في منزل ريفي بسيط يطل على بحيرة قارون، وتحيطه الأشجار وتزينه الزهور من كل جوانبه، يجلس شريف أنيس بين عشرات الأطفال من مراحل عمرية مختلفة، يُعلّمهم الأرقام، وحفظ حروف الإنجليزية، ونُطق الكلمات وتكوين الجمل، بعدما ترك صخب العاصمة القاهرة، ليقيم وسط الخضرة والطبيعة في قرية تونس السياحية بمحافظة الفيوم.

«اللغة» مقابل «الحب»، هكذا كان شعار «المهندس شريف» الذي ترك أسرته وحياته وعمله في البترول لتعليم أبناء وبنات القرية دون مقابل، إذ كانت البداية ملاحظة «مستر شريف»، كما يناديه الجميع بالقرية، عدم قدرة أهالي القرية والأطفال وصانعي الخزف على التواصل مع الأجانب الذين يتوافدون على القرية يوميًا، ليقرر أن يبدأ فى تعليم الجميع اللغة الإنجليزية دون مقابل، وتوافد عليه الكثيرون، حتى أصبح لديه نحو 138 طالبًا وطالبة.

تعلم الإنجليزية للتواصل الإنسانية

روى «شريف» لـ«الوطن» أن قرية تونس السياحية بمحافظة الفيوم، يتوافد عليها آلاف الأجانب، ولكن التواصل بينهم وبين الأهالي كان منعدمًا بسبب فرق اللغة، فقرر مساعدة الجميع على تعلم اللغة الإنجليزية من أجل التواصل الإنساني مع الزوار، وليس فقط من أجل البيع والشراء.

الفتيات أكثر التزامًا من الشباب

وأضاف «شريف» أنّ الفتيات يلتزمن بالتعلم أكثر من البنين، موضحًا أنّ هناك اختلافًا في أعمار ومهن الذين تعلموا معه، فمنهم عاملون في فنادق، وآخرون في ورش فخار، حتى سائقو التكاتك، لكن كل شخص يتعلم بالقدر الذي يراه مناسبًا له.

التعليم وفقًا للعمل

يبدأ «مستر شريف» مع كل شخص وفقًا لعمله، فالعاملون في الفخار والخزف يبدأ معهم بتعلم الأرقام وعبارات الترحيب، ليتمكنوا من التواصل مع الزبائن من السياح، وكذلك سائقو التكاتك، أمّا العاملون بالفنادق فيهتم بتعليمهم عبارات الترحيب، وبعض الجمل التي تمكنهم من مناقشة السائح.

حب الناس أهم من المقابل المادي

شعر المعلم الشاب برغبة في أن يكون واحدًا من أهالي القرية، لدرجة أنّه تعلَّم لهجتهم الريفية، وأصبح يأكل مثلهم ويتعامل بنفس تعاملهم، وبالنسبة له حب الناس أهم من أي مقابل مادي، ما جعله لا يلتفت لانتقادات أقاربه وأصدقائه، الذين اتهموه بالجنون حينما ترك القاهرة والبيزنس وأقام في قرية تونس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفيوم قرية تونس تعلم اللغة الإنجليزية قریة تونس

إقرأ أيضاً:

التربية تطلق خطة استراتيجية لتعليم شمولي وعصري حتى 2030

صراحة نيوز -أطلقت وزارة التربية والتعليم، اليوم الثلاثاء، فعاليات الاجتماع السياسي رفيع المستوى لمراجعة التقدم في قطاع التعليم، وإطلاق عملية تطوير الخطة الاستراتيجية الجديدة للتعليم للأعوام 2026–2030، بمشاركة أكثر من 200 من كبار المسؤولين وشركاء التنمية والجهات المعنية.

ويستعرض الاجتماع، الذي يستمر يومين، نتائج أول تحليل شامل لقطاع التعليم في الأردن، إلى جانب التقرير السنوي للمتابعة والتقييم الخاص بالخطة الحالية، بوصفه مرجعًا أساسيًا لتحسين الأداء واتخاذ القرار بناءً على مؤشرات رقمية دقيقة.

وأكد أمين عام وزارة التربية للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة، مندوب وزير التربية، أن الاجتماع يمثل مرحلة متقدمة في مسيرة التحديث التربوي، ويعكس التزام الوزارة بالتخطيط القائم على النتائج وتحليل علمي موضوعي لأداء النظام التعليمي.

وقال العجارمة إن التقرير لا يكتفي بتوثيق المنجزات، بل يحدد بوضوح مسارات التطوير ونقاط القوة والتحديات، مشددًا على أهمية التحول نحو تعليم يكرّس التفكير والإبداع، ويمنح المعلم دور القائد التربوي، ويهيئ بيئة تعليمية محفزة تحترم الطالب وتستثمر طاقاته.

وأشار إلى أن الوثيقة الاستراتيجية الجديدة تشكل أرضية لحوار وطني تربوي منفتح، يضمن لكل طفل في الأردن تعليمًا نوعيًا شاملاً، يساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا واقتصاد أكثر صمودًا.

من جانبها، أشادت ممثلة اليونسكو في الأردن، نهى باوزير، بجهود وزارة التربية في تحليل واقع التعليم، معتبرة ذلك محطة مفصلية لمواءمة الأولويات الوطنية مع الالتزامات الدولية وتعزيز المساواة والاستدامة في التعليم.

وتضمن اليوم الأول عرضًا منهجيًا للتقرير التربوي قدّمه الدكتور فيصل الهواري، مدير إدارة التخطيط والبحث التربوي، بالإضافة إلى مداخلة من الدكتورة أحلام الناصر حول دور التعليم في دعم رؤية التحديث الاقتصادي.

ويُعد هذا الحدث محطة رئيسية ضمن مسار إصلاح القطاع العام، إذ يقدم تشخيصًا شاملًا لأداء النظام التعليمي، ويقترح سبلًا عملية للتحول من التركيز على المدخلات إلى تحقيق نتائج ملموسة.

كما ستقود الخطة الاستراتيجية الجديدة جهود التطوير من الطفولة المبكرة وحتى التعليم العالي، محددة أهدافًا قابلة للقياس، مع التركيز على التعليم الدامج، والتحول الرقمي، والتغير المناخي، والعدالة بين الجنسين.

ويُختتم الاجتماع بصياغة مذكرة مشتركة تتضمن توصيات استراتيجية متفقًا عليها، تمثل الأساس لمرحلة التخطيط المقبلة، بما يضمن أن يبقى التعليم في الأردن مواكبًا للمستقبل بخطى ثابتة ورؤية واضحة.

مقالات مشابهة

  • «أطفال الشارقة» تعزز الوعي البرلماني ومهارات التواصل للصغار
  • المغرب يقوي حضور اللغة الإنجليزية في الجامعات ويدرس الإعتراف المتبادل للشواهد
  • التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل وظيفة معلم مساعد مادة اللغة الإنجليزية
  • تداول أجزاء من امتحان اللغة الإنجليزية للشهادة الإعدادية بقنا
  • تداول امتحان اللغة الإنجليزية للشهادة الإعدادية بقنا والتعليم تتحرك لمواجهة الواقعة
  • ختام امتحانات الشهادة الإعدادية بأسوان اليوم بمادتي اللغة الإنجليزية والهندسة
  • توافد طلاب الإعدادية بقنا في ختام الامتحانات بمادتي اللغة الإنجليزية والكمبيوتر
  • التربية تطلق خطة استراتيجية لتعليم شمولي وعصري حتى 2030
  • من معلمة رياض أطفال إلى سيدة أعمال ونجمة على السوشيال ميديا… أوزنور تحمل 100 كيلوغرام دون أن تشتكي!
  • المنتخب الوطني يبدأ تحضيرات مواجهتي تونس والبنين