التوحيد وحسن الظن بالله من صفات المتقين وروى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي ﷺ عن النبي ﷺ قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما.

وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ. رواه أبو داود.


اتفق العلماء على أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام، نقل هذا الاتفاق الإمام النووي في شرح صحيح مسلم وابن قدامة في المغني، بل عدّه النبي- صلى الله عليه وسلم- من السبع الموبقات»، كما في حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «اجتنبوا السبع الموبقات» -المهلكات- قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: «الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» متفق عليه.

 

وقد ذهب جمع من العلماء إلى تكفير من يعلم السحر ومن يتعلمه، مستدلين على ذلك بأدلة منها قوله تعالى «وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ» سورة البقرة (102)، ولأن الله تعالى قال في الملكين «وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ». فبين الله تعالى أنه بمجرد تعلمه يكفر سواء عمل به أم لا.
وقال الشوكاني-رحمه الله- «لا شك أن من تعلم السحر بعد إسلامه كان بفعل السحر كافراً»، وقال ابن عثيمين عند تفسيره لقوله تعالى «وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ» أي بتعلم السحر؛ أو تعليمِه، وهذا فيما إذا كان السحر عن طريق الشياطين، أما إذا كان عن طريق الأدوية، والأعشاب، والدورات ونحوها ففيه خلاف بين العلماء.. ومنها: أنّ تعلم السحر ضرر محض، ولا خير فيه؛ لقوله تعالى «وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ»؛ فأثبت ضرره، ونفى نفعه.
والحقيقة أن السحر من الفساد في الأرض، يفسد الدين ويفسد الأخلاق ويفرق بين الأسر ويورث العداوات.


تطورات الحياة والتكنولوجيا وكشف العلم عن غوامض طالما اعتقدنا بتأثيرها السحري، لكن يبقى الإنسان، وربما بسبب التطور نفسه وما يسببه من قلق واضطراب مغريا للنفس باستكشاف المجهول، بقراءة الغد ومعرفة الطالع، بالخوف من العين الحاسدة وما رصدته الأيام لمستقبلنا. انتشرت مواقع المنجمين وقارئي الطالع وصانعي الرُقى «الشرعية»، ومازال جمهور كبير يقع تحت تأثير الخرافة والوهم. من قلب العالم المملوء بالصخب تردد جمهور كبير على محضّري الأرواح ومخرجي الجن من الأبدان. والقبس ترصد، عبر حلقات خاصة، رحلة الوهم والحقيقة، وحكايات خلطت الواقع بالأساطير، تستطلع تجارب الناس وآراء المتخصصين، وتضع يدها على عالم الحلم الأبدي بالسيطرة على سر الأسرار: الروح الإنسانية.

 

 استغل الدجالون والمشعوذون عصر التكنولوجيا الذي نعيش ذروة لحظاته، بسبب ثورة الاتصالات والإنترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، لبيع الوهم لمن لديهم هوس بالسحر وتسخير الجان إلى آخر قائمة الشعوذة.


ينتشر على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة طوفان من مواقع الإعلانات، تدعي أنها تقدم دورات في تعليم السحر وتسخير الجن وفك الاعمال وعمل طلاسم المحبة لـ«المبتدئين»، قائمة حيل الترويج لهذه الدورات طويلة ولا تنتهي، حيث يستخدم أصحابها شعارات مثيرة يسيل لها لعاب المهووسين بعالم السحر وتسخير الجن.
تصوغ هذه الإعلانات عن الدورات المزعومة عناوين على غرار: تعلم الروحانيات، دورة في السحر الحلال، اتقن عالم الروحانيات، تعلم فك السحر بالطاقة الداخلية، تدرب على فن الريكي، دورة كيف تعرف أنك مسحور، والقائمة طويلة من الشعارات الرنانة التي تؤتي أكلها بين الآلاف من الباحثين عن الدخول إلى عالم السحر الغامض.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 6 من سورة القارعة: ” فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ”.
مما استوقفني في هذه الآية ثلاث مسائل، الأولى: لماذا جاء ثقل الموازين دلالة على زيادة الأعمال الصحيحة، مع أن الميزان واقعيا يوازن بين شيئين، فهو إما أن تضع الشيء في كفة وفي الكفة الأخرى ما يعادله من أثقال مقدرة، فتحسب قيمة الثقل الموازن لتعرف وزن الشيء الموزون، وإما أن تضع الشيئين فتنقص أو تزيد من أحدهما لكي يتعادلا فيصبحا بالوزن ذاته.
في الحالتين يلزم الميزان التوازن، فإن رجحت كفة فلا يعلم مقدار زيادة وزنها إن كان قليلا أو كثيرا إلا بالترجيح وهو إضافة أثقال معلومة وحساب قيمتها.
فإن كانت الحسنات في كفة والسيئات في الأخرى، فلماذ اعتبر الله تعالى ثقل الميزان لصالح الصالح، وأنّ خِفّتَها تعني رجحان السيئات؟، مع أن كفة السيئات من الممكن أن تكون الراجحة، فلم يقل من ثقلت (أي رجحت) كفة أعماله الصالحة، بالمقابل من ثقلت كفة أعماله السيئة؟.
معنى ذلك أنه تعالى لم يقم وزنا للأعمال السيئة!، أليس في ذلك بشارة وطمأنة للبشر؟
إذاً فالعمل الصالح هو المعتبر عنده تعالى، وهو الذي له قيمةٌ وحساب، وتقدير قيمته عائد لعدل الله وكرمه، وتقدير قيمة السيء من العمل عائد لرحمة الله وعفوه.
التساؤل الثاني يتعلق بدلالات استعمال الميزان في التقييم، وهو عنوان العدالة، إذاً فالأمر ليس تقديريا، بل يُحسب بدقة، فكل شيء فعله في الدنيا أحصاه الله، و”لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى” [طه:52]، و”وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا” [الإسراء:13]، لذا فلا يستصغر المرء أعماله التي قصد بها رضا الله تعالى مهما ضؤلت، لأنه لا يهمل الله أمرا كان بقصد نيل رضاه جل وعلا مهما قل، ولا أمرا أغضب الله فيه مهما صغر” فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ” [الزلزلة:7-8]، وإنه “لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً” [الحجرات:14].
من هنا يتعلم المرء حسن الأخلاق، فليس عمل الخير مقصورا على من يملك المال، بل الكلمة الطيبة والإبتسامة والود في التعامل وحتى في رفع الأذى عن الطريق، كل ذلك رصيد له يوم لا يتمنى المرء غير إثقال الميزان.
كما جاءت لفظة الموازين بصيغة الجمع لأن الصالحات كثيرة التنوع ومتفاوتة في الأثر، فلا تقاس بميزان واحد، فذكر الله يقاس بمقدار ما حققه من تقوى وبعد عن المعاصي وليس بعدد الأذكار، والصدقات بمقدار النفع المتحقق وليس القيمة، ونوافل العبادات بالإخلاص في أدائها وليس بعددها، والجهاد بمقدار صدق النية في التضحية وليس بعدد المعارك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمقدار الأثر المتحقق،..الخ.
وأما الثالثة فهي في دلالة استعمال (راضية) والتي هي إسم فاعل، ولم ترِدْ (مرضي عنها)، أي في مقام إسم المفعول، فالمفترض أنّ العبدَ هو الذي يرضى عن العيشة.
إن استعمال اسم الفاعل في مقام اسم المفعول أحد الإعجازات القرآنية الباهرة ، ومثلها قوله تعالى:”جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا” [الإسراء:45]، فالحجاب يكون ساترا أي إسم فاعل فكيف جاء مستورا(اسم مفعول)؟، قال العلماء في تفسير ذلك أنه يكون حجابا مضاعفا بطبقات عديدة تستر بعضها بعضا، وإذاً فتفسير العيشة الراضية أنها ليست مُرضِيةً فحسب، بل هي متعددة الإرضاء، وكأنها هي الراضية بذاتها عن العبد، لأنها محققة لجميع ضروب السعادة والكفاية.
كم من الكنوز النفيسة في قرآننا العظيم، والتي مهما نقب الإنسان سيجد منها الجديد في كل عصر، وبما وسعته مدارك كل زمان، لذلك حض الله على دوام التفكر في كتابه، ولم يقل بالاقتصار في فهمه على ما جاء به الأولون، وذلك لأجل استنباط فهم جديد ينفعهم في حل مشكلات استحدثت بفعل التطور والتغيير على مر الأزمنة.
فالحمد لله على هذه النعمة الدائمة الباقية أبد الدهر، قد تزول أية نعمة لكنها لا تزول.

مقالات ذات صلة كاريكاتير د. علاء اللقطة 2025/07/30

مقالات مشابهة

  • فضل كثرة ذكر الله وثوابها للمسلم .. من أحب وأفضل الأعمال
  • دعاء الفجر للرزق والفرج.. احرص عليه وقت السحر أو بعد الصلاة
  • دعاء السحر لقضاء الديون الكثيرة .. 24 كلمة قبل الفجر وبعده
  • دعاء ابطال السحر .. أدعية وآيات لا يقدر عليها ساحر ولا جان
  • علي جمعة: مرافقة النبي في الجنة لا تكون إلا بكثرة السجود
  • هل صحيح شهر صفر نحس؟.. النبي نهى عنه للوقاية من هذه المصيبة
  • كثرة السجود.. من الصحابي الذي أوصاه النبي بهذا السلوك ؟
  • دعاء النبي قبل النوم يمحو ذنوبك كلها.. ردده 3 مرات
  • كيف كان يقضي النبي يوم الجمعة؟.. الطريقة كما وردت في كتب السنة
  • تأملات قرآنية