ماذا يعنى مد السكة الحديد إلى سيناء؟
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
التنمية أفعال على أرض الواقع، وإنجازات تبقى لأجيال قادمة، ولا عبرة لأى تنمية تبتعد عن الإنسان وحاجاته وراحته وأمنه واستقراره.
لذا فإننى أتصور أن ما جرى قبل أيام فى سيناء من مد لخط السكة الحديد إليها وصولًا إلى منطقة القنطرة شرق بطول مئة كيلو مترًا يمثل إنجازًا عظيمًا يستحق الالتفات والاهتمام، ويؤكد أن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على تعمير سيناء بجدية وتركيز ووفق خطط مسبقة، سعيًا لفتح مجالات استثمار واسعة فيها.
لقد تابعت بسعادة بالغة التشغيل التجريبى للقطار الذى يمر أعلى كوبرى الفردان فوق قناة السويس مخترقًا صحراء سيناء لينقل البشر والبضائع بشكل سهل وسلس إلى هناك، مؤسسًا لتجمعات عمرانية جديدة، وميسرًا لفكرة توطين آلاف الأسر فى شبه الجزيرة الحبيبة، ومبشرًا بفرص استثمار متنوعة فى الصناعة والتعدين والخدمات.
إن عالمًا جديدًا يتمدد فى شبه الجزيرة الحبيبة التى استشهد آلاف المصريين دفاعًا عن ترابها الحبيب، وهو عالم عماده التنمية، بمفهومها الشامل والمستدام، باعتبار أن هذه التنمية هى خط دفاع راسخ فى مواجهة أى مخاطر وأطماع محتملة.
ويعد الخط الجديد بمثابة مرحلة أولى لمشروع عظيم هو مشروع ربط بورسعيد بسيناء شمالًا من بئر العبدوالعريش، وجنوبًا حتى طابًا، بطول يتجاوز 500 كيلو متر مربع، وهو دون شك أعظم مشروع يتم تنفيذه على أرض سيناء منذ عودتها إلى السيادة المصرية.
وكما ذكرت من قبل فإن هذا المشروع يبعث برسائل عديدة على كافة المستويات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، ومن بينها أن سيناء وتعميرها وتطويرها تمثل أولوية كبرى فى أولويات التنمية، وأنها غير قابلة للانتقاص أو الاستغلال الاستخدام إلا من شعبها الكريم.
كما يؤكد المشروع العظيم أنه لا مجال للتراجع عن أى حلم وهدف مهما كانت كلفته ما دام ضروريًا وحيويًا، واللافت هنا أن هذا الحلم المؤجل لأكثر من أربعين عامًا تحول إلى واقع لأن هناك إرادة ورغبة وتخطيط ساهموا فى ذلك، وما دام ذلك النجاح ممكنًا فى مشروع، فإنه ممكن فى كافة المشروعات، التى لا حدود لها ما دامت آثارها تصب فى صالح الإنسان.
كذلك، فإن هناك رسالة إقتصادية مهمة مفادها أن مصر لديها فرص استثمار عظيمة ومتنوعة وكل ما تحتاج إليه هو تنظيم هذه الفرص، ودعمها ومساندتها من خلال شبكات الطرق التى أثبتت أنها شريان الحياة الرئيسى للاستثمار، وهى البداية الحقيقية لتوليد مناخ استثمار كبير وجذاب ومنفتح يركز على الانتاج والتعمير.
وهناك أيضا رسالة مهمة بأن مصر كبيرة ومتسعة وأن التحرك بعيدًا عن الوادى ضرورة تنموية خاصة فى ظل زيادة سكانية وكثافة تسبب خللًا فى بيئة العمل والفرص المتاحة.
نحن أيضا نتعلم أن التنمية ليست كلامًا مرسلًا ولا وعودًا مرددة وإنما أفعال واقعية، وعودة خط سكة حديد توقف لنحو ستة عقود يمثل إنجازًا فعليًا يتجاوز الجدل العبثى بشأن أداء الدولة ومؤسساتها ونجاحات وإخفاقات مسئولين ما.
فالعمل الحقيقى هو أفضل رد على المشككين فى نوايا الدولة بشأن الإنسان فى المستقبل.
وسلامٌ على الأمة المصرية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التنمية منطقة القنطرة
إقرأ أيضاً:
برلماني مشيدا بالسياسة الخارجية المصرية: تسير بخطى ثابتة وتتسم بالحكمة والاتزان
أشاد النائب هشام سويلم، عضو مجلس الشيوخ عن حزب حماة الوطن، بالسياسة الخارجية المصرية التي تنتهجها الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن مصر تسير بخطى ثابتة ومدروسة على كافة المستويات الإقليمية والدولية، ما يعكس قوة الدولة المصرية وحنكة قيادتها في التعامل مع الملفات الشائكة والمعقدة.
وقال "سويلم" ، إن السياسة الخارجية المصرية أثبتت خلال السنوات الأخيرة أنها قائمة على مبادئ راسخة ورؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى الحفاظ على الأمن القومي المصري، وتحقيق الاستقرار في المنطقة، والدفاع عن القضايا العربية من منطلق مسؤولية تاريخية تتحملها مصر تجاه أشقائها.
وأضاف النائب هشام سويلم، عضو مجلس الشيوخ عن حزب حماة الوطن، أن التحركات الدبلوماسية المصرية اتسمت بالحكمة والتوازن، بعيدًا عن سياسة المحاور أو الاصطفافات، وهو ما عزز من مكانة مصر كدولة محورية ذات ثقل سياسي كبير، تتمتع بعلاقات متوازنة مع مختلف القوى الدولية، وتلعب دور الوسيط النزيه والفاعل في عدد من القضايا الإقليمية الحساسة.
وأشار النائب هشام سويلم، إلى أن موقف مصر من القضية الفلسطينية كان وما زال ثابتًا وواضحًا، حيث تؤكد الدولة المصرية في كل المحافل الدولية على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وترفض بشكل قاطع جميع أشكال العدوان والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون.
كما أشاد بالجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة المصرية في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وفتح معبر رفح لإدخال الإغاثات، فضلًا عن استضافة مصر لعدد كبير من القمم والاجتماعات الدولية التي تهدف إلى وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي سياق آخر، ثمّن النائب موقف مصر الواضح والصريح في استنكار العدوان العسكري الذي استهدف إيران مؤخرًا، مشددًا على أن مصر دائمًا ما تدعو إلى احترام سيادة الدول وعدم الانجرار وراء التصعيد العسكري الذي لا يخدم مصالح الشعوب، بل يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وأكد أن الموقف المصري جاء من منطلق مبدئي يدعو إلى ضبط النفس، والتوجه نحو الحوار السياسي والدبلوماسي كوسيلة لتسوية الخلافات بين الدول، وهو نهج يُعزز الأمن الجماعي ويجنب المنطقة مزيدًا من التوتر والانقسام.
ولفت النائب هشام سويلم، عضو مجلس الشيوخ عن حزب حماة الوطن، إلى أن النجاحات التي تحققها السياسة الخارجية لم تكن وليدة المصادفة، بل جاءت نتيجة جهد مؤسسي من الدولة، ورؤية شاملة للرئيس السيسي الذي أعاد رسم ملامح الدور المصري على الساحة الدولية، موضحا أن زيارات الرئيس الخارجية، ولقاءاته المتكررة مع قادة وزعماء العالم، وكذلك مشاركة مصر الفعالة في المحافل الدولية، تعكس رؤية مصر المستقلة ومواقفها الثابتة تجاه مختلف القضايا.
وأكد على أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح، وأن سياستها الخارجية تُعد نموذجاً يُحتذى به في الحكمة والاتزان، داعياً جميع وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على هذه الجهود الوطنية التي تُعيد لمصر مكانتها المستحقة إقليميًا ودوليًا.