الإنفاق العسكري يغرق اقتصاد العدو الصهيوني
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
يمانيون|
مع استمرارِ العدوان والحصار الصهيوني على غزةَ ولبنانَ، تتوسَّعُ دائرةُ الخسائر الاقتصادية في صفوف العدوّ، حَيثُ إن ارتداداتِ عدوانه المتمثلةَ في عمليات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وباقي جبهات الإسناد، تؤلمُ اقتصادَ العدوّ يومًا تلو الآخر، وتظهر المؤشرات السريعة واللحظية لهذه الانهيارات، حَيثُ لا يكاد يمر يومٌ دون تسجيل تراجع جديد في مؤشرات بورصة العدوّ أَو قيمة عملته، فضلًا عن أن التصنيف الائتماني للعدو يتراجع بوتيرة عالية، وتترتب عليه صفعات إضافية اقتصادية.
وبعد جملة من الانهيارات في المنظومة الاقتصادية للعدو الصهيوني، كان آخرها تراجع تصنيفه الائتماني من قبل أكبر شركات التصنيف في العالم، وكذا تراجع قيمة عملته “الشيكل” بمقدار 3 % وتسجيل عجز جديد في الميزانية عن شهر سبتمبر الفائت بلغ أكثر من مليارَين ونصف المليار دولار، توقع تقرير أمريكي المزيد من الخسائر الاقتصادية للعدو الصهيوني، مستشهدًا بتداعيات استمرار العدوان والحصار على غزة وتوسع العدوان إلى لبنان، حَيثُ لفت التقرير إلى أن الخسائر المباشرة للعدوان الصهيوني على غزة لا تقتصر فقط على حجم الإنفاق العسكري، بل هناك تداعيات أُخرى على وقع العمليات التي ينفذها حزب الله وباقي الجبهات المساندة لغزة.
وذكر التقرير الذي نشرته مجلة “فوربس” الأمريكية الشهيرة، السبت، أن الاقتصاد الصهيوني سيكون على الموعد مع خسائر كبيرة جراء استمرار الحرب على غزة والتصعيد في جنوب لبنان، إضافة إلى الضغوط على المالية العامة؛ بسَببِ الإنفاق العسكري الضخم.
وعرّج التقرير على التداعيات المباشرة على الإنفاق العسكري الضخم، والذي قارب الـ67 مليار دولار بحسب تصريحات وزير مالية نتنياهو بتسلئيل سموتريتش، مشيرةً إلى أن استمرار الانفاق العسكري بهذا الحجم سيجبر العدوّ الصهيوني على تحويل الموارد من القطاع الخاص الإنتاجي إلى الجهود العسكرية، لافتةً إلى أن هذا سيؤدي إلى نتيجتين رئيسيتين حتميتين:- الأولى هي استمرار الضغط على المالية العامة وتفاقم العجز الذي تجاوز 8.8 % بنهاية سبتمبر، والثانية هي الزيادة في معدلات التضخم وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
وبيَّنَ التقرير إلى أن المؤسّسات المالية لدى العدوّ الصهيوني لن تتمكّن من تحقيق أي توازن يحافظ أَو يبقي على الأقل معدلات التضخم والعجز كما هي، في تأكيد على أن معاناة العدوّ الاقتصادية المتزايدة؛ بسَببِ حجم الانفاق العسكري سوف تفتح أبوابًا أُخرى للأزمات؛ وهو الأمر الذي يضع تساؤلًا حول ماذا عن المعاناة الاقتصادية الأُخرى الناجمة عن عمليات فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران، والتي قد أَدَّت إلى تكبيد العدوّ خسائر بمئات المليارات من الدولارات، جراء توقف معظم قطاعاته الحيوية والاقتصادية؟، وأين ستكون أسقف الخسائر القادمة إذَا ما استمر العدوان على غزة ولبنان ونتج عن ذلك المزيد من التصعيد؟.
وأكّـدت مجلة “فوربس” الأمريكية أن ارتفاع حجم الإنفاق العسكري سيضاعف التهديدات الموجودة على قطاع الاستثمار، مشيرةً إلى أن “استمرار الصراع قد يضر بسُمعة “إسرائيل” كموقع جاذب للأعمال؛ مما قد يشجع الشباب العاملين في قطاع التكنولوجيا على الهجرة؛ ما سيضع ضغوطًا إضافية على هذا القطاع الحيوي”، في إشارة إلى أن الضغوط الموجودة على هذا القطاع هي الأعطال الكبيرة في الحركة الإنتاجية للعدو بفعل الحصار البحري اليمني المفروض على موانئ فلسطين المحتلّة، وكذلك العمليات النوعية لحزب الله والمقاومة العراقية التي تستهدف مناطقَ حيوية في مدينة حيفا الصناعية المحتلّة.
ولأن المصائب على العدوّ الصهيوني لا تأتي فرادى نقلت المجلة الأمريكية تحذيرات لمحللين اقتصاديين أشاروا إلى أن تأخر حكومة المجرم نتنياهو في تحديد موازنة مضبوطة قد يكون مدمّـرًا للثقة في الاقتصاد الصهيوني؛ وهو الأمر الذي سيضاعف وتيرة الهروب الحاصل في قطاع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
وأشَارَت إلى وجود أزمة أُخرى وضغوط إضافية مترتبة على تأخر إيجاد الميزانية، في ظل ارتفاع نسبة النزوح؛ بسَببِ تصاعد عمليات حزب الله، وكذلك الاختراقات الأمنية المتكرّرة في المدن الفلسطينية المحتلّة، في إشارة إلى العمليات البطولية والفدائية الخاطفة.
إلى ذلك ذكرت العديد من الصحف المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، أن اقتصاد العدوّ الصهيوني سيكون معرَّضًا للمزيد من الأخطار إذَا توسعت رقعة الحرب أَو طال أمد العدوان على غزة ولبنان.
وبيَّنت أن الانهيارَ في الاقتصاد الإسرائيلي يظهر بوضوح وبوتيرة متسارعة وسط تحذيرات شديدة من الغرق في فخ الديون، وهنا نجد أن الديون والقروض وارتفاع الفوائد تشكل صفعات إضافية على العدوّ، سيما وأنه قد اقترض مبالغ وصلت إلى 42 مليار دولار، وهو غير مسبوق منذ عقود؛ ما يوضح حجمَ المأزِقِ الذي يعيشُه العدوُّ الصهيوني.
يشار إلى أن العدوّ الصهيوني يعيش تحت أزمات اقتصادية متلاحقة، أبرزها تراجع قيمة العملة ومؤشرات البورصة وهروب الاستثمارات وارتفاع وتيرة الهجرة العكسية وتوقف عجلة السياحة وتعطل معظم قطاعات الاستيراد والتصدير؛ بسَببِ الحصار اليمني وإيقاف نصف نشاط الاستثمار في القطاع التكنولوجي الذي يدر بربع عائدات العدوّ، ومشاكل اقتصادية أُخرى تجعل من فاتورة عدوانه وحصاره على غزوة عاملًا لإنهاكه على طريق الزوال.
المصدر/ صحيفة المسيرة/
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الإنفاق العسکری المحتل ة على غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
استشهاد المعتقل المسن أبو حبل من غزة في سجون العدو الصهيوني
الثورة نت /..
أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، باستشهاد المعتقل المسن محمد إبراهيم حسين أبو حبل (70 عاماً) من غزة بتاريخ 10/1/2025.
وأشارت الهيئة ونادي الأسير في بيان صادر عنهما، اليوم الأربعاء، إلى أن قضية الشهيد أبو حبل تضاف إلى سجل منظومة التوحش الإسرائيلية، التي تعمل على مدار الساعة من خلال جملة من الجرائم المنظمة على قتل الأسرى والمعتقلين، لتشكل هذه الجرائم وجهاً آخر من أوجه الإبادة المستمرة وامتدادا لها.
.
وأضافت الهيئة والنادي، أن قضية معتقلي غزة لا تزال تشكل أبرز القضايا التي عكست مستوى -غير مسبوق- من الجرائم والفظائع التي مورست بحقهم، وأبرزها:
جرائم التعذيب، والتجويع والجرائم الطبية، والاعتداءات الجنسية، فعلى مدار الأشهر الماضية كانت إفادات المعتقلين من غزة وشهاداتهم الأقسى والأشد من حيث مستوى تفاصيل الجرائم المركبة التي تمارس بحقهم بشكل لحظي.
ولفتت الهيئة والنادي إلى أن المعتقل أبو حبل متزوج وأب لـ11 من الأبناء، وقد تعرض للاعتقال في 12/11/2024، من أمام الحاجز المسمى حاجز (الإدارة المدنية).
وأضافت الهيئة والنادي، أنه باستشهاد المعتقل أبو حبل، فإن عدد الشهداء الأسرى والمعتقلين الذين ارتقوا بعد الإبادة الجماعية، يرتفع إلى (71) شهيداً على الأقل، من بينهم (45) معتقلاً من غزة، وهم فقط المعلومة هوياتهم، فيما يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 الموثقة لدى المؤسسات إلى (308) وهم كذلك المعلومة هوياتهم، لتشكل هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة، وأشدها من حيث ظروف الاعتقال.
وأوضحت الهيئة والنادي، أن الردود التي تتلقاها المؤسسات من جيش العدو، تبقى محصورة في رواية الجيش، في ظل استمرار احتجاز جثامين الشهداء، وعدم الإفصاح عن ظروف استشهادهم، علماً أن الجيش حاول مراراً التلاعب بهذه الردود من خلال إعطاء المؤسسات ردودا مختلفة، وقد توجهت بعض المؤسسات إلى المحكمة من أجل الحصول على رد يحسم مصير المعتقل. مع التأكيد على أن جرائم التعذيب شكلت السبب المركزي في استشهاد الأغلبية العظمى من الشهداء بعد الإبادة، إلى جانب الجرائم الطبية المتصاعدة، وجريمة التجويع، وجرائم الاغتصاب.
وشددا، على أن وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين، تأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف منهم في سجون العدو، واستمرار تعرضهم بشكل لحظي لجرائم ممنهجة، أبرزها: التعذيب، والتجويع، والاعتداءات بأشكالها كافة، والجرائم الطبية، والاعتداءات الجنسية، وتعمد فرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية أبرزها مرض (الجرب – السكابيوس)، هذا فضلا عن سياسات السلب والحرمان -غير المسبوقة- بمستواها.
وحمّلت المؤسسات، العدو المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل المسن أبو حبل، كما جددت مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدولية، بفتح تحقيق دولي محايد في استشهاد العشرات من الأسرى والمعتقلين منذ بدء الإبادة، والمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة العدو على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق الشعب الفلسطيني ، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد إلى المنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وُجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء %