لماذا يعقد ترامب مؤتمرا انتخابيا في عقر دار الديمقراطيين؟
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
بينما تبدو انتخابات الرئاسة الأميركية مرهونة بنتائج ولايات متأرجحة مثل ويسكونسن وبنسلفانيا، يذهب المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب بحملته إلى كاليفورنيا إحدى أبرز الولايات الزرقاء التي تعد محسومة لصالح الديمقراطيين، وهو ما يثير علامات استفهام.
ودُعي أنصار ترامب إلى التجمع الانتخابي الذي يعقده اليوم السبت في كاليفورنيا، وتحديدا في كوتشيلا وهي مدينة صحراوية تقع شرق لوس أنجلوس، وتشتهر بمهرجان موسيقي يحمل اسمها.
وفي حكم المؤكد أن ترامب سيخسر كاليفورنيا في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن هناك أسبابا وجيهة تدفعه لزيارتها.
ففي انتخابات 2020 خسر ترامب كاليفورنيا بفارق كبير، لكن حصيلته من أصوات الولاية تجاوزت 6 ملايين صوت، وهي أكبر مما حصده أي مرشح جمهوري في الماضي.
وتمثل هذه الكتلة خزانا هائلا من المتطوعين المحتملين الذين قد يعملون في الدعاية والحشد لصالح الحزب الجمهوري، سواء من أجل انتخابات الكونغرس داخل الولاية أو لإجراء مكالمات هاتفية مع ناخبين في ولايات متأرجحة لإقناعهم بالتصويت لترامب.
وقال تيم لاينبرغر -الذي كان مدير الاتصالات بحملة ترامب في ولاية ميشيغان عام 2016، وعمل أيضا في إدارة الرئيس السابق- إن ذهاب ترامب إلى كاليفورنيا يعطيه "القدرة على المناورة واستثمار هذه الكتلة الكبيرة من المؤيدين".
واستذكر لاينبرغر كيف أجرى سكان من كاليفورنيا مكالمات هاتفية مع ناخبين في ولاية ميشيغان لإقناعهم بالتصويت لترامب في انتخابات 2016. ورأى أن اقتحام هذا المعقل الديمقراطي في هذه المرحلة يشكل "خطوة هجومية قوية".
تعد كاليفورنيا أيضا منجما للأموال والتبرعات لكلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهو أمر يسعى ترامب لاغتنامه خلال هذه الزيارة.
على سبيل المثال، يكلف التقاط صورة مع ترامب في كوتشيلا 25 ألف دولار، ويشمل هذا المبلغ مقعدين لشخصين في مكان مميز خلال التجمع الانتخابي.
من ناحية أخرى، قد تسهم انتخابات الكونغرس بالولاية في تحديد الحزب الذي سيسيطر على مجلس النواب، ولذلك فإن زيارة ترامب تعد فرصة "لتحفيز وتنشيط الجمهوريين في كاليفورنيا، بما أنهم ليسوا قريبين مما يجري في الحملة الوطنية"، وفقا لما ذكره المستشار الجمهوري تيم روسالس.
ويتوقع المستشار الجمهوري أن يغتنم ترامب هذه الفرصة أيضا للخوض في سجاله القديم مع حاكم الولاية الديمقراطي غافن نيوسوم.
وأشار الحاكم الديمقراطي -يوم الأربعاء الماضي- إلى أن ترامب سيقوم خلال التجمع الانتخابي بتشويه كاليفورنيا، متجاهلا أنها خامس أكبر اقتصاد في العالم.
وكانت كاليفورنيا معقلا "للمقاومة" ضد ترامب خلال فترة رئاسته، وغالبا ما كان الرئيس السابق ينتقد الولاية باعتبارها تجسد كل علل أميركا حسب رأيه.
ووصف ترامب خلال رئاسته أزمات المشردين في مدينتي لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو في كاليفورنيا بالمخزية، ولوّح بالتدخل لوضع حد لها.
وقبل أقل من 4 أسابيع من موعد الانتخابات، تظهر استطلاعات الرأي تقاربا شديدا بين ترامب ومنافسته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تتقدم عليه بنقطتين إلى 3 نقاط، لكنه فارق يقع ضمن هامش الخطأ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: لماذا كان ترامب واثقا من أن إيران تطوّر قنبلة نووية؟
تناول الكاتب ديفيد إغناتيوس خلفيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضغط من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مشيرا إلى أن ثقة ترامب في أن طهران تطوّر سلاحا نوويا تعود إلى معلومات استخباراتية إسرائيلية وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
استهل إغناتيوس مقاله، الذي نشرته واشنطن بوست الأميركية، بإيراد تصريح صادم لترامب قال فيه إن "الدولتين تتقاتلان منذ زمن طويل وبشدة لدرجة أنهما لا تعلمان ما الذي تفعلانه بحق الجحيم"، في إشارة إلى حالة الفوضى التي غرق فيها الصراع الإيراني الإسرائيلي قبل وقف إطلاق النار.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة إسرائيلية: ما الرؤوس الحربية التي ما زالت تملكها إيران وقدراتها التدميرية؟list 2 of 2نيويورك تايمز: هل تثني الضربة الأميركية لإيران دولا أخرى عن امتلاك القنبلة؟end of listويشير إغناتيوس إلى أن المرحلة التالية ستكون التفاوض حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، مع تأكيد إسرائيل على ضرورة التوصل إلى اتفاق صارم يضمن منع طهران من تطوير قنبلة نووية في المستقبل.
معلومات من إسرائيل
ويكشف المقال عن أن ترامب تلقى معلومات حساسة من الجانب الإسرائيلي حول تجدد جهود إيران لتصنيع قنبلة نووية، رغم التقديرات الأميركية الرسمية التي قدمتها مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد في مارس/آذار الماضي.
وكانت غابارد قد أكدت أن إيران لا تطوّر سلاحا نوويا حاليا. ويؤكد إغناتيوس أن المعلومات التي اطلع عليها شخصيا من المصادر الإسرائيلية، مدعومة بتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، توحي بأن التقدير الأميركي كان أكثر تحفظا مما ينبغي، وأن المعلومات الإسرائيلية قد تكون أكثر دقة.
ويوضح المقال أن برنامج "أماد" الإيراني الذي بدأ مطلع الألفية كان يهدف إلى تطوير تقنيات حساسة مثل المفجرات النيوترونية ومولدات موجات الصدمة، وأن هذا البرنامج لم ينتهِ كما أُعلن، بل أعيد إطلاقه لاحقا تحت اسم "سبند" (SPND)، بقيادة العالم الإيراني محسن فخري زاده، الذي اغتالته إسرائيل في عام 2020.
وفي تطور لافت، يورد إغناتيوس أن إسرائيل استهدفت مواقع رئيسية تابعة لهذا البرنامج في مجمع شريعتي بطهران وسنجريان قرب بارشين، ودمرت معدات ومختبرات وعلماء كانوا يعملون على تطوير ما يُعتقد أنه مشروع تسلح نووي سري.
إغناتيوس: الفتيل لا يزال مشتعلا ما لم يتم العثور على الـ400 كيلوغرام الإيرانية المخصبة بنسبة 60% خبأت معلومات مهمةويشير المقال إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت مؤخرا تقريرا يدين إيران ضمنا، مؤكدة أن الأخيرة لم تصرح بوجود مواد نووية أو أنشطة ذات صلة في مواقع مثل لافيزان شيان، وفارامين، وتورقوزآباد، وهو ما وصفه إغناتيوس بأنه لا يقل حدة عن الاتهامات التي وردت في الملف الاستخباراتي الإسرائيلي.
إعلانويختم إغناتيوس بالإشارة إلى التحدي الأكبر بعد الحرب، والمتمثل في تعقّب وتدمير 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي كمية كافية لإنتاج "قنبلة قذرة" خلال أسابيع، إن لم يتم السيطرة عليها.
ورغم أن منشأة أصفهان، التي كان هذا اليورانيوم المخصب محفوظا فيها، تعرّضت للقصف، فإن تقارير أفادت بأن المخزون نُقل مسبقا.
ويحذر إغناتيوس من أن الفتيل لا يزال مشتعلا، ما لم يتم العثور على هذه المادة وتفكيكها سريعا، محذرا من أن خطر القنبلة الإيرانية لم ينتهِ بعد، وأن أي اتفاق نووي قادم لا بد أن تكون به ضمانات صارمة لمنع إعادة تفعيل هذه الأنشطة في المستقبل.