تسعى الدولة المصرية، بالتعاون مع القطاع الخاص، إلى تعزيز القدرة الإنتاجية للصناعات المختلفة، وتلبية احتياجات المواطنين، وتُعد صناعة الدواء واحدة من أكثر الصناعات حيوية وأهمية فى العالم، وعن أهمية الصناعات الدوائية.

وأكد الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، أن صناعة الدواء من الصناعات المهمة، والتي لها بعد اجتماعي، ويطبق عليها نظام تسعير جبري، فإذا زادت التكلفة، لا بد من موافقة هيئة الدواء على زيادة سعر الدواء، إلا أن التسعيرة الجبرية تعتبر من أهم تحديات قطاع الدواء فى مصر.

وقال إن هناك فجوة تمويلية، نتيجة تغير سعر صرف الدولار، وتزايد الحاجة إلى سيولة نقدية لتعويض فرق السعر، ولا يستطيع قطاع الدواء الحصول على قروض من البنوك، نظراً لارتفاع نسبة الفائدة، التي تصل إلى 30%، وتتطلع المصانع إلى تصدير الفائض عن احتياجات السوق المحلية.

وبحسب رئيس شعبة الأدوية، فإنه من المتوقع حدوث انفراجة فى أزمة نقص الأدوية قريباً، حيث يجرى العمل على توفير جميع الأدوية فى السوق خلال الفترة المقبلة، كما أن هناك بعض الأدوية توفرت بشكل جيد بالفعل، خلال الفترة الماضية، فى الصيدليات بجميع المحافظات، على رأسها الأدوية الخاصة بالسكر والضغط والمضادات الحيوية وأدوية الحساسية والحموضة والإسهال.

وأوضح «عوف» أن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، كلف بالتنسيق بين نقابتى الصيادلة والأطباء، لتفعيل كتابة الاسم العلمى للدواء، بدلاً من اسم شركة معينة، على الروشتة العلاجية للمريض، وأوضح أن كتابة الاسم العلمى للدواء على الروشتة ستنهى ما بين 60 و70% من أزمة نقص الدواء، كما أن بعض شركات التوزيع تقاعست عن سحب الأدوية منتهية الصلاحية من عدد كبير من الصيدليات، الأمر الذى أدى إلى تراكم هذه الأدوية فى الصيدليات، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على وضع آلية واضحة، مع شركاء الصناعة، لسحب الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات، من خلال مبادرة بالتعاون مع شركات التوزيع والمخازن.

«البهى»: قطاع الأدوية يحظى باهتمام القيادة العليا.. ومصر مؤهلة لتصبح مركزا عالميا

وبدوره، قال المهندس محمد البهى، عضو المكتب التنفيذى وعضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية ورئيس لجنة الضرائب ومستشار غرفة صناعة الأدوية، إن أهم التحديات التى تواجه صناعة الدواء فى مصر تتمثل فى نقطة التسعير، نتيجة التغيرات التى حدثت فى سعر الصرف خلال الفترة الماضية، وأكد أن الدولة تعمل فى الوقت الحالى على حل هذه المشكلة، حيث وجَّه رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لمراجعة أسعار الدواء، بالتعاون مع هيئة الدواء، وذلك لدراسة الملفات طبقاً لوقت تسجيلها وتسعيرها، حيث يبدأ النظر فيما سُعر قديماً أولاً، لأنه يسبب خسائر كبيرة، نظراً لتدنى سعر الدولار فى ذلك الوقت.

وأوضح «البهى»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن الأمور تتجه حالياً للأفضل، مع توافر العديد من أنواع الأدوية فى السوق المصرية، كما أن المواطن بدأ يشعر بهذا، نتيجة توفر بدائل لأدوية كثيرة، فالمريض أهم جزء فى المنظومة، وبعض الأدوية رغم تسجيلها لخسائر خلال الفترة الماضية، إلا أن شركات الأدوية استمرت فى إنتاجها، نظراً لأنها كانت ضرورية ويحتاجها المريض، كما أن نسبة كبيرة من مدخلات الإنتاج مستوردة، مما يجعلها مقومة بالدولار.

وأضاف أن حل مشكلة توافر الأدوية بالكامل يحتاج إلى بعض الوقت لإتمام دورة التشغيل، من استيراد الخامات وتصنيع الأدوية وعمليات التغليف والتعبئة والتوزيع، مشيراً إلى أنه من المرجح حل مشكلة الدواء خلال شهرين على الأكثر، كما أن التسعير بواسطة هيئة الدواء يصب فى مصلحة المصانع أيضاً، لأن التسعير سيتم طبقاً للتكلفة، بجانب إضافة هامش ربح لصانع الدواء، لأنها مؤسسات هادفة للربح، وينتظر مساهموها العائد من تلك الصناعة، كما أن صناعة الدواء لا تحتاج إلى حافز إضافى، لأنها معفاة من ضريبة القيمة المضافة.

وأوضح «البهى» أن الصناعة بشكل عام، وصناعة الأدوية بشكل خاص، تحظى باهتمام القيادة العليا، كما أن جزءاً كبيراً من إنتاج مدينة الدواء موجه نحو الخامات الدوائية، مؤكداً الحاجة إلى عقد المزيد من الشراكات مع الشركات والدول التى لها باع طويل فى هذا الأمر، كالهند على سبيل المثال، وتابع أن إقامة صناعات مشتركة أمر مشروع، ويعود بالمنفعة على الجميع.

واعتبر أن الوقت الحالى مناسب جداً لتوطين العديد من الصناعات، خاصةً أن مصر تتميز بموقع فريد يتوسط العالم، إلى جانب البنية التحتية القوية، وتوسعة الموانئ، فضلاً عن الأمان الذى تحظى به مصر، مما يجعلها دولة مؤهلة لتصبح مركزاً للصناعة فى العالم، خاصة أن عملية النقل أحياناً تكلف أكثر من سعر الخامات نفسها المستوردة من شرق آسيا أو روسيا، وبالتالى فإن موقع مصر يمنحها مزايا إضافية، نظراً لتوسطها العالم، إلى جانب العمالة قليلة التكلفة.

وأضاف عضو المكتب التنفيذى باتحاد الصناعات أن فكرة تصدير الأدوية الفائضة عن الاحتياج الداخلى، تتوقف بشكل أساسى على تعديل الأسعار، مشيراً إلى أن الدواء هو السلعة الوحيدة التى يطلب مستوردها فى الخارج تعديل وزيادة أسعارها، خاصةً فى الدول المجاورة، لأن السعر فى مصر يُعتبر متدنياً مقارنةً بالأسعار فى الدول الأخرى، وكما هو معلوم فالتصدير طبقاً لبلد المنشأ، فإذا كان السعر متدنياً فى الداخل، فبالتالى سيكون متدنياً فى الخارج، وبالتالى عند التصدير، لا ترغب الدول الخارجية فى شرائه لعدم تغطية الربحية المطلوبة لتغطية النفقات، مما يجعل مسألة التسعير شبه أساسية لاستمرار صناعة الدواء محلياً، والتصدير للخارج.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: توطين صناعة الدواء أزمة النواقص هيئة الدواء المواد الخام صناعة الدواء خلال الفترة کما أن

إقرأ أيضاً:

غدًا.. انطلاق فعاليات المعرض الدولي للصناعات الدفاعية «إيديكس 2025»

تبدأ غدًا الاثنين تحت رعاية رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، فعاليات الدورة الرابعة من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية «إيديكس 2025»، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، في نسخته الجديدة كأكبر وأهم دورة تجمع قادة قطاع الدفاع من جميع أنحاء العالم، إلى جانب أحدث الابتكارات والتعاونات الاستراتيجية تحت سقف واحد مع عدد كبير من العارضين والوفود الدولية، وهو الأمر الذي يعزز مكانة الدولة المصرية كبوابة رئيسية للصناعات الدفاعية إلى إفريقيا وآسيا، وتوفر فرصة لتبادل الخبرات والشراكات الاستراتيجية بين المصنعين العالميين.

ويشارك في هذا الحدث الأبرز خلال الفترة من الأول وحتى الرابع من ديسمبر كبار العارضين والشركات العالمية في مجال التسليح والصناعات الدفاعية والأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يلتقي الابتكار بالفرص لرسم ملامح مستقبل الدفاع والأمن العالمي.

ويشكل "إيديكس" تجمعا لا غنى عنه في مجالات الدفاع والأمن في الشرق الأوسط وإفريقيا، لعرض أحدث الأنظمة والمعدات والتقنيات البرية والبحرية والجوية، ويعزز التعاون بين الجهات الدفاعية العالمية.

كما يجذب "إيديكس" نخبة من صناع القرار وكبار المسئولين من قطاع الدفاع والحكومات والقوات المسلحة حول العالم، ما يؤكد أهميته كتجمع استراتيجي لتبادل الأفكار والرؤى.

ويستقبل المعرض العديد من الوفود الرسمية لأكثر من 100 دولة، إلى جانب استقبال ما يقرب نحو 45 ألف زائر متخصص، في مشاركة تعكس الثقة العالمية في مصر وقدرتها التنظيمية وريادتها الإقليمية في إفريقيا والشرق الأوسط، فضلا عن دورها الجاذب للاستثمارات الدفاعية والسياحية.

وكشفت القوات المسلحة - خلال مؤتمر صحفي عالمي عقد مؤخرا، بمشاركة عدد من السفراء والملحقين العسكريين والخبراء الإستراتيجيين ووسائل الإعلام - عن تفاصيل الحدث الذي يحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية، ليكون منصة عالمية بارزة تعكس مكانة مصر وقوة صناعاتها الدفاعية.

ويقام المعرض هذا العام بمشاركة القوات المسلحة، ووزارة الإنتاج الحربي، والهيئة العربية للتصنيع، والشركة العربية العالمية للبصريات، واتحاد الصناعات المصرية، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وتعد أقوى وأبرز النقاط خلال تنظيم النسخة الحالية هي أن تنظيم المعرض - هذه النسخة ـ يتم دون الاستعانة بشركة أجنبية منظمة للحدث.

المعرض الدولي للصناعات الدفاعية «إيديكس 2025»

وقد تم تشكيل اللجنة في صورة فريق عمل متكامل من العناصر المشاركين بالنسخ السابقة لضمان استدامة الخبرات وتداولها في مجال تنظيم المعارض الدولية.

كما تأتي نقطة التميز في هذه النسخة في دراسة القدرات التصنيعية للدولة في قطاع التصنيع العسكري أو المدني لتحقيق تقارب بين رؤى القطاعين، فلأول مرة يصبح لدى مصر اعتماد جزئي على قطاعات التصنيع المدني المتمثل في اتحاد الصناعات المصرية، وذلك بعد مراجعة لإمكانيات التصنيع المتقدمة لديهم، والتأكد من قدرتهم على تنفيذ وتصنيع بعض القطع والمعدات بنفس خامات وجودة المنتجات الأجنبية، حيث تمكنت من تصنيع أكثر من 260 صنفا بأياد مصرية بالتعاون بين القوات المسلحة والمصانع المدنية، ما أسهم في فتح مجال أكبر للشراكة الفعالة معهم.

ويضم المعرض هذا العام أكبر مجموعة من المنتجات العسكرية والصناعية لكبرى الشركات العالمية والإقليمية من كافة بلدان العالم تشمل كل ما هو جديد في مجال التسليح، ومنها منتجات الصناعات الدفاعية التي تنتجها مصر من مصانعها الحربية المختلفة، بحيث يكون معرض «إيديكس» مظلة دولية فاعلة لاستعراض أحدث منظومات الصناعات العسكرية والدفاعية والتكنولوجية في العالم.

وسيعمل المعرض على إحراز شراكات التعاون الدفاعي إقليميا وعالميا وتوقيع مذكرات التفاهم وتأكيد بناء جسور متينة من الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الدول والكيانات الصناعية من خلال معاينة أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا التصنيع العسكري عالميا، إضافة إلى العائد الاقتصادي والمعنوي والإعلامي المتمثل في التسويق للمنتجات المصرية وانتشار منتجاتها المصنوعة بأياد مصرية في أكثر من دولة على مستوى العالم.

وتكمن أهمية هذا المعرض في أنه يتيح الفرص لمعاينة التطور المتسارع في تكنولوجيا التسليح، من خلال عرض كبرى الشركات الصناعية لمنتجاتها في المعرض، لاستعراض الإمكانيات العملياتية الفعلية لتلك المنتجات، وبالنسبة لمصر تكون الفرصة من منظور آخر يتمثل في تقديم عروض للشركات للتعاقد معها أو توقيع مذكرات تفاهم للمشاركة في التصنيع من خلال توفير موارد بشرية وخامات أولية بهدف نقل التكنولوجيا وتوطينها واستثمار ومزج الخبرات الأجنبية بالمصرية بما ينعكس على تطوير منظومة التسليح في القوات المسلحة.

وانطلقت النسخة الأولى من معرض "إيديكس" في عام 2018، وسرعان ما أصبح الحدث منصة رئيسية لتقديم الإبداعات الدفاعية، والتعاون الدولي في هذا المجال.

اقرأ أيضاًفي نسخته الرابعة.. وزارة الدفاع تنشر برومو معرض إيديكس «EDEX» مصر 2025

«إيديكس 2025».. ما الجديد في معرض الصناعات الدفاعية والأمنية؟

vivo تسبق الكبار وتكشف عن هاتفها vivo X Fold3 Pro القابل للطي المعدل

مقالات مشابهة

  • مدير "ثبات للبحوث": سياسة نتنياهو تهدف لاستمرار الحرب
  • نقابة الصيادلة توضح بالأرقام حقيقة وجود نقص بـ250 صنف من الأدوية
  • نقابة الصيادلة: نصدر الدواء إلى أوروبا .. ومصر ضمن أفضل 18 دولة بالعالم
  • أسعار البنزين والسولار في مصر بعد التسعير الحكومي اليوم الأحد 30 نوفمبر 2025
  • وكيل صناعة الشيوخ: تشغيل المصانع المتعثرة ضرورة لدعم الاقتصاد وزيادة الإنتاج
  • غدًا.. انطلاق فعاليات المعرض الدولي للصناعات الدفاعية «إيديكس 2025»
  • «هدف» يبرم 3 اتفاقيات لتمكين 356 مواطنًا في صناعة السيارات الكهربائية والأجهزة المتقدمة
  • وزير قطاع الأعمال يبحث مع مؤسسة صناعة السيارات في الجزائر التعاون
  • وزير قطاع الأعمال يبحث مع مدير مؤسسة تطوير صناعة السيارات في الجزائر التعاون المشترك
  • هيئة الدواء توضح موقف توافر بنج الأسنان.. وتؤكد انتظام الإنتاج