يمانيون – متابعات
حتى الآن، يتهرب العدو الإسرائيلي من القبول بوقف إطلاق النار ويرفض كل محاولات وطلبات أغلبية الأطراف الخارجية للسير بذلك، مع وجود شكوك كبيرة في موقف واشنطن من ذلك، بينما يطلبه حزب الله شرطًا أساسيًا وإجباريًا قبل البحث بأي أمر آخر.

كما في الوقت الذي ترى المقاومة وقف إطلاق النار مدخلاً أساسيًا وإجباريًا للبحث بأي موضوع، ضمنًا تطبيق القرار ١٧٠١، يبقى الأكيد أن سبب تهرب العدو من القبول به في هذه المرحلة من المواجهة، هو أنه يرى نفسه منهزومًا لو توقفت الأعمال القتالية الآن، بالرغم مما يرتكبه من مجازر ومن تدمير ومع فرضه النزوح الواسع والقاسي، فاقت تداعياته تداعيات تلك المجازر والارتكابات الإجرامية بحق أغلب الشعب اللبناني.

لذلك السؤال: ما هي الأسباب الميدانية والعسكرية الضاغطة فعليًا على العدو، والتي تجعله يرفض وقف إطلاق النار المؤدي إلى تطبيق القرار ١٧٠١، والذي طالما طالب بتطبيقه خاصة في الشق المتعلق بانتشار أسلحة حزب الله وعناصره؟، وهل يمكن أن يطرأ أي أمر يدفع العدو للتراجع والقبول بوقف إطلاق النار؟

في هذا الصدد، يمكن الإضاءة على التطورات الميدانية والعسكرية التي فرضتها المواجهة مؤخرًا بين المقاومة والعدو، والتي يمكن تلخيصها على الشكل الآتي:

1.ميدانيًا، حتى الآن، يفشل العدو في تحقيق أي خرق بري جدي له قيمة ميدانية تذكر، على صعيد عمليته البرية المزعومة للدخول إلى الأراضي اللبنانية، ونجاحه في التوغل المحدود داخل بعض النقاط الحدودية، خلقت للمقاومة فرصًا ثمينة في استغلال تلك النقاط مناطقَ قتل لاستهداف عناصره بطريقة فعالة، وتاليًا لإسقاط أعداد كبيرة منهم بين قتلى وجرحى.

2.عمليًا، لم يقدم هذا التوغل المحدود لوحدات العدو أي قيمة ميدانية للتأسيس للتقدم الفعلي أكثر، في العمق اللبناني، كونه لم يستطع في هذه التوغلات المحدودة، الإمساك بأي محور مناسب لتوسيع عملياته الهجومية.

هذا التعثر الميداني للعدو، لم تقتصر تداعياته فقط بسبب فشل عملياته الحربية أو بسبب سقوط عدد كبير من جنوده. ومعروف تاريخيًا أن الخسائر البشرية هي نقطة شبه قاتلة للعدو ولبيئته الاجتماعية، ولكن امتدت تداعيات هذا التعثر الميداني إلى إبقاء المنطقة البرية من جنوب لبنان، والتي هي عمليًا المنطقة الحاضنة لقواعد إطلاق صواريخ ومسيرات المقاومة، بقيت آمنة. وهذا سمح ذلك للأخيرة بفرض مناورة استهداف صاروخي ومسيّرات فعالة وكاسحة، لتكون نتيجة ذلك كارثية في شمال الكيان وامتدادًا حتى وسطه في محيط “تل أبيب”. وبدل أن ينجح العدو في تحقيق أهدافه لإعادة مستوطني الشمال وحمايتهم، توسّع شعاع ضغط حزب الله في عمق الكيان، وأصبحت منطقتي الشمال والوسط شبه مهجرة، وانتقلت الحياة فيها إلى الملاجئ، والتي هي كما يبدو، غير متوفرة لجميع المستوطنين الذين يناهز عددهم أكثر من نصف مستوطني الكيان.

كما في الوقت الذي كان العدو يعاني بما يفرضه توسع سيطرة حزب الله الصاروخية والمسيّرة على قسم كبير من جغرافية الكيان وتوسع منطقة التأثير السلبي على المستوطنات والمستوطنين، جاءت الضربة الحاسمة من مسيّرة حزب الله لمركز تجمّع وحدات لواء غولاني في “بنيامينا” جنوب حيفا، والبعيدة نحو ٧٠ كلم عن الحدود مع لبنان، لتفتح الباب واسعًا أمام معضلة قاتلة وهي : عجز الدفاع الجوي عن تغطية وحماية أجواء الكيان كلها، والمترافق مع هذا العجز تطور لافت، كمًا ونوعًا،لقدرات حزب الله في الصواريخ والمسيّرات.

في هذا الصدد؛ ازدياد مستوى الضغوط على الكيان في هذا المجال وعجز دفاعه الجوي أمام قدرات حزب الله؛ ومع تقدم الحديث عن تحضيرات إيرانية غير مسبوقة للرد الجاهز والمدروس على أي اعتداء “إسرائيلي” ضدها، مهما كانت أهدافه، ومع وجود معطيات جدية عن التقصير المرتقب لمنظومة “ثاد” الأمريكية ( واحدة فقط )، والتي أدخلت مؤخرا وعلى وجه السرعة لدعم مناورة الدفاع الجوي “الإسرائيلية”، حيث سيكون هذا التقصير شبه مؤكد بمواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية الفرط صوتية، وعلى الأقل سيكون هذا التقصير أيضًا ضد المسيرات التي تنجح عادة في تجاوز هذا النوع من المنظومات، والمخصصة فقط للتعامل ضد الصواريخ الباليستية البعيدة المدى…

لذلك، أصبح واضحًا أن الضغط على “إسرائيل” وصل إلى مستوى غير مسبوق، ولا يبدو أنها قادرة على مواجهته في ظل ما تعانيه أصلاً على خلفية معركة “طوفان الأقصى”، الأمر الذي يمكن أن يفتح الباب جديًا على إمكان جنوحها – رغمًا عنها – نحو القبول بوقف إطلاق النار والبحث بتسوية معينة، لن تكون إلّا مناسبة ومقبولة من لبنان ومن المقاومة.

– موقع العهد الاخباري / شارل أبي نادر

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

“الرشق”: ترمب يكرّر أكاذيب الكيان الصهيوني وتحقيق أمريكي يفنّد مزاعم سرقة المساعدات

 

الثورة نت/..

أستنكر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عزت الرشق ، بشدّة ترديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمزاعم والأكاذيب الصهيونية باتهام حركة حماس بسرقة وبيع المساعدات الإنسانية في غزة.
وقال الرشق في تصريح صحفي، اليوم الجمعة، :إنّ اتهامات ترامب باطلة ولا تستند إلى أي دليل، وهي تبرّئ المجرم وتحمل الضحية المسؤولية، مضيفا: ترامب لا يملّ من ترديد الاتهامات والأكاذيب الإسرائيلية، ونحن لن نملّ من رفضها وتفنيدها.
وأشار إلى أن هذه الادعاءات فندتها تقارير وشهادات منظمات دولية، بما فيها الأمم المتحدة، كما فنّدها مؤخرًا تحقيق داخلي لوكالة التنمية الأمريكية (USAID)، الذي أكّد عدم وجود أي تقارير أو معطيات تشير إلى سرقة المساعدات من قبل حماس.
وأكد أنّ ما يجري في قطاع غزة من تجويع ممنهج وإبادة هو نتيجة مباشرة لسياسة العدو المدعومة أمريكيًا، التي تستخدم الغذاء والدواء كسلاح حرب ضد أكثر من مليوني إنسان.
وقال إن “المطلوب من الإدارة الأمريكية هو التوقف عن النظر إلى المشهد بعيون إسرائيلية، وتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، وإدانة حرب التجويع والحصار الجائر الذي يفرضه العدو على شعبنا في غزة، ووقف تقديم الغطاء والدعم لهذه الجريمة”
كما طالبها بدعم “جهود إدخال المساعدات بشكل آمن وكامل إلى جميع أبناء شعبنا دون قيود أو شروط، مع التأكيد على توزيعها عبر الأمم المتحدة، وليس من خلال ما يُسمّى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” التي تعمل كمصائد لقتل الجوعى والمحتاجين للمساعدات”.

مقالات مشابهة

  • لوقف إطلاق النار بأوكرانيا| ترامب يلوّح بمهلة لـ «بوتين».. وضغوط واشنطن لا تترجم لأفعال
  • لماذا تدخل ترامب بسرعة لوقف تصاعد النزاع بين الهند وباكستان؟
  • صحفي: الاحتلال الطرف الأكثر تضررًا من الجهود المصرية لوقف إطلاق النار
  • فيديو أممي يوثق إطلاق العدو الصهيوني النار على منتظرى مساعدات في غزة
  • “الرشق”: ترمب يكرّر أكاذيب الكيان الصهيوني وتحقيق أمريكي يفنّد مزاعم سرقة المساعدات
  • اسناد لا يتوقف قولا وعملا..اليمن يستهدف عمق الكيان
  • الرئيس السيسي يستعرض مع رئيس وزراء هولندا جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة
  • وزير الخارجية: ننسق مع قطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بغزة
  • سلوفينيا تستدعي سفيرة الكيان الإسرائيلي للاحتجاج على الكارثة الإنسانية في غزة
  • مصر تؤكد على أهمية التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار بغزة