"لم تعد الابن المدلل".. هل تهتز إمبراطورية "ستارلينك" بعد خلاف ترامب وماسك؟
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
بينما كان يُنظر إلى العلاقة بين دونالد ترامب وإيلون ماسك بوصفها شراكة غير معلنة عززت مصالح الطرفين، يبدو أن الخلاف العلني بينهما بدأ يلقي بظلاله على الطموحات العالمية لشركة "ستارلينك" التي تقف اليوم أمام منعطف قد يحد من انتشارها العالمي ويعيد ترتيب موازين القوى في سوق الإنترنت الفضائي. اعلان
توسّعت خدمات "ستارلينك"، التابعة لشركة "سبيس إكس"، في أكثر من 130 دولة، ويُعزى هذا التمدد السريع جزئيًا إلى دعم البيت الأبيض، خاصة خلال ولاية ترامب.
ومنذ وصول ترامب إلى السلطة، تسارعت وتيرة منح التراخيص لـ"ستارلينك" في دول أخرى أيضًا، من بينها الهند، والكاميرون، وغامبيا، والتي ذكرت تقارير أن موافقتها جاءت بدفع من واشنطن.
وفي شباط/ فبراير، منحت فيتنام موافقتها على الخدمة، تلتها جمهورية الكونغو الديمقراطية في أيار/ مايو، ثم جنوب إفريقيا في الشهر نفسه، حين خفّفت من شروطها الصارمة التي كانت تُلزم شركات الاتصالات بمنح 30% من أسهمها لمجموعات مهمّشة سابقًا.
هل انتهى زمن الامتيازات؟تُطرح تساؤلات جادّة اليوم حول مستقبل "ستارلينك"، في ظل احتدام الخلاف بين ماسك وترامب. فهل ستحافظ الحكومات على انفتاحها السابق تجاه خدمات الشركة؟ وهل سيبقى ترامب، الذي لطالما وفّر الغطاء السياسي غير المباشر للشركة، على موقفه الداعم؟
أوراق الضغط بيد ترامبيبدو أن الخلاف بين ترامب وماسك لم يتجاوز حتى الآن حدود السجال الإلكتروني، وإن التهديدات العلنية من الرئيس الأمريكي لم تُترجم حتى الآن إلى قرارات تنفيذية. ومع ذلك، يرى الخبراء أن لدى ترامب أدوات ضغط جدية يمكن أن يلجأ إليها إذا قرر التصعيد.
تقول روث بريتشارد-كيلي، خبيرة سياسة الأقمار الاصطناعية، لصحيفة "بوليتيكو" إن بإمكان ترامب تهديد ماسك بسحب الترخيص الذي يتيح لـ"ستارلينك" العمل في الفضاء. ورغم أن خطوة كهذه قد تمثّل سابقة غير مسبوقة، تؤكد بريتشارد-كيلي أن "ترامب إذا أراد فعلاً زعزعة ماسك، فقد يقول له: "سأسحب منك الترخيص".
من جانبه، يشير مسؤول سابق في "ستارلينك"، طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن كل حكومة أو مفاوض تجاري، حين يجلس إلى طاولة التفاوض، يراجع ما لديه من أوراق، متسائلًا ما إذا كانت "ستارلينك" لا تزال تحتفظ بالنفوذ ذاته كما في السابق.
ويضيف المسؤول أن وزارة الخارجية، بل والحكومة الأمريكية بشكل عام، تملك وسائل غير مباشرة لعرقلة عمل الشركة، مثل تأخير الموافقات أو تجاهل الملاحظات التي تقدمها في السياسات الفيدرالية. ويتابع: "قد تُفرض عراقيل على "ستارلينك" أو شركات ماسك الأخرى لمجرّد أنها لم تعد الابن المدلل للدولة".
تداعيات دولية: تسريع البحث عن بدائلعلى المستوى العالمي، قد يدفع التوتر المتصاعد بعض الحكومات إلى التسريع في تطوير أنظمتها الخاصة، بعيدًا عن الاعتماد على شركة قد تضعف مكانتها بسبب خلاف سياسي داخلي.
يقول تيم فارار، محلل الأقمار الاصطناعية، لـ"بوليتيكو" إن هذه المخاطر ستُستخدم كحجة لدفع مشاريع بديلة، من بينها الشبكة الأوروبية IRIS2، التي تحظى بدعم برلماني متزايد. فيوم الجمعة، دعا نواب في البرلمان الأوروبي المفوضية الأوروبية إلى تخصيص 60 مليار يورو لتوسيع حضور أوروبا في قطاع الفضاء، بما في ذلك شبكة الاتصالات الأوروبية عبر الأقمار الاصطناعية.
Relatedتصاعد الخلاف بين ترامب وإيلون ماسك يثير القلق داخل الحزب الجمهوريشجار ترامب وماسك هديةُ السماء لموسكو: تهكم وسخرية ودعوة للملياردير للعمل في روسيامسلسل ترامب-ماسك: الرئيس يهدد الملياردير بالويل والثبور إذا دعم الديمقراطيينويؤكد فارار أن "العديد من الأطراف سترى في هذا التوتر دافعًا لتسريع مشروع IRIS2، خشية أن يُوقف ماسك خدماته فجأة"، لكنه يستدرك بأن الوصول إلى مستوى "ستارلينك" سيحتاج إلى "سنوات، وربما لن يحدث أبدًا"، نظرًا لتفوق الشركة الحالي وامتلاكها أكثر من 7,000 قمر صناعي.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة حركة حماس وفاة ضحايا تكنولوجيا إسرائيل غزة حركة حماس وفاة ضحايا تكنولوجيا أزمة فضاء دونالد ترامب إيلون ماسك سبيس إكس إنترنت إسرائيل غزة حركة حماس وفاة ضحايا تكنولوجيا دونالد ترامب المملكة المتحدة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الذكاء الاصطناعي
إقرأ أيضاً:
والد إيلون ماسك يمدح بوتين ويكشف سر الخلاف مع ترامب
كشف والد الملياردير إيلون ماسك اليوم الاثنين، سر الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونجله إيلون ماسك، خلال مؤتمر صحفي موسكو، معربا عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
خلاف ترامب وإيلون ماسكوقال والد إيلون ماسك إن الخلاف بين نجله والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اندلع نتيجة أشهر من التوتر الشديد على كلا الجانبين، وإن المعركة العلنية بين الرئيس الأمريكي والملياردير المتبرع يجب أن تتوقف.
بدأ ترامب وماسك تبادل الإهانات الأسبوع الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصف الرئيس التنفيذي لشركة تسلا (TSLA.O) والرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس مشروع قانون الضرائب والإنفاق الشامل للرئيس بأنه "عمل مقزز ومثير للاشمئزاز".
وعندما سئل ماسك عما إذا كان يعتقد أن ابنه قد أخطأ بدخوله في صدام علني مع ترامب، قال إن الناس أحيانًا لا يستطيعون التفكير بوضوح كما ينبغي "في خضم اللحظة".
وقال ماسك لوكالة رويترز في مؤتمر بالعاصمة الروسية موسكو نظمه كبار رجال الأعمال الروس المحافظون: "لقد مروا بخمسة أشهر من التوتر الشديد".
وعندما سُئل عن كيفية انتهاء هذا الأمر، قال: "أوه، سينتهي الأمر بشكل جيد - قريبًا جدًا".
ولم يتسن الوصول إلى البيت الأبيض أو ماسك للتعليق خارج ساعات العمل الرسمية في الولايات المتحدة.
وصرح ترامب أمس الأول السبت بأن علاقته مع ماسك قد انتهت، وأنه ستكون هناك "عواقب وخيمة" إذا قرر أغنى رجل في العالم تمويل الديمقراطيين الأمريكيين الذين يتنافسون ضد الجمهوريين الذين يصوتون لصالح قانون الضرائب والإنفاق.
ومول ماسك جزءًا كبيرًا من حملة ترامب الرئاسية لعام 2024. وعيّن ترامب ماسك لقيادة جهود تقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية وخفض الإنفاق.
وصرح والد ماسك للصحفيين بأنه يقف إلى جانب ابنه.
وأوضح: "إيلون متمسك بمبادئه، لكن لا يمكنك دائمًا الالتزام بمبادئك في العالم الحقيقي".
أثناء حديثه بجانب رجل الأعمال الروسي الخاضع للعقوبات كونستانتين مالوفييف، أشاد والد ماسك بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا إياه بأنه "رجلٌ مستقرٌّ ولطيف".
واتهم "وسائل الإعلام المزيفة" في الغرب بنشر "هراءٍ مُطلق" عن روسيا وتصويرها كعدو.