رائد قصيدة النثر ومجلة شعر.. وفاة الشاعر اللبناني شوقي أبي شقرا عن 89 عاما
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
توفي اليوم الخميس عن 89 عاما الشاعر اللبناني شوقي أبي شقرا الذي كان من رواد الشعر السريّالي في لبنان ومن أوائل من كتب قصيدة النثر العربية.
وكتب صديقه الشاعر غقل العويط في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس: "وقع الشاعر الكبير شوقي أبي شقرا من البرج. الشعر في حزن عميم".
في بداياته كتب قصائد عمودية بالفرنسية، وسرعان ما انتقل الى كتابة القصائد التفعيلة، قبل أن ينتقل إلى قصيدة النثر في ديوانه الثالث "ماء إلى حصان العائلة".
وتطبع اجواء الريف قصائده إذ يستوحي مشاهده الشعرية من النبتات والأزهار والحيوانات الأليفة. وحاز ديوانه "حيرتي جالسة تفاحة على الطاولة" جائزة مجلة "شعر" في العام 1962.
و ترجم أبي شقرا نصوصاً لشعراء مثل ريمبو ولوتريامون، وأبولينير وريفيردي.
وأسس أبي شقرا أول صفحة ثقافية يومية في الصحافة اللبنانية، وتسلّم منذ 1964 وطوال 35 عاماً إدارة الصفحة الثقافية في صحيفة "النهار". وكتب مقالات نقدية في المسرح والادب والفن التشكيلي.
وبقي ابي شقرا حتى آخر ايامه منهمكا بالكتابة والنقد، وصدر له أخيرا "سائق الأمس ينزل من العربة".
أطلق الشاعر محمد الماغوط على شوقي أبي شقرا لقب "المرشد الجمالي واللغوي لجماعة شعر"، ومع ذلك تحدث أبو شقرا بتواضع عن تجربته الطويلة سواء في الشعر أو في الصحافة، ويعترف بأنه غير راض عن المصير الذي آلت إليه قصيدة النثر وخاصة في الفترة الأخيرة.
ويقول عن ذلك "هناك خلط يشوب الكثير من نتاج الأجيال الجديدة حول مفهومها للشعر خاصة والكتابة عامة، حيث تكبو كتابات اللاحقين في المفاهيم، كما تكبو في أساليب التعبير".
وربما يحصل ذلك -حسب أبي شقرا- لأن النهضات التجديدية غالبا ما تعقبها حالة استرخاء، ويحل التقليد محل الإبداع، ولكن ذلك لا يمنع من ضرورة استنهاض النقد ليعود إلى الاضطلاع بدور الحارس والمعلم والمقيّم.
شاعر السيريالية الريفيةيعد شوقي أبو شقرا أحد أهم رواد قصيدة النثر ومن أبرز أركان مجلة "شعر" التي جمعت أنسي الحاج ومحمد الماغوط وأدونيس ويوسف الخال. ترجم نصوصا شعرية لشعراء كبار أمثال رامبو وريفيردي وأبولينير ولوتريامون. ورغم الحداثة التي تميزت بها مجلة شعر، بقي شعر أبي شقرا محافظا على نكهته المحلية، حتى إنه لقِّب بشاعر السوريالية الريفية.
بدأ بكتابة قصائد التفعيلة، ثم ما لبث أن تحرر منها معتمدا قصيدة النثر في ديوانه الثالث "ماء إلى حصان العائلة" (1962) الذي حصل بفضله على جائزة مجلة شعر. لكن رغم تحرر شعر أبي شقرا من الأوزان والقافية بقيت رائحة الجبل والطبيعة والريف اللبناني حاضرة في قصائده.
لكن مفردات الجبل عند أبي شقرا انزاحت عن مسارها التقليدي لتلحق بنبرة سريالية، كما تمتزج في قصائده الفكاهة مع تقنيات الخيال الكبيرة.
أبو شقرا من مواليد بيروت 1935، لكنه قضى طفولته في مزرعة الشوف ورشميّا حيث كان والده موظفا في سلك الدرك. من هنا يأتي تأثر شعره بالطبيعة لأن طفولته كانت حافلة بمشاهدها وإيحاءاتها.
ومن الأحزان التي صادفها أبو شقرا في حياته فقدان والده في حادث سيارة وهو لا يزال في سن العاشرة، لكنه وجد في الشعر مؤنسا لوحدته فبدأت تظهر موهبته في الكتابة في مدرسة "الحكمة" وكان متفوقا في الإنشاء. ويقول "الكتابة ساعدتني للخروج من عزلتي".
أغنى شوقي أبو شقرا موهبته بقراءاته المتعددة من روايات وشعر لكتاب فرنسيين وعرب، وكان يتردد كثيرا إلى مكتبة المدرسة وإلى المكتبات العامة من أجل المطالعة. وبدأ بنشر أولى قصائده في مجلة "الحكمة" بعد إنهائه البكالوريا عام 1952، ونال تشجيعا وإعجابا من مسؤول المجلة آنذاك فؤاد كنعان.
شاعر مثابرومن جملة الحركات الشعرية والثقافية التي شهدتها خمسينات القرن الماضي، تأسيس شوقي أبي شقرا "حلقة الثريا" مع ثلاثة من أصدقائه هم: إدمون رزقق، وجورج غانم، وميشال نعمة.
عمل أبو شقرا سكرتيرا لتحرير مجلة "شعر"، كما عمل مع أنسي الحاج في المحلق الثقافي. ثم اقترح على إدارة جريدة النهار مشروع إنشاء صفحة مخصصة للأحداث الثقافية. وبذلك يكون قد أنشأ أول صفحة ثقافية في الصحافة في لبنان. ويرى أبو شقرا أن تجربته كانت جميلة ومرهقة في الوقت نفسه، حيث عمل محررا ومعنونا للمواد.
من دواوينه التي استقبلت بحفاوة من قبل النقاد والشعراء ديوان "حيرتي جالسة تفاحة على الطاولة". من دواوينه الأخرى: "سنجاب يقع من البرج" 1971، و"يتبع الساحر ويكسر السنابل راكضًا" 1979، "لا تأخذ تاج فتى الهيكل" 1992، و"صلاة الاشتياق على سرير الوحدة" 1995، و"ثياب سهرة الواحة والعشبة" 1998، و"سائق الأمس ينزل من العربة" 2000 وغيرها.
ومنذ العام 2008، عاد أبو شقرا إلى الكتابة الصحافية من خلال زاوية شهرية في جريدة الغاوون البيروتية. يشعر أبو شقرا أن تجربته لم تأخذ حقها الكامل، لكنه رغم ذلك بقي الشاعر المثابر على الكتابة وقد عرّج على النثر، حيث عكف على كتابة مذكراته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قصیدة النثر أبو شقرا
إقرأ أيضاً:
توقيف وزير الاقتصاد اللبناني السابق بشبهات فساد
أوقفت السلطات في لبنان وزير الاقتصاد السابق أمين سلام للتحقيق معه في شبهات فساد تتعلق بـ"التزوير وإبرام عقود مشبوهة".
وأفاد مصدر قضائي بأن سلام أوقف -الأربعاء- في مقر قوى الأمن الداخلي في بيروت "بأمر من النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار بعد استجوابه أمام شعبة المعلومات لمدة 3 ساعات في ملف تزوير وإبرام عقود مشبوهة والتصرف بأموال بخلاف القانون".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2احتجاجات في الأرجنتين بعد تأييد حكم بسجن الرئيسة السابقةlist 2 of 2البصرة تختنق.. حين يُدفن السرطان بالتواطؤ والصمتend of listوأشار المصدر إلى أن هذه الشبهات ترتبط بفترة تولي سلام وزارة الاقتصاد بين عامي 2021 و2025 في حكومة رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي.
وأضاف "هذه بداية تحقيق قضائي طويل، وسيجري تحويله إلى النيابة العامة المالية لتدرس التحقيقات وتدّعي عليه، وتحوّله إلى قاضي التحقيق"، متوقعا أن يكون المسار القضائي طويلا لأن التحقيق سيتشعب لمعرفة ما إذا كان هناك أشخاص آخرون متورطون من جهات داخلية أو خارجية في العقود التي أبرمها الوزير وأوقف على أساسها.
وأوضح المصدر أن الشبهات تحوم حول سلام منذ فترة توليه الوزارة، إذ صدر عام 2023 حكم بسجن مستشاره فادي تميم لمدة سنة لإدانته بـ"ابتزاز شركات تأمين والاستفادة منها ماليا".
كما أوقف شقيقه كريم سلام منذ أكثر من شهرين "في قضية إثراء غير مشروع وتزوير وابتزاز شركات تأمين"، بحسب المصدر نفسه الذي أكد أن المخالفات تمت "بغطاء من الوزير نفسه".
إعلان تحقيقات سابقةوكان النائب العام التمييزي في لبنان قد استجوب أمين سلام، في 20 مايو/أيار الماضي، وفي 29 من الشهر ذاته، حول البلاغ المقدم ضده وضد شقيقه كريم سلام، بتهم الاختلاس والابتزاز وهدر المال العام وتبييض الأموال، وفي نهاية الجلسة قرر القاضي الحجار إخلاء سبيله بضمان محل إقامته وإعادة العمل بقرار منعه من السفر.
وكانت لجنة الاقتصاد الوطني والصناعة والتجارة والتخطيط النيابية قد تقدمت في مارس/آذار الماضي ببلاغ إلى النيابة العامة التمييزية ضد كل من الوزير سلام، ومستشارَيه كريم سلام، وفادي تميم، والمدقق المالي إيلي عبود، بتهم الاختلاس والابتزاز وهدر المال العام.
وسلام هو أول وزير يتم توقيفه في ملف فساد منذ بدء الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في عام 2019، في بلاد تواجه تحديات تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية تشترطها الدول المانحة.
ويعزو كثيرون في لبنان الانهيار الاقتصادي إلى سوء الإدارة والفساد المستشري في مؤسسات الدولة منذ عقود في وقت لا تزال البلاد تعاني من تبعات ذلك الانهيار من حيث التهالك في البنى التحتية وارتفاع مستويات الفقر.
وتعهّد الرئيس اللبناني جوزيف عون -الذي انتخب في يناير/كانون الثاني الماضي- ورئيس الحكومة الجديدة نواف سلام، بمكافحة الفساد وتنفيذ الإصلاحات التي يطلبها المجتمع الدولي.
وكان القضاء اللبناني أوقف في سبتمبر/أيلول حاكم مصرف لبنان المركزي السابق رياض سلامة قبل أن يتم الادعاء عليه بجرائم عدة بينها "اختلاس أموال عامة وتزوير".