تختلف أو تتفق مع يحيي السنوار زعيم حركة حماس رئيس المكتب السياسي لها، والذي تمت تصفيته من جانب إسرائيل، فإنه صفحة في حياة الفلسطينيين ومرت. 

ما بين 2 مليون فلسطيني يصرخون طوال ما يزيد عن عام كامل، إثر التداعيات الكارثية لطوفان الأقصى على قطاع غزة، والدهشة والألم من أن السنوار العقل المدبر للعملية وباقي قادة حماس، لم يفكروا للحظة واحدة في كيفية رد الفعل الإسرائيلي الهمجي  المتطرف على هذه العملية، وما يمكن أن تحمله من عقاب جماعي يصل للإبادة الجماعية ومختلف صنوف جرائم الحرب بامتياز.

وبين من يرون أن 7 أكتوبر، صفعة قوية قامت بها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل ولن تنساها، مهما كانت بعد ذلك تداعياتها أو نتائجها أو ما أسفرت عنه وبشكل حقيقي في الواقع.

لكن بعيدا عن هذا وذاك، فإن السؤال الذي يشغل بال 2 مليون فلسطيني اليوم، ومئات الملايين من العرب هو مستقبل غزة بعد قتل السنوار، فحماس فقدت إسماعيل هنية والسنوار، وغالبية قادتها الحقيقيين على الأرض داخل القطاع – دعك من المتواجدين في الخارج فهؤلاء ليس لهم وزن حقيقي على عناصر الحركة في الداخل وتوجيهها.
السؤال ماذا عن مصير قطاع غزة.. وماذا عن مستقبل هذه الحرب الهمجية المدمرة؟ 
الواقع أن هناك ثلاث سيناريوهات للقادم في قطاع غزة، وطريقين لا يمكن أن تخرج عنهم الأمور:-
-السيناريو الأول، أن تتمسك حركة حماس أو الجيل الثاني للقيادات فيها بنفس ما تمسك به يحيى السنوار،  وهو رفض أي صفقة تفاوض مع إسرائيل والتشدد حتى خروجها تماما من قطاع غزة، ومن حيث جاءت ولا تنسى أن القطاع لم يكن محتلا منذ 2006، وهذه للأسف خيالات- وكما قلت سابقا فإن الاحتلال الإسرائيلي لن يفرط أبدا في مكاسب يراها استراتيجية من وجهة نظره، حققها داخل القطاع، والسيطرة على شمال غزة والتواجد لفترة طويلة قدر المستطاع في محور صلاح الدين، والتغول في القطاع لمطاردة وتفكيك عناصر حماس الذين يواجهونه، وإذا تمسكت حماس بهذا الطريق، فلأسف الشديد مزيدا من الدمار والخراب ربما لعام كامل آخر أو يزيد، ووزير الدفاع الإسرائيلي غالانت قال صراحة إن الحرب في غزة قد تطول لسنوات!
-السيناريو الثاني، أن تراجع قيادات حماس موقفها من صفقات التهدئة المعروضة عليها والجهود الهائلة التي تقوم بها مصر وقطر، لوقف إطلاق النار ويكون هناك مرونة في الشروط حتى يتم وقف إطلاق النار، وينسحب جيش الاحتلال على مراحل، ولو على مدى عام كامل من القطاع، ويتم تبادل كل المحتجزين اليهود وآلاف من الأسرى الفلسطينيين مقابلهم، وهذا هو الحل العملي وسيكون خروجا من عنق الزجاجة للشعب الفلسطيني وماء الحياة من جديد للقطاع أمام حكومة متطرفة مجنونة موجودة في تل أبيب، لا تجدي بالا لأي نداءات أو ضغوطات دولية، وللأسف ساعدها على ذلك إدارة أمريكية هزيلة في نهايات عصر بايدن، وللأسف الاكبر فإن أيا من كامالا هاريس أو ترامب لن يكون متعاطفا مع إسرائيل وحكومتها أقل من بايدن بل ربما أكبر وأسوأ.
-أما السيناريو الثالث بعد قتل السنوار، فإنه مُعلق بالداخل الفلسطيني ذاته، سواء كان تحرك شعبي في قطاع غزة للمطالبة بالقادم وتحديد شكله، وما يريدونه أو تحرك سياسي أكبر من جانب السلطة الفلسطينية لبلورة صفقة ساسية توقف حمام الدم في غزة، ولن يكون صعبا على السلطة أن تطلع قادة حماس من الجيل الثاني داخل القطاع، أو قادة الخارج المنظرين عبر المكاتب، عما تعرض له الشعب الفلسطيني من فاجعة حقيقية، والخوف من أن تكون غزة هى أفغانستان 2 ، ويكون استمرار القصف والتدمير والعمليات والعمليات المواجهة هو مصيرها لسنوات، ويكون القطاع قد ضاع للأبد.
الخلاصة.. رحيل السنوار بعد تصفيته من جانب إسرائيل مرحلة فارقة للغاية في مصير قطاع غزة بين طريقي الحرب أو التهدئة والتسوية، وعلى كل المناصرين للقضية والداعمين للمقاومة، أو الشامتين في حماس والمؤيدين للاحتلال، على كل هؤلاء وأولئك أن ينظروا بعين الرحمة لـ2 مليون فلسطيني يواجهون خطر المجاعة وتنتشر بينهم الأمراض وفقدوا قوام حياتهم تمامًا، ودمرت منازلهم ويعيشون في خيام في العراء في الصيف والشتاء هم وعيالهم، فإما الاستمرار في الوضع الراهن والرهان بعذاب وقتل وتدمير وتشريد 2 مليون فلسطيني، أو صفقة تنهي الحرب وتفتح طريقا جديدا للحياة في القطاع.
.. انتصروا للشعب الفلسطيني ومأساته طوال عام كامل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ملیون فلسطینی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الحوثي: وقف هجماتنا ضد إسرائيل مرهون بالتزامها باتفاق غزة

شددت حركة "أنصار الله" اليمنية، على أنها ستوقف هجماتها ضد إسرائيل وسفنها في البحر الأحمر إذا التزمت باتفاق غزة، وتوعدت تل أبيب في حال استمرار حصارها للقطاع.

 

قال عضو المكتب السياسي لـ"أنصار الله"، حزام الأسد، لوكالة "نوفوستي": "عملياتنا العسكرية ستتوقف إذا التزم الجيش الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار، وسنواصل مراقبة تنفيذ الاتفاق".

 

وأضاف: "إذا واصلت إسرائيل عدوانها وحصارها لأهلنا في غزة، فسنستأنف عملياتنا العسكرية بوتيرة أشد من ذي قبل للضغط عليها لوقف جرائمها وعدوانها".

 

حماس تؤكد: لن نحكم غزة بعد انتهاء الحرب


 قالت وكالة الأنباء الفرنسية AFP عن مصدرٍ لها داخل حركة حماس إن الحركة تخلت عن فكرة حكم غزة. 

وقال المصدر: "حماس لن تحكم قطاع غزة في المرحلة الانتقالية بعد انتهاء الحرب".

 أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، أن جيش الاحتلال يستعد لتدمير شبكة أنفاق حماس في غزة فور إتمام عملية إعادة المحتجزين الإسرائيليين.

 أوضح كاتس، أن العملية ستُنفذ بإشراف آلية دولية بقيادة الولايات المتحدة، ضمن خطة لنزع سلاح حماس وتحييد قدراتها.

 وأعلنت وكالة الأنباء رويترز أن رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا سيحضر قمة شرم الشيخ للسلام غدًا.

 ويترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي القمة الدولية في شرم الشيخ للإعلان عن اتفاق أسس السلام في غزة والشرق الأوسط، بحضور ترامب ولفيف من الرؤساء الدوليين.

 وقالت وزارة الصحة بغزة، اليوم الأحد، إن تعزيز ما تبقى من مستشفيات عاملة أولوية قصوى لا تحتمل الانتظار.

 

 

 وأضافت: "توقف الخدمات التخصصية والتشخيصية يفاقم الوضع الصحي ويعوق التدخلات الجراحية المعقدة".

 وتابعت الوزارة بيانها بالقول: "آلاف المرضى والجرحى بحاجة عاجلة إلى أماكن مؤهلة لتقديم الرعاية الصحية".

وأكملت: "الأوضاع الصحية والإنسانية تتطلب الاستجابة الطارئة لإدخال الإمدادات الطبية الضرورية".

 وأعلنت المصادر الطبية في قطاع غزة، امس السبت، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 67,682 شهيدًا و170,033 مصابًا.

 وأوضحت المصادر الفلسطينية داخل القطاع  أن 151 شهيدًا – بينهم 116 جثمانًا جرى انتشالها من تحت الأنقاض – و72 مصابًا، وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

 وأضافت، أن عدد شهداء لقمة العيش ارتفع إلى 2,615 شهيدًا وأكثر من 19,177 مصابًا.

 كما بلغت حصيلة الضحايا منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم، نحو 13,598 شهيدًا و57,849 مصابًا، في استمرارٍ للكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ نحو عامين من الحرب والإبادة.

 وقام ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الأركان الإسرائيلي آيال زامير بزيارة قطاع غزة صباح اليوم للتأكد من انسحاب قوات الاحتلال للخط الأصفر

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تُفرج عن 1986 أسيرًا فلسطينيًا تنفيذًا لاتفاق وقف الحرب
  • في وداع صالح الجعفراوي.. العالم العربي يبكي رحيل جندي الإعلام برصاصات فلسطينية
  • إبراهيم عثمان يكتب: حتى لا ننسى.. منازلنا وعارهم!
  • وزير فلسطيني: تكلفة إعمار غزة قد تتجاوز 70 مليار دولار.. كاتس: الجيش سيدمر كل الأنفاق!
  • الحوثي: وقف هجماتنا ضد إسرائيل مرهون بالتزامها باتفاق غزة
  • إسرائيل تزعم العثور على مذكرة بخط يد يحيى السنوار في غزة
  • إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في القدس
  • حماس تؤكد: لن نحكم غزة بعد انتهاء الحرب
  • قيادي في حماس: الحركة لن تشارك في مراسم توقيع الاتفاق مع إسرائيل
  • الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلاف فلسطيني مفقودين حتى اللحظة بسبب الحرب