الحرب الإعلامية ومنظومة الحرب النفسية.. قاموس المقاومة (47)
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
حتى تكتمل منظومات الحروب النفسية من المهم أن نتوقف عند مفهوم "الحرب الإعلامية" وخوضها بما يستوجب من أدوات وقدرات ومقاصد وغايات؛ إذ تعتبر من أهم أنواع الحروب، وذلك لتطور أساليبها ووسائلها المتعددة. وتدور حول معلومات مضللة وشائعات تهدف إلى التلاعب بالرأي العام والمعتقدات، وتهدف إلى نشر الأفكار أو المعلومات أو الادعاءات التي يمكن أن تضر بكيان أو قضية أو ذوات فردية بعينها.
الحرب الإعلاميّة هي عبارة عن بث الأفكار، والإشاعات، والمعلومات الخاطئة والمغلوطة وغير السويّة بين الناس من خلال الفضائيات، والإذاعات، ووسائل التواصل الاجتماعي، والجرائد، بهدف تغيير وجهات النظر وتسييرها باتجاه ما هو مطلوب منها، وتحقيق التضليل الإعلامي، والتلاعب بالرأي والوعي العام.
وتعدّ الحرب الإعلاميّة من أخطر أنواع الحروب نظرا لتأثيرها في نفسيّة متلقي المعلومة وعمل غسيل دماغ لما يؤمن ويقتنع به، مما يجعله يغيّر الواقع اتباعا لما تلقى وترسّخ في عقله. كما أنّها تعدّ حربا باردة لا يمكن التنبؤ بنتائجها ونهايتها. وتأتي الحرب الإعلاميّة مرافقة لبقية أنواع الحروب سواء كانت عسكريّة، أم اقتصاديّة، أم سياسيّة. وقد تكون في حالة السلم بهدف فساد عقول الشباب والأمة، ونشر الفوضى والإرباك بين صفوفهم.
تعدّ الحرب الإعلاميّة من أخطر أنواع الحروب نظرا لتأثيرها في نفسيّة متلقي المعلومة وعمل غسيل دماغ لما يؤمن ويقتنع به، مما يجعله يغيّر الواقع اتباعا لما تلقى وترسّخ في عقله. كما أنّها تعدّ حربا باردة لا يمكن التنبؤ بنتائجها ونهايتها. وتأتي الحرب الإعلاميّة مرافقة لبقية أنواع الحروب سواء كانت عسكريّة، أم اقتصاديّة، أم سياسيّة
لا يزال من المبكر الحديث بشكل قاطع أو بكثير من اليقين بموضوعية وبالشمول والعمق عن الحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة، وتأثيراتها النهائية ومآلاتها. وقد أسمتها حركة حماس "طوفان الأقصى"، فيما أسمتها حكومة الاحتلال الصهيوني "السيوف الحديدية"، حروب تسميات في حرب لا تظهر في الأفق بوادر نهاية قريبة لها، أو ملامح للأوضاع على الأرض في نهايتها. إلا أن ما نشهده من صمود أسطوري من المقاومة وحاضنتها من أهل غزة ونحن في أجواء مرور العام على السابع من أكتوبر؛ ومع ذلك فان مشاهد حادة حُفرت عميقا في الذاكرة، ومستجدات لم تكن لتخطر على خيال، وانطباعات تحمل نسبة عالية من المصداقية، كلها مجتمعة قد تكون كافية للحديث عن الإعلام في هذه الحرب، وعن الحرب الإعلامية وكيف تؤثر في مجريات المعارك وكيف يتأثر بها الجمهور سلبا وايجابا.
وطالما أننا بصدد الحديث عن الوسائل، وتوظيف الأدوات ضمن قواعد تتعلق بالأداء الفعال؛ فبين الأدوات والأداء تبدو الحرب الإعلامية، إذ يؤثر التلاعب الإعلامي على الرأي العام بطرق متعددة، منها:
1- تشكيل المفاهيم والقيم؛ إذ يمكن للإعلام المضلل أن يغير طريقة تفكير الناس حول مواضيع معينة، مما يؤدي إلى تشكيل مفاهيم وقيم قد تكون بعيدة عن الحقائق.
2- زيادة الانقسامات الاجتماعية والوطنية؛ إذ يُستخدم التلاعب الإعلامي لنشر المعلومات الموجهة التي تعزز التفتيت بين المجموعات المختلفة داخل المجتمع، مثل الانقسامات السياسية أو العرقية.
3- نشر الخوف والقلق؛ فقد يتم استخدام الإعلام لنشر أخبار أو معلومات مثيرة للقلق، مما يؤدي إلى خلق حالة من الخوف.
4- تقليل الثقة في المؤسسات؛ بما يمكِّن من ترويج الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، إلى تآكل الثقة في أطراف المجتمع وتكويناته المتنوعة.
5- توجيه الثقافة العامة؛ ذلك أن التلاعب الإعلامي يمكن أن يُستخدم لتسليط الضوء على قضايا معينة وتجاهل أخرى، مما يؤثر على ما يراه الناس كأهمية في المجتمع.
إذ يعد التلاعب الإعلامي أداة قوية يمكن أن تُستخدم لتغيير مسار التفكير والسلوكيات في المجتمع، مما يتطلب من الأفراد التحلي بالنقد والتفكير العميق حول المعلومات التي يستهلكونها، وهو أمر جعلنا نؤكد أن الحرب الإعلامية هي من أهم أشكال منظومات الحروب النفسية.
في ذاكرة التاريخ يمكن أن نرى شواهد مهمة على الحروب الإعلامية؛ ومن أبرزها:
1- الحرب الباردة: كانت هناك حملات دعائية مكثفة من كلا الجانبين (الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي) تهدف إلى التأثير على الرأي العام في الدول الأخرى، من خلال الأفلام، والمنشورات، والبث الإذاعي.
2- حرب فيتنام: شهدت هذه الحرب استخدام وسائل الإعلام بشكل كبير، حيث كانت الصور والتقارير القادمة من الخطوط الأمامية تلعب دورا في تشكيل الرأي العام ضد الحرب في الولايات المتحدة.
3- الحرب الأهلية اللبنانية: خلال هذه الحرب، تم استخدام وسائل الإعلام لنشر المعلومات الموجهة وتضخيم الصراعات الطائفية، مما زاد من التوترات والانقسام.
4- الحرب على العراق (2003): استخدمت الولايات المتحدة الإعلام بشكل مكثف لتبرير غزو العراق، من خلال عرض معلومات حول أسلحة الدمار الشامل المزعومة، وهو ما اتضح لاحقا أنه لم يكن دقيقا.
ضمن هذه السياقات كان التعامل مع السابع من أكتوبر؛ فلم تندلع الحرب الإعلامية فحسب عن الآلة الإعلامية الصهيونية، بل واكبتها آلة الإعلام الغربية الجهنمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. رُكبت منظومات الحرب النفسية وصناعة الصور الذهنية الزائفة؛ لصنع الكذب والزيف من مواقع رسمية وغير رسمية ووسائل إعلام صهيونية وشخصيات إسرائيلية من غلاة اليمين المتطرف
تُظهر هذه النماذج والشواهد التاريخية كيف يمكن أن تؤثر وسائل الإعلام على الصراعات والنزاعات، وتسهم في تشكيل وجهات نظر المجتمع.
ضمن هذه السياقات كان التعامل مع السابع من أكتوبر؛ فلم تندلع الحرب الإعلامية فحسب عن الآلة الإعلامية الصهيونية، بل واكبتها آلة الإعلام الغربية الجهنمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. رُكبت منظومات الحرب النفسية وصناعة الصور الذهنية الزائفة؛ لصنع الكذب والزيف من مواقع رسمية وغير رسمية ووسائل إعلام صهيونية وشخصيات إسرائيلية من غلاة اليمين المتطرف، وقد تلقفت وسائل الإعلام الغربية هذه الروايات الكاذبة ونشرتها دون تدقيق، من خلال جيوش الكترونية كثيرة العدد متعددة اللغات وعلى مختلف المنصات. ومعلوم أن منصات التواصل الاجتماعي أبدت تساهلا كبيرا مع الرواية الإسرائيلية، مقابل تشدد وتضييق نطاق وصول وفرض عقوبات، كالحجب والتقييد على الحسابات التي تحمل السردية الفلسطينية.
ليس من هدف هذا المقال التوقف عند دراسات متأنية لشواهد متعددة للخطاب الصهيوني الدعائي أو التفصيل فيه؛ إلا أنه يمكن الإشارة الى تعمد آلة الدعاية الصهيونية زرع الشك في الروايات التي لا تستطيع دحضها، وتمرير الروايات الصهيونية التي تقع في صالحها حتى مع تهافتها. إنها حرب التزييف والأكاذيب؛ ويترافق مع ذلك أداة تكتيكية أخرى وهي المتعلقة بقاموس التحريض المُصنّع بعناية في وصف المقاومة وأعمالها. لم يعد معجم الأوصاف التحريضية التي تستخدمها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين كافيا، ولم تعد مصطلحات "الإرهابيين والمخربين" كافية لإشباع جنون وتطرف هذه الحكومة الأكثر يمينية وتطرفا في تاريخ الاحتلال، في هذه الحرب أكثر من غيرها استخدم الإسرائيليون -ساسة ومتحدثين إعلاميين- أوصاف البربرية والحيوانية والوحشية والسادية والهمجية على الفلسطينيين، وسعوا منذ اللحظة الأولى إلى تكريس مصطلح حماس داعش.
كما أكد عماد الأصفر في مقاله الضافي "طوفان الحرب والإعلام" أن هذا "التحريض توج بمطالبة عدة وزراء للجيش بعدم التفريق بين مدني وعسكري، وبدعوة وزير التراث "عميحاي إلياهو" إلى ضرب قطاع غزة بقنبلة نووية، من خلال إسقاط الأوصاف على الطرف الأضعف في سياق المثل "رمتني بدائها وانسلت".
صناعة السردية بين استغلال المشهد القائم وإغفال مشهد الذاكرة العميق؛ مفارقة مهمة في تصنيع الظاهرة وإدراكها ضمن تزييف وطمس الذاكرة. عادة ما ينشغل الإعلام وينشغل المتحدثون والسياسيون في معالجة اللحظة الراهنة، ناسين أنها ليست إلا نتيجة حتمية لسبب أصيل مضى، وأن هذا الصراع هو ما أوجد حركات المقاومة ومن بينها حماس، والعكس ليس صحيحا.
دور الإعلام إذا في الحروب الحديثة يتجاوز مجرد تغطية الأحداث، إذ أصبح أداة استراتيجية تستخدم لأغراض متعددة؛ منها التوجيه والتأثير على الرأي العام؛ وممارسة الحروب النفسية لتقويض معنويات أي كيان وزرع الشك في صفوفه. وكذلك لا يمكننا إغفال دور التكنولوجيا ووسائل الإعلام الجديد مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي
فهذا الصراع لم يبدأ في غزة في هذا العام أو قبل أكثر من سبعة عشر عاما حوصرت غزة فيها حصارا قاهرا؛ وإنما بدأ بالنكبة قبل خمسة وسبعين عاما، بما ارتكب من احتلال استيطاني كآخر استعمار استيطاني في المعمورة. هذا الإيهام جعل إسرائيل تركز على السابع من أكتوبر، وتضرب صفحا عن حرب إبادة جماعية إسرائيلية لأهل غزة بشهادة مؤسسات دولية قضائية وهيئات حقوقية، كما لا تخلو هذه الصناعة الإعلامية من تغييب متعمد أو تعتيم متمدد؛ أو تبرير وتغرير وتزوير.
دور الإعلام إذا في الحروب الحديثة يتجاوز مجرد تغطية الأحداث، إذ أصبح أداة استراتيجية تستخدم لأغراض متعددة؛ منها التوجيه والتأثير على الرأي العام؛ وممارسة الحروب النفسية لتقويض معنويات أي كيان وزرع الشك في صفوفه. وكذلك لا يمكننا إغفال دور التكنولوجيا ووسائل الإعلام الجديد مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح من السهل مشاركة المعلومات وأيضا تداول الشائعات، مما يعدل من ديناميات الحروب وتأثيرها. وضمن هذه الصناعة الإعلامية، تلجأ الأنظمة إلى فرض رقابة على وسائل الإعلام للسيطرة على السرد الإعلامي ومنع وصول المعلومات التي قد تضر بمساعيها.
إذا، الساحة الإعلامية كميدان للحروب الإعلامية والنفسية كما هي مساحة يستغلها العدو؛ يجب أن تظل ضمن اهتمامات الأمة والمقاومة ضمن أطروحة المقاومة الإعلامية وإعلام المقاومة.
x.com/Saif_abdelfatah
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحرب الإعلامية الحرب النفسية الدعاية الإعلام الحرب النفسية الحرب دعاية طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل الاجتماعی الولایات المتحدة الحرب الإعلامی ة السابع من أکتوبر الحرب الإعلامیة على الرأی العام الحروب النفسیة وسائل الإعلام هذه الحرب یمکن أن لا یمکن من خلال
إقرأ أيضاً:
الحروب والإجرام أساس ومُنطلق المشروع الصهيوني
الوصول إلى إسرائيل الكبرى لا يمكن ان يتحقق من خلال المفاوضات لانها حقيقة استعمارية واقعية اعتمدت على القوة والسيطرة والتوسع صاغها الفكر الاستعماري ومهد لها وأوجد مناصرين لها .
(بلفور) كان بداية التأسيس على أرض الواقع وانهار أمام الحقائق القانونية والتاريخية وفقا لمواثيق عصبة الأمم والقانون الدولي؛ ولكن التحالف الصهيوني الصليبي تدارك الأمر ومارس لعبته القذرة من خلال إصدار قرار التقسيم الذي لا يعني شيئا، فليس في ميثاق الأمم المتحدة ولا من اختصاصاتها إنشاء الأوطان بل إن مهمتها الأساسية هي الاعتراف بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها ومساعدتها .
الانتقال إلى تمكين الاحتلال والاستيطان من خلال الاستناد إلى النصوص الدينية التي لا تعني شيئا في المواثيق والعهود الدولية؛ لكن الاعتماد أولا وأخيراً على القوة والإجرام هو الأساس في قيام المشروع الاستيطاني الاستعماري واستمراره وتفكيك الدول العربية والإسلامية أساس أيضاً لضمان بقائه .
الأراضي التي مُنحت له بموجب قرار التقسيم أخذها بارتكاب جرائم الحرب والتهجير القسري واستولى على ما يقارب سبعة إضعاف تلك الأراضي ولازال يطمح في الوصول إلى أرض الميعاد المزعومة، والعالم يدرك ان المفاوضات لن تؤدي إلى ذلك لكن من خلال الحروب وارتكاب جرائم الإبادة والتهجير القسري يمكن الوصول إلى تحقيق المشروع الاستعماري الاستيطاني .
الحروب والإجرام هي الأساس وهي الاستراتيجية المعتمدة لدى كيان الاحتلال ولدى التحالف الصهيوني الصليبي من (صهاينة العرب والغرب)، المتحدث السابق باسم جيش الإجرام الصهيوني (آفي ليبكين) حدد طموحات الإجرام الصهيوني (الامتداد من لبنان إلى السعودية من البحر الأبيض المتوسط إلى الفُرات؛ وسيستولي الجيش الإسرائيلي على مكة والمدينة وسيناء لتطهير الأماكن المقدسة) حسب زعمهم.
منظومة الدول المُطبعة التي تتوهم أنها تستطيع بتعاملها مع كيان الاحتلال -وخاصة دول الطوق- تدرك معنى هذا الكلام، وتدرك النوايا الحقيقية وانها ستكون الضحية التالية لإنجاز حلم الصهاينة لكنها لا تستطيع المواجهة ولا تريد؛ ولكنها تتحرك للقضاء على المقاومة وللفتك بشعوبها حتى تنال رضا الإجرام الصهيوني ولو كان ذلك على حساب الدين والعزة والكرامة .
إسرائيل الكبرى التي يبشرون بها تقوم على مغالطات وأكاذيب لكنها تعتمد على القوة والإجرام والقوة الاقتصادية والثروة، فقد عرضوا على السلطان العثماني عبدالحميد مبالغ خيالية من أجل السماح لهم بالاستيطان في فلسطين لكنه رفض فتم إسقاط حكمه وخلعه فاستولوا على ثروات الأمتين العربية والإسلامية وسخروها لإقامة مشروعهم.
الإمكانيات المادية التي استطاعوا السيطرة عليها أنستهم الإيمان بالله، ولذلك جعلوها الاها يُعبد من دون الله، تطاولوا على الله وافتروا وغيروا وبدلوا وكانت أعظم أكاذيبهم (شعب الله المختار)، فكيف يختار الله من كذب عليه ووصفه بما لا يجوز ولا يليق به سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، ومنها أيضاً أرض الميعاد.
في معتقدات بعض الطوائف اليهودية (وفقا لنصوص التوراة) ان الله حرم على اليهود تكوين دولة أو وطن قومي لهم، لأن الله عاقبهم بسبب فسادهم وإجرامهم وكُفرهم بآيات الله، ولذلك فكل مكان يعيش فيه اليهود يعتبر وطنا قوميا لهم؛ لكن لما تلاقت الفكرة الاستعمارية والفكرة الاستيطانية بين صهاينة اليهود والنصارى وصهاينة العرب وجد كيان الاحتلال بناء على فكرة علمانية؛ اليهود قدموا الإمكانيات المادية والنصارى الإمكانيات العسكرية والمادية التي استولوا عليها والعرب قدموا الأرض والخيانة والعمالة، والهدف من كل ذلك الاستيلاء على ثروات الأمة والسيطرة على العالم، وحتى نفهم اكثر ننقل كلام أحد حاخاماتهم (اليهود ليس لديهم قومية ولا دولة قومية والصهيونية أرادت إلغاء واستبدال اليهودية واستبدال الدين بالقومية وحصلوا على دولة واعلنوها دوله قومية للشعب اليهودي والشعب اليهودي ليس له دولة وعليهم ان يتوقفوا عن تسمية انفسهم بإسرائيل وتسمية انفسهم بالدولة اليهودية لأنها أكاذيب ) .
العلمانية التي لا تؤمن بالأديان والتي سعت لتأسيس كيان الاحتلال استخدمت البعد الديني بعد أن سقطت الدعاوى السابقة (بلفور) وقرار التقسيم ثم انتقلوا إلى المفاوضات مع من يثقون فيهم لإثبات تلك الدعاوى معتمدين على القوة والإرهاب والإجرام والخيانة والعمالة والمؤامرات.
الكيان يعتمد على يهود الاشكناز الذين ليس لهم صلة بفلسطين، وأقلية دينية تدعم فكرة أرض الميعاد، وبالإضافة إلى يهود الدونمة الذين اعتنقوا الإسلام حتى يستطيعوا تدميره من الداخل بعد أن عجزت كل مؤامراتهم؛ هذا الخليط المتباعد والمتنافر لولا دعم صهاينة العرب والغرب ما استطاع ان يسيطر على فلسطين ويتمدد ويتوسع وكل ذلك بفضل دعمهم.
المتدينون من اليهود يرون أنفسهم البشر وغيرهم يسمونهم (غويم) ليسوا بشرا؛ البشر خلقهم الله على صورته وسماهم، أما الغويم خُلقوا ليكونوا عبيدا لليهود ولخدمتهم، ولكل يهودي آلاف منهم وسيكون سيطرتهم عليهم من خلال إقراضهم لذلك اجازوا الربا واستولوا على الثروات والسلطة، فمثلا صندوق النقد الدولي والبنك الدولي منذ تأسيسهما حتى الآن يديرونه اليهود.
الإجرام الذي يرتكبونه هو جزء من العقيدة الاستعمارية والاستيطانية، ومن الأكاذيب التي أسسوا لها على انها من دينهم، فالإجرام يستند إلى فتوى الحاخام والحاخام يعتمد على القاتل والمجرم فزعيمة حركة الاستيطان العلمانية (دانييلاويس) تريد إنشاء إسرائيل الكبرى وتهجير سكان فلسطين وفقا لفتاوى الحاخامات .
تريد استيطان غزة ولبنان وكل الأرض الموعودة، ولذلك ترى أن الأطفال في غزة الذين وصل عدد الشهداء منهم لأكثر من عشرين ألفا يستحقون الإبادة كرسالة تحذير للعرب كل العرب في ان يتوقفوا عن تعليم أولادهم كره اليهود، مع انها تعلم أن اليهود عاشوا أزهى فترات حياتهم تحت الخلافة الإسلامية، بينما طُردوا وأُبيدوا في المجتمعات الأوروبية والمسيحية.
تحميل المقتول المسؤولية لأنه لم يستسلم ولم يغادر أرضه ووطنه ويسلمها لشذاذ الآفاق من أجل استكمال مشروعهم الاستيطاني والاستعماري فاقرار زعيمة الاستيطان بقتل وإبادة أكثر من عشرين الف طفل يقابله انكار السفيرة الإسرائيلية في بريطانيا (تسيبي هوتوفلي) أن إسرائيل لا تقتل الأطفال ولكن حماس هي من قتلتهم، لكن الناطق باسم حزب (نتن ياهو) الليكود (غاي ليفي) يبرر ذلك (من يختطف إسرائيليا سيقتل هو وقريته ومدينته ومحيطه وبلاده وهذه رساله للعالم).
السعي لإقامة إسرائيل الكبرى هو ما يتفق عليه المؤيدون والمعارضون والمتدينون والعلمانيون، ولا يمكن إقامة ذلك إلا من خلال الحروب الإجرامية، وخطواتهم تبدأ بإفساد الشعوب وخلخلتها وزعزعتها ثم الانقضاض عليها فـ(بن جوريون) يقول (هدفنا تحطيم لبنان وشرق الأردن وسوريا ثم نقصف ونتقدم ونأخذ بور سعيد والاسكندرية وسيناء ؛علينا ان ننشئ دولة ديناميكية تتجه نحو التوسع فضرب دمشق هو جزء من عقيدة تشكل الأساس لسياسة إسرائيل مع محيطها).
الأوضاع المأساوية التي تعيشها الدول العربية والإسلامية هي بسبب المؤامرات التي يتم تنفيذها بواسطة صهاينة العرب، فالسعودية اشترت (تيران وصنافر) من أجل تدويل خليج العقبة ومنح كيان الاحتلال الحق في إنشاء قناة بن جوريون والإمارات تسعى للسيطرة على الموانئ ومنعت كل جهود الوصول إلى هدنة في غزة، والأردن ومصر يعملون على محاصرة غزة ومنع دخول الإمدادات الغذائية والإنسانية، وحسب تصريح رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية انهم دمروا أكثر من 1500 نفق وقاموا بتقوية الجدار الحدودي مع غزة.
اليهود يعرفون ماذا يريدون، والتحالف الصهيوني الصليبي يعرف أيضاً، أما الشعوب العربية والإسلامية فبفضل سياسة صهاينة العرب لا يعرفون ؛الجيوش تُقاد إلى محارق الإبادة والاستعمار والاستيطان يتوسع والمقاومة مطلوب القضاء عليها، ولذلك يجب اسكات كل من يعارض الإجرام الصهيوني وتصفيته من أجل استكمال إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وهذا ما يقوله المفكر اليهودي الأمريكي الجنسية نعوم شومسكي (إسرائيل منذ خمسين عاما تسعى لبناء إسرائيل الكبرى تحاصر غزة وتخنقها وتستولي على أراضي الضفة الغربية بدعم أمريكي مستمر) فهل بعد ذلك من يصدق أن المشروع الاستعماري الاستيطاني يسعى أو يريد السلام وقد وفرت له القوة والإمكانيات والنفوذ.