الحية: حماس تؤكد على دور المقاومة وتجنب المواجهة مع السلطة الفلسطينية
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
الدوحة - صفا
أكد عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس خليل الحية، موقف حركة حماس الحازم بعدم اللجوء إلى مواجهة مع السلطة الفلسطينية، وأنها في الوقت ذاته لن تتخلى عن سلاحها المقاوم، وستواصل الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل الممكنة.
وشدد الحية في لقاء تلفزيوني مع قناة الأقصى اليوم الأحد، على أن حماس لن تسمح بتحقيق أماني الاحتلال من خلال دفع الفصائل المقاومة إلى مواجهة مباشرة مع السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن المقاومة تواجه الاحتلال بكل قوتها وتركز جهودها على مواجهته، وليس على المشاركة في صراع داخلي.
وأشار إلى أنه في وقت تصاعد عمليات المقاومة، تحاول بعض أجهزة أمن السلطة تقديم خدمات أمنية للاحتلال، معتبرا هذه التحركات خطيئة وجريمةً ضد شعب فلسطين، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يغفر للسلطة هذه الخطوة الخاطئة.
وبيّن أن الحركة شاركت في اجتماع الفصائل الفلسطينية بهدف توحيد الصفوف والوقوف صفًا واحدًا أمام التحديات التي تتهدد القضية الفلسطينية.
وأكد الحية أهمية تعزيز العمل الوطني الفلسطيني من خلال التفاهم والاستيعاب مع الأطياف الفلسطينية كافة، مشيرًا إلى أن الروح الوطنية تسهم في تحقيق التوافق والتضامن الوطني بين جميع أبناء الشعب الفلسطيني.
وشدد على أهمية الاتفاق على برنامج عمل مشترك بين كل الفصائل الفلسطينية، وأكد أن حماس مستعدة لتفعيل لجنة وطنية مع الفصائل لمتابعة تطورات الحوار الأمني والوضع الوطني.
واستغرب الحية إصرار رئيس السلطة محمود عباس على برنامجه الخاص، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق تفاهم وبرنامج عمل مشترك بين الفصائل الفلسطينية كافة.
وأكد أن العلاقة إيجابية بين حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، وأعلن جاهزيتها لتفعيل لجنة وطنية مشتركة مع الفصائل لمتابعة مستجدات الحوار الأمني.
وأشار إلى وجود إجماع واسع من قبل الفلسطينيين بشأن تجريم الاعتقالات السياسية، وأن جميع الأطراف في فلسطين يدينون ويستنكرون الاعتقالات السياسية التي تحدث في الضفة الغربية.
وأضاف الحية أن الاعتقالات السياسية تسيء بالأساس إلى السلطة الفلسطينية وحركة فتح في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن هذه الاعتقالات لن تساهم في تعزيز مكانة السلطة أو منحها كينونة جديدة.
التطبيع
وتعليقا على التقارير الصحفية حول حوارات سعودية إسرائيلية تحت رعاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال الحية إن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي يضر بشدة بالقضية الفلسطينية، ويشكل هدية للاحتلال على جرائمه وسيطرته على القدس والمسجد الأقصى.
وأوضح الحية أنهم يرفضون أي علاقة مع الاحتلال، نظرًا لتأثيرها السلبي على قضية فلسطين، مؤكدا أن الخيار الصحيح في هذه الظروف هو طرد إسرائيل من الدول العربية وقطع العلاقات معها.
وفيما يتعلق بالأزمات التي يواجهها الاحتلال، أشار الحية إلى أن تلك الأزمات كشفت عن وجهه الإجرامي، مؤكدًا أن محاولاته تقديم نفسه كدولة ديمقراطية وتحترم القانون وحقوق الإنسان لم تعد مقنعة.
وأشار إلى أن القادة الإسرائيليين يظهرون أمام المحاكم في قضايا فساد، وأن الكيان مزقه الانقسام الداخلي والتشتت.
العلاقات العربية والإسلامية
وأعرب رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية عن تقديره للحب والانتماء الذي يشعر به من شعوب الأمة العربية والإسلامية، والذي يجعله يشعر بأنهم شركاء في صد العدوان ومواجهة الاحتلال، وبالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.
وأشار الحية إلى الأسس التي تم وضعها في علاقة حماس مع الدول العربية والإسلامية وأهمها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واستثمار العلاقات وتطويرها لدعم مشروع تحرير فلسطين.
وأوضح الحية أن هذه الأسس جعلت من حركة حماس في نظر المنصفين أنها بلا خصوم باستثناء الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الحركة قد حققت مرحلة أفضل مما كانت عليه خلال السنوات العشر الماضية، حيث تمكنت من إعادة بناء وتطوير العلاقات التي تعرضت للتأثر أو الانقطاع أو التجميد، معربا عن تطلعه إلى تعزيز هذه العلاقات مع المحيط الإقليمي والعالمي.
في إشارة إلى التسويات والمصالحات في المنطقة، أعرب الحية عن سروره للتطورات الإيجابية، مثل استعادة العلاقات بين إيران والسعودية، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ودور تركيا الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدا أهمية تلك الخطوات في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ودعم القضية الفلسطينية.
أهمية فلسطينيي الداخل
وأكد رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس، أهمية تجذر شعب فلسطين في الأرض وتفاعله مع قضيته الحقيقية.
وأوضح الحية أهمية وجود الفلسطينيين داخل الكيان الصهيوني كمساهمة في مشروع شعب فلسطين، مؤكدًا أنهم يحملون في قلوبهم الانتماء والولاء لوطنهم وقضيتهم، وأنهم لديهم القدرة على مواجهة مخططات الاحتلال.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الفصائل الفلسطینیة السلطة الفلسطینیة حرکة حماس وأشار إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
إعلام غربي: طهران لم تتوقع شدة الهجوم الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر
قالت وسائل إعلام أجنبية إن إيران أساءت تقدير الرد الإسرائيلي على دعمها حركات المقاومة في غزة ولبنان، وظنت أن الضغوط الدولية على تل أبيب ستقلل من شدة ردودها العسكرية بداية من السابع من أكتوبر 2023.
وقالت واشنطن بوست إن إيران ساندت بشكل واضح وكانت الداعم الأساسي لحركة حماس في هجوم "طوفان الأقصى" الذي يمتد أثره حتى الآن بعد أن شنت إسرائيل واحدة من أعنف ردودها العسكرية ما أسفر عن تدمير نحو 80% من مباني قطاع غزة وجعله مكانًا غير قابل للحياة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن تكلفة هذه الحرب يدفعها الفلسطينيون لا إيران التي لم تبدِ أي استعداد لإعادة إعمار القطاع الذي يتكلف أموالًا مذهلة ويستغرق عقودًا في ظل حالة عدم اليقين السياسي وغياب الإرادة الدولية الواضحة لتمويل مثل هذا الجهد.
ونوهت لوموند الفرنسية بأن إيران لطالما قدمت نفسها كراعٍ لحركات المقاومة، بما في ذلك حماس وحزب الله، وقد حصل كلا التنظيمين على دعم مالي وعسكري ولوجستي من الجمهورية الإسلامية.
ووفقًا للاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، زودت طهران حركة حماس بأنظمة أسلحة وأموال ومعرفة تقنية، واستضافت قادة بارزين وسهّلت التنسيق مع وكلاء إقليميين آخرين.
ويُعد هذا التحالف جزءًا مما يسميه كثير من المحللين "محور المقاومة" وهو شبكة تنسقها إيران بدرجة كبيرة لمواجهة المصالح الإسرائيلية والغربية، حسب الصحيفة الفرنسية.
ونوهت لوموند بأن المشهد تكرر في دعم إيران حزب الله وتركه لبنان يعاني حالة دمار بعد حروب متعددة مع إسرائيل ودفعت البلاد إلى حالة من الشلل السياسي والاقتصادي.
ونوهت الصحيفة بأن الهجوم الأخير على إيران كان آخر مرحلة من سلسلة إساءة طهران تقدير الهجوم الإسرائيلي الذي كان دقيقًا وكبدها خسائر كبيرة على المستوى العسكري.