لجريدة عمان:
2025-07-05@03:12:47 GMT

بين جدران المركز الوطني للتوحد

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

بعد عام تقريبًا من نيل ابني المصاب باضطراب طيف التوحد فرصة التأهيل في "المركز الوطني للتوحد" الواقع في الخوض "السادسة" بولاية السيب والذي تشرف عليه وزارة التنمية الاجتماعية، ارتأيت من باب الإعجاب بما يحدث بين جدرانه الحديث عن الجهود المخلصة والعمل الاحترافي الذي يؤديه القائمون عليه.

وعندما أقول العمل الاحترافي لطاقم المركز الذي حصل باكرًا جدًا على شهادة "الاعتماد الدولي" الممنوحة من قبل المجلس الدولي للاعتماد ومعايير التعليم المستمر بالولايات المتحدة الأمريكية كأول مركز في سلطنة عُمان يحصل على هذا الاعتماد، فإنني أعني ذلك ليس بسبب خطط التأهيل المدروسة والمرسومة لكل مصاب بهذا الاضطراب، إنما لعدم إغفال التفاصيل الصغيرة التي تسهم في تجويد الخدمة، بدايةً بالاهتمام الذي تبديه موظفة الاستقبال وانتهاءً بنوعية تعامل مديرته العامة.

من أهم الجوانب التي تلفت انتباه أي مستفيد ابنه أو خدمات المركز لا تقتصر فقط على مساعدة المصابين باضطراب التوحد على التفاعل مع محيطهم الخارجي وإكسابهم المهارات وتنمية قدراتهم، بل تتعدى ذلك إلى تثقيف الأسر وإرشادها إلى كيفية تقبل أبنائها والتعايش مع خصوصيتهم.

جلسة واحدة مع أي اختصاصي أو إداري كفيلة بأن تُشعرك أنك لست وحدك في عالم التوحد الغامض وأنهم جميعًا موجودون هناك من أجل مساعدتك ومساعدة ابنك على الافتكاك من قبضة الوحش.. تقرأ تلك الأحاسيس في وجوههم التي لم تلحظها يومًا متجهمة أو متذمرة.

ما أثار إعجابي في التعامل مع القائمين على "المركز الوطني للتوحد" هو كمية الصبر والتفهم التي يمتلكها الأخصائيون والإداريون للتعاطي مع الحالات المستهدفة واحتوائها.. حجم الود الذي يطبع التعامل مع أولياء الأمور، فالجميع هناك مدركون لقيمة الرسالة الإنسانية التي تجشموا عناء القيام بها.

ولأن حلم جميع أولياء الأمور، كمواطنين ووافدين، هو الحصول على فرصة لالتحاق أبنائهم بالمركز الوطني للتوحد مشروع نظرا لمعاناتهم وجودة الخدمة المقدمة. بات من الأهمية زيادة الدعم الحكومي للمركز وتوسيع خدماته وتطوير مهارات وإمكانات المنتمين إليه من الأخصائيين والإداريين.

كما أن إنشاء مراكز جديدة مماثلة في مختلف المحافظات بات ضرورة ماسة أولًا لأن أعداد المُشخّصين بهذا الاضطراب في ازدياد مُذهل.

وكذلك من باب أن إنشاء المراكز المؤهلة والمُصممة خصيصًا لعلاج اضطراب التوحد والتدخل المبكر للحالات الجديدة والتأهيل العلمي للحالات المُكتشفة كفيل بجعل هذه الفئة قادرة على الاعتماد على نفسها والتفاعل مع محيطها بل والإنتاج والحياة بإيجابية. كما سيقلل ذلك من التكاليف التي تُخصصها الحكومة لفئة الإعاقة.

مما هو معلوم أن المركز الوطني للتوحد الذي تفضلت بافتتاحه السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- أقيم على مساحة إجمالية تبلغ 23 ألفًا و600 متر مربع، وبلغت مساحة المبنى 5 آلاف متر مربع و225 مترًا مربعًا، بتكلفة إجمالية تصل إلى حوالي مليونين و500 ألف ريال عماني، وهو بالإضافة إلى دوره الأساسي، يسهم في دعم مراكز التأهيل الحكومية والخاصة من خلال تقديمه لبرامج التوعية وتنظيم حلقات العمل والدورات المتخصصة في مجال التوحد التي تستهدف تطوير هذه المراكز وزيادة فاعليتها.

النقطة الأخيرة:

التوحد اضطراب غامض يسرق من الطفل أجمل سنوات عمره ويسجنه في "بالونة" لا تتسع لغيره، عالم كلما أبحرت فيه كلما ازددت صبرًا ورحمة وإيمانًا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرکز الوطنی للتوحد

إقرأ أيضاً:

لقاء تعريفي باضطراب طيف التوحد في السويق

السويق- سعيد الهنداسي

شهدت قاعة مكتب والي السويق انطلاق اللقاء التعريفي الأول لاضطراب طيف التوحد، والذي تنظمه الجمعية العمانية للتوحد، تحت رعاية سعادة الشيخ عيسى بن أحمد المعشني والي السويق.

وشهد الحفل تقديم نبذة تعريفية عن الجمعية العمانية للتوحد قدمها عبدالعزيز البلوشي نائب رئيس الجمعية قدم فيها الشكر لسعادة والي السويق على الاستضافة، مؤكدا أهمية المشاركة المجتمعية وجهود الجمعية في نشر ثقافة الوعي لدى أفراد المجتمع خاصة أولياء أمور أطفال طيف التوحد وضرورة التعاون مع الجمعية والجهات ذات الاختصاص حول كل ما يهم أطفالهم.

وجرى خلال اللقاء تقديم أوراق عمل تطرق فيها منفذيها في التعريف باضطراب طيف التوحد وكيفية اكتشافه مبكرا، والطريقة المثلى في كيفية التعامل مع الحالة، وطريقة العلاج المناسبة حتى يعود المصاب الى حياته الطبيعية ويشارك أقرانه في المجتمع.

كما كرّم راعي الحفل الجهات والشخصيات المشاركة والهدايا التذكارية.

وأشادت ثريا الكيومية بهذا للقاء قائلة: "مثل هذه اللقاءات مفيدة جدا خاصة لأولياء أمور طلبة اضطراب طيف التوحد مع الجهات والمسؤولين لتسليط الضوء عليهم من خلال التعريف بها ويكون هناك تواصل جميل بين مختلف الجهات ذات الاختصاص، وكلمة شكر نقدمها لمكتب والي السويق وسعادة الشيخ الوالي على تبنيه مثل هذه اللقاءات خاصة مع شريحة مهم من أبناء المجتمع يشعروا من خلالها باهتمام الجهات بالسلطنة بمعاناتهم وتسخير كل الجهود لهم".

مقالات مشابهة

  • وظائف شاغرة في المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي
  • بسبب مخالفات.. المركز الوطني للامتحانات يلغي امتحانات 78 طالباً في مادة الإحصاء
  • لقاء تعريفي باضطراب طيف التوحد في السويق
  • المركز الوطني للامتحانات ينقل طلبة تعليم الجديدة إلى صبراتة
  • الأول عربيًا.. المركز الوطني للتوحّد ينضم إلى شبكة "QABA" العالمية
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • المركز الوطني للتوحّد عضوا كاملا في شبكة QABA العالمية
  • «المركز الوطني للامتحانات» يحدد موعد صدور نتائج التعليم الأساسي
  • تنبيه من المركز الوطني للأرصاد
  • المركز الوطني للأرصاد: رياح نشطة على منطقة المدينة المنورة