دعا تحالف بحري تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في الخليج، السفن في المنطقة إلى الابتعاد عن المياه الإيرانية لتجنب التعرض المحتمل للاحتجاز.

وتشير الدعوة والتحذيرات إلى استمرار التوتر الكبير في مضيق هرمز وما حوله، حيث احتجزت إيران ناقلتي نفط في أواخر نيسان/أبريل وأوائل أيار/ مايو الماضيين، بحسب وكالة رويترز.



ويأتي ذلك بينما تضع واشنطن وطهران اللمسات الأخيرة لاتفاق بشأن إطلاق سراح خمسة أمريكيين محتجزين في إيران مقابل سماح الولايات المتحدة برفع التجميد عن أموال إيرانية تبلغ ستة مليارات دولار في كوريا الجنوبية.

وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز في البحرين، تيموثي هوكين: "تنظيم الأمن البحري الدولي يخطر المبحرين في المنطقة بالاحتياطات المناسبة لتقليل مخاطر الاحتجاز على أساس التوتر الحالي بالمنطقة، والذي نسعى إلى تهدئته".

وأكد هوكين أن "على السفن المرور أبعد ما يمكن عن المياه الإقليمية الإيرانية"، حيث يمر نحو خُمس النفط الخام والمنتجات النفطية في العالم عبر مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان.

يذكر أن اتمام اتفاق الإفراج عن المواطنين الأمريكيين من سجن إيراني وعودتهم إلى الولايات المتحدة، من شأنه أن يمحي مصدر قلق كبير بين واشنطن وطهران، وسط استمرار الخلافات حول قضايا أخرى مثل البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران لجهات إقليمية.

ويذكر أن نحو أكثر من ثلاثة آلاف بحار أميركي وصلوا إلى الشرق الأوسط في إطار خطة لتعزيز التواجد العسكري في المنطقة، إذ أكدت واشنطن أنها تهدف إلى "ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط".


وقال الأسطول الأميركي: إن "السفينة الهجومية البرمائية يو أس أس باتان وسفينة الإنزال يو أس أس كارتر هول دخلتا البحر الأحمر بعد عبورهما البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس"، إذ يمكن للسفينة البرمائية أن تحمل أكثر من عشرين طائرة.

وتوفر هذه التعزيزات "أصولا جوية وبحرية إضافية، بالإضافة إلى المزيد من مشاة البحرية والبحارة الأميركيين، مما يؤمن قدرا أكبر من المرونة والقدرة البحرية للأسطول الخامس الأميركي" في منطقة الشرق الأوسط.

ويقول الجيش الأميركي إنّ إيران احتجزت أو حاولت السيطرة على نحو 20 سفينة في المنطقة خلال العامين الماضيين.

وأعلنت واشنطن أن قواتها منعت محاولتين إيرانيتين لاحتجاز ناقلتي نفط في المياه الدولية قبالة عمان في الخامس من تموز/يوليو، بينما صادرت طهران سفينة تجارية في اليوم التالي.

وتقع حوادث مماثلة منذ عام 2018، عندما سحب الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب، بلاده من الاتفاق النووي الإيراني وأعاد فرض عقوبات شديدة على إيران.

بهذا الشأن، كشف مسؤول أميركي الأسبوع الماضي، عن خطط "لنشر حراسة أمنية مكونة من عناصر من مشاة البحرية والبحرية على متن ناقلات تجارية تمر من مضيق هرمز وبالقرب منه لتشكل طبقة دفاعية إضافية لهذه السفن المعرضة للخطر"، بحسب وكالة "فرانس برس".

وشدد على ضرورة تلقي طلب للقيام بذلك لأن السفن خاصة، مضيفا "نجري الاستعدادات للتنفيذ في حال وجود اتفاقات نهائية للقيام بذلك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الإيرانية مضيق هرمز احتجاز السفن إيران البحرية الأمريكية مضيق هرمز احتجاز السفن سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

كارثة أن تنشب حرب أمريكية مع إيران

ترجمة - أحمد شافعي -

تقترب الولايات المتحدة اقترابا مثيرا للقلق من الانجرار إلى اشتباك عسكري آخر في الشرق الأوسط، والسبب هذه المرة يتمثل في إسرائيل التي تبدو أكثر فأكثر أبعد شبها بالصديق الحقيقي.

لقد جاءت ضربة إسرائيل المفاجئة لإيران يوم الجمعة، فأجهزت على أي فرصة تقريبا للتوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة بعد أشهر من السعي إلى ذلك. كما أن رئيس وزراء إسرائيل المتهور بنيامين نتنياهو لم يبال بتعريضه أربعين ألفا من القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة للخطر، جاعلا إياهم في مخاطرة مباشرة بالانتقام الإيراني الذي قد يجر أمريكا إلى حرب مع إيران.

ومهما يكن تفسير إيران لدورنا في الهجمات، فالظاهر أن إسرائيل تصرفت دونما إنذار كاف للولايات المتحدة كي تتخذ الاحتياطات الكافية. وبرغم أن الرئيس ترامب أقر يوم الخميس بأن هجمة إسرائيلية قد تكون وشيكة، فإن الولايات المتحدة لم تبدأ في الإجلاء الطوعي لأسر العسكريين وموظفي السفارات غير الضروريين، إلا في عصر يوم الأربعاء، في حين بدأت وزارة الخارجية في وضع خطط للإجلاء الجماعي للمواطنين الأمريكيين قبل ساعات قليلة من الهجوم.

ويجدر بالرئيس ترامب والأمريكيين جميعا أن يغضبوا أشد الغضب. والآن يكاد يكون مؤكدا أن نتنياهو والصقور في الولايات المتحدة سوف يضغطون على ترامب من أجل مساعدة إسرائيل في تدمير مواقع التخصيب النووي الإيرانية، وهو ما سيصعب على الجيش الإسرائيلي القيام به منفردا وقد يعجز عن إتمامه. ولو فعل الرئيس ترامب هذا، فسيكون أفدح أخطاء رئاسته.

فمن شأن حرب تنشب مع إيران أن تكون كارثة، وتكون ذروة فشل عقود من النفوذ الإقليمي للولايات المتحدة وتكون بالتحديد هي السياسة التي طالما عارضها الرئيس ترامب. فلن تجني الولايات المتحدة شيئا من محاربة بلد ضعيف في النصف الآخر من الكوكب يثير مشاكل في منطقته لكنه لا يمثل تهديدا أمنيا كبيرا علينا. وسوف تخسر الولايات المتحدة الكثير، وأشد الخسائر مأساوية يتمثل في أرواح أفراد الخدمة الأمريكية بجانب أي فرصة للفرار من ماضينا المعذب في المنطقة.

والأمريكيون بشتى أطيافهم يعارضون الحرب مع إيران، وذلك فيما يفترض لأنهم يفهمون الدرسين الكبيرين المستفادين من تجارب الولايات المتحدة في القتال في الشرق الأوسط على مدى السنين الخمس والعشرين الماضية. إذ لا يقتصر الأمر على أن الحروب الوقائية تفشل، بل لأن عواقبها غير المقصودة تكون أيضا ذات أثر دائم على أمن أمريكا الوطني.

لقد كان غزو العراق الضال في عام 2003 هو الآخر حربا لمنع الانتشار النووي. وأعقبته كارثة، ليس فقط لأن صدام حسين لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل، بل لأن الغزو الأمريكي أطلق شرارة حرب أهلية في العراق، وبدَّل ميزان القوى الإقليمي لصالح إيران، إذ أتاح لها إقامة ميلشيات وكيلة في البلد. وأدى أيضا إلى صعود داعش في نهاية المطاف.

وما من سبب للظن بأن الحرب مع إيران ستكون أسلس من ذلك على أي نحو، بل إنها قد تسفر عما هو أسوأ بكثير. وفي حال انجرار جيش الولايات المتحدة فإن اشتراكه سيبدأ على الأرجح بغارات جوية لا بغزو بري، وذلك نظرا لحجم إيران الكبير وتضاريسها الجبلية الوعرة. ولكن مثلما يتبين من الحملة العقيمة على الحوثيين التي تكلفت سبعة مليارات دولار، فإن الغارات الجوية باهظة التكلفة، وتنطوي على مخاطرة كبيرة بأرواح الأمريكيين وهي في كل الحالات مرجحة الفشل. والولايات المتحدة لم تحقق قط حتى التفوق الجوي على الحوثيين، وهي جماعة مسلحة ليس لها من موارد إلا موارد اليمن الفقير الذي لم ترسخ سيطرتها عليه.

في حين أن إيران أقدر على الدفاع عن نفسها من الحوثيين. وفي حال عجز الغارات الجوية عن تدمير قدرات إيران النووية، فسوف يزداد الضغط بقوة على قوات الولايات المتحدة للجمع بين الوابل الجوي والعنصر البري، في مزيج قد يكون شبيها بـ«النموذج الأفغاني» الذي استعملته الولايات المتحدة للإطاحة بطالبان. وكلنا نعلم كيف مضى ذلك الأمر. فعلى الرغم من نية الحفاظ على حجم تلك الحرب الصغير والقصير، بدأت الاشتباكات بمحض ألف وثلاثمائة من القوات الأمريكية في نوفمبر من عام 2001 ثم تضخمت كرة الثلج إلى احتلال كارثي دام عشرين عاما وشارك فيه مائة ألف من القوات الأمريكية في ذروته سنة 2011 وتسبب في نهاية المطاف في وفاة 2324 من أفراد الجيش الأمريكي.

وحتى في أفضل السيناريوهات، إذ تساعد الولايات المتحدة في تدمير أغلب المواقع النووية الإيرانية، فلن يفيد ذلك إلا في تأخير تقدم إيران على طريق تصنيع القنبلة. فليس بوسع حرب أن تحول دون التسلح على المدى البعيد، ولذلك السبب كانت الدبلوماسية أو التجاهل الحميد دائما خيارين أفضل للتعامل مع إيران. فبرنامجها التخصيبي عمره يربو على عشرين عاما، وينتشر عبر مواقع عديدة في الجمهورية الإسلامية، ويعمل فيه آلاف مؤلفة من العلماء ـ ثلاثة آلاف منهم في منشأة أصفهان وحدها. ويحتمل أن يكون عدد كاف من العلماء الإيرانيين على دراية بكيفية تخصيب اليورانيوم لمستوى التسليح، فيستحيل على إسرائيل اغتيالهم جميعا، برغم استهداف الغارات الجوية لهم استهدافا واضحا.

وبفرض بقاء بعض الاستمرارية في المعرفة التقنية، من المرجح أن تتمكن إيران من إعادة بناء منشآتها النووية بسرعة. ولا شك في أن النظام الإيراني سوف يصر على التسلح لردع أي هجمات إسرائيلية أو أمريكية في المستقبل.

وهذا الاحتمال ـ بجانب إصرار إسرائيل على أن إيران لا يجب أن تمتلك القنبلة أبداـ يشير إلى أن نظرية الانتصار التي يتبناها نتنياهو ربما ترتكز على منطق تغيير النظام. ومما يدعم هذه النقطة أن إسرائيل فيما يبدو تنفذ غارات ترمي إلى إعجاز قيادة النظام في طهران.

لطالما تبنى رئيس الوزراء الإسرائيلي الرغبة في تغيير النظام في إيران، وألمح في سبتمبر إلى أن ذلك قد يحدث «أسرع مما يتصور الناس». ومثلما قال مصدر دبلوماسي فرنسي لصحيفة لوموند في الخريف الماضي فإن «فكرة تشيع في دوائر معينة، ومفادها أن الإسرائيليين يمضون بنا إلى لحظة تاريخية، وأن هذه هي بداية النهاية للنظام الإيراني». وجاء سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر ليؤكد التكهن باضطرابات مماثلة في إيران. ويزعم الآن بعض صقور السياسية الأمريكيون وأعضاء المهجر الإيراني أن تغيير النظام بات أمرا محتوما، أو على حد قول مستشار الأمن الوطني السابق جون بولتون في إدارة ترامب: «لقد آن الأوان للتفكير في حملة لتغيير النظام في إيران». ولكن هذا تفكير سحري. فالتاريخ يبين لنا المرة تلو الأخرى أن قصف بلد يحوِّل شعب هذا البلد على القاصف، لا على نظامه الحاكم، وإن كان فاقدا الشعبية بشدة. والصور بدأت بالفعل تظهر الإيرانيين وهم يتظاهرون في الشارع ـ لا اعتراضا على حكومتهم وإنما لحثها على الثأر من إسرائيل. وحتى لو أطيح بهذا النظام، فماذا يكون الأمر؟ على الرغم من جميع عيوب الحكومة الإيرانية، تبقى أفضل من الفوضى دونما حكومة. فهل نريد حقا أن نحول إيران إلى دولة فاشلة كالعراق أو ليبيا بعد أن هاجمت الولايات المتحدة البلدين؟

غالبا ما يفخر الرئيس ترامب بسجل ولايته الأولى الخالي من بدئه أي حرب. وهذا سجل جدير بأن يتحول إلى إرث. فلا بد أن يقاوم ضغط نتنياهو والصقور المحليين لاجتناب إلحاق أذى مأساوي بالنفس لا سبيل إلى إصلاحه.

روزماري كيلانيك مديرة برنامج الشرق الأوسط في منظمة (أولويات الدفاع)

خدمة نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • عاجل | الدويري: واشنطن تحشد “قوتها المدمّرة” لردع إيران
  • الخارجية الإيرانية: أراضينا تستهدف بأسلحة وتجهيزات أمريكية
  • بينها مصر وسوريا.. واشنطن تدرس إضافة 36 دولة لقائمة حظر السفر
  • كارثة أن تنشب حرب أمريكية مع إيران
  • واشنطن بوست: إدارة ترامب تدرس منع المصريين والموريتانيين من دخول أمريكا
  • البحرية الإيرانية تعترض مدمرة بريطانية وتجبرها على التراجع.. وتصدر تحذيرات
  • الخارجية الإيرانية: لم نحسم قرارنا بعد بشأن استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة غدًا
  • أكدت أن الولايات المتحدة متواطئة فيه.. إيران: الاعتداء الإسرائيلي على أراضينا يجعل المحادثات النووية “لا معنى لها”
  • مسؤولون: الجيش الأميركي ساعد إسرائيل باعتراض الصواريخ الإيرانية
  • تحذيرات للسفن من عبور البحر الأحمر ومضيق هرمز بعد هجوم “إسرائيل” على إيران