عاجل | "الشيكل يصل القاع".. سيناريوهات تأثير استمرار الحرب على اقتصاد إسرائيل
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
بدأت التدخلات الإسرائيلية (الشيكل) أمام حركة أمريكا الوسطى لفك الارتباط في منطقة الشرق الأوسط. ووفقًا لبيانات وكالة "بلومبرغ"، سجل الشيكل الحد الأدنى من مستواه في نحو 10 أيام، حيث ارتفع سعر الدولار الأمريكي بنسبة 0.31% ليصل إلى 3.7915 شيكل.
ولا يزال هذا يأتي بعد أن بدأ العمل الإسرائيلي على مستوى جديد لها مقابل الدولار الأمريكي منذ 23 سبتمبر الماضي، حيث سجل 3.
وتراجع سعر صرف الشيكل الإسرائيلي في منتصف جلسة، الأربعاء، لأدنى مستوياته في 8 أسابيع أمام الدولار، مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة عسكريون، إيران بالرد على الصواريخ التي أطلقتها ضد أهداف حيوية إسرائيلية مساء الثلاثاء.
وبحلول الساعة (11:20 ت.غ)، صعد سعر صرف الدولار الأميركي إلى 3.8 شيكل، مقارنة بـ 3.69 شيكل في التعاملات الصباحية أمس الثلاثاء، حسب بيانات بنك إسرائيل.
وأسعار الصرف المسجلة اليوم، تعتبر الأدنى للشيكل أمام الدولار منذ 7 أغسطس الماضي، حسب بيانات بنك إسرائيل.
والثلاثاء، أعلنت إيران أنها أطلقت عشرات الصواريخ على إسرائيل (180 بتقدير تل أبيب) ما تسبب في إصابات بشرية وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، فيما هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بينما دوت صفارات الإنذار في كامل البلاد.
بينما قال نتنياهو، في كلمته خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، مساء أمس، إن "إيران ارتكبت خطأ كبيرا الليلة (بهجومها على إسرائيل)، وسوف تدفع ثمنه".
وتتناول الورقة البحثية، التي نشرت في "القاهرة الإخبارية"، التأثيرات المحتملة لكل سيناريو على الاقتصاد الإسرائيلي.
السيناريو الأول: استمرار الوضع الراهن
ويشير السيناريو الأول إلى احتمالية استمرار الوضع الراهن، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة مع اشتباكات محدودة على الجبهة الشمالية.
وفقًا للورقة، فإن هذا السيناريو من المرجح أن يؤدي إلى انخفاض معدل النمو الاقتصادي إلى نحو 1% في العام 2024، مما يؤثر سلبًا على نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
من المتوقع أن يرتفع عجز الميزانية إلى 8%، ويصل الدين إلى 70% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقد يؤدي هذا الوضع إلى تآكل مكانة إسرائيل الدولية، وانخفاض الاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاع التكنولوجيا الفائقة، وزيادة التوترات الاجتماعية والسياسية الداخلية.
والسيناريو الثاني: تداعيات اقتصادية أشد
ويستعرض السيناريو الثاني احتمالية نشوب صراع حاد مع حزب الله على الجبهة الشمالية، مع احتمال امتداد الصراع إلى حرب إقليمية أوسع تشمل جبهات متعددة.
وفقًا لهذا السيناريو، قد ينكمش الناتج المحلي بنسبة تصل إلى 10% في العام 2024. من المتوقع أن يرتفع عجز الموازنة إلى نحو 15%، وأن تصل نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى ما بين 80% و85%.
سيكون لهذا الوضع تأثير طويل الأجل مشابه للتداعيات الاقتصادية التي شهدتها إسرائيل خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مما يعقد قدرة إسرائيل على جذب رأس المال والاستثمار.
والسيناريو الثالث: التوصل إلى اتفاق سلام
ويقدم السيناريو الثالث تصورًا أقل حدة، حيث يتوقع الورقة أن يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف الحرب في قطاع غزة.
هذا الاتفاق قد يؤدي إلى انسحاب جيش الاحتلال، مما سيتسبب في انخفاض مؤقت في النفقات العسكرية وتحسن طفيف في عجز الميزانية ونسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي.
مع إنهاء الحرب، يتوقع استقرار تدريجي مع معدل نمو محتمل يبلغ 4.6% في العام 2025 للناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك، فإن هذه التوقعات تعتمد على وجود حل سلمي يعيد الثقة للمستثمرين ويعزز الاستقرار الاقتصادي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اجتماع المجلس استمرار الحرب استمرار استقرار الاقتصاد اسرائيلي اسرائيلية اسكندرية العام 2024 الشيكل الشرق الأوسط بنيامين نتنياهو انخفاض مؤقت
إقرأ أيضاً:
أي تأثير لهجمات البحر الأسود على أمن الملاحة ومصالح تركيا الإستراتيجية؟
أنقرة- تعيش أنقرة حالة استنفار متصاعد بعدما امتدت نيران الحرب الروسية الأوكرانية إلى تخوم مياهها في البحر الأسود، إثر سلسلة هجمات طالت ناقلات نفط وسفنا تجارية خلال الأيام الماضية.
واعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان استهداف ناقلة نفط قبالة الساحل الشمالي للبلاد "تصعيدا مقلقا" يهدد سلامة الملاحة في واحد من أكثر الممرات حساسية لتركيا، محذّرا الأطراف المعنية من خطورة الانزلاق إلى مواجهة بحرية مفتوحة.
وشهدت مياه البحر الأسود المحاذية لتركيا خلال الأيام الأخيرة سلسلة تطورات لافتة، عكست للمرة الأولى انتقال الحرب الروسية الأوكرانية إلى تخوم المجال البحري التركي.
واندلع الأسبوع الماضي، حريق في الناقلة "كایروس" التي ترفع علم غامبيا بعد انفجار وقع على بعد 28 ميلا قبالة ساحل كفكن شمالي تركيا. وبعد نحو ساعتين فقط، تلقت السلطات التركية نداء استغاثة من ناقلة النفط "فيرات" على مسافة 35 ميلا من الساحل، حيث أفاد طاقمها بتعرضها لهجوم.
الدبلوماسية والمصالحوتشير المعطيات وتقارير إعلامية إلى أن الهجومين نُفّذا بواسطة زوارق أو مُسيّرات بحرية أوكرانية، في ظل اعتراف كييف سابقا باستخدام طائرات مسيرة لضرب ناقلات يعتقد أنها جزء من "أسطول الظل" الروسي الذي يعمل خارج نطاق العقوبات.
وعثر قبل أشهر على زورق أوكراني جرفته الأمواج إلى شواطئ طرابزون، في مؤشر مبكر على تمدد أدوات الحرب إلى محيط السواحل التركية. كما أعلنت المديرية العامة للشؤون البحرية عن حادث ثالث استهدف الناقلة "ميدفولغا-2" التي كانت تنقل زيت عباد الشمس من روسيا إلى جورجيا، على مسافة 80 ميلا من الساحل التركي.
ووجدت أنقرة نفسها أمام معادلة دبلوماسية شديدة الحساسية مع اقتراب نيران الحرب من مياهها، مما فرض عليها السير على خيط دقيق بين موسكو وكييف حفاظا على مصالحها الإستراتيجية.
وسريعا استدعت وزارة الخارجية التركية، السفير الأوكراني والقائم بالأعمال الروسي لإبلاغهما قلق أنقرة الكبير من الهجمات التي طالت سفنا مرتبطة بروسيا داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة. وتوازى هذا التحرك مع تحذير علني وجهته أنقرة لجميع الأطراف بوجوب الكف عن استهداف السفن التجارية، في رسالة يفهم منها أنها موجهة بالأساس إلى كييف.
إعلانوتعكس هذه المقاربة محاولة تركيا التمسك بنوع من الحياد العملي، فهي من جهة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتزوّد أوكرانيا بمُسيّرات قتالية، ومن جهة أخرى ترتبط بعلاقات اقتصادية وثيقة مع روسيا ولم تنضم إلى منظومة العقوبات الغربية.
وفي خضم هذه التعقيدات، تحاول تركيا توسيع دائرة المشاورات مع حلفائها في الناتو حول أمن البحر الأسود، دون أن تنجر لمواجهة مباشرة. فقد ناقش وزير الخارجية هاكان فيدان هذه المخاطر مع الأمين العام للحلف مارك روته، مؤكدا أن الهجمات على ناقلات مرتبطة بروسيا قرب المياه التركية ترفع احتمالات احتكاك غير محسوب.
ويرى الخبير الأمني بلال يوزغاتلي، أن مقاربة أنقرة في البحر الأسود ترتكز على إدارة التهديد ميدانيا بأقل احتكاك، وضبط الخطاب الدبلوماسي للحفاظ على هامش المناورة، ومنع تحويل أمن الملاحة التركي إلى ورقة ضغط بيد أي طرف.
ويشرح يوزغاتلي للجزيرة نت، أن تركيا قادرة على تعزيز أمنها البحري دون التورُّط المباشر في الحرب، عبر تكثيف الدوريات الجوية والبحرية والرصد بالمسيرات داخل نطاق مسؤوليتها، وتحديث قواعد الاشتباك بما يسمح بتحييد أي أهداف مجهولة تقترب من سفن مدنية.
ودبلوماسيا، يرى أن التوازن يقتضي التمسك بمبدأ أن أمن الملاحة ملف دولي وليس نزاعا ثنائيا مع روسيا أو أوكرانيا. وبناء عليه تضغط تركيا على كييف لعدم تنفيذ هجمات قرب سواحلها، مقابل تذكير موسكو بأن دعمها لا يمكن أن يكون غير مشروط طالما تستمر في استخدام البحر الأسود كمنطقة تهديد.
أما في علاقتها مع الناتو، فيؤكد يوزغاتلي أن مصلحة أنقرة تكمن في الاستفادة من المظلة الدفاعية للحلف دون التحول إلى أداة مواجهة مع روسيا. فهي تشارك في تبادل المعلومات البحرية وتطوير قدرات المراقبة، لكنها تحافظ على قيود اتفاقية مونترو لمنع عسكرة البحر الأسود، وفي الوقت نفسه، تبقي أنقرة ورقة "الهجوم على عضو في الناتو" كردع صامت لا كتصعيد سياسي علني.
ويختم الخبير الأمني قائلا إن قدرة تركيا على الحفاظ على هذا التوازن مرهونة بفصل أمنها البحري عن حسابات الآخرين، والتعامل مع الهجمات كـانتهاك لقواعد الملاحة لا كفرصة لإعادة التموضع في الحرب، فكلما بقيت أنقرة في موقع حارس الممرات لا طرف المعركة، استطاعت حماية مصالحها دون الانجرار إلى صراع لا تملك تحديد مساره أو نتائجه.
تداعيات وسيناريوهاتولا تتوقف تداعيات التصعيد البحري عند البعد الأمني، بل تمتد مباشرة إلى المصالح الاقتصادية والإستراتيجية لتركيا في البحر الأسود.
وفي السياق، يرى الباحث الاقتصادي، حقي إيرول جون، أن الخطر الحقيقي يكمن بإعادة تسعير الأخطار وإعادة تشكيل مسارات الملاحة بهدوء إذا استمرت الهجمات في البحر الأسود. فمع تصنيف المنطقة عالية الخطورة، ترتفع أقساط التأمين وكلفة الشحن فورا، وهو ما ينعكس مباشرة على فاتورة الطاقة والحبوب التي تستوردها تركيا من روسيا وأوكرانيا، ويزيد الضغط على التضخم والحساب الجاري.
إعلانويضيف جون للجزيرة نت، أن جزءا من خطوط الملاحة قد يبدأ بالفعل بتفضيل ممرات بديلة أو موانئ أقل خطورة، مما يعني خسارة محتملة لبعض حركة الترانزيت التي تعتمد عليها الموانئ التركية في البحر الأسود.
مع تصاعد الهجمات على السفن على بُعد أميال من سواحل #تركيا.. أردوغان: الهجمات على السفن التجارية في البحر الأسود غير مقبولة، وقد بدا جليًّا أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا باتت تهدد بوضوح سلامة الملاحة في البحر الأسود pic.twitter.com/Kq8Vy4Ck9L
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 2, 2025
وعن السيناريوهات المحتملة، يرى الباحث جون أن:
سيناريو التصعيد المحدود هو الأقرب، أي استمرار الهجمات دون استهداف مباشر للسفن التركية، مما يعني بقاء الممرات مفتوحة لكن بتكاليف أعلى وضغوط على أسعار الطاقة والحبوب. أما سيناريو التصعيد المتوسط، المتمثل في اقتراب الهجمات من السواحل التركية، فقد يدفع أنقرة لتنويع الممرات التجارية وتحمل كلفة أعلى مؤقتا، مع انعكاسات سلبية على الليرة والتضخم. في حين يبقى السيناريو الحاد الأقل احتمالا لكنه الأكثر كلفة، حيث يمكن أن يتحول جزء من البحر الأسود إلى منطقة شبه مغلقة، مما يفرض إعادة هيكلة عميقة لمسارات التجارة التركية ويزيد الضغوط على ميزان المدفوعات.