لجريدة عمان:
2025-12-15@06:36:20 GMT

بين جدران المركز الوطني للتوحد

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

بعد عام تقريبًا من نيل ابني المصاب باضطراب طيف التوحد فرصة التأهيل في "المركز الوطني للتوحد" الواقع في الخوض "السادسة" بولاية السيب والذي تشرف عليه وزارة التنمية الاجتماعية، ارتأيت من باب الإعجاب بما يحدث بين جدرانه الحديث عن الجهود المخلصة والعمل الاحترافي الذي يؤديه القائمون عليه.

وعندما أقول العمل الاحترافي لطاقم المركز الذي حصل باكرًا جدًا على شهادة "الاعتماد الدولي" الممنوحة من قبل المجلس الدولي للاعتماد ومعايير التعليم المستمر بالولايات المتحدة الأمريكية كأول مركز في سلطنة عُمان يحصل على هذا الاعتماد، فإنني أعني ذلك ليس بسبب خطط التأهيل المدروسة والمرسومة لكل مصاب بهذا الاضطراب، إنما لعدم إغفال التفاصيل الصغيرة التي تسهم في تجويد الخدمة، بدايةً بالاهتمام الذي تبديه موظفة الاستقبال وانتهاءً بنوعية تعامل مديرته العامة.

من أهم الجوانب التي تلفت انتباه أي مستفيد ابنه أو خدمات المركز لا تقتصر فقط على مساعدة المصابين باضطراب التوحد على التفاعل مع محيطهم الخارجي وإكسابهم المهارات وتنمية قدراتهم، بل تتعدى ذلك إلى تثقيف الأسر وإرشادها إلى كيفية تقبل أبنائها والتعايش مع خصوصيتهم.

جلسة واحدة مع أي اختصاصي أو إداري كفيلة بأن تُشعرك أنك لست وحدك في عالم التوحد الغامض وأنهم جميعًا موجودون هناك من أجل مساعدتك ومساعدة ابنك على الافتكاك من قبضة الوحش.. تقرأ تلك الأحاسيس في وجوههم التي لم تلحظها يومًا متجهمة أو متذمرة.

ما أثار إعجابي في التعامل مع القائمين على "المركز الوطني للتوحد" هو كمية الصبر والتفهم التي يمتلكها الأخصائيون والإداريون للتعاطي مع الحالات المستهدفة واحتوائها.. حجم الود الذي يطبع التعامل مع أولياء الأمور، فالجميع هناك مدركون لقيمة الرسالة الإنسانية التي تجشموا عناء القيام بها.

ولأن حلم جميع أولياء الأمور، كمواطنين ووافدين، هو الحصول على فرصة لالتحاق أبنائهم بالمركز الوطني للتوحد مشروع نظرا لمعاناتهم وجودة الخدمة المقدمة. بات من الأهمية زيادة الدعم الحكومي للمركز وتوسيع خدماته وتطوير مهارات وإمكانات المنتمين إليه من الأخصائيين والإداريين.

كما أن إنشاء مراكز جديدة مماثلة في مختلف المحافظات بات ضرورة ماسة أولًا لأن أعداد المُشخّصين بهذا الاضطراب في ازدياد مُذهل.

وكذلك من باب أن إنشاء المراكز المؤهلة والمُصممة خصيصًا لعلاج اضطراب التوحد والتدخل المبكر للحالات الجديدة والتأهيل العلمي للحالات المُكتشفة كفيل بجعل هذه الفئة قادرة على الاعتماد على نفسها والتفاعل مع محيطها بل والإنتاج والحياة بإيجابية. كما سيقلل ذلك من التكاليف التي تُخصصها الحكومة لفئة الإعاقة.

مما هو معلوم أن المركز الوطني للتوحد الذي تفضلت بافتتاحه السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- أقيم على مساحة إجمالية تبلغ 23 ألفًا و600 متر مربع، وبلغت مساحة المبنى 5 آلاف متر مربع و225 مترًا مربعًا، بتكلفة إجمالية تصل إلى حوالي مليونين و500 ألف ريال عماني، وهو بالإضافة إلى دوره الأساسي، يسهم في دعم مراكز التأهيل الحكومية والخاصة من خلال تقديمه لبرامج التوعية وتنظيم حلقات العمل والدورات المتخصصة في مجال التوحد التي تستهدف تطوير هذه المراكز وزيادة فاعليتها.

النقطة الأخيرة:

التوحد اضطراب غامض يسرق من الطفل أجمل سنوات عمره ويسجنه في "بالونة" لا تتسع لغيره، عالم كلما أبحرت فيه كلما ازددت صبرًا ورحمة وإيمانًا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرکز الوطنی للتوحد

إقرأ أيضاً:

"مسارات شوران".. نموذج حضري يدعم أنسنة المدينة المنورة

يمثّل مشروع "مسارات شوران" أحد المشاريع التنموية الحضرية التي تعكس توجّه أمانة منطقة المدينة المنورة نحو تطوير المساحات العامة، وتحويلها إلى بيئات مفتوحة تعزّز جودة الحياة، وتدعم أنماط العيش الصحي، وتستوعب أنشطة ترفيهية واستثمارية متنوعة داخل الأحياء السكنية.

وجاء تنفيذ المشروع ضمن رؤية؛ تهدف إلى الارتقاء بالمرافق البلدية، وزيادة المساحات المفتوحة، ومعالجة مظاهر التشوّه البصري، وتحقيق التوازن بين البعد الإنساني والاقتصادي في التخطيط الحضري، بما يسهم في رفع مستوى جودة الحياة في المنطقة.

واكتملت المرحلة الأولى من المشروع على مساحة تتجاوز 85,350 مترًا مربعًا بحي شوران، وشملت تنفيذ مسارات رئيسة للمشي، ومسارات مخصّصة للدراجات، إلى جانب مسطحات خضراء، وسبع مناطق استثمارية، إضافة إلى ملعب رياضي ومواقف للمركبات، مما أسهم في تحسين المشهد الحضري، وتهيئة البيئة العمرانية للمشروع.

وفي إطار استكمال عناصر المشروع وتوسيع نطاق الاستفادة منه، نُفذت المرحلة الثانية على مساحة تتجاوز 75 ألف متر مربع، تضمّنت مسطحات خضراء، ومسارًا مخصّصًا للدراجات، وثلاث مناطق استثمارية، وثلاث مناطق لألعاب الأطفال، إلى جانب منطقة تزلّج، وملعب رياضي.

وراعى المشروع متطلبات الوصول الشامل، من خلال توفير مواقف للسيارات موزّعة على امتداد الموقع، من بينها 15 موقفًا مخصّصة للأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى تخصيص منطقتين لتحميل وتنزيل الركاب، بما يعزّز سهولة الاستخدام لجميع فئات المجتمع.

ويأتي مشروع مسارات شوران ضمن خطة تطوير متكاملة تمتد على مساحة تقارب مليون متر مربع؛ وتهدف إلى رفع جودة الخدمات في المرافق والساحات البلدية، وزيادة المساحات المفتوحة، واستيعاب فرص استثمارية جديدة، وتعزيز التنمية الاجتماعية، بما يسهم في جعل منطقة شوران مركزًا جاذبًا للسكن والترفيه والاستثمار، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة، وبناء مدن أكثر حيوية واستدامة.

// انتهى //

المدينة المنورةمسارات شورانقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الهباش: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين تزيد موجة العنف
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • مسرح موسيقي تفاعلي لرفع قدرات أطفال التوحد
  • تنبيه من المركز الوطني للأرصاد
  • "مسارات شوران".. نموذج حضري يدعم أنسنة المدينة المنورة
  • 21 فرصة عقارية بمزاد شعاع الرياض
  • ٦٠ مشارك بتدريبات المشروع القومي لاطفال التوحد بالاسكندرية
  • “نموذج الضربات الثلاث”.. رؤية جديدة لأسباب التوحد وسبل الوقاية المبكرة
  • منظمة الصحة العالمية: لا علاقة بين اللقاحات واضطرابات التوحد
  • 11شهيدًا جراء انهيار منازل وسقوط جدران وخيام في غزة