على الشراء.
وأشار إلى أن من أبرز التحديات التي يواجهها قطاع صياغة الخناجر العُمانية حاليًا هي قلة الحرفيين المهرة، وارتفاع أسعار المواد الخام، خصوصًا الفضة، مؤكدًا أن هذه العوامل تساهم في رفع تكاليف الإنتاج.
وبين الحبسي أن متجره حرص على تقديم عروض وتخفيضات خاصة قبل العيد واستمرت حتى ما بعده، لتناسب مختلف الفئات، حيث تتراوح الأسعار من 100 ريال عماني إلى 900 ريال عماني، حسب جودة المواد والمكونات، مشيرًا إلى أن الزبون بإمكانه أن يختار خنجرًا بسعر 200 ريال عماني أو 800 ريال عماني، والفارق يكون في نوعية الفضة المستخدمة، وملحقات الخنجر، والصناعة الدقيقة.
وأكد الحبسي على أهمية الحفاظ على هذه الحرفة التقليدية، رغم التحديات التي تواجهها، مؤكدًا أن الخنجر العُماني سيظل رمزًا للهوية والكرامة والشموخ في الثقافة العُمانية.
الصيانة
وأشار جاسم بن محمد البلوشي، مالك متجر "جاسم البلوشي لصياغة الذهب والفضة"، إلى أن مهنته قائمة على إعادة تجديد وصيانة الخناجر العُمانية، وهي حرفة متجذرة توارثها عن والده وأجداده منذ الصغر، مؤكدًا أن هذه الحرفة اليدوية تحتاج إلى مهارة ودقة عالية للحفاظ على أصالة القطع التراثية الموجودة على الخنجر العُماني، الذي يمثل شعارًا لسلطنة عمان.
وأوضح البلوشي أن عملية الصيانة تمر بمراحل عدة تبدأ بالفحص المبدئي لتقييم حالة الخنجر وتحديد مدى حاجته للصيانة، مشيرًا إلى أن بعض الخناجر تحتاج إلى تلميع بسيط فقط، في حين يتطلب البعض الآخر منها أعمالًا أكثر تعقيدًا تشمل إصلاح الأجزاء الفضية أو استبدالها.
وبيّن البلوشي أن تقييم تكلفة الصيانة يتم بناءً على عدة عوامل، أبرزها كمية الفضة المستخدمة، وحجم العمل المطلوب، والوقت المتوقع لإنجاز المهمة، موضحًا أن مدة الصيانة قد تتراوح بين يوم إلى يومين للتلميع البسيط، وقد تمتد إلى أسبوع أو أسبوعين في حال الحاجة إلى أعمال ترميم شاملة أو في حال تأخر توفر المواد.
وأوضح البلوشي أن العمل يعتمد على أدوات تقليدية متعددة مثل المطارق بمقاسات مختلفة، والسندان، والمقص الخاص بالفضة، ومشعل النار، ولوازم لحام الفضة، بالإضافة إلى إبر دقيقة خاصة بصياغة الفضة، موضحا أن دقة العمل تتطلب أدوات متخصصة وعناية فنية عالية.
وقال البلوشي أن فترة ما قبل الأعياد لديه تشهد عادة ضغطًا كبيرًا في العمل، بسبب استعداد الزبائن للمناسبات، خاصة في عيد الفطر وعيد الأضحى والمناسبات الوطنية، بينما يقل الضغط في الأيام العادية، موضحًا أن أكثر ما يطلبه الزبائن قبيل عيد الأضحى غالبًا هو تلميع الخناجر، وليس الإصلاح، نظرًا لأن الاستخدام الفعلي للخنجر في الحياة اليومية قليل، مما يقلل الأعطال، لكن التلميع يبقى مطلوبًا سواء تم استخدام الخنجر أم لا.
أفاد البلوشي أن الخناجر التراثية تتطلب عناية خاصة جدًا أثناء الصيانة والتلميع؛ لتفادي إلحاق الضرر بها أو إحداث خدوش؛ لأنها قطع نادرة تحمل قيمة تاريخية، بينما الخناجر الحديثة تتحمل تعاملًا أقوى لأنها جديدة وقوية بطبيعتها.
وعبّر البلوشي عن أسفه لقلة إقبال الشباب على تعلم هذه المهنة، رغم أهميتها الثقافية والاقتصادية، مؤكدًا أن من أبرز التحديات التي يواجهها القطاع حاليًا هي قلة الطلب، وصعوبة توفير المواد الخام، إضافة إلى ندرة الأيدي العاملة العُمانية، وتمنى البلوشي أن تكون الأيدي العاملة في هذا القطاع عُمانية 100%، وغير مشجع للاستعانة بالأيدي الخارجية.
وعن رؤيته لمستقبل هذه الحرفة، تفاءل البلوشي، فبين فترة وأخرى يلاحظ اهتمامًا متجددًا من الشباب بالتراث العُماني، وهذا يعطيني الأمل أن الحرفة ستبقى حيّة.
ودعا البلوشي الجهات المعنية إلى تقديم الدعم من خلال ثلاث محاور أساسية متمثلة في تنظيم الدورات التدريبية لتعليم المهارات الفنية، وتقديم الدعم الحكومي للحرفيين من خلال مبادرات واستراتيجيات، وتعزيز التسويق المحلي والدولي للخناجر العُمانية، مؤكدًا أن هذه الجوانب الثلاثة ضرورية جدًا إذا أردنا أن نحافظ على الحرفة وننقلها للأجيال القادمة.