غزة – أعلنت إسرائيل، امس الخميس، مقتل زعيم حركة الفصائل الفلسطينية يحيى السنوار، بعد اشتباكات في إحدى مناطق رفح جنوبي قطاع غزة.

يطرح اغتيال السنوار تساؤلات عدة حول مدى تأثير هذه العملية على مجريات الحرب في غزة، وفرص إبرام صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين، فضلا عن فرص توقف الحرب بعد اغتيال إسرائيل المطلوب الأول لديها، ومن تصفه “بالعقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر”.

وحول ذلك، يقول الخبير العسكري المصري اللواء محمد عبد الواحد إن “تأثير اغتيال السنوار، على حركة الفصائل الفلسطينية سيكون متفاوتا، فمن الناحية المعنوية سيؤثر على أعضاء الحركة، باعتباره الزعيم السياسي والعسكري والإعلامي، لكن على واقع الميدان لن تتأثر الحركة بقدر كبير، نظرا لطبيعة الحرب التي فرضت واقع القيادة العنقودية”.

وأوضح أن “واقع الميدان فرض على حركة الفصائل الفلسطينية حربا شبيهة بحرب الشوارع، وليس حربا نظامية، لذلك فإن هيكل القيادة يكون عنقوديا، وليس مؤسسيا أو أفقيا”، ويعني ذلك أن كل مجموعة مقاتلين، هي من تأخذ القرار، وتختار المعارك التي تخوضها على الأرض.

وتابع: “لذلك نرى مجموعات صغيرة من 3 أو 4 أفراد تخرج وتقصف دبابة أو مجموعة جنود ثم تعود”، مضيفا أن “حماس لديها القدرة على الاستمرار بهذه الطريقة، وستظل المعارك مستمرة، لأنه لا يوجد بديل ولم تطرح أية مقاربة سياسية لوقف الحرب”.

وحول إمكانية وقف إسرائيل للحرب بعد اغتيال السنوار، مطلوبها الأول، قال عبد الواحد إنه “لا توجد إرادة أو رغبة إسرائيلية لوقف الحرب، لأن لديها مشروعا في المنطقة، وتريد تدمير غزة بالكامل”، منوها بأن “إسرائيل قد تعلن قائمة اغتيالات جديدة كمرشحين لخلافة السنوار، لتبقي ذريعة الاستمرار في الحرب على غزة”.

وأكد أن إسرائيل “ستظل لأطول فترة ممكنة حتى تجعل غزة غير قابلة للحياة الآدمية، وتجبر السكان على الهجرة إلى خارج القطاع”.

واعتبر الخبير العسكري المصري، أن الحديث عن المفاوضات بشأن تبادل الأسرى ستظل ورقة أمريكية وإسرائيلية مطروحة، دون تنفيذ فعلي بهدف “التنفيس”، حتى لا تقتل حركة الفصائل الفلسطينية الأسرى لديها، وفي نفس الوقت تستمر عمليات القصف والتدمير في القطاع، لأطول فترة ممكنة.

وتابع: “ربما نرى أمريكا تطرح مبادرة ما بعد السنوار، ومع ذلك ستتواصل عمليات القصف مرات عدة، حتى تدمير آخر ما يتبقى من القطاع”، منوها بأن “حركة الفصائل الفلسطينية قد تقتل الأسرى وتتحول الحرب إلى عمليات انتحارية إذا شعرت بأنها محاصرة وفي طور الانتهاء”.

وأشار إلى غياب المساءلة والمساندة الدولية لإسرائيل، ما يجعلها قادرة على تحقق ما تصفه بأهداف الحرب، قائلا إنه “في غياب القانون كل شيء مباح، وليس لديها مانع لمواصلة القتل، وعلى أساس عقائدي”.

من جهته، يرى الدكتور عبد المهدي مطاوع، أستاذ العلوم السياسية، أن “اغتيال السنوار سيؤثر بالتأكيد على مجريات الحرب، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيكون أكثر ارتياحا لإجراء الصفقة باعتباره قتل المسؤول الأول عن 7 أكتوبر، ما يعطيه نصرا معنويا”.

وذكر أنه بالمفهوم الإسرائيلي يجب “تدفيع الثمن” كشيء أساسي، بمعنى أن “من قتل إسرائيليا يجب أن يقتل حتى لو بعد حين”، مضيفا أن “نتنياهو سيفتخر بأن رؤيته كانت صحيحة بزيادة الضغط العسكري والاستمرار حتى قتل السنوار”.

واعتبر الخبير أن “عملية الأسرى ستكون الآن أكثر مرونة، لأنه على الأرض في غزة لا توجد قيادة يمكن أن ترفض تبادل الأسرى، وستكون القيادة في الخارج غالبا، وستكون أكثر مرونة في التفاوض، متابعا: “أعتقد أن إنجاز الصفقة الآن فرصته أكبر بكثير من السابق، وستعطي مبررا لنتنياهو للنزول عن الشجرة”.

وأكد أن “إسرائيل حققت أهدافها منذ مدة”، لكن هذا الاغتيال “سيعطي نتنياهو وإسرائيل أو على الأقل الجمهور الإسرائيلي، استعادة نوع من الثقة وتحمل عام من الحرب”.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: حرکة الفصائل الفلسطینیة اغتیال السنوار

إقرأ أيضاً:

محمد أبو العينين: حل الدولتين السبيل الوحيد لإنهاء القضية الفلسطينية

قال النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب ورئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، إن التحديات كثيرة (جيوسياسية واقتصادية) وتحديات خاصة بالبيئة، منوها بأنه خلال العامين الماضيين، شهدت غزة دمارا شاملا وحربا وإبادة جماعية للأطفال والشيوخ والنساء.

وأضاف، خلال كلمة ألقاها بمناسبة منتدى الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط وقمة رؤساء البرلمانات التي انعقدت بمقر مجلس النواب، أن الأمم المتحدة أصدرت بيانات متعددة بشأن الحرب على غزة إلا أن النتائج لم تكن مرضية، منوها بأننا لم نرضَ بتهجير الشعب الفلسطيني ولا بتصفية القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في السابع والعشرين من يوليو الماضي، خاطب الشعب وقال للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه أكبر رئيس دولة في العالم وتستطيع إيقاف الحرب في غزة.

وتابع أبو العينين: وجاء "ترامب" إلى قمة شرم الشيخ التي شاركت فيها بلاد عربية وأوروبية، وكانت هناك قرارات وخارطة طريق للمستقبل، إلا أن كثيرا من المشاكل ما زلنا نراها كل يوم.

أبو العينين: جهود الرئيس السيسي أسهمت في إنهاء أزمات بالشرق الأوسطمن القاهرة.. أبو العينين يفتتح منتدى “برلمان المتوسط” في ذكرى برشلونة الثلاثين.. ويؤكد: مصر في مقدمة جهود حل أزمات المنطقة

وأكد محمد أبو العينين، أن إسرائيل لم تلتزم بهذه الاتفاقية وتمضي قدما في عمليات التوسعات الاستيطانية وتواصل الضربات على قطاع غزة وعدم السماح لدخول المساعدات إلى قطاع غزة.

وأوضح النائب محمد أبو العينين، أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية والعودة إلى مائدة المفاوضات ووقف الحرب ودخول المساعدات.

وأضاف أن الشرق الأوسط يتضمن عدة مشاكل ونزاعات إقليمية ومنها الحرب في السودان، وهو إبادة جماعية يجب أن تتوقف، وهذا نداء للعالم كله بالتدخل لوقف هذه الإبادة.

وتابع: لن ننسى المبادرة الرائعة من المفوضية الأوروبية والاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالميثاق الجديد الذي يشكل ثوابت وأهداف ورؤى جديدة.

وقال محمد أبو العينين، إننا نستطيع أن نقول إننا على الطريق الصحيح بالشراكة المبنية على الاستثمارات لا على المنح والمساعدات، نحن نريد أن نكون شركاء ونتحدث بلغة جديدة بعلوم العصر والتعليم الحديث واستغلال الطاقات الموجودة في شبابنا.

طباعة شارك محمد أبو العينين مجلس النواب الأمم المتحدة غزة القضية الفلسطينية الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة شرم الشيخ

مقالات مشابهة

  • البابا ليو: الدولة الفلسطينية الحل الوحيد للصراع مع إسرائيل
  • الاتحاد الأوروبي: روسيا ليس لديها رغبة حقيقية في التفاوض على السلام
  • الرئاسة الفلسطينية: ما يحدث لن يجلب السلام .. وحماس تدعو لحراك عالمى لمواجهة الجرائم
  • بريطانيا.. تنامي حراك دعم القضية الفلسطينية خلال الحرب على غزة
  • نعيم قاسم يتوعد إسرائيل بالرد على اغتيال الطبطبائي
  • نعيم قاسم: سنحدد توقيت الرد على اغتيال إسرائيل للطبطبائي
  • محمد أبو العينين: حل الدولتين السبيل الوحيد لإنهاء القضية الفلسطينية
  • نعيم قاسم يتوعد إسرائيل بالرد على اغتيال الطباطبائي
  • أمين عام حزب الله: "سنحدد توقيت" الرد على اغتيال إسرائيل للطبطبائي
  • الرئاسة الفلسطينية تطالب أمريكا بالتدخل الفوري لإجبار إسرائيل على وقف الحرب