ندوة علمية تناقش آخر مستجدات تشخيص وعلاج سرطان الثدي
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
نظمت مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، أمس، الندوة العلمية المتخصصة حول آخر المستجدات في تشخيص وعلاج سرطان الثدي.
شارك في الندوة نخبة من الخبراء العالميين، والمتخصصين في الرعاية الصحية والباحثين والمهتمين بمجال الأورام.
استعرضت الندوة أحدث الابتكارات الطبية والتطورات العلمية في علاج وتشخيص سرطان الثدي، وناقش المشاركون التحديات التي تواجه الأطباء، في نقل نتائج الأبحاث إلى الممارسات السريرية، ومن أبرزها تعقيد تشخيص سرطان الثدي، بسبب التنوع البيولوجي والجيني الذي يميز أنواع هذا المرض.
ولتحقيق تشخيص دقيق، يتطلب الأمر الاستعانة بالتقنيات المتقدمة مثل التنميط الجزيئي والتحاليل الجينية المتطورة، ما يسمح بتحديد العلاج الأنسب لكل مريض، بناء على خصائصه الفردية، حيث يفرض هذا التنوع تحديات كبيرة أمام الأطباء في اختيار وتطبيق مسارات العلاج المثلى وفق مشاركين في المنتدى.
وأكدت الدكتورة سلامة المهيري، مدير إدارة التميز الطبي في مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، اهتمام المؤسسة بتعزيز التعليم الطبي المستمر، والوعي المجتمعي تجاه التطورات العلمية في مجالات الأمراض، خاصة تلك المعقدة والمقلقة مثل الأورام.
وأشارت إلى حرص المؤسسة على توفير منصة تفاعلية للمتخصصين في الرعاية الصحية لتبادل الخبرات والمعرفة، بما يسهم في تطوير مستوى الرعاية الطبية المقدمة للمرضى.
وأكدت أن تعقيد تشخيص سرطان الثدي، الذي يمكن أن يتخذ أشكالا مختلفة، بناء على العوامل الجينية والبيولوجية لكل مريض، يفرض على الأطباء الحاجة المستمرة للتدريب المتخصص والمعرفة العميقة بأحدث الأدوات والتقنيات.
وأضافت أن التصوير الطبي المتقدم، والتنميط الجزيئي، والعلاجات المستهدفة ليست مجرد خيارات، بل أصبحت ضرورة لتقديم رعاية دقيقة وفعالة.
وأشارت إلى أن الأطباء اليوم بحاجة لدمج التعامل مع تقنيات أساسية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المتطور، إلى جانب فهم التحاليل الجينية المعقدة، التي تساعد على تحديد نوع العلاج الأنسب لكل مريض.
وقالت إن هذه المعرفة المتطورة تتطلب تدريبا مستمرا وتفاعلا نشطا بين مختلف التخصصات، لضمان تحقيق أفضل النتائج للمرضى.
وناقش المتحدثون أهمية التصوير الطبي المتقدم، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي، جنبا إلى جنب مع التنميط الجيني في تحديد المرحلة الدقيقة للمرض وتحديد نوع الورم.
ويشير الخبراء إلى أن هذه التقنيات الحديثة لم تُعتمد بشكل كامل في الممارسات السريرية على مستوى العالم، ما يساهم في فجوة بين الأبحاث المتقدمة والتطبيق العملي.
وشهدت الندوة مشاركة بارزة من البروفيسور ميليندا تيلي، مديرة برنامج سرطان الثدي في معهد ستانفورد للسرطان،التي استعرضت التطورات الجديدة في العلاجات المستهدفة لسرطان الثدي الثلاثي السلبي، والسرطان الوراثي، إلى جانب الدكتورة عبير الصايغ، رئيسة قسم الجينوم في مركز السلطان قابوس الشامل لعلاج السرطان، التي تناولت أهمية علم الجينوم في تحسين رعاية المرضى من خلال توفير حلول علاجية مخصصة.
كما شارك البروفيسور مهران حبيبي، أستاذ مشارك في الجراحة في مؤسسة “نورثويل هيلث”، حيث قدم رؤى قيمة حول الابتكارات الجراحية مثل الجراحة التجميلية للثدي وتقنيات استئصال الأورام بدون أسلاك.
وأدارت الجلسة الدكتورة موزة العامري، أستاذ مساعد في الجراحة بجامعة الإمارات ومستشفى توام، التي أضافت من خبرتها الغنية في رعاية مرضى سرطان الثدي، وأسهمت في إثراء المناقشات حول أفضل الممارسات في العلاج والبحث العلمي.
واختتمت الندوة بتوصيات مهمة حول تعزيز التعاون بين المتخصصين في الرعاية الصحية، وتطبيق نتائج الأبحاث الحديثة في الممارسات السريرية، ما يسهم في تحسين مستوى الرعاية المقدمة للمرضى في المنطقة، وتحقيق خطوات ملموسة في مجال مكافحة سرطان الثدي.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: سرطان الثدی
إقرأ أيضاً:
ندوة بآداب عين شمس تناقش ظاهرة أطفال الشوارع وطرق المواجهة
نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الآداب جامعة عين شمس، ندوة موسعة بعنوان “ظاهرة أطفال الشوارع.. رؤية استشرافية لآليات المواجهة”.
جاءت الفعالية برعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس الجامعة، الدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أ.د حنان كامل متولي عميدة الكلية، وبإشراف أ.د حنان سالم وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وأكدت أ.د حنان كامل متولي أن قضية أطفال الشوارع ليست مجرد ظاهرة اجتماعية بل مرآة تعكس حجم التحدي الأخلاقي الذي يواجه المجتمع كله، مشيرة إلى أن الجامعة تُعد شريكًا في طرح الحلول لا مجرد جهة رصد.
وأضافت أن كل طفل يفقد حضن أسرته؛ يقع في دائرة مسؤوليتنا جميعًا، وأنه على الجامعة أن تنتبه وتفتح الأبواب لفهم علمي حقيقي، وأن ترسّخ لدى طلابها أن مستقبل المجتمع يبدأ من الطفل المظلوم قبل الطفل المتفوق.
وأوضحت أ.د حنان سالم أن محاربة الظاهرة تبدأ من فهم دوافعها قبل التفكير في آليات علاجها، مؤكدة أن الطفل الذي يصل إلى الشارع هو نتيجة سلسلة طويلة من التغيرات المجتمعية.
وأشارت إلى أن علينا أن لا ننظر إلى هؤلاء الأطفال كعبء، وأن نبدأ في رؤيتهم كضحايا، مؤكدة أن كل طفل فقد بيته يحتاج قلبًا قبل أن يحتاج مؤسسة، ورعاية مثلما يحتاج قانونًا.
ومن جهتها، قدمت أ.د منى حافظ أستاذ علم الاجتماع والمحاضر بالندوة، تحليلًا لأبعاد الظاهرة المتشابكة، بداية من الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وحتى تأثيرها النفسي والسلوكي على الطفل، مشيرة إلى أن طفل الشارع لا يولد في الشارع، وإنما يُدفع إليه دفعًا.
وأضافت أن الطفل قد يهرب من بيتٍ ممزق، أو من عنفٍ لم يستطع احتماله، أو من فقرٍ جعله يشعر أنه عبء، وقد يُلقى في الشارع دون أن يعرف كيف أو لماذا، لكن ما يجب أن ندركه؛ هو أن الشارع لا يربّي، بل ينجرف بالطفل إلى مسارات خطيرة، ومن بين أخطرها فقدان الثقة في المجتمع، وفقدان الإحساس بالانتماء.
وتحدثت د.منى بتوسع عن الآثار النفسية العميقة التي تخلّفها التجارب الصادمة في حياة هؤلاء الأطفال، مؤكدة أن أغلبهم يعيشون في حالة يقظة دائمة تشبه "حالة النجاة"، وهي حالة تجعل الطفل مستعدًا للدفاع عن نفسه بشكل مبالغ فيه، أو للانسحاب الكامل من العالم، أو للاتحاد مع جماعات خطرة تمنحه إحساسًا زائفًا بالأمان.
كما استعرضت عددًا من تجارب الدول التي نجحت في تقليص الظاهرة عبر برامج معتمدة على الرعاية البديلة، وإعادة الدمج الأسري حين يكون ممكنًا، ودعم الطفل نفسيًا وسلوكيًا، وتدريب العاملين معه على المهارات الإنسانية قبل الفنية.
و طرحت “حافظ” رؤية استشرافية تقوم على بناء منظومة وقاية مبكرة، تبدأ من الأسرة المهددة بالتفكك، ومن الطفل المعرض للخطر، ومن المدارس التي يمكن أن تتعرف على حالات الإهمال مبكرًا، وكذلك من الشراكة بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني.
وشددت على أننا إذا أردنا مستقبلًا بلا أطفال شوارع؛ فعلينا أن نعمل قبل أن يصل الطفل إلى الشارع، وأننا علينا أن نغلق الفجوات التي تتسرب منها براءته، وأن نبني جسورًا تعيده إلى الحياة.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على أن كلية الآداب ستستمر في احتضان مثل هذه القضايا الملحّة، وإتاحة مساحات للحوار العلمي والإنساني، إيمانًا منها بأن دورها الحقيقي يبدأ حين تضع الإنسان في مركز الاهتمام، وأن بناء الوعي هو الخطوة الأولى لبناء مجتمع أكثر عدلًا ورحمة.
وقامت أ.د حنان سالم وكيلة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بمنح شهادة تقدير للدكتورة منى حافظ تكريما لدورها العلمي وإسهاماتها في خدمة المجتمع.